32 مليون نسمة سكان السعودية و51 % منهم تحت الثلاثين

هيئة الإحصاء اعتمدت على الأقمار الصناعية والتقنيات الحديثة

TT

32 مليون نسمة سكان السعودية و51 % منهم تحت الثلاثين

بلغت نسبة المواطنين دون الثلاثين قرابة 63 % (واس)
بلغت نسبة المواطنين دون الثلاثين قرابة 63 % (واس)

أعلنت هيئة الإحصاء السعودية أن عدد السكان بلغ أكثر من 32.1 مليون نسمة، منهم 18.8 مليون مواطن يشكل 63 في المائة منهم تحت سن الثلاثين و13.4 مليون مقيم.

وكشفت الهيئة في مؤتمر صحافي عقد، الأربعاء، في الرياض أنّ إجمالي عدد الأسر السعودية بلغ 4.2 مليون أسرة، بمتوسط حجم يعادل 4.8 فرد للأسرة الواحدة، كما تقاربت نسبة الذكور السعوديين مع الإناث السعوديات، حيث بلغت نسبة الذكور إلى 50.2 في المائة و49.8 في المائة للإناث.

وأضافت أن النتائج أتت بعد الحملة الضخمة التي عملت عليها منذ شهور وشملت 900 ألف جولة ميدانية ومليون مكالمة هاتفية للتأكد من جودة ودقة البيانات، مبينة أنها أنها خصصت فريقاً متكاملاً للمراجعة والتدقيق، لضمان الجودة، وذلك باستخدام تقنيات متقدمة لرصد الأخطاء وتصحيح البيانات بشكل آلي، إضافة إلى استخدام أساليب متقدمة في التحليل والإحصاء، ومراجعة البيانات باستخدام أكثر من 200 مؤشر.

تعدّ الریاض أكبر المدن السعودیة من حیث عدد السكان یلیھا جدة ومكة المكرمة (الشرق الأوسط)

السعودية: مجتمع شاب

وأوضحت الإحصائية أن متوسط عمر السكان في السعودية 29 عاماً، الأمر الذي يبرز التركيبة السكانية الشابة في البلاد، لتعد المملكة واحدة من الدول الفتية حول العالم.

وقال فيصل الإبراهيم، وزير الاقتصاد والتخطيط ورئيس مجلس إدارة الهيئة، إن النتائج ستوفر قاعدة بيانات إحصائية دقيقة يتم استخدامها كأساس موثوق لرسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية، ودعم صناع القرار في تطوير الخطط التنموية لمختلف القطاعات.

وأكد الوزير أن الأرقام المعلنة تعتبر أداء قياس للأجهزة الحكومية، وتساعد على إجراء المقارنات المحلية والإقليمية والدولية بدقة وشفافية، فضلاً عن تزويد القطاع الخاص والمستثمرين المحليين والدوليين ببيانات دقيقة لتشجيع بيئة الاستثمار في السعودية، بما يتوافق مع مستهدفات وتوجهات «رؤية السعودية 2030».

تقنيات حديثة وبيانات دقيقة

من جهته، أشار الدكتور فهد الدوسري رئيس الهيئة، إلى سعيهم لمواكبة التحولات التي شهدتها السعودية مع «رؤية 2030»، وقال: «منذ انطلاق الهيئة ارتفعت جودة ودقة البيانات بشكل متصاعد، وزاد مستوى التكامل والتشاركية بين الجهات الحكومية، وتطورت البنية التحتية الرقمية في المملكة».

يعيش بالسعودية أكثر من 13 مليون مقيم (الشرق الأوسط)

وأوضح الدوسري أن الهيئة اتبعت أفضل المنهجيات العالمية وأحدث التقنيات في تنفيذ خطة التعداد التي منها الأقمار الصناعية وتقنية العد الذاتي، واتباع الأساليب الحديثة لإصدار البيانات، من خلال التعاون مع الجهات الحكومية المختلفة والتكامل والدمج بين بيانات السجلات الإدارية والتعداد الإحصائية، للخروج ببيانات دقيقة وموثوقة.

وأكد أن استخدام هذه الأساليب الحديثة، ساهم في الوصول إلى نتائج أكثر شمولية ودقة في تاريخ التعداد السكاني الذي أجرته السعودية خلال السنوات الماضية، حيث تجاوزت دقة النتائج 95 في المائة.

وحول اعتماد التعداد السكاني السابق 2010 على العمل الميداني ومقارنة بنتائج تعداد 2022، ذكر الدوسري أن الهيئة أعادت تقدير أعداد السكان في الأعوام السابقة بناءً على نتائج تعداد 2022 التي اعتبرها الأساس والأكثر دقة للبيانات، وذلك للتطور والتغيير في المنهجية المتبعة في تنفيذ تعداد 2022 مقارنة بتعداد 2010.

نجاح خطط الإسكان

إلى ذلك ذكر لـ«الشرق الأوسط» الباحث في علم الاجتماع الدكتور عبد السلام الوايل أن ما يلفت الانتباه في النتائج المعلنة أمس تحسن منهجيات جمع البيانات واستخدام التقنيات الحديثة مما زاد من دقة الأرقام بشكل كبير مقارنة بالتعداد للسنوات الماضية، وأضاف: «من الإيجابي أن يكون هناك عدد كبير من المواطنين الشباب في البلد»، وأشار إلى أن الإحصائية كشفت أن 63 في المائة من السعوديين دون الثلاثين.

وقال الوايل إن النتائج التي خرجت بها الإحصائية تبين أن وجود مجتمع شاب سيعمل خلال السنوات المقبلة على دفع عجلة التنمية والتطوير في ظل وجود رؤية سعودية واضحة رسمت ملامحها «رؤية 2030»، لافتاً إلى أن الارتفاع الكبير في عدد تملك السعوديين للمساكن مقارنة بالتعداد الأخير يعطي دلالة على نجاح سير خطط إسكان المواطنين بشكل جيد ومتصاعد.

وكانت وزارة الإسكان السعودية أعلنت خلال السنوات الخمس الماضية العديد من المبادرات لسد الفراغ في حجز تملك المواطنين للمسكن. وتسعى السعودية إلى أن يصل عدد سكانها بحلول عام 2030 بين 50 و60 مليون نسمة، نصفهم سعوديون، وذلك وفق ما ذكره ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منتصف العام الماضي.


مقالات ذات صلة

العراق يعلن حالة الإنذار القصوى استعداداً لإجراء التعداد السكاني

المشرق العربي وزير التخطيط محمد تميم (وسط) مع زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم خلال الاستعدادات لإجراء التعداد السكاني (موقع الوزارة)

العراق يعلن حالة الإنذار القصوى استعداداً لإجراء التعداد السكاني

أعلنت السلطات العراقية، الاثنين، حالة الإنذار القصوى (ج) للقطعات الأمنية والعسكرية العراقية خلال حظر تجوال التعداد السكاني.

فاضل النشمي (بفداد)
الساعة السكانية لمصر ليوم الاثنين 4 نوفمبر 2024

تراجُع المواليد في مصر لا يقلّل مخاوف «الأزمة السكانية»

لم يقلّل الإعلان المصري عن انخفاض عدد المواليد في البلاد خلال الشهور الماضية إلى معدل طفل واحد كل 16 ثانية المخاوفَ بشأن «الأزمة السكانية».

عصام فضل (القاهرة)
أوروبا خلال فعالية بمناسبة الذكرى الـ31 لإعلان استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي في غراند بلايس ببروكسل 24 أغسطس 2022 (رويترز)

عدد سكان أوكرانيا يتراجع بـ10 ملايين منذ بدء الغزو الروسي للبلاد

أعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان، الثلاثاء، أن التعداد السكاني في أوكرانيا تراجع بأكثر من عشرة ملايين نسمة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
أوروبا أحد باصات لندن الحمراء يمرّ قرب قصر ويستمنستر مقر مجلسَي اللوردات والعموم في لندن (أ.ف.ب)

عدد سكان بريطانيا يزيد بنسبة واحد في المائة بسبب المهاجرين

أظهرت بيانات رسمية، الثلاثاء، أن عدد سكان بريطانيا زاد بنسبة واحد في المائة على أساس سنوي إلى 68.3 مليون نسمة بحلول منتصف عام 2023 بسبب الهجرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي رجل عراقي يحمل حاجياته ويعبر زقاقاً في أحد أحياء بغداد القديمة (أ.ف.ب)

العراق يواصل استعداداته لإجراء تعداد سكاني بعد توقف 27 عاماً

تواصل الحكومة العراقية جهودها لاستكمال إجراءات التعداد السكاني المقرّر في 20 نوفمبر المقبل، وهو الأول بعد 27 عاماً على آخر تعداد جرى عام 1997.

فاضل النشمي (بغداد)

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».