عاد النجم الساحلي الذي حسم لقب الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم للمرة الـ11 في تاريخه، قبل جولة واحدة من نهاية المسابقة، من بعيد، لينتفض ويتحول من فريق على شفا الإفلاس إلى بطل.
ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن ينجح الفريق في الخروج من أزمته المالية الخانقة، وأن ينتفض ليشق طريقه نحو الفوز باللقب، بتحقيق 8 انتصارات وأربعة تعادلات وهزيمة واحدة في مرحلة التتويج.
وحافظ النجم الساحلي على صدارته خلال الجولات الأخيرة، بعد تعثر ملاحقيه المباشرين.
وشهد الدوري التونسي تراجع التنافس التقليدي بين الترجي والنجم الساحلي والأفريقي والصفاقسي في الأعوام السابقة، ليفرض الترجي هيمنته على المسابقة دون مشكلات لستة مواسم متتالية.
وكان النجم الساحلي مثل كثير من الأندية التونسية يشكو من صعوبات مالية، ويواجه ديوناً ضخمة، مما اضطر رئيس النادي السابق ماهر القروي إلى طلب دعم الجماهير، واصفاً وضع النادي بأنه «صعب وكارثي». لكن الهدوء الذي أعاده اللاعب الدولي السابق ورئيس النادي التاريخي عثمان جنيح، والذي عززه قدوم المدرب فوزي البنزرتي خلفاً لمحمد المكشر، قاد النجم للتألق.
وقاد المكشر النجم الساحلي لنتائج مقبولة زادت حماس الجماهير؛ لكن بعد تعثر الفريق واجه كثيراً من الانتقادات والضغوط التي أجبرته على الابتعاد. ونجح جنيح في إخراج الفريق من أزمته المالية، من خلال بيع الجناح التونسي الواعد محمد الضاوي (كريستو) للأهلي المصري، بقيمة مالية كبيرة.
ويعتبر النجم الساحلي الذي احتفل هذا العام بمرور 98 عاماً على تأسيسه، من أبرز الأندية على المستوى العربي والأفريقي؛ حيث يملك سجلاً حافلاً بالألقاب والإنجازات.
تسلم جنيح رئاسة النادي في وقت صعب؛ حيث كان كثيرون يقولون إن الكيان بات مهدداً بسبب المشكلات الفنية والمالية المتراكمة.
لكن خبرة جنيح الطويلة ساهمت في عودة الهدوء تدريجياً للفريق فنياً ومالياً.
وفي أول أيام تسلمه لمهام رئاسة النادي، اتخذ جنيح قراراً جريئاً ببيع نجم الفريق الصاعد كريستو في صفقة ضخمة. وساعد هذا الفريق على توفير بعض الأموال، بينما برز كثير من اللاعبين الشبان، مثل راقي العواني.
كما اعتمد النادي على نجم الفريق السابق زياد الجزيري مديراً فنياً، ليتعاقد مع عدة لاعبين بمبالغ زهيدة للغاية، مستغلاً نهاية عقودهم. وكان من أبرز التعاقدات: ياسين الشماخي، وجاسر الخميري، وحمزة الجلاصي، ويوسف العبدلي، وساهموا بشكل لافت في تقوية الفريق.
ثم قلص جنيح رواتب نجوم الفريق، في إطار سياسة تقشف، واعتمد على أبناء النادي، وهي سياسة أثبتت نجاعتها كروياً ومالياً. ويعد جنيح أحد الأسماء الخالدة في تاريخ نادي النجم الساحلي، وهو لاعب دولي سابق ولد في سبتمبر (أيلول) 1949، وتولى رئاسة النجم من 1993 حتى 2006، ومن 2022 حتى هذه اللحظة. وحصد جنيح حين كان رئيساً لنادي النجم الساحلي من 1993 حتى 2006، ستة ألقاب قارية، وفاز مع الفريق بكأس تونس 1996، وبلقب الدوري التونسي.