فؤاد عبد الواحد لـ«الشرق الأوسط»: أترقبُ الغناء باللهجة المصرية

الفنان اليمني قال إنّ راشد الماجد قيمة فنية كبيرة يتعلّم منها

فؤاد عبد الواحد متحمس للغناء باللهجة المصرية (الشرق الأوسط)
فؤاد عبد الواحد متحمس للغناء باللهجة المصرية (الشرق الأوسط)
TT
20

فؤاد عبد الواحد لـ«الشرق الأوسط»: أترقبُ الغناء باللهجة المصرية

فؤاد عبد الواحد متحمس للغناء باللهجة المصرية (الشرق الأوسط)
فؤاد عبد الواحد متحمس للغناء باللهجة المصرية (الشرق الأوسط)

بدا الفنان اليمني فؤاد عبد الواحد سعيداً بإحيائه أخيراً حفلاً في إمارة دبي، على مسرح «كوكا كولا أرينا»، بمشاركة الفنانة المصرية أنغام؛ قدّم خلاله مجموعة من أشهر أغنياته الطربية والعاطفية.

وأهدى أغنية «مليون مرة» للفنان السعودي راشد الماجد الذي قدّم معه ديو الأغنية التي حققت انتشاراً واسعاً منذ طرحها عبر المنصات الإلكترونية.

وعن علاقته بالماجد، يؤكد عبد الواحد لـ«الشرق الأوسط»: «تربطني به علاقة محبة واحترام، فأنا أتعلّم منه منذ بداية مشواري الغنائي لكونه قيمة فنية كبيرة»، مضيفاً أنّ نجاح أغنية «مليون مرة» يجمعهما، «إذ تخطّت مشاهداتها الـ60 مليوناً، وباتت تُطلب في كل الحفلات، ولها مكان خاص في قلبي».

بدأ الفنان اليمني مشواره من دبي، وحقق نجاحات عدّة من بينها فوزه بلقب «نجم الخليج» عام 2010، وقدّم عدداً من الألبومات، بجانب الكثير من الأغنيات المنفردة منها «أوعدك أرحب» و«أثق فيك»، و«كفيت ووفيت»، و«قلبي صغير»، و«أنا فداك»... يعتزّ بها قائلاً: «لكل أغنية حالة خاصة».

وحرص عبد الواحد خلال الحفل على مقابلة أنغام في كواليس المسرح. يعلق: «هي من اللواتي يملكن أسلوباً خاصاً لا يشبه أحداً. أنا من محبّيها وتجمعنا الحفلات في السعودية والإمارات والكويت. قدّمتُ معها ديو في أحد البرامج الغنائية سابقاً، وأذكر دعمها الكبير لي عندما كانت ضمن لجنة تحكيم (نجم الخليج)».

وعن تجربة الغناء باللهجة المصرية، يتابع: «لا أزال أبحث عن أغنية باللون المصري. أنا متحمس للغناء باللهجة والألحان المصرية، ولتقديم الكثير للجمهور المصري».

وختم حفل دبي بأغنيته «العيون السود» التي حققت تفاعلاً لافتاً، وباتت تطلب في حفلاته بشكل كبير. عنها يقول: «هي أغنيتي الأخيرة التي طرحتها منفردة، من كلمات الشاعر ياسر التويجري وألحان الفنان وليد الشامي، وحققت أكثر من 12 مليون مشاهدة عبر قناتي في (يوتيوب). يحبها الجمهور بشكل لافت، لذلك أفرح بتقديمها في حفلاتي».

يُذكر أنّ عبد الواحد شارك في فبراير (شباط) الماضي بالمسرحية الشعرية الغنائية «معلقاتنا امتداد أمجاد»، احتفاءً بيوم التأسيس في المملكة العربية السعودية؛ وهي فكرة الأمير عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز وإشرافه؛ ألحان صادق الشاعر وسهم، توزيع وموسيقى تصويرية للمايسترو وليد فايد، وإخراج الفنان عامر الحمود.



«الأسطوات»... أسرار صناعة الأغنية وكواليسها في مصر

كتاب «الأسطوات» رصد مسيرة صناع الأغنية من الشعراء المصريين (غلاف الكتاب)
كتاب «الأسطوات» رصد مسيرة صناع الأغنية من الشعراء المصريين (غلاف الكتاب)
TT
20

«الأسطوات»... أسرار صناعة الأغنية وكواليسها في مصر

كتاب «الأسطوات» رصد مسيرة صناع الأغنية من الشعراء المصريين (غلاف الكتاب)
كتاب «الأسطوات» رصد مسيرة صناع الأغنية من الشعراء المصريين (غلاف الكتاب)

تزخر صناعة الأغنية في مصر بالعديد من الكواليس والأسرار منذ بداية القرن الـ20 وحتى نهايته، وهو ما يرصده الكاتب والشاعر المصري ميسرة صلاح الدين من خلال تتبع مسيرة عدد من شعراء الأغنية. كيف دخلوا هذه الصناعة، وكيف تعاملوا مع المطربين والملحنين في كواليسها؟

في كتاب عنوانه «الأسطوات» يتناول صلاح الدين سوق صناعة الأغنية في مصر، متتبِّعاً كبار الشعراء منذ بداية القرن الـ20، مثل بديع خيري، ومأمون الشناوي، وحسين السيد، وحتى الشعراء المشهورين بخفة الظل مثل فتحي قورة، والشعبيين مثل حسن أبو عتمان، وانتهاءً بالشعراء الأحدث مثل عبد الرحيم منصور، وعصام عبد الله.

يُعرِّف الكاتب مصطلح «الأسطوات» الذي اختاره عنواناً، موضحاً أنه مصطلح تركي، ويعني «الماهر، أو الحرفي المتمرس». ويرى أن هذا المعنى ينطبق إلى حد كبير على الشخصيات العشرة التي اختارها، لقدرتهم على نقل الفن من أطره الفولكلورية والشعبية إلى أشكال فنية أكثر تعقيداً وتطوراً تعكس هوية مصر.

يقول ميسرة صلاح الدين لـ«الشرق الأوسط»: «إن فكرة الأسطوات جاءت من المهنية، وهؤلاء الشعراء يتميزون بالمهنية الشديدة التي تجمع بين الموهبة والصَّنعة، والدأب في المهنة، والإخلاص للفن، والعامل الثالث هو إدراكهم للحظتهم الاجتماعية والتاريخية، والتعبير عنها، والرابط بينهم أنهم جميعاً كانوا مخلصين للأغنية، حتى من أصدر ديواناً منهم كان نجاحه الأكبر في مجال الأغنية، بخلاف شعراء مثل صلاح جاهين، وفؤاد حداد، والأبنودي الذين اشتهروا في سياقات أخرى مختلفة رغم حضورهم في مضمار الغناء».

الشاعر المصري حسين السيد (من كتاب الأسطوات)
الشاعر المصري حسين السيد (من كتاب الأسطوات)

التنوع، هو السِّمة التي تحكم هؤلاء الشعراء، وكذلك ارتباط كل منهم تقريباً بمطرب، فمثلاً كان محمد عبد الوهاب يُعدُّ الشاعر حسين السيد اكتشافه الشخصي، وكان مأمون الشناوي مرتبطاً بدرجة كبيرة بفريد الأطرش، تماماً كما ارتبط أحمد رامي بأم كلثوم، وارتبط أيضاً فتحي قورة بأغاني شكوكو الخفيفة المرحة. كانت هذه وجهة نظر مرسي جميل عزيز في لقاء تلفزيوني، مؤكداً أنه تمرَّد على هذا الأمر، ولم يرتبط اسمه بمطرب معين، بل إنه «يعمل مع المطربين الصغيرين، ويكبرون بأغنياته»، على حد تعبيره.

ويشير صلاح الدين إلى أن «الكواليس كثيرة، والمنافسة كانت شديدة في المجال الفني بين الأسطوات، وشهدت تلك المنافسة محاولة إثبات التفرد، والحرب الإعلامية، وأحياناً فكرة الدعاية المبالغ فيها، لكن مع الحفاظ طوال الوقت على جودة العمل».

الشاعر حسن أبو عتمان صاحب أغنية زحمة لأحمد عدوية (كتاب الأسطوات)
الشاعر حسن أبو عتمان صاحب أغنية زحمة لأحمد عدوية (كتاب الأسطوات)

وأشار إلى أنه «كانت هناك تصريحات لحسين السيد يتحدث عن غيره من الشعراء، وينتقدهم، وقال إن عبد الرحيم منصور يكتب نثراً وليس أغنية أو قصيدة، كما أن مرسي جميل عزيز صرح بأنه كان الأقوى والأكثر جزالة، ووصف نفسه بأنه مثل الفتوة الذي دخل الفرح ليكسّره، بمعنى عدم رضاه عن الوضع الراهن وقتها، وسعيه لتغيير سياقات كتابة الأغنية، وصناعتها». ومن الحروب والمعارك التي دارت في كواليس صناعة الأغنية، الحرب التي شنَّها بعضهم ضد الشاعر الشعبي حسن أبو عتمان، الذي قدّم لمحمد رشدي أغنيات عدّة شهيرة، مثل «عرباوي»، و«ملحمة أدهم الشرقاوي»، ووصفوه بأنه «حلاق أو فلاح»، حتى نجحوا في إبعاده عن محمد رشدي، وفق تصريحات صلاح الدين. ليبدأ مرحلة جديدة هي الأكثر زهواً في تاريخه مع أحمد عدوية الذي قدم له أغنية «زحمة»، و«راحوا الحبايب»، و«بنت السلطان»، وغيرها من الأغنيات.

ورصد الكتاب الهجوم الشديد الذي تعرَّض له بليغ حمدي حين كتب بعض الأغنيات، كما رصد حسب ميسرة «تحوُّلاً كبيراً في حياة الشاعر عبد الفتاح مصطفى الذي بدأ بأغنيات عاطفية في غاية الرِّقة لأم كلثوم، ومن ثَمَّ ابتعد عن الشعر العاطفي وتوجّه تماماً إلى الأغنية الدينية، فقدّم أغنيات فيلم (الشيماء)، ومجموعة الأدعية لعبد الحليم حافظ».

مأمون الشناوي مع عبد الحليم حافظ (أرشيفية)
مأمون الشناوي مع عبد الحليم حافظ (أرشيفية)

تضمَّن الكتاب كثيراً من الحكايات عن الأغنيات الشهيرة مثل أغنية «الربيع» التي كتبها مأمون الشناوي لأم كلثوم، وأُعجبت بها، ولكنها طلبت تعديلات عليها، وكيف قادته الصدفة إلى لقاء فريد الأطرش الذي عرض عليه الأغنية ورحَّب بها، وعدّها كثيرون من أفضل الأغنيات التي قدمها فريد الأطرش، لكونها تمثل معزوفة أنطونيو فيفالدي الشهيرة «الفصول الأربعة»، كما رصد الكتاب عدداً من الشعراء الآخرين الأحدث من جيل الأسطوات مثل عصام عبد الله، الذي قدم كثيراً من الأغنيات لمحمد منير، وعلي الحجار، وكذلك سامح العجمي الذي حاول الكتابة بطريقة قريبة من أمل دنقل، وتغيَّرت معه فكرة كتابة الأغنية الشبابية الحديثة لتصبح مرتبطة إلى حد كبير بالإيقاع.