مؤرخة فنية تساعد في تصميم لعبة «أساسنز كريد» بنصيحة ابنها

ميزة تعليمية للعبة جديدة عن تاريخ بغداد.(شركة "يوبيسوفت")
ميزة تعليمية للعبة جديدة عن تاريخ بغداد.(شركة "يوبيسوفت")
TT
20

مؤرخة فنية تساعد في تصميم لعبة «أساسنز كريد» بنصيحة ابنها

ميزة تعليمية للعبة جديدة عن تاريخ بغداد.(شركة "يوبيسوفت")
ميزة تعليمية للعبة جديدة عن تاريخ بغداد.(شركة "يوبيسوفت")

استخدمت مؤرخة فنية خبرتها للمساعدة في تصميم شكل بغداد في القرن التاسع، في إطار لعبة الفيديو الشهيرة «أساسنز كريد»، بعد أن عرَّفها ابنها على المنصة، حسب كلية أدنبره للفنون وشركة «يوبيسوفت».

لعبة تاريخية لشركة "يوبيسوفت" (شاترستوك)
لعبة تاريخية لشركة "يوبيسوفت" (شاترستوك)

وعملت غلير أندرسون، الأستاذة بكلية أدنبره للفنون، مع شركة «يوبيسوفت» المعنية بتطوير الألعاب لتطوير النسخة الجديدة من لعبة «أساسنز كريد ميراج»، وذلك بأن ساهمت بتقديم خبرتها في التاريخ الإسلامي في العصور الوسطى، والفن، والهندسة المعمارية، والآثار والحضارة لفريق «يوبيسوفت»، لتضيف بذلك ميزة تعليمية جديدة عن تاريخ بغداد؛ ما يوفر للاعبين نهجاً تفاعلياً جديداً ضمن إعدادات اللعبة، حسب صحيفة «إندبندنت».

وفي البداية، بدأت أندرسون باستخدام محركات ألعاب الفيديو أثناء بحثها لتصور البيئات التاريخية والهندسة المعمارية، واكتشفت لعبة «أساسنز كريد» وفق اقتراح ابنها، الذي يبلغ الآن 24 عاماً.

وقالت الدكتورة أندرسون، المتخصصة في تاريخ الفن والعمارة الإسلامية في العصور الوسطى: «عرضت عملي على ابني، الذي كان يبلغ حينها 11 عاماً، وقال: يا أمي، إذا كنت مهتمة بهذا النوع من الأشياء، يجب عليك التحقق من لعبة (أساسنز كريد)».

واستطردت: «فعلت ذلك، وأحببت طريقة تصويرهم للآثار الإسلامية في العصور الوسطى والبيئات الحضرية. بعد ذلك، عندما علمت أنهم كانوا يتعاملون مع المتاحف والأكاديميين لتعزيز الجوانب التعليمية لألعابهم، تواصلت مع رئيس قسم التصميم في شركة (يوبيسوفت)، المؤرخ ماكسيم دوراند».

ميزة تعليمية للعبة جديدة عن تاريخ بغداد.(شركة «يوبيسوفت»)
ميزة تعليمية للعبة جديدة عن تاريخ بغداد.(شركة «يوبيسوفت»)

وأضافت: «لقد توليت التدريس لنحو 3 آلاف إلى 4 آلاف طالب جامعي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حول الهندسة المعمارية، والفن، وتاريخ فترة الخلافة خلال مسيرتي المهنية، وهذا أمر عادي. إلا أن لعبة «أساسانز كريد» التي صممتها «يوبيسوفت»، أتاحت لملايين اللاعبين من جميع الأعمار في جميع أنحاء العالم معرفة الفن الإسلامي في العصور الوسطى، والهندسة المعمارية، والتاريخ، وهذا كان له أثر استثنائي. يُذكر أن كلية أدنبره للفنون جزء من جامعة أدنبره.


مقالات ذات صلة

«جائزة السعودية الكبرى»: جلسة لمناقشة ملامح نمو صناعة الرياضات الإلكترونية عالمياً

رياضة سعودية فيصل بن حمران (الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية)

«جائزة السعودية الكبرى»: جلسة لمناقشة ملامح نمو صناعة الرياضات الإلكترونية عالمياً

شهدت مدينة جدة، الأحد، ضمن فعاليات «الفورمولا 1» لقاءً إعلامياً خاصاً جمع عدداً من قيادات مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية مع نخبة من ممثلي وسائل الإعلام.

روان الخميسي (جدة)
رياضة سعودية خُصص 70 مليون دولار جوائز للفرق المشاركة في كأس العالم للرياضات الإلكترونية (الشرق الأوسط)

الكشف عن تفاصيل كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025

كشفت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية عن تفاصيل بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، التي ستُقام في الرياض من 7 يوليو (تموز) إلى 24 أغسطس (آب).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية البطولة ستقام بالتزامن مع الأدوار النهائية للنخبة الآسيوية (الشرق الأوسط)

جدة تتأهب لاستضافة «نخبة آسيا» للرياضات الإلكترونية

يستعد نخبة نجوم رياضات الألعاب الإلكترونية في القارة الآسيوية للتوجه إلى مدينة جدة، حيث تنطلق النسخة الافتتاحية من بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة الإلكترونية.

«الشرق الأوسط» (جدة )
رياضة سعودية سيف أرينا فريدة من نوعها نظرًا لتصميمها المتطور والبنية التحتية المتقدمة (الشرق الأوسط)

«السعودي للرياضات الإلكترونية» يدشن أكبر صالة ألعاب في العالم

دشّن الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية الخميس "سيف أرينا"، أكبر منطقة للألعاب والرياضات الإلكترونية على مستوى العالم، في بوليفارد رياض سيتي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية لعبة الشطرنج تم اعتمادها ضمن منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية في السعودية (الشرق الأوسط)

السعودية: كأس العالم للرياضات الإلكترونية تعود بجوائز قياسية وألعاب جديدة

قالت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الخميس إن البطولة ستعود هذا الصيف إلى الرياض بمجموع جوائز قياسي يتجاوز 70 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

في «أوكسفورد»... شربوا من كأس مصنوعة من جمجمة بشرية

الجمجمة تحوَّلت لأداة مائدة (جامعة أكسفورد)
الجمجمة تحوَّلت لأداة مائدة (جامعة أكسفورد)
TT
20

في «أوكسفورد»... شربوا من كأس مصنوعة من جمجمة بشرية

الجمجمة تحوَّلت لأداة مائدة (جامعة أكسفورد)
الجمجمة تحوَّلت لأداة مائدة (جامعة أكسفورد)

يكشف كتابٌ جديدٌ عن الاستخدام الطويل لكأس في كلية وورسيستر، ما يلقي الضوء على التاريخ الاستعماري العنيف المُرتبط بالرفات البشرية المنهوبة، وفق البروفيسور دان هيكس.

وفي كتابه، «كل نصب سيسقط»، يتتبَّع هيكس، وهو أمين علم الآثار العالمية في متحف بيت ريفرز بجامعة أوكسفورد، «التاريخ المخجل للجمجمة»، ويميط اللثام عن ماضٍ استعماري عنيف يتعلَّق باستخدام رفات بشرية، مشيراً إلى أنَّ أكاديميين في الجامعة دأبوا، على مدى عقود، على استخدام كأس مصنوعة من جمجمة بشرية لشرب النبيذ.

وذكرت «الغارديان» أنّ الكأس المصنوعة من الجزء العلوي من الجمجمة والمزيَّنة بحافة وقاعدة من الفضة، استُخدمت بانتظام في حفلات العشاء الرسمية بكلية وورسيستر حتى عام 2015. ووفق هيكس، كانت تُستخدم أيضاً أحياناً لتقديم الشوكولاته.

وأدّى تزايُد القلق بين الأساتذة والضيوف إلى إيقاف هذا الطَقْس في قاعة الأساتذة عام 2015. وفي 2019، دعت الكلية، هيكس، إلى التحقيق في أصل الجمجمة، وكيف تحوّلت إلى ما وصفه بـ«أداة مائدة مقزّزة».

ويشير إلى أنّ النقاش حول إرث الاستعمار غالباً ما يتركز على شخصيات بريطانية بارزة، مثل سيسيل رودس أو إدوارد كولستون، الذين خُلِّدوا بتماثيل أو مؤسّسات تحمل أسماءهم، لكنه يرى أنَّ ضحايا الاستعمار هُمِّشوا ومُحيت هوياتهم من الذاكرة نتيجة أفكار عنصرية عن التفوّق الثقافي والبيولوجي للعرق الأبيض البريطاني، مضيفاً: «نزع الإنسانية وتدمير الهويات كانا جزءاً من هذا العنف».

ورغم أنَّ هوية صاحب الجمجمة لا تزال مجهولة، أظهر التأريخ بالكربون أنَّ عمرها يُقدّر بنحو 225 عاماً. ويُرجح، استناداً إلى الحجم وأدلة ظرفية، أنها تعود لامرأة مُستَعبدة من منطقة الكاريبي.

في المقابل، فإنَّ مالكي الكأس معروفون جيداً، فقد تبرَّع بها لكلية وورسيستر عام 1946 أحد خرّيجيها، جورج بيت ريفرز، واسمه منقوش على حافتها الفضية. وكان جورج من أنصار علم تحسين النسل، واحتجزته السلطات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية لدعمه الزعيم الفاشي أوزوالد موزلي.

الكأس كانت جزءاً من مجموعة خاصة أقلّ شهرة لجدّه، أوغستوس هنري لين فوكس بيت ريفرز، الجندي البريطاني وعالم الآثار الفيكتوري، ومؤسِّس متحف بيت ريفرز عام 1884. وقد اشتراها من مزاد لدار «سوذبيز» في العام عينه. وتُظهر قائمة البيع أنها كانت مزوَّدة بقاعدة خشبية مزيَّنة بعملة شيلينغ من عهد الملكة فيكتوريا. وتُشير علامات الفضة إلى أنها صُنعت في 1838؛ عام تتويج الملكة.

أما البائع، فكان المحامي وخرّيج كلية أورييل، برنارد سميث، الذي كان يجمع الأسلحة والدروع، ويعتقد هيكس أنَّ الكأس ربما كانت هدية من والده الذي خدم في البحرية الملكية بمنطقة الكاريبي.

من جهتها، عبَّرت رئيسة المجموعة البرلمانية الخاصة بالتعويضات الأفريقية، النائبة العمالية بيل ريبييرو آدي، عن اشمئزازها، قائلة: «من المُقزّز أن نتخيّل أكاديميي أوكسفورد وهم يجلسون في هذا المعقل المترف، الغني بعائدات قرون من العنف والنهب الاستعماري، يشربون من جمجمة بشرية ربما تعود لامرأة مُستَعبدة، جُرّدت من إنسانيتها إلى حد تحويلها أداةَ مائدة».

وبدوره، قال متحدّث باسم كلية وورسيستر إنَّ الكأس كانت تُعرض أحياناً ضمن مجموعة الفضة الخاصة بالكلية في القرن الـ20، واستُخدمت مرات محدودة بعد عام 2011، قبل أن تُسحَب تماماً قبل 10 سنوات. وأضاف: «بناءً على نصائح علمية وقانونية، قرَّر مجلس الكلية حفظ الكأس في الأرشيف بطريقة محترمة، مع فرض حظر دائم على الوصول إليها»، مشيراً إلى أنَّ الدكتور هيكس أقرّ في كتابه بأنّ الكلية تعاملت مع الأمر بمسؤولية وأخلاقية.

ويعرض الكتاب كذلك جماجم أخرى نُهبت من ساحات المعارك الاستعمارية، واحتُفظ بها في منازل شخصيات بارزة أو تبرّعوا بها للمتاحف، ومن بين هؤلاء، اللورد غرينفيل، القائد العسكري البريطاني الذي يحمل برج كنسينغتون اسمه، والذي احتفظ بجمجمة أحد زعماء الزولو بعد مقتله على يد الجيش البريطاني في معركة «أولوندي» عام 1879.