منتجات تفتيح البشرة يمكن أن تكون خطيرة

كشفت الدراسة قلة الوعي بالمكونات في المنتجات التي يجري شراؤها دون وصفة طبية (أرشيفية)
كشفت الدراسة قلة الوعي بالمكونات في المنتجات التي يجري شراؤها دون وصفة طبية (أرشيفية)
TT

منتجات تفتيح البشرة يمكن أن تكون خطيرة

كشفت الدراسة قلة الوعي بالمكونات في المنتجات التي يجري شراؤها دون وصفة طبية (أرشيفية)
كشفت الدراسة قلة الوعي بالمكونات في المنتجات التي يجري شراؤها دون وصفة طبية (أرشيفية)

تنتشر منتجات تفتيح البشرة بالولايات المتحدة الأميركية بين الأشخاص ذوي البشرة الملونة، وخصوصاً النساء، لكن الأشخاص الذين يستخدمون هذه المنتجات لا يعرفون مخاطرها، وفق دراسة حديثة أجراها باحثو «مركز نورث وسترن الطبي للبشرة».

ووجدت الدراسة، المنشورة اليوم في «المجلة الدولية لأمراض النساء الجلدية»، أن اللون، في ظل نظام عدم المساواة الذي يرى البشرة الفاتحة أكثر جمالاً، يمكن أن يكون الدافع وراء تفتيح البشرة.

قال كبير الباحثين الدكتور روبال كوندو، أستاذ طب الأمراض الجلدية في كلية الطب بجامعة نورث وسترن: «النتيجة الأكثر إثارة للدهشة هي قلة الوعي بالمكونات في المنتجات التي يجري شراؤها دون وصفة طبية وتأثيراتها الضارة المحتملة».

وأضاف: «يجري شراء هذه المنتجات من سلسلة متاجر البقالة، أو حتى عبر الإنترنت، ولا تخضع لمعايير التنظيم نفسها، مثل المتاجر الكبيرة أو منتجات الوصفات الطبية».

وتُظهر نتائج دراسات سابقة أن هذه المنتجات غالباً ما تكون مغشوشة بأشياء أخرى مثل المنشطات والزئبق، والتي يمكن أن تكون سامّة للجلد.

ويصف الأطباء مبيضات البشرة لبعض الأمراض الجلدية مثل الكلف، ويمكن استخدام المنتجات بأمان تحت إشراف الطبيب. لكن كوندو قال إن معظم الأشخاص الذين يستخدمون مبيضات البشرة لا يطلبون الاستشارة الطبية قبل الاستخدام.

في عام 2020، تلقّت «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» تقارير عن آثار جانبية خطيرة من استخدام منتجات تفتيح البشرة، المحتوية على الهيدروكينون، بما في ذلك الطفح الجلدي، وتورم الوجه، وتغير لون الجلد.

وقال كوندو: «هناك تصور مفاده أن وجود بشرة فاتحة داخل مجموعة سكانية، مثل جنوب شرق آسيا أو سكان أفريقيا، على سبيل المثال، يُنظر إليه بشكل أكثر إيجابية، ويتجلى من خلال جعل شخص أكثر جاذبية لرفيقه أو أكثر قرباً للحصول على وظيفة». وأضاف أن «الاعتقاد السائد هو أن الحصول على بشرة فاتحة يرتبط بالنجاح الشخصي والمهني».

ومن بين 455 فرداً من أعراق مختلفة أكملوا استطلاع الدراسة، جرى الإبلاغ عن استخدام عوامل تفتيح البشرة من قِبل 21.3 في المائة من المجيبين، وأبلغ 75.3 في المائة من هؤلاء المستجيبين أنهم يستخدمونها لعلاج حالة جلدية، مثل حب الشباب أو الكلف أو فرط التصبغ، بينما كان الآخرون يستخدمونها لتفتيح البشرة بشكل عام.

وتابع كوندو: «نأمل أن نفهم التأثيرات الثقافية والمجتمعية التي تؤثر على صحة الجلد وعلاج الأمراض الجلدية، مشدداً على أن الوعي الثقافي للأطباء يسمح بعلاج آمن وفعّال».



عائلة إنجليزية تُحوِّل كهفاً عمره 350 مليون سنة مَعْلماً سياحياً

مهنة مبلَّلة بالغرابة (صور ليزا بويرمان)
مهنة مبلَّلة بالغرابة (صور ليزا بويرمان)
TT

عائلة إنجليزية تُحوِّل كهفاً عمره 350 مليون سنة مَعْلماً سياحياً

مهنة مبلَّلة بالغرابة (صور ليزا بويرمان)
مهنة مبلَّلة بالغرابة (صور ليزا بويرمان)

عندما كان أوليفر بويرمان في الخامسة، أخبره والداه بأنهم سينتقلون للعيش في كهف. لم يكن الأبوان يسعيان إلى محاكاة حياة إنسان «النياندرتال» البدائي، وإنما كانا قد اشتريا مكاناً في منطقة ديلز بمقاطعة يوركشاير الإنجليزية لتحويله وُجهةً سياحية. تروي «بي بي سي» أنّ العائلة كانت قد استجابت لإعلان بإحدى الصحف يبحث عن مالك جديد لكهوف «ستامب كروس» قرب منطقة باتلي بريدج، واصفاً الأمر بأنه «فرصة نادرة لا تتكرّر سوى مرّة في جيل كامل».

أوليفر بويرمان ووالدته (صور ليزا بويرمان)

بدايةً، ظنَّ أوليفر أنه سيبدأ حياة جديدة في العصر الحجري؛ وبعد 22 عاماً، يستعدّ الآن لتولّي إدارة الكهف بنفسه. قال: «أذكر عندما نزلتُ أول مرة؛ كنتُ خائفاً، وعدتُ مباشرة إلى سطح الأرض. هناك، رأيتُ صورة حيوان دُبّ الظربان، فظننتُ أنه سيكون في الكهف ويلتهمنا». مع ذلك، سرعان ما أحبَّ الحياة في الكهف العائد تاريخه إلى 350 مليون سنة. وعندما بلغ السابعة، كان قد استكشف المكان أكثر من 100 مرّة. علَّق: «يصبح الأمر طبيعياً. لا تعود تفكر كثيراً في الكهوف؛ لأنك تعتادها».

أوليفر بويرمان نشأ في الكهف (صور ليزا بويرمان)

وتابع أوليفر أنّ أصدقاءه عدُّوا هذه الحياة «رائعة»، كما صوَّر فيديو موسيقياً مع فرقته داخله. وأضاف: «أعتقد أنّ الأمر ازداد إثارة عندما التحقتُ بالجامعة، وبدأ الناس يسألون عن عمل والدي. كلما أجبتهم: (نحن نملك كهفاً)، ظهرت على وجوههم نظرة مثيرة». بعد تخرّجه في قسم علم النفس، بدأ يساعد في إدارة عمل الكهف إلى جانب والدته ليزا بويرمان التي ذكرت أنها كانت في عطلة عندما أخبرت أطفالها الثلاثة أنهم اشتروا مَعْلماً سياحياً مع كهف مُلحق. وتابعت: «لم تكن لديهم أدنى فكرة عمّا هو الكهف».

بعد 22 عاماً يستعدّ أوليفر بويرمان لتولّي إدارة الكهف بنفسه (صور ليزا بويرمان)

وبعد أكثر من 20 عاماً، أكدت ليزا أنهم فخورون بما تحقَّق، وأنها مستعدّة الآن لتسليم القيادة إلى أوليفر، مضيفة: «لا أزال أتولّى توجيهه، فأنا أمه في النهاية، لكننا نعمل معاً بشكل جيد». ومن المقرَّر أن تتفرَّغ ليزا للجانب الإبداعي والتعليمي من العمل، بينما يتولّى أوليفر مسؤولية القرارات التجارية.

يُذكر أنّ اكتشاف الكهف يعود إلى عمّال المناجم في القرن الـ19؛ وعُثر لاحقاً على حفريات كاملة لحيوان الرنّة. وباع مالكو الأرض الموقع عام 1926 إلى سيبتيماس راي، وهو رجل أعمال بمجال الحدائق الترفيهية، وقد بدأ فتح المغارات للزوار.

يعود تاريخ الكهف إلى 350 مليون سنة (صور ليزا بويرمان)

ظلَّت المغارات ملكاً لأبنائه وحَفَدَته حتى عام 2003، عندما اشتراها آل بويرمان.

من ناحية أخرى، تتضمَّن رؤية أوليفر الجديدة لمغارات «ستامب كروس» إتاحة قسم جديد منها للجمهور، كان يُسمَح الدخول إليه، سابقاً، لمغامري الكهوف فقط. علَّق: «أمر مثير أن نتيح للناس مشاهدة ما رأيناه. إنها فرصة للنظر خلف الستار لمشاهدة هذه الكهوف المدهشة». وعلى مدار العامين المقبلين، بدءاً من يناير (كانون الثاني) المقبل، سيحفر فريق الكهف لإزالة بعض الصخور والتربة. ختمت ليزا: «كنتُ أفكر في عبء العمل وكيف سيُدار، لكنّ النتيجة رائعة. نجحنا في التنظيم ونتحرّق شوقاً للمستقبل».