قدم كرشنا مورتا وعائلته قلادة ذهبية للمعبد الهندي المشهور تريباتي بلاغي وفاء للنذر بشفاء ابنهم الوحيد المصاب بداء السرطان اللعين.
وحسب تقديرات المجلس العالمي للذهب، تمتلك الهند نحو 22.000 طن ملكية خاصة، منها 12.000 طن مودعة في المعابد الهندية الغنية، تتعدى قيمتها التريليون دولار حسب سعر الذهب اليوم.
وتحصلت هذه المعابد على كل تلك الكميات من الذهب من خلال الهبات التي قدمها أفراد.
وحسب بعض التقارير، تعادل كميات الذهب في حوزة الأفراد ضعفين ونصف احتياطي الذهب الأميركي (8133.5 طن) وأربعين ضعف احتياطي الذهب في الهند (557.7 طن).
ويقدر الذهب الموجود في معبد تيدمانيسواني، أغني معبد في الهند والعالم الذي يرجع تاريخ تشيده للقرن السادس عشر، بنحو 3000 طن، ما يعادل أكثر من ثلثي الذهب الأميركي المودع في قلعة فورت نوكس، الخزانة الرئيسية لاحتياطي الذهب في الولايات المتحدة. وحاز المعبد على شهرة عالمية عندما تم الكشف، بإذن من المحكمة العليا في الهند، عن خمسة أقبية سرية بالمعبد تحوي كنوزا ذهبية بقيمة نحو 22.3 مليار دولار، ناهيك عن القيمة الأثرية للقطع المكتشفة. وشمل الكنز قطعا ذهبية أثرية مرصعة بالماس، وتيجان ذهبية، وأيقونات، و17 كيلوغراما من العملات الذهبية، وطن من الحلي الصغيرة، والآلاف من القطع الأثرية المرصعة بالماس والزمرد، والأوعية الذهبية. ويحوي المعبد كذلك سردابا سريا لم يتم فتحه ويعتقد أنه يحوي كنوزا ذهبية تعادل ضعف ما تم اكتشافه حتى الآن، إلا أن شائعات تقول إنه مليء بالثعابين السامة. أغلب الذهب الموجود في المعبد تم إيداعه بوساطة العائلات الحاكمة، ويعتقد العامة أن الذهب محاط بعشرات من الثعابين السامة تحت الأرض بهدف إبعاد اللصوص، ومما عزز من تلك الأقاويل وجود رسم لثعبان على الحائط.
«ساهمت الخرافة في الحفاظ على الذهب لقرون»، حسب رافي فارما، 78 عاما الذي عينته الأسرة الحاكمة حارسا على مفاتيح السرداب حتى تدخلت المحكمة في الأمر مؤخرا.
تعتبر الهند أكبر مستهلك للذهب في العالم وتحوي معابدها القديمة هبات من المجوهرات، والسبائك، والعملات تكدست على مر القرون تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات مخبأة في سراديب سرية، بعضها قديم وبعضها حديث.
تمتد قصة الحب التي ربطت بين الهند والذهب لعدة قرون وتتعمق جذورها داخل العقيدة الهندوسية. ويعتبر مهرجان «دي والي» من مواسم الشراء السنوية الكبيرة ويعقد ما بين أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام. وتنتشر عادة تقديم الذهب كمهر للعروس قبل الزواج حيث ينظر الناس، 70 في المائة من السكان من الريف، للذهب باعتباره مصدر أمان مالي.
وحسب التقرير المالي لعام 2014 لمعابد تريباتي، وشيرادي ساي بابا، وسيدي فيناين، وكاشي فيشوينث، تمتلك تلك المعابد ودائع من الذهب بقيمة تفوق التريليون دولار من الذهب كلها ملكية خاصة. وبحسب خبراء، تفوق كميات الذهب في أي من تلك المعابد كل الثروات المخبأة داخل الفاتيكان.
من يقول إن الهند بلد فقير؟ ففي ظل وجود كل هذا الاحتياطي من الذهب، بمقدور كل مواطني الهند أن يتزودوا بالوقود مجانا طوال 500 عام قادمة، أو يستقلوا القطار مجانا لمدة 100 عام، أو يأكلوا مجانا لعامين قادمين، وبمقدور الهند أن تبني خمس مدن مثل دبي في حال استخدمت مخزون الذهب لديها.
تبرع تاجر ثري بمشغولات ذهبية لمعبد تريمولا تريوباتي ديفسنام، وشملت قائمة التبرع مصباح زيت، وملاعق، وحوضا للاستحمام كلها من الذهب الخالص تعادل وزن حفيده المولود حديثا الذي يزن 33 رطلا.
وتحوي سراديب معبد جنوب الهند الشهير ما يزيد على 35 طنا من الذهب، وتتراص عشرات الآلاف من الزهور كل يوم لثوان معدودة أمام المعبد كدليل على استعداد أصحابها لتقديم عروض سخية، ويتلقى المعبد ما بين 80 - 100 كيلوغرام من الذهب كل شهر، ويدر المعبد دخلا شهريا يربو على 350.000 دولار أميركي.
تعتبر واردات الهند من الذهب الأعلى عالميا حيث يبتاع الهنود نحو 2.3 طن يوميا، أي ما يعادل وزن فيل.
ويتبرع الهنود بجزء من هذه الكمية للمعابد، ويتعجب البعض من أن الهند تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم، فقد استوردت الهند نحو 850 طنا من الذهب خلال عامي 2014 - 2015، ناهيك عن تهريب 175 طنا أخرى إلى داخل البلاد، حسب تقديرات المسؤولين. وقدرت الواردات عام 2015 فقط بنحو 121 طنا مقارنة بنحو 48.5 طن في مارس (آذار) 2014. ورغم ضخامة الأرقام، لا تحوي خزانة الدولة رسميا سوى 557.7 طن من الذهب تحتل بها المركز الحادي عشر عالميا في احتياطي الذهب.
ويحوي معبد سيديفينايك الشهير في مومباي خمسة أطنان من الذهب يحرسها 65 من رجال الأمن المسلحين، ويتلقى المتحف تبرعات بقيمة 3.4 مليون دولار سنويا. ويتميز المعبد بجدرانه وسقف ضريحه الداخلي المطلية كلها بالذهب الخالص، ويضم المعبد إلها على شكل فيل مرصع بجوهرة ثمينة. ومع مرور السنين، قدم المتبرعون هبات سخية بعدما تحققت أمنياتهم وقُبلت صلواتهم، حسب اعتقادهم. وتوضع التبرعات الثمينة كل ليلة في غرفة حيث تكدست الكنوز على مدار 200 عام.
ويتحدث نرنيدا ران، أمين الودائع بمعبد سيديفينيك، بشكل موجز عن محتويات المعبد قائلا: «لدينا نحو 500 كيلوغرام من الذهب، وأكثر من 2000 كيلوغرام من الفضة في تلك الغرفة، غير أنني لا أستطيع إعطاء أرقام دقيقة».
يحمل معبد شيريدي ساي بابا اسم معلم روحي هندوسي عاش ما بين عامي 1838 - 1918، غير أن اسمه الحقيقي ومكان وتاريخ ميلاده غير معروفين غير معروفين. ويحظى اللورد ساي بقدسية عظيمة من قبل أتباعه من الهندوس والمسلمين على حد سواء، حيث عاش في مسجد وأحرق جثمانه في معبد بعد موته. ويحوي المعبد نحو عشرة أطنان من الذهب.
وعلى نحو مماثل، يحوى معبد كاشي فيشانت، الذي يقع في الدائرة الانتخابية لرئيس الوزراء ناريندار مودي، ما بين 8 - 10 أطنان من الذهب، إضافة إلى غيرها من المقتنيات النفيسة مخبأة داخل سرداب.
بيد أن بعض المعابد ترسل مقتنياتها الذهبية إلى دار سك العملة في مومباي كي تعيد صهرها لتصنع منها عملات ذهبية فئة 22 قيراطا لتباع للمتبرعين في جميع أنحاء العالم بضع الثمن.
ويقول ساريتا دافي الذي ابتاع أحد هذه العملات من معبد سيدي فينايك: «هي ليست عملة ذهبية عادية تشتريها من محل للذهب، حيث إن بها بركة اللورد».
يعتبر شراء المعادن النفيسة أمرا جوهريا لحياة الناس نظرا لارتباطه بالزفاف، فبمقدور الاحتفالات والأمطار الموسمية في الهند أن تحرك الأسعار العالمية، وعليه فقد استحدث رئيس الوزراء ناراندي مودي نظاما يشجع بموجبه الراغبين في اقتناء الذهب على استعارة المشغولات الذهبية من آلاف المعابد وملايين المنازل بهدف الحد من النهم في استيراد سبائك الذهب.
رغم أن بعض المعابد أقدمت على إيداع مقتنياتها الذهبية في البنوك كي توفر نفقات الحراسة المفروضة على ذلك المعدن الأصفر، لا تزال بعض المعابد متوجسة من قبول عرض الحكومة.
«الذهب ملك للمعابد، لماذا إذن تقدم الحكومة على صهره؟»، حسب رادكيش الذي اعتبر الأمر انتهاكا للمقدسات.
غير أن البعض الآخر يقول إن المعابد لا تحتاج للذهب، يجب أن يستغل الذهب في سد حاجة الفقراء وفي تنمية البلاد.
الهنود يمتلكون 22 ألف طن من الذهب
قيمتها تزيد على تريليون دولار
الهنود يمتلكون 22 ألف طن من الذهب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة