استهداف حوثي لمحطات التوليد التجارية بغرامات تصل إلى 45 ألف دولار

عناصر حوثية أثناء استهدافها ملاك المولدات الكهربائية في صنعاء (إعلام حوثي)
عناصر حوثية أثناء استهدافها ملاك المولدات الكهربائية في صنعاء (إعلام حوثي)
TT

استهداف حوثي لمحطات التوليد التجارية بغرامات تصل إلى 45 ألف دولار

عناصر حوثية أثناء استهدافها ملاك المولدات الكهربائية في صنعاء (إعلام حوثي)
عناصر حوثية أثناء استهدافها ملاك المولدات الكهربائية في صنعاء (إعلام حوثي)

ضمن حملة منظمة اجتاحت عدداً من القطاعات الحيوية ومختلف الفئات والشرائح اليمنية، يستهدف الحوثيون ملاك محطات توليد الطاقة الكهربائية، وفق مصادر أفادت بإلزام الجماعة ملاك 112 منشأة كهربائية بدفع غرامات تتراوح بين 10 آلاف و45 ألف دولار.

الاستهداف الأخير للجماعة أعقبه لقاء عُقِد في صنعاء يوم العاشر من يونيو (حزيران) 2023، جمع محمد البخيتي وزير الكهرباء بحكومة الانقلابيين غير المعترف بها دولياً، ومحمد الديلمي منتحل صفة النائب العام لدى الحوثيين، وخصص لما سمي بتنسيق جهود استهداف الجماعة لما تبقى من العاملين بقطاع الكهرباء في مناطق سيطرتها.

عنصر حوثي أثناء تفقده عداداً كهربائياً في صنعاء (إعلام حوثي)

وفي اللقاء سلم الوزير الانقلابي النائب الحوثي قائمة بأسماء المئات من ملاك محطات الطاقة التجارية غير الموالين لهم، داعياً النيابة الحوثية لإصدار توجيهات مستعجلة للجهات التابعة لها تحض على التعاون معهم وشن حملات تعسف وضبط بحق ملاك المحطات بحجة مخالفة التعليمات.

وحسبما نقلت وسائل إعلام الجماعة، شدد البخيتي على الإسراع بالتنسيق بين الوزارة والنيابة العامة الواقعتين تحت قبضة الميليشيات لتنفيذ ما سماها حزمة إجراءات جديدة تستهدف ما بقي من العاملين في قطاع الكهرباء التجارية.

وأكد القيادي في الجماعة انتهاء الوزارة الحوثية من إعداد تلك الإجراءات التي وصفها بـ«الفنية»، بينما أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن ظاهرها تنظيم عملية توليد وتوزيع وبيع الطاقة، وباطنها فرض الجماعة كامل السيطرة على ما تبقي من ذلك القطاع.

وتتضمن بعض تلك الإجراءات فرض الجماعة ما يسمى «غرامات» ضد ملاك المحطات لمخالفتهم التعليمات، حيث يتم إجبارهم من قبل القضاء والنيابة الحوثيين على دفع ما يفرض عليهم من مبالغ.

حملة إغلاق وغرامات

كشفت عاملون في وزارة الكهرباء الحوثية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إحالة الميليشيات خلال الشهور الأربعة الأولى من هذا العام نحو 225 منشأة كهربائية تجارية من أصل 400 إلى النيابة العامة، أحالت الجماعة منها 112 منشأة في مناطق سيطرتها إلى القضاء التابع لها، وصدر ضد ملّاكها أحكام حوثية تلزمهم دفع غرامات بسبب مخالفات تتراوح بين 10 آلاف دولار، و45 ألف دولار.

وشنت ما تسمى باللجنة الرئيسية لمولدات الكهرباء الخاصة المستحدثة من قبل الجماعة في الآونة الأخيرة العشرات من حملات التعسف الميدانية ضد ملاك المحطات في صنعاء ومدن أخرى، أسفرت عن إغلاق 234 محطة من أصل 400، بزعم ارتكاب ملاكها مخالفات، حسب المصادر

جانب من فعالية طائفية نظمتها مؤسسة كهرباء الحديدة (إعلام حوثي)

وسبق أن توعد الانقلابيون قبل عدة أيام ملاك المحطات بتنفيذ حملة واسعة ضدهم، في حين جدد ملاك المحطات اتهامهم للميليشيات بـ«التمييز والعنصرية والكيل بمكيالين من خلال تعمد استهدافها المنظم لملاك المحطات غير الموالين لها رغم التزام كثير منهم بالتعليمات، وتجاهلها لآخرين رغم مخالفاتهم الكبيرة فقط لأنهم ينتمون إليها».

وكانت الميليشيات نفذت قبل أسابيع حملة استهداف طالت بالتعسف والإغلاق 6 محطات تجارية في المناطق الثانية والثالثة في صنعاء، بذريعة عدم التزام ملاكها بالتسعيرة المقررة، وإلغاء ما يسمى الاشتراك الشهري.

ولفت عاملون في محطات طالها الاستهداف الحوثي إلى تكثيف الميليشيات في تلك الفترة من حملاتها الميدانية بحق المحطات وملاكها في صنعاء وضواحيها، رغم التزام أغلبهم بالتعليمات الحوثية.

واستثنت الجماعة بحملاتها تلك التجارَ الموالين لها ممن أنشأت لهم في السابق عشرات المحطات بصورة مخالفة، ومن دون تراخيص رسمية. وأكد العاملون أن الميليشيات سرعان ما عادت بعد ساعات قليلة من إغلاقها عدداً من المحطات إلى السماح بإعادة تشغيلها، بعد أن فرضت عليهم دفع أتاوات مالية.


مقالات ذات صلة

وفاة 45 يمنياً وتضرُّر مئات المساكن نتيجة السيول

العالم العربي آلاف الأسر في اليمن بحاجة للمساندة إثر السيول التي ضربت غرب وشما غرب البلاد (إكس)

وفاة 45 يمنياً وتضرُّر مئات المساكن نتيجة السيول

أفاد مسؤولون يمنيون وعمال إغاثة بأن نحو 45 شخصاً ماتوا جرّاء السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة على محافظتَي الحديدة وحجة، ليل الثلاثاء، وبأن مئات المساكن تضررت.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي إطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (أرشيفية - أ.ب)

غارتان غربيتان في تعز واعتراض هجمات حوثية فوق البحر الأحمر

أقرت الجماعة الحوثية بتلقي غارتين استهدفتا، الأربعاء، موقعاً في محافظة تعز (جنوب غربي اليمن) وذلك بعد ساعات من اعتراض الجيش الأميركي هجمات فوق البحر الأحمر

علي ربيع (عدن)
العالم العربي مبنى مؤسسة الكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية في صنعاء (إعلام محلي)

مالكو مولّدات الكهرباء في مواجهة مع تعسف الحوثيين

على خلفية استمرار حملات التعسف والجباية الحوثية ضد ملاك محطات توليد الكهرباء هددت كيانات نقابية بقطع الخدمة ضمن المواجهة مع قادة الجماعة في صنعاء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي أطفال يمنيون يتلقون الرعاية في مركز العزل الحكومي في عدن (إعلام محلي)

منظمة دولية: الحوثيون يعرقلون الإغاثة ويفاقمون الكوليرا

اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحوثيين بعرقلة أعمال الإغاثة والوصول إلى المعلومات، ما أدى إلى تفاقم تفشي الكوليرا القاتل في جميع أنحاء اليمن.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الأطفال اليمنيون دون سن الخامسة يعانون من توقف النمو ونقص التغذية الحاد (الأمم المتحدة)

تقدير أممي بموت 62 ألف طفل يمني سنوياً قبل سن الخامسة

ذكرت منظمة الصحة العالمية أن نحو مليون يمني يصابون سنوياً بالملاريا، وأن نحو 62 ألف طفل يموتون كل عام تحت سن الخامسة، بسبب تدهور النظام الصحي.

محمد ناصر (تعز)

السعودية: اغتيال هنية انتهاك صارخ لسيادة إيران

وليد الخريجي نائب وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في الاجتماع الاستثنائي (الشرق الأوسط)
وليد الخريجي نائب وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في الاجتماع الاستثنائي (الشرق الأوسط)
TT

السعودية: اغتيال هنية انتهاك صارخ لسيادة إيران

وليد الخريجي نائب وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في الاجتماع الاستثنائي (الشرق الأوسط)
وليد الخريجي نائب وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في الاجتماع الاستثنائي (الشرق الأوسط)

جدّدت السعودية دعوتها إلى تكاتف الجهود الدولية وتكثيفها لإيقاف التصعيد في المنطقة، وذلك خلال اجتماع استثنائي، عقدته «منظمة التعاون الإسلامي»، مفتوح العضوية للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية، لـ«بحث الجرائم المستمرة للاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، واعتدائه على سيادة إيران»، وذلك في مقر أمانة المنظمة في جدة.

وأكد المهندس وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، استشعار حكومة بلاده خطورة الأحداث المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية بسبب اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته غير الشرعية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، متجاهلة بذلك المواثيق والقرارات الدولية.

وأضاف أن اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خلال زيارته طهران الأسبوع الماضي، يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة إيران وسلامتها الإقليمية وأمنها القومي وللقانون الدولي وميثاق «الأمم المتحدة»، كما يشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليميين.

مواقفها ثابتة تجاه القضية الفلسطينية

وأضاف الخريجي، في كلمته بالاجتماع الاستثنائي، أن حكومة المملكة العربية السعودية، انطلاقاً من مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، تدين ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات على المدنيين، كما ترفض أي اعتداء على سيادة الدول أو التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وفقاً للمواثيق الدولية وميثاق منظمة التعاون الإسلامي.

وأعربت السعودية، في بيانها، عن شديد قلقها من تصاعد انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي أسفرت عن أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية، ونقص الغذاء والدواء والوقود، إلى استنزاف كامل لقطاعات الصحة تحت وطأة الأعداد المتزايدة من المرضى، وكذلك المدنيون النازحون الباحثون عن مأوى.

ودعت السعودية المجتمع الدولي إلى ضرورة التحرك الفاعل للاضطلاع بدوره في تحميل قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تلك الجرائم والانتهاكات وتبعاتها السلبية على فرص إحياء عملية السلام، والكفّ عن الاعتداءات والانتهاكات في حق الشعب الفلسطيني، كما تدعم السعودية كافة الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية والوصول إلى حلّ شامل بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

من جانبه، أعرب حسين طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، في كلمته خلال الاجتماع، عن إدانته الشديدة لجرائم الحرب والإبادة الجماعية اليومية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة.

وأكد الأمين العام أن تمادي الاحتلال الإسرائيلي في هذه الجرائم يشكل إمعاناً من طرف إسرائيل في استباحة كل المحرمات والأعراف والقوانين والقرارات الدولية، مشيراً إلى أن جريمة اغتيال إسماعيل هنية خلال وجوده في طهران يجسد اعتداء على سيادة إيران وأمنها القومي، في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق «الأمم المتحدة».

تجنب الحرب الشاملة

ودعا حسين طه مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ التدابير اللازمة لحمل إسرائيل، قوة الاحتلال، على احترام سيادة القانون الدولي ووقف تهديداتها واعتداءاتها التي تعرض السلم والأمن الإقليميين والدوليين للخطر، وفرض وقف فوري وشامل للعدوان الإسرائيلي الجاري على قطاع غزة، وتجنب الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة من شأنها تقويض أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط برمّتها.

وشدّد الأمين العام على ضرورة حشد الجهود المشتركة لحمل إسرائيل على الالتزام بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ الفتوى الصادرة مؤخراً عن محكمة العدل الدولية بخصوص عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي، ومساءلته وفقاً للقانون الجنائي الدولي على كل الجرائم التي ارتكبها.

وأعرب الأمين العام عن إدانته لجميع الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية، بما فيها تبني قرارات ترفض قيام الدولة الفلسطينية، وتصنيف وكالة الأونروا كـ«منظمة إرهابية»، ودعا إلى تقديم مزيد من الدعم السياسي والمالي لوكالة الأونروا، لتمكينها من ممارسة دورها الحيوي في توفير الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين والمساهمة في تخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

الأمين العام للمنظمة شدّد على ضرورة حشد الجهود المشتركة لحمل إسرائيل على الالتزام بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية (الشرق الأوسط)

رعاية مسار سياسي

كما دعا حسين إبراهيم طه أطراف المجتمع الدولي الفاعلة إلى الانخراط في رعاية مسار سياسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام القائم على رؤية حلّ الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وإلى توسيع الاعتراف بدولة فلسطين ودعم عضويتها في «الأمم المتحدة».

وفي هذا الإطار، أشاد الأمين العام للمنظمة بالجهود الجبارة التي تقوم بها اللجنة الوزارية، برئاسة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية المشتركة الاستثنائية التي عقدت في مدينة الرياض، حيث قامت اللجنة الوزارية بزيارات إلى عدد من الدول المحورية لإجراء مشاورات مكثفة لأجل حلحلة القضية الفلسطينية.

 

 

ويأتي هذا الاجتماع في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، ما أدى إلى ارتقاء أكثر من 40 ألف شهيد وإصابة ما يزيد عن 91 ألفاً، وتدمير الأعيان المدنية، بما في ذلك 430 ألف منزل، فضلاً عن تهجير ما يقارب من مليوني فلسطيني عن بيوتهم.