مصر: مخاطر التغير المناخي ترتفع على المشروعات الجديدة

وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد (غيتي)
وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد (غيتي)
TT

مصر: مخاطر التغير المناخي ترتفع على المشروعات الجديدة

وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد (غيتي)
وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد (غيتي)

قالت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد إن المخاطر المرحلية الناتجة عن التغير المناخي التي تواجه الشركات «ترتفع على المشروعات الجديدة»، وهو ما يصرف بعض المستثمرين عن الدخول في قطاعات بعينها.

أوضحت ياسمين فؤاد، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، على هامش الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الأفريقي المنعقدة في شرم الشيخ، أنه «بسبب المخاطر الخاصة بالتغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي، ترتفع المخاطر على الشركات والمشروعات الجديدة، لكن دخول القطاع الخاص والبنوك التنموية التي من شأنها تقليل المخاطر على شركات القطاع الخاص، ربما يسهم في الحل ويكون نموذجاً ناجحاً».

وأضافت: «تحرك العالم يسير بشكل بطيء للغاية أمام تسارع التغير المناخي... دائماً التحرك البشري في أزمة التغير المناخي، أي بين الطبيعة والبشر، يكون أبطأ، بالإضافة إلى تصرفات وسلوكيات البشر عادة ما تكون عكس الطبيعة، وليست مع الطبيعة، وهنا الطبيعة ترد بـ100 طريقة، من فيضانات، وجفاف، وأمطار، وسيول، وحرارة مرتفعة تؤثر على بعض المحاصيل الزراعية، وقد ينتج عنها أزمة غذاء عالمية... الطبيعة قادرة على أخذ حقها».

وأشارت الوزيرة، في هذا الصدد، إلى أن العالم يحتاج إلى 300 تريليون دولار لمواجهة التغير المناخي حتى عام 2100، موضحة أن «ما تعهدت بدفعه الدول الصناعية المتقدمة للدول النامية المتضررة من التغير المناخي، والبالغ 100 مليار دولار سنوياً، مبلغ زهيد جداً».

وحذرت من بطء التحرك العالمي تجاه حل أزمة التغير المناخي، قائلة: «العالم يتحرك اليوم بنفس الطريقة التي كان من المفترض أن يتحرك بها من 3 سنوات مضت، أي قبل الفيضانات المنتشرة والسيول التي تجتاح دولاً عدة، والحرارة المرتفعة التي تضرب معظم دول العالم».

وأعطت مثالاً في هذا الصدد، قائلة: «في 2015، العالم كان يرى أن نبقي درجة حرارة الأرض بما لا يزيد على درجتين مئويتين، وهذا في نص اتفاق باريس للمناخ، وفي 2019 عند البدء في كتابة أهداف وخطة أهداف باريس، أي بعد 4 سنوات، وجدنا أن معدل درجتين مئويتين سيكون كارثياً، فاتفقوا على بلوغ هدف جديد عند 1.5 درجة مئوية، مع أن ذلك ليس موجوداً في الاتفاق الأساسي... وهذا يزيد التحديات والمخاوف».

وعن الحلول التي يجب اتباعها للحد من تداعيات التغير المناخي، قالت الوزيرة: «عزيمة حقيقية على مستوى العالم... من القادة السياسيين، وفيما يخص التمويل، فعلى البنوك التنموية والتمويلية أن تموّل القطاع الخاص مع مراعاة الأهداف المناخية، وعلى الدول المتقدمة الالتزام بمكافحة التغير المناخي، لأنه لا مفر، التغير المناخي قضية وجودية... ليس لدينا كوكب آخر».


مقالات ذات صلة

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في اليوم الأخير من القمة (إ.ب.أ)

قمة الـ20 تعطي معالجة الفقر والمناخ زخماً... لكنها منقسمة حول حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا وترمب

نجحت البرازيل بصفتها الدولة المضيفة في إدراج أولويات رئيسية من رئاستها في الوثيقة النهائية لقمة العشرين بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ.

خاص قام أفراد المجتمع بزراعة أكثر من مليون شجيرة في متنزه ثادق السعودي لإصلاح الأراضي المتدهورة ومعالجة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)

خاص ثياو قبل «كوب 16»: العالم يحتاج 355 مليار دولار سنوياً لمكافحة التصحر

مع اقتراب انعقاد «كوب 16» يترقّب العالم خطوات حاسمة في معالجة أكبر التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد وزير المناخ والبيئة النرويجي توري ساندفيك يلقي بياناً خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP29) في باكو 19 نوفمبر 2024 (رويترز)

مؤتمر «كوب 29» يبني على بيان مجموعة العشرين للمضي في المفاوضات

رحّب المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 29) بالمؤشّرات الإيجابية الصادرة عن بيان مجموعة العشرين، بشأن تمويل الحلول المناخية للدول النامية.

«الشرق الأوسط» (باكو)
أميركا اللاتينية الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب) play-circle 01:31

«مجموعة العشرين» تعقد قمتها وسط أوضاع عالمية غير مستقرة

تنطلق «قمة العشرين» في البرازيل وسط صعوبات التوصل إلى تسوية حول المناخ والحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط وفي ظل ترقب عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.