تحذيرات وزير الطاقة السعودي للمضاربين تبرز قبل اجتماع «أوبك بلس»

تسعى دول التحالف إلى استقرار أسواق النفط

وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان لحظة وصوله مقر منظمة أوبك في فيينا 3 يونيو 2023. (أ.ف.ب)
وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان لحظة وصوله مقر منظمة أوبك في فيينا 3 يونيو 2023. (أ.ف.ب)
TT

تحذيرات وزير الطاقة السعودي للمضاربين تبرز قبل اجتماع «أوبك بلس»

وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان لحظة وصوله مقر منظمة أوبك في فيينا 3 يونيو 2023. (أ.ف.ب)
وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان لحظة وصوله مقر منظمة أوبك في فيينا 3 يونيو 2023. (أ.ف.ب)

تسعى دول «أوبك بلس» للحفاظ على استقرار أسواق النفط، في اجتماع الأحد، وسط اضطراب الاقتصاد العالمي وضبابية تحيط بالتوقعات الاقتصادية والسياسية حول العالم. ذلك في الوقت الذي برزت فيه تحذيرات وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، التي صرح بها الأسبوع الماضي، بشأن «البيع على المكشوف»، الذين يراهنون على تراجع أسعار النفط.

واجتمع وزراء دول «أوبك» السبت في مقر المنظمة بفيينا، ونقلت «رويترز» عن مصادر لم تسمها، أن تحالف «أوبك بلس» سيبحث خيارات محتملة من بينها خفض إضافي لإنتاج النفط عندما يجتمع الأحد.

يضخ «أوبك بلس» نحو 40 في المائة من الإنتاج العالمي، مما يعني أن لقراراته تأثيراً كبيراً على أسعار النفط.

كانت عدة دول في التحالف قد أعلنت تخفيضات طواعية تبلغ 1.6 مليون برميل يومياً في أبريل (نيسان) الماضي، دخلت حيز التنفيذ مايو (أيار) للحفاظ على استقرار السوق، وذلك بجانب مليوني برميل يومياً كان قد تم خفضها سابقاً.

ساعدت التخفيضات في أبريل في ارتفاع أسعار النفط تسعة دولارات للبرميل، متجاوزة 87 دولاراً قبل أن تتراجع قليلاً تحت ضغط المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي والطلب. ووصل سعر خام برنت عند التسوية يوم الجمعة الماضي، آخر تعاملات الأسبوع، إلى 76 دولاراً للبرميل.

وفي الأسبوع الماضي، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إنه سيبقي البائعين على المكشوف «متألمين» ودعاهم إلى «الحذر»، وهو ما فسره العديد من مراقبي السوق على أنه تحذير من تخفيضات إضافية للإمدادات.

لكن ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي قال في وقت لاحق إنه لا يتوقع أي خطوات جديدة من «أوبك بلس» في فيينا، حسبما ذكرت وسائل إعلام روسية. ومن المتوقع أن يحضر نوفاك، المدرج على قائمة العقوبات الأميركية، الاجتماعات في فيينا الأحد.

وقال وزير النفط العراقي حيان عبد الغني للصحافيين السبت رداً على سؤال عن وصول التخفيضات المحتملة إلى مليون برميل يومياً: «إن هذا الرقم سابق لأوانه وإنه لم يتم التطرق بعد إلى هذه الأمور».

وعادة ما تسري تخفيضات الإنتاج في الشهر التالي للذي شهد الاتفاق عليها، لكن يمكن للوزراء أيضاً تحديد موعد أبعد للتنفيذ.

واتهمت دول غربية «أوبك» بالتلاعب بأسعار النفط وتقويض الاقتصاد العالمي من خلال رفع تكاليف الطاقة. كما اتهم الغرب «أوبك» بالانحياز الشديد لروسيا على الرغم من العقوبات الغربية المرتبطة بغزو موسكو لأوكرانيا. ورداً على ذلك، قال مسؤولون في «أوبك»، وفق «رويترز»، إن زيادة الغرب للمعروض النقدي على مدى العقد الماضي فاقمت التضخم وأجبرت الدول المنتجة للنفط على اتخاذ تدابير للحفاظ على قيمة السلعة الرئيسية بين صادراتها. واشترت دول آسيوية مثل الصين والهند نصيب الأسد من صادرات النفط الروسية ورفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية على روسيا.

وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن هناك تطلعاً إلى قرار يضمن توازناً مستداماً للعرض والطلب.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع الطلب العالمي على النفط أكثر في النصف الثاني من عام 2023، مما يحتمل أن يعزز أسعار النفط. لكن محللين في «جي بي مورغان» قالوا إن «أوبك» لم تتصرف بالسرعة الكافية لرفع المعروض إلى المستويات القياسية للإنتاج الأميركي والصادرات الروسية الأكبر من المتوقع. وقال محللو «جي بي مورغان» في مذكرة: «ببساطة هناك الكثير من المعروض»، مشيرين إلى أن التخفيضات الإضافية يمكن أن تصل إلى نحو مليون برميل يومياً.


مقالات ذات صلة

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد شخص يسير بجوار بئر نفط عاملة في حي سكني في سيغنال هيل كاليفورنيا (رويترز)

تصاعد حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا يرفع أسعار النفط

ارتفعت أسعار النفط يوم الاثنين بعد تصاعد حدة القتال بين روسيا وأوكرانيا في مطلع الأسبوع، بالإضافة إلى تنامي القلق بشأن الطلب في الصين.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

«كوب 29»: اتفاق على تمويل سنوي قدره 300 مليار دولار

شعار قمة «كوب 29» (رويترز)
شعار قمة «كوب 29» (رويترز)
TT

«كوب 29»: اتفاق على تمويل سنوي قدره 300 مليار دولار

شعار قمة «كوب 29» (رويترز)
شعار قمة «كوب 29» (رويترز)

تعهّدت الدول المُتقدّمة، يوم الأحد، في باكو، تقديم مزيد من التمويل للدول الفقيرة المهددة بتغير المناخ.

وبعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، وافقت دول العالم المجتمعة في باكو، الأحد، على اتفاق يوفر تمويلاً سنوياً لا يقل عن 300 مليار دولار للدول النامية التي كانت تطالب بأكثر من ذلك بكثير لمكافحة التغير المناخي.

ويتمثل هذا الالتزام المالي من جانب دول أوروبية والولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان ونيوزيلندا، تحت رعاية الأمم المتحدة، في زيادة القروض والمنح للدول النامية من 100 مليار إلى «300 مليار دولار على الأقل» سنوياً حتى عام 2035.

والأموال مخصصة لمساعدة هذه الدول على التكيف مع الفيضانات وموجات الحر والجفاف، وأيضاً للاستثمار في الطاقات منخفضة الكربون.

وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن مشاعر متباينة حيال الاتفاق بشأن تمويل المناخ الذي تم التوصل إليه في أذربيجان، فجر الأحد، حاضاً الدول على اعتباره «أساساً» يمكن البناء عليه.

وقال غوتيريش: «كنت آمل في التوصل إلى نتيجة أكثر طموحاً... من أجل مواجهة التحدي الكبير الذي نواجهه»، داعياً «الحكومات إلى اعتبار هذا الاتفاق أساساً لمواصلة البناء» عليه.

وأعربت وزيرة الانتقال البيئي الفرنسية أنياس بانييه - روناشيه عن أسفها، لأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه، الأحد، في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في أذربيجان «مخيب للآمال»، و«ليس على مستوى التحديات».

وقالت الوزيرة في بيان، إنه على الرغم من حصول «كثير من التقدّم»، بما في ذلك زيادة التمويل للبلدان الفقيرة المهددة بتغيّر المناخ إلى 3 أضعاف، فإنّ «النص المتعلّق بالتمويل قد اعتُمِد في جوّ من الارتباك واعترض عليه عدد من الدول».

اتفاق حاسم في اللحظة الأخيرة

في المقابل، أشاد المفوض الأوروبي فوبكه هوكسترا، الأحد، بـ«بداية حقبة جديدة» للتمويل المناخي. وقال المفوض المسؤول عن مفاوضات المناخ: «عملنا بجدّ معكم جميعاً لضمان توفير مزيد من الأموال على الطاولة. نحن نضاعف هدف الـ100 مليار دولار 3 مرات، ونعتقد أن هذا الهدف طموح. إنه ضروري وواقعي وقابل للتحقيق».

من جهته، رحب وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، واصفاً إياه بأنه «اتفاق حاسم في اللحظة الأخيرة من أجل المناخ». وقال ميليباند: «هذا ليس كل ما أردناه نحن أو الآخرون، لكنها خطوة إلى الأمام لنا جميعاً».

كما أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، باتفاق «كوب 29» بوصفه «خطوة مهمة» في مكافحة الاحترار المناخي، متعهداً بأن تواصل بلاده عملها رغم موقف خلفه دونالد ترمب المشكك بتغيّر المناخ.

وقال بايدن: «قد يسعى البعض إلى إنكار ثورة الطاقة النظيفة الجارية في أميركا وحول العالم أو إلى تأخيرها»، لكن «لا أحد يستطيع أن يعكس» هذا المسار.