قصر القامة لا يؤثر على «تقدير الذات» لدى الأطفال

قوة الدعم النفسي تعزز الشعور به

قصر القامة لا يؤثر على «تقدير الذات» لدى الأطفال
TT
20

قصر القامة لا يؤثر على «تقدير الذات» لدى الأطفال

قصر القامة لا يؤثر على «تقدير الذات» لدى الأطفال

رغم أن قصر القامة لا يؤثر على ذكاء الطفل - باستثناء إذا كان جزءاً من تأخر النمو بشكل عام - فإنه من أهم الأمور التي يمكن أن تؤثر بالسلب على نفسية الطفل والمراهق، وتسبب قلة تقدير الذات poor self esteem وتُضعف ثقته في نفسه، نظراً لاحتمالية تعرض الطفل للتنمر من قِبل الأقران، فضلاً عن تعامل أفراد الأسرة معه كما لو كان مريضاً.

وفي الأغلب يكون العلاج عن طريق استخدام هرمون النمو Growth Hormone، لكن، ووفق أحدث الدراسات، ربما يكون الطفل غير محتاج لهذا العلاج في حال وجود بيئة داعمة نفسياً.

الدعم النفسي

أحدث دراسة نُشرت، في مطلع شهر يوليو (تموز) من العام الحالي في النسخة الإلكترونية من مجلة طب الأطفال the Journal of Pediatrics، أوضحت أن الصحة النفسية، وليس الطول، هي المقياس الأساسي لتقدير الذات في الأطفال الأصحّاء بدنياً.

وقام الباحثون بإجراء لقاءات وحوارات مع 60 زوجاً من الآباء والأطفال، الذين كان من المقرر لهم إجراء اختبار هرمون النمو؛ لأنهم - من وجهة نظر الآباء - لا يتمتعون بالطول الكافي، وجرى طرح أسئلة معينة على الأطفال كانت مُعَدّة خصيصاً لتقييم مدى تقدير الذات عند كل طفل، وكانت أعمار الذين شملتهم الدراسة تتراوح بين 8 و14 عاماً.

ركز الباحثون على معرفة طبيعة العلاقات الاجتماعية لكل طفل، وما إذا كان يتمتع بوجود صداقات من عدمه، سواء في المدرسة أو النادي، وأيضاً داخل المنزل ومعاملة الأبوين له، وهل يتمتع بخصوصية معينة في التعامل إيجاباً أو سلباً، بمعنى أن قيام الآباء بتمييز الطفل القصير نتيجة إحساسهم بأنه أقل من بقية أخوته، يمكن أن ينعكس بالسلب على نفسية الطفل، ربما بالشكل نفسه نتيجة المعاملة السيئة والتنمر والسخرية به بشكل دائم. وأيضاً جرى سؤال الأطفال عن الأمور التى يمكن أن تضايقهم نتيجة قصر قامتهم.

وجد الباحثون أن الدعم النفسي الواضح من الأصدقاء والزملاء كان له عظيم الأثر في الطريقة التي نظر بها الأطفال إلى أنفسهم بشكل إيجابي، فضلًا عن تقدير ذواتهم بشكل جيد، وكذلك كانوا في حالة رضا عن نوعية الحياة التي يعيشونها، وليست لديهم شكاوى من التنمر أو سوء المعاملة بسبب قصر قامتهم.

ومن المثير للاهتمام أن الأطفال قصار القامة، الذين لديهم آباء طوال القامة، كانوا هم أيضاً يتمتعون باحترام الذات، ولا يشعرون بالنقص، رغم أن طول الآباء في بعض الأحيان كان أكثر من المعتاد.

وحذَّرت الدراسة من فكرة المقارنة بين طول الطفل والآخرين، سواء إخوته أم في المجتمع المحيط به، بمعنى أن الطول «المناسب» قد يكون متغيراً من مجتمع لآخر. وعلى سبيل المثال فإن متوسط الطول في المجتمعات الآسيوية أقل منها في المجتمعات الأوروبية والولايات المتحدة، فضلاً عن تدخل عوامل أخرى مثل العامل الجيني الوراثي. وفي الأغلب يكون طول الأبناء مقارباً لطول الآباء، وفي بعض الأحيان يمكن لسوء التغذية الشديد والمزمن أن يؤثر على طول الأطفال.

الطول ليس معياراً

نصحت الدراسة الآباء بعدم اعتبار الطول معياراً للقبول الاجتماعي أو القدرة الجسدية، ولا داعي لاعتقاد أن الطفل سوف يعاني نفسياً بالضرورة، لمجرد أنه قصير، في حين أنه حتى لو كان بالفعل يمكن أن يتعرض للمضايقات، فإنها ليست مشكلة كبيرة، بالنسبة له، خصوصاً إذا وجد الدعم النفسي من المحيطين به، سواء في المنزل أم المدرسة. وتبعاً لدراسة سابقة أُجريت على أكثر من 700 طفل من الذكور والإناث، تراوحت أعمارهم بين 10 و11 عاماً، ونُشرت في مجلة طب الأطفال، فإن الطول لا يرتبط بالشعبية في المدرسة، ولا الشعور بالسعادة، حيث تمتّع الأطفال قصار القامة بصداقات قوية وترحيب بين زملائهم وقبول من المدرسين.

أكد الباحثون أن هرمون النمو مهم جداً للأطفال في حالة احتياجهم الفعلي له، ولكن لا داعي لاستخدامه في الأغراض التجميلية؛ لأنه مثل أي دواء آخر، له أعراض جانبية، حتى لو كانت طفيفة، وأبسطها الحقن بشكل يومي لفترات طويلة، بجانب ارتفاع سعره. ورغم استخدام الهرمون بوصفه علاجاً منذ فترة طويلة، لكن الفوائد النفسية له لم يتم إثباتها بعدُ، وحتى النتائج الجسدية تكون بسيطة، وتقريباً بعد فترة علاج يومية تتراوح بين 4 إلى 7 سنوات، يكون متوسط الزيادة في الطول من 3.81 سم إلى 7.62 فقط.

يجب أن يقوم الآباء بالتركيز على أن يتمتع الطفل بالصحتين؛ الجسدية والنفسية أكثر من طول القامة في حد ذاته، مع الحرص على أن يتناول غذاء صحياً بكميات كافية، ويمارس الرياضة بانتظام على أن تكون مناسبة لطول قامته؛ حتى لا يشعر بالإحباط من عدم تمكنه من إحراز مستوى متقدم في الرياضات التي تحتاج بطبيعتها لطول القامة بشكل أساسي مثل كرة السلة والكرة الطائرة، مع ضرورة الحصول على قسط كافٍ من النوم، مع الاهتمام بالدراسة الأكاديمية، خصوصاً الطلبة المتفوقين؛ لأن التفوق الدراسي يعزز تقدير الذات.

وفي حال شعور الطفل بأنه أقصر من أقرانه، من المهم إخباره أن النمو يحدث بشكل مختلف لكل شخص على حدة، وبعض الأفراد يزداد طولهم في عمر مبكر، بينما في بعض الحالات الأخرى يمكن أن يستغرق ذلك وقتاً طويلاً. وهذا الحديث لا يساعد الطفل على الشعور بالراحة فحسب، ولكن أيضاً يصبح أكثر تقبلاً للاختلاف الجسدي ويتوقف عن مقارنة نفسه مع الآخرين.

• استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة «ورلد برس فوتو»

المشرق العربي سمر أبو العوف تقف بجانب صورتها الفائزة (أ.ف.ب)

صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة «ورلد برس فوتو»

فازت صورة مؤثرة جداً لطفل فلسطيني عمره 9 أعوام بُترت ذراعاه في هجوم إسرائيلي على غزة، بجائزة «ورلد برس فوتو».

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
يوميات الشرق يمزج التسلط بين التعاطف ووضع الحدود (رويترز)

الأسلوب الاستبدادي أو المتسلط... بأيهما يوصي الخبراء لتربية أطفال ناجحين؟

كان الأسلوب «المتسلط» هو أسلوب التربية الأكثر بحثاً في مارس (آذار) 2025.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يحث الباحثون مُصنعي المراتب على ضرورة التحرك واتخاذ الخطوات المطلوبة لإيقاف هذا الضرر (معاهد الصحة الأميركية)

مواد كيماوية بالمراتب تضر أدمغة الأطفال

حذرت دراستان حديثتان من تأثيرات بالغة لمواد كيماوية تنبعث من المراتب على صحة الأطفال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
العالم مهاجرون ينتظرون النزول من قارب خشبي بعد أن أنقذتهم سفينة خفر سواحل إسبانية يوم 18 يناير 2024 (رويترز)

«اليونيسف»: 3500 طفل مهاجر قضوا في محاولات عبور المتوسط خلال السنوات العشر الأخيرة

قضى نحو 3500 طفل مهاجر أو فُقدوا خلال السنوات العشر الماضية، لدى محاولتهم عبور البحر المتوسط للوصول إلى إيطاليا، وفق منظمة «اليونيسف».

«الشرق الأوسط» (روما)
يوميات الشرق خبيرة نوم تحذّر: «ضعي طفلكِ للنوم قرب الغسالة... ولا تدعوا أطفالكم ينامون في الظلام نهاراً»

خبيرة نوم تحذّر: «ضعي طفلكِ للنوم قرب الغسالة... ولا تدعوا أطفالكم ينامون في الظلام نهاراً»

وضع الرضع في غرف مظلمة وهادئة خلال النهار لأخذ قيلولة قد يؤدي إلى اضطرابات في نومهم الليلي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أسباب خفية وراء الانتفاخ المزمن واضطرابات الهضم

أسباب خفية وراء الانتفاخ المزمن واضطرابات الهضم
TT
20

أسباب خفية وراء الانتفاخ المزمن واضطرابات الهضم

أسباب خفية وراء الانتفاخ المزمن واضطرابات الهضم

هل تعاني من انتفاخ دائم، عدم ارتياح بعد تناول الطعام، أو نوبات مزعجة من مشكلات الهضم؟ لست وحدك، وقد يكون السبب أعمق من مجرد القولون العصبي أو التوتر، كما يخطر على بال كثيرين.

هناك حالتان مهمتان، نادراً ما يتم تشخيصهما رغم شيوعهما: الأولى فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة (SIBO)، والثانية فرط النمو الفطري في الأمعاء الدقيقة (SIFO).

في السنوات الأخيرة، أصبحت مشكلات الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ، وعدم الراحة في البطن، واضطراب حركة الأمعاء أكثر شيوعاً. وبينما يربط كثيرون هذه الأعراض بمتلازمة القولون العصبي (IBS)، هناك وعي متزايد بهذه المشكلات، وبشكل خاص بهاتين الحالتين، اللتين غالباً ما يتم تجاهلهما.

وهما مشكلتان تتشابهان في الأعراض، لكنهما تختلفان تماماً في الأسباب والعلاج، وفهمُ الفرق بينهما قد يكون مفتاح الراحة طويلة الأمد.

فرط النمو البكتيري

ما هو فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة؟ يشير فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة Small Intestinal Bacterial Overgrowth (SIBO) إلى وجود عدد مفرط من البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، وهي منطقة من الجهاز الهضمي تحتوي عادة على عدد قليل نسبياً من البكتيريا مقارنةً بالقولون.

تقوم هذه البكتيريا الزائدة بتخمير الكربوهيدرات الموجودة في الطعام، تنتج عنه غازات مثل الهيدروجين والميثان، ما يؤدي إلى أعراض مزعجة مثل:

- غازات، وانتفاخ، وتورم في البطن

- إسهال، وإمساك، أو تناوب بينهما

- تقلصات أو آلام في البطن

- نقص امتصاص العناصر الغذائية وفقدان غير مقصود للوزن

وغالباً ما يرتبط فرط النمو هذا بحالات مثل القولون العصبي، السكري، قصور الغدة الدرقية، أو تغيّرات ما بعد العمليات الجراحية في الجهاز الهضمي.

وللتشخيص، فإن المعيار الذهبي هو اختبار الزفير، حيث يُقاس غاز الهيدروجين أو الميثان بعد تناول محلول سكري (غلوكوز أو لاكتولوز).

أما العلاج فيشمل مضادات حيوية موجهة مثل ريفاكسيمين (rifaximin)، تغييرات غذائية مثل حمية منخفضة الفودماب (Low-FODMAP)، وأحياناً أدوية لتحفيز حركة الأمعاء.

وكلمة (FODMAP) هي اختصار لـ: Fermentable Oligosaccharides, Disaccharides, Monosaccharides And Polyols وهي مجموعة من الكربوهيدرات قصيرة السلسلة التي يصعب امتصاصها في الأمعاء الدقيقة، ما يجعلها تتخمر بفعل البكتيريا في القولون، وتُنتج غازات تسبب الانتفاخ، والغازات، وآلام البطن، والإسهال أو الإمساك. وتؤثر بشكل خاص على الأشخاص المصابين بالقولون العصبي أو (SIBO).

فرط النمو الفطري

ما هو فرط النمو الفطري في الأمعاء الدقيقة؟ بينما ينتج فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة عن نمو زائد للبكتيريا، فإن فرط النمو الفطري في الأمعاء الدقيقة Small Intestinal Fungal Overgrowth (SIFO) يحدث بسبب نمو زائد للفطريات، وغالباً من نوع الكانديدا، في الأمعاء الدقيقة.

ورغم أنه أقل شهرة ويصعب تشخيصه، فإن أعراضه تشبه بشكل كبير أعراض فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة، ومنها:

- غازات وانتفاخ

- غثيان

- عدم ارتياح في البطن

- شعور بالامتلاء أو عسر الهضم

قد ينشأ فرط النمو الفطري في الأمعاء الدقيقة بعد استخدام متكرر للمضادات الحيوية، أو في حالات ضعف المناعة، أو عند استخدام الكورتيزون ومثبطات الحموضة بشكل مزمن، جميعها تخلّ بتوازن الفلورا (البكتريا والأحياء المجهرية الأخرى) الطبيعية في الأمعاء.

وللتشخيص، فإنه بخلاف فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة، لا يُعدّ اختبار الزفير فعالاً هنا. وعادةً ما يتطلب التشخيص تنظيراً علوياً مع أخذ عينة من سوائل الإثني عشر، وهو إجراء تدخلي (invasive) وغير متوفر في جميع الأماكن.

ويتضمن العلاج أدوية مضادة للفطريات، مثل نيستاتين (nystatin) أو فلوكونازول (fluconazole)، إلى جانب تعديل النظام الغذائي لتقليل السكر والكربوهيدرات المكررة.

تجاهل واختلاط الحالاتلماذا يتم تجاهل هذه الحالات؟ في كثير من الأحيان، يتم التعامل مع المرضى الذين يعانون من أعراض مزمنة مثل الانتفاخ، والغازات، والإمساك أو الإسهال، كأنهم يعانون من «متلازمة القولون العصبي»، فيُصرف لهم علاج عرضي يهدف إلى تخفيف الأعراض دون التعمق في الأسباب الجذرية.

وهنا تكمن المشكلة؛ إذ إن هذه الأعراض قد تكون نتيجة لاختلالات دقيقة في التوازن الميكروبي داخل الأمعاء، مثل فرط النمو البكتيري (SIBO) أو فرط النمو الفطري (SIFO)، لا يتم الالتفات إليها إلا نادراً.

ما يزيد الأمر تعقيداً أن حالة «SIFO» على وجه الخصوص لا تزال غير معترفٍ بها بشكل واسع في الأوساط الطبية التقليدية، ويرجع ذلك إلى قلة الوعي بها وصعوبة تشخيصها، فتشخيص هذه الحالة يتطلب إجراءات أكثر دقة وتخصصاً، مثل التنظير وسحب عينات من سائل الأمعاء، وهو ما لا يتوفر في كثير من المراكز أو لا يُطلب من الأساس.

نتيجة لذلك، يظل كثير من المرضى يعانون لسنوات من أعراض غامضة ومزعجة دون تشخيص دقيق، ما يؤدي إلى دوامة من المحاولات الفاشلة، وكثرة الأدوية، والإحباط النفسي المتكرر بسبب غياب التحسن الحقيقي.

خطوات نحو صحة أمعاء أفضلإذا كنت تشك بإصابتك بإحدى حالتي فرط النمو البكتيري أو الفطري في الأمعاء الدقيقة (SIBO) أو (SIFO)، من المهم أن تتعاون مع إخصائي رعاية صحية متمكن، لإجراء التقييم المناسب ووضع خطة علاج دقيقة تناسب حالتك.

وفي الوقت ذاته، يمكنك البدء في تطبيق عدد من الخطوات الفعّالة لدعم صحة جهازك الهضمي وتقليل الأعراض:

- تجنّب استخدام المضادات الحيوية أو أدوية تقليل الحموضة غير الضرورية. إذ الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى قتل البكتيريا النافعة في الأمعاء، ما يُحدث خللاً في التوازن الميكروبي، ويزيد من خطر الإصابة بإحدى حالتي الإفراط البكتيري أو الفطري في الأمعاء الدقيقة: SIBO أو SIFO.

أما أدوية تقليل الحموضة مثل مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، فقد تُضعف الدفاعات الطبيعية للمعدة ضد نمو الفطريات والبكتيريا، ما يسمح بانتقالها إلى الأمعاء الدقيقة.

والنصيحة... لا تستخدم هذه الأدوية إلا بوصفة طبية، وتجنب استخدامها لفترات طويلة دون داعٍ.

- اتبع نظاماً غذائياً غنياً بالألياف ومتنوعاً في مصادره. وتعدّ الألياف غذاءً للبكتيريا النافعة (Prebiotics)، وتساعد في تعزيز التنوع الميكروبي داخل الأمعاء.

ومع ذلك، إذا كنت تعاني من حساسية تجاه أطعمة معينة، مثل تلك الغنية بالفودماب (FODMAPs)، فقد تحتاج إلى تقليلها مؤقتاً (عادةً 4 إلى 6 أسابيع)، لتخفيف الأعراض ثم إعادة إدخالها تدريجياً لتحديد المهيجات الفردية، ويُنصح بتطبيق النظام الغذائي منخفض الفودماب تحت إشراف إخصائي تغذية.

والنصيحة... تناول أليافاً من مصادر طبيعية مثل الخضراوات، البقوليات، الحبوب الكاملة، المكسرات، وراقب استجابة جسمك. استشر إخصائي تغذية إذا لاحظت تدهور الأعراض.

- سيطر على التوتر، فالعلاقة بين الدماغ والأمعاء حقيقية. ما يُعرف بمحور الدماغ – الأمعاء (Gut - Brain Axis) يؤكد أن الحالة النفسية تؤثر مباشرة على الجهاز الهضمي. فالقلق والتوتر يمكن أن يُبطئا حركة الأمعاء، ويُضعفا المناعة، ويزيدا من تفاقم أعراض فرط النمو الميكروبي.

والنصيحة... جرّب تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، والتأمل، والرياضة الخفيفة، حتى الاستماع للموسيقى، للمساعدة في تقليل التوتر وتحسين حركة الأمعاء.

- استخدم البروبيوتيك بحذر.

رغم أن البروبيوتيك (المكملات التي تحتوي على بكتيريا نافعة) تساعد بعض الحالات، فإن استخدامها عند وجود أعراض «SIBO» النشط قد يُفاقم الأعراض، لأن البكتيريا الإضافية قد تُضاف إلى الحمل البكتيري الزائد في الأمعاء الدقيقة.

والنصيحة... لا تبدأ بتناول البروبيوتيك دون استشارة طبية، خصوصاً إذا كنت تشتبه بوجود «SIBO».

- استشر إخصائي صحة الجهاز الهضمي لإجراء فحوصات دقيقة. فالعلاج العشوائي أو الاعتماد على التشخيص الذاتي قد يؤدي إلى مضاعفات أو تأخير في الشفاء. الفحوصات المتخصصة، مثل اختبار الزفير لـ«SIBO» أو التنظير وسحب سوائل الأمعاء لـ«SIFO»، تساعد على تحديد السبب الحقيقي ووضع خطة علاج فعالة.

والنصيحة... لا تكتفِ بالتشخيصات العامة مثل القولون العصبي، بل اطلب فحوصات موجهة إذا استمرت الأعراض رغم العلاج.

يتضح مما سبق ذكره من معلومات أن فرط النمو البكتيري أو الفطري في الأمعاء الدقيقة قد يكون سبباً خفياً للمعاناة سنواتٍ عديدة من اضطرابات الهضم، ورغم التشابه الكبير في الأعراض لكلتا الحالتين فإنهما حالتان مختلفتان، ويجب التعامل معهما بطريقة مخصصة. وإذا استمرت أعراض الجهاز الهضمي رغم العلاج، فقد يكون الوقت قد حان للتحقّق مما يحدث في منطقة الأمعاء الدقيقة من قبل طبيب متخصص في الجهاز الهضمي. ومن خلال التشخيص الدقيق والعلاج المخصص، يجد كثيرون تحسناً ملحوظاً في حياتهم اليومية. ومن الحكمة عدم الاكتفاء بتناول المسكنات للتخلص أو التخفيف من الأعراض. ربما حان الوقت للغوص أعمق داخل الجهاز الهضمي للوصول إلى المسبب الحقيقي للمشكلة.

* استشاري طب المجتمع