على مدار أسبوع، احتفت مؤسّسات رسمية بمرور 118 عاماً على إنشاء حي «مصر الجديدة»، أحد أشهر أحياء القاهرة. وتحت عنوان «أسبوع مصر الجديدة»، نظّمت وزارتا السياحة والاتصالات مهرجاناً فنياً وثقافياً في «قصر غرناطة»؛ لاستعادة محطات من تاريخ الحي الذي أسّسه البارون البلجيكي إمبان.
ويعود تاريخ إنشاء حي «مصر الجديدة» إلى عام 1905، عندما وُقِّع عقد تأسيس شركة «واحات عين شمس» المعروفة حالياً باسم «شركة مصر الجديدة»؛ بهدف تنفيذ خط سكة حديد يربط منطقة وسط القاهرة بالمدينة الجديدة، التي بدأ البارون البلجيكي إدوارد لويس جوزيف إمبان إنشاءها على مساحة 25 كيلومتراً مربعاً، وأطلق عليها اسم «هليوبوليس».
وقال وزير السياحة والآثار أحمد عيسى، في كلمته خلال ختام مهرجان «أسبوع مصر الجديدة»، مساء الخميس، إنّ «حي مصر الجديدة سطع في صحراء القاهرة، ليقدّم تجربة عمرانية فريدة تنبض بالحياة، وتحتضن عديداً من الأماكن المميزة التي تخطف الأنظار من قصور ومبانٍ وأحياء وحدائق وأماكن للعبادة، مما يمثل انصهاراً للفنون المعمارية المختلفة في هذا الحي الفريد»، لافتاً إلى ما تتمتع به القاهرة من مقومات سياحية، وصفها بـ«الفريدة التي تؤهلها لتكون واحدة من أعظم المدن السياحية حول العالم».
وأضاف أنّ «قصر البارون إمبان يعتبر أحد أهم المباني الأثرية الموجودة في حي مصر الجديدة، ويُعد قبلة للزائرين، ومنطقة جذب سياحي للقاهرة».
وعام 2020، افتتحت الحكومة المصرية القصر بعد ترميمه وتطويره، وتحويله إلى متحف يروي تاريخ حي «مصر الجديدة». ويعود تاريخ القصر إلى عام 1911، حيث بناه البارون وسط شارع صلاح سالم، واستوحى المصمّم المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل، فكرة القصر المقام على مساحة تبلغ 12.5 ألف متر مربع، من معبد «أنكور وات» في كمبوديا ومعابد «أوريسا» الهندوسية. ظل القصر مقراً لسكن البارون، إلى أن بيعت مقتنياته في مزاد مع بداية الخمسينات من القرن الماضي، وتعرّض للإهمال حتى نُقلت ملكيته إلى وزارة الثقافة المصرية عام 2007. وبعد سنوات، وضعت الحكومة مشروعاً لترميمه.
وإحياءً لتاريخ الحي العريق، نظمت مؤسسة «تراث هليوبوليس» مهرجان «أسبوع مصر الجديدة»، تحت رعاية مؤسسات رسمية. ويهدف المهرجان إلى «وضع مصر الجديدة على خريطة الجولات السياحية»، وفق مسؤولين في وزارة السياحة والآثار.
وتضمن عدداً من الندوات والحلقات النقاشية عن تاريخ مصر الجديدة، وكيفية إحياء المناطق والمباني التراثية واستغلالها سياحياً، إضافة إلى معارض للفن التشكيلي تروي تاريخ الحي وتوثّق عمارته.
ورأى وزير السياحة والآثار أنّ هذه الأنشطة «تسهم في إلقاء الضوء على الأماكن التراثية والسياحية والتاريخية في مصر»، مشيراً إلى أنّ «الفترة الماضية شهدت مؤشرات إيجابية في حركة السياحة الوافدة إلى مصر، تزامنت مع تطوير البنية التحتية لعدد من المناطق السياحية».
وتسعى مصر إلى اجتذاب 30 مليون سائح أجنبي بحلول عام 2028، عبر تنفيذ «الاستراتيجية الوطنية للسياحة»، التي تعتمد على تطوير الطيران، وتحسين جودة الخدمة السياحية.
وكان وزير السياحة والآثار أشار في تصريحات سابقة إلى «نمو الحركة السياحية الوافدة للبلاد خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي بنسبة 43 في المائة، مقارنة بالفترة عينها من عام 2022»، لافتاً إلى أنّ التوقعات تشير إلى أن معدل الزيارات السياحية سيصل إلى 15 مليوناً في نهاية العام الحالي.
حقائق
1905
تاريخ إنشاء حي «مصر الجديدة»... بدأ البارون البلجيكي إدوارد لويس جوزيف إمبان إنشاءها على مساحة 25 كيلومتراً مربعاً، وأطلق عليها اسم «هليوبوليس».