في كل عام ومع بدء توافد الحجاج إلى المشاعر المقدسة، يرافقهم في حلهم وترحالهم آلاف المتطوعين الذين تركوا منازلهم وأهاليهم لخدمة ضيوف الرحمن، وتقديم كل ما يحتاجون إليه من توجيه وخدمات إسعافية، آملين في كسب الثواب وشرف خدمتهم.
لم يكن يتبادر إلى ذهن باسل المنصوري (24 عاماً) يوماً أن يكون أحد المتطوعين لخدمة الملايين من الحجاج الذين تستقبلهم السعودية كل عام، لتأخذه الأقدار قبل 7 سنوات إلى أن يشارك في التطوع الصحي خلال عامه الجامعي الأول، لتلهمه تلك التجربة بأن يختار إكمال دراسته في المجال الصحي، ويستمر في خدمة الحجاج بشكل أكبر.
«ابتسامات الحجاج ودعواتهم هي دافعي الأكبر للاستمرار»، هكذا وصف المنصوري مشاعره إبان حديثه لـ«الشرق الأوسط» أثناء خدمته للحجاج الذين يبيتون في المشعر استعداداً ليوم عرفة.
ويقول المنصوري إنه تخصص في الخدمات الطبية الطارئة التي تتمحور حول التعامل مع الحالات الطارئة في الميدان وعلاجها أو نقلها للمستشفى، ليحصل بعد تخرجه على وظيفة في الهلال الأحمر السعودي كاختصاصي إسعاف، وأشار إلى أنه استشعر جميع المعلومات والتجارب التي خاضها من خلال التطوع أثناء تأدية مهام عمله الآن.
ويشارك المنصوري في هذا العام باعتباره مشرفاً للشؤون التعليمية، وعضواً في فريق التدريب، حيث يشرف على المتطوعين وتأهيلهم لتقديم الخدمات الصحية الميدانية للحجاج، ناقلاً لهم خبراته التي اكتسبها من التطوع ومن مجال عمله الحالي.
ويخدم الحجاج هذا العام أكثر من 2300 متطوع ومتطوعة ضمن طاقم الهلال الأحمر السعودي بهدف رفع مستوى الخدمات الإسعافية في كل من العاصمة المقدسة ومشعر منى وعرفات ومزدلفة، حيث قدموا من كل المناطق السعودية للمساهمة في مساعدة الحجاج لإكمال مناسكهم.
وتحيط بجموع الحجيج بمشعر منى خدمات طبية وعلاجية تتضمن 97 مركزاً إسعافياً تابعاً لهيئة الهلال الأحمر السعودي بأسطول يضم 320 سيارة إسعاف، و6 طائرات إسعاف جوي، و9 دراجات نارية و4 عربات جولف، إضافة إلى 4 عربات إمداد طبي، و16 عربة من الاستجابة النوعية، وسيارات خدمة لدعم العمل الإسعافي والإداري يباشرها 1288 كادراً طبياً.