اعتاد نوفاك ديوكوفيتش التهام منافسيه في الملعب الرئيسي لبطولة ويمبلدون للتنس في اليوم الأخير لمنافسات الرجال كما يمضغ عشب أشهر الملاعب بعد تحقيق اللقب سبع مرات هناك.
وبعد تأكد المواجهة الكبرى المرتقبة أمام كارلوس ألكاراس يتطلع ديوكوفيتش الآن لمعادلة الرقم القياسي بالبطولات الأربع الكبرى وحصد اللقب 24 غدا الأحد.
وقال اللاعب الصربي المخضرم عن ألكاراس مازحا: «إنه متحفز للغاية وشاب وجائع، أنا جائع أيضا، لذا هيا إلى الوليمة».
ولا يخفي ديوكوفيتش شهيته المفتوحة لتحطيم المزيد من الأرقام القياسية ليترك في ظله كل منافس له، خاصة من يزاحمونه على لقب الأعظم في التاريخ.
وللمرة الأولى في مسيرته يقف ديوكوفيتش وحيدا على منصة اللاعب الأكثر تتويجا بالبطولات الأربع الكبرى عقب فوزه بلقب فرنسا المفتوحة الشهر الماضي ليرفع رصيده إلى 23 لقبا كبيرا ويتخطى غريمه رافائيل نادال في القائمة التاريخية.
لكن هذا الإنجاز لم يشبع رغبات اللاعب البالغ من العمر 36 عاما.
وبالتفكير في أنه صقل مهاراته بالتدريب في حوض سباحة جاف تحول إلى ملعب للتنس أثناء قصف حلف شمال الأطلسي لبلغراد عام 1999 يمكن إدراك ماذا تعني أكبر جوائز التنس له.
وقال قبل خوض النهائي 35 له بالبطولات الأربع الكبرى وهو رقم قياسي: «ربما يشعر البعض بأن فوزي في رولان غاروس منحني ارتياحا شديدا بعد أن أصبحت اللاعب الوحيد الذي يملك 23 لقبا كبيرا، هذا ليس صحيحا».
وأضاف: «ليس سرا أن البطولات (الأربع) الكبرى تمثل أقصى أولوية لي، أعلى الأهداف في لائحة أولوياتي، في كل بداية موسم أود أن أكون في قمة مستواي في الأربع بطولات. أشعر بأن المهمة لم تنته حتى أرفع الكأس».
يفصل لقب واحد بين ديوكوفيتش ومعادلة الرقم القياسي لروجر فيدرر المتوج في ويمبلدون ثماني مرات، وإذا نال الجائزة الكبرى غدا سيعادل أيضا الرقم القياسي لمارغريت كورت الحاصلة على 24 لقبا في البطولات الأربع الكبرى، وهو رقم احتفظت به اللاعبة الأسترالية السابقة خلال 50 عاما.
ورغم بلوغه 36 عاما لم يفقد ديوكوفيتش سمعة اللاعب الذي لا يقهر، إذ نال ستا من آخر عشر بطولات كبرى.
وحتى بعد أن أزاحه ألكاراس من قمة التصنيف العالمي لا يزال ديوكوفيتش الاسم الأكثر رعبا للمنافسين، إذ كشف ألكاراس (20 عاما) عن معاناته العصبية خلال مواجهته في قبل نهائي رولان غاروس.
واعترف ألكاراس بأنه تعرض لتقلصات بسبب التوتر أمام ديوكوفيتش، ما دمر فرصه في تحقيق لقب فرنسا المفتوحة قبل خمسة أسابيع.
ولا شك أنه تعلم دروسا حياتية كثيرة من هذه المعاناة، والطريقة التي لعب بها ألكاراس في ويمبلدون دفعت جون مكنرو لوصفه بأنه «أفضل من فيدرر وديوكوفيتش ونادال في سن 20».
وقال ألكاراس بطل أميركا المفتوحة: «إذا فزت سيكون إنجازا مذهلا لي، ليس فقط بلقب ويمبلدون، التفوق على ديوكوفيتش نجاح استثنائي للغاية. أقول دائما إذا أردت أن تصبح الأفضل يجب أن تهزم الأفضل، ونوفاك من بين الأفضل، سيكون من الرائع تحقيق ذلك».
رغم صغر سنه حقق اللاعب الإسباني المصنف الأول 12 لقبا بالفعل ولم يحتج إلى وقت طويل للشعور بأنه في بيته بالملاعب العشبية خاصة حين سحق دانييل ميدفيديف المصنف الثالث بثلاث مجموعات في قبل النهائي.
ويبدو ألكاراس بلا مشكلات بدنية لكنه يدرك وجوب الصمود أمام صلابة ديوكوفيتش الذهنية إذا أراد أن يقلب نتيجة باريس.
وقال ألكاراس الذي يرغب في إنهاء سلسلة خالية من الهزائم لمنافسه الصربي في الملعب الرئيسي خلال عشر سنوات: «إنه مذهل، لا يرتكب أخطاء في الملعب. إنه وحش من الناحيتين البدنية والذهنية، كل شيء حوله لا يصدق. سأحاول دخول الملعب دون توتر كبير كما حدث في فرنسا المفتوحة، أتمنى ألا أتعرض لتقلصات في النهائي، سأجري بعض التدريبات للاحتفاظ بالهدوء ونسيان أو محاولة نسيان أنني ألعب أمام ديوكوفيتش في نهائي».
ويتطلع ديوكوفيتش، الذي يتعادل 1-1 مع ألكاراس في المواجهات المباشرة، إلى التحدي أيضا.
وقال ديوكوفيتش الساعي لأن يكون أكبر لاعب سنا يحقق لقب البطولة الكبرى على الملاعب العشبية في عصر الاحتراف: «ربما يكون أفضل نهائي يمكن أن نحظى به، كلانا في حالة جيدة ونلعب ببراعة. أريد حصد اللقب دون شك، أتطلع لذلك وسيكون تحديا رائعا، أكبر تحد يمكن أن أواجهه حاليا من أي ناحية... بدنية أو ذهنية أو عاطفية».