تقرير: إبستين حاول ابتزاز غيتس بسبب علاقته برياضية روسية

جيفري إبستين (أ.ب)
جيفري إبستين (أ.ب)
TT

تقرير: إبستين حاول ابتزاز غيتس بسبب علاقته برياضية روسية

جيفري إبستين (أ.ب)
جيفري إبستين (أ.ب)

أفاد تقرير جديد نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» أن رجل الأعمال الأميركي الراحل، جيفري إبستين، الذي أدين بارتكاب جرائم جنسية، هدد الملياردير الأميركي والمؤسس المشارك لشركة «مايكروسوفت» بيل غيتس، وحاول ابتزازه بسبب علاقة الملياردير برياضية روسية.

وقالت مصادر مطلعة على الأمر إن إبستين اكتشف علاقة غيتس بلاعبة الجسر (بريدج) الروسية ميلا أنتونوفا، وهدد بالكشف عن هذه العلاقة إن لم يقم المؤسس المشارك لـ«مايكروسوفت» بتعويضه عن أموال دفعها لأنتونوفا لمساعدتها على الالتحاق بمدرسة برمجيات.

وجاء تهديد إبستين لغيتس في شكل رسالة بريد إلكتروني أرسلها في عام 2017 بعد أن فشل في إقناع الملياردير الأميركي بالمشاركة في صندوق خيري بمليارات الدولارات حاول الأول تأسيسه مع شركة استثمارات أميركية وفقاً للمصادر.

لقاء غيتس بأنتونوفا

والتقى غيتس مع أنتونوفا في عام 2010، عندما كانت في العشرينات من عمرها، ووفقاً للوثائق التي استعرضتها «وول ستريت جورنال»، فقد أرادت أنتونوفا في ذلك الوقت إنشاء مشروع تعليمي للعبة الجسر عبر الإنترنت وكانت تحاول تأمين الأموال لتحقيق هذا الغرض.

وقام مستشار غيتس المقرب، بوريس نيكوليتش بتقديم أنتونوفا إلى إبستين لمساعدتها في جمع الأموال لمشروعها، حيث التقى الثلاثي في منزل رجل الأعمال الأميركي الراحل بنيويورك في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، حيث تحدثت الرياضية الروسية عن المشروع وطلبت من إبستين تمويلها بنصف مليون دولار، وفقاً للصحيفة.

الملياردير الأميركي ومؤسس شركة «مايكروسوفت» بيل غيتس (أ.ف.ب)

إلا أن أنتونوفا أخبرت «وول ستريت جورنال»، أن إبستين في النهاية لم يستثمر في المبادرة.

ومع ذلك، فقد قدم إبستين لأنتونوفا شقة في نيويورك للإقامة بها ودفع لها بعض الأموال لمساعدتها على الالتحاق بمدرسة برمجيات.

وقالت الرياضية الروسية للصحيفة الأميركية: «دفع إبستين للمدرسة مصاريف التحاقي بها مباشرة. لم يطلب أي شيء في المقابل. ولم أفهم لماذا فعل ذلك. وعندما سألته أخبرني بأنه ثري ويريد مساعدة الآخرين».

صندوق إبستين الخيري

كان إبستين يحاول إنشاء صندوق خيري خاص مع شركة الاستثمارات الأميركية «جي بي مورغان»، الأمر الذي يتطلب من الأفراد الأثرياء تقديم مساهمة لا تقل عن 100 مليون دولار ودفع ملايين الدولارات كرسوم.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن رجل الأعمال الأميركي الراحل حاول استخدام الصندوق كوسيلة لتحسين سمعته بعد اتهامه بالاعتداء الجنسي على قاصرات في 2006 وإقراره بالذنب في 2008 في قضية استدراج فتاة قاصر لارتكاب أعمال منافية للآداب.

جيفري إبستين أثناء محاكمته في 2008 (أ.ب)

وأظهرت الوثائق التي استعرضتها «وول ستريت جورنال» أن إنشاء صندوق إبستين كان مشروطاً بالحصول على دعم من غيتس.

إلا أنه فشل في إقناع الملياردير الأميركي بالمشاركة في الصندوق.

ونتيجة لذلك، أرسل إبستين بريداً إلكترونياً إلى غيتس في عام 2017، بشأن أنتونوفا بعد انتهاء علاقة مؤسس «مايكروسوفت» بها، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.

وفي البريد الإلكتروني، طلب إبستين من غيتس أن يعوضه عن تكاليف مدرسة أنتونوفا التي دفعها.

وذكرت الصحيفة أن «لهجة الرسالة كانت تشير إلى أن إبستين أراد تهديد غيتس بالكشف عن هذه العلاقة».

وبعد ذلك بعامين، في 2019، اتهم المدعون الفيدراليون إبستين بالاتجار جنسياً بالقاصرات. وقد توفي بعد أشهر في زنزانة في مانهاتن فيما يبدو أنه انتحار.


مقالات ذات صلة

هل قام إبستين بابتزاز بعض المشاهير جنسياً؟

الولايات المتحدة​ جيفري إبستين أثناء محاكمته في 2008 (أ.ب)

هل قام إبستين بابتزاز بعض المشاهير جنسياً؟

كشفت الدفعة الأخيرة من «وثائق إبستين» أن الملياردير الراحل رفض الرد على أسئلة المحامين التي تتعلق بقيامه بابتزاز بعض المشاهير جنسياً

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الملياردير الأميركي الراحل جيفري إبستين (رويترز)

كشف لائحة أسماء مرتبطة بقضية إبستين

بدأت قاضية في نيويورك مساء أمس (الأربعاء) كشف أسماء أشخاص على صلة بقضية شبكة الملياردير جيفري إبستين الذي انتحر في سجنه عام 2019 قبل محاكمته بجرائم جنسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الملياردير الأميركي جيفري إبستين في صورة التُقطت لقسم خدمات العدالة الجنائية بولاية نيويورك في 28 مارس 2017 حصلت وكالة «رويترز» على نسخة منها في 10 يوليو 2019 (رويترز)

وزارة العدل الأميركية: إبستين انتحر في السجن عندما كان وحده دون مراقبة

قالت وزارة العدل الأميركية (الثلاثاء) إن الملياردير جيفري إبستين الذي توفي في السجن في نيويورك في أغسطس 2019 انتحر نتيجة «إهمال» من العاملين في السجن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق طيار إبستين يكشف سفر الأمير أندرو وترمب وكلينتون بطائرة الملياردير الراحل

طيار إبستين يكشف سفر الأمير أندرو وترمب وكلينتون بطائرة الملياردير الراحل

كشف الطيار السابق للملياردير الأميركي الراحل جيفري إبستين، المتهم بجرائم جنسية، أنه نقل مشاهير مثل الأمير البريطاني أندرو، والرؤساء الأميركيين السابقين دونالد ترمب وبيل كلينتون، في طائرة الملياردير، وذلك أثناء إدلائه بشهادته خلال محاكمة غيلاين ماكسويل المعاونة السابقة لإبستين. ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد قال الطيار، لورينس فيسوسكي، إنه عادة ما كان يتم إخطاره ما إذا كان هناك مشاهير أو شخصيات رفيعة المستوى ستسافر على متن الطائرة التي يقودها. وأشار فيسوسكي إلى أنه نقل الأمير أندرو وترمب وكلينتون في طائرة الملياردير الراحل، وهي أسماء سبق أن ذكرت بين الشخصيات التي كانت لها علاقات مع جيفر

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق ترمب في فيديو قديم: جزيرة جيفري إبستين «بالوعة»... واسألوا الأمير أندرو

ترمب في فيديو قديم: جزيرة جيفري إبستين «بالوعة»... واسألوا الأمير أندرو

انتشر في الأيام الأخيرة مقطع فيديو قديم للرئيس الأميركي دونالد ترمب يطلب فيه من أحد المراسلين أن يسأل الأمير البريطاني أندرو عن بعض التفاصيل الخاصة بجزيرة ليتل سانت جيمس، المملوكة للملياردير الأميركي الراحل جيفري إبستين، والذي كان متهماً بالاتجار بالقاصرات بهدف الجنس. وبحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، يعود الفيديو إلى عام 2015، أي قبل دخول ترمب السباق الرئاسي لعام 2016، وذلك خلال أحد المؤتمرات التي أجراها الحزب الجمهوري. فخلال جلسة أسئلة وأجوبة، سأل أحد مراسلي شبكة «فوكس نيوز» ترمب عن رأيه في الرئيس السابق بيل كلينتون، ليرد الرئيس الأميركي الحالي قائلاً «رجل لطيف، سيواجه الكثير من المشاكل ا

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
TT

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

18 طفلاً من جنوب لبنان اختارتهم «سيناريو» للتعليم التشاركي والفني لتقديم مسرحية بعنوان «جبل الأمل». الهدف من هذه المبادرة هو دعم هؤلاء الأطفال وتزويدهم بفسحة أمل. فما يعانونه من الحرب الدائرة في بلداتهم وقراهم دفعهم إلى النزوح وترك بيوتهم.

تأتي هذه المسرحية من ضمن برنامج «شو بيلد» (إظهار البناء) الذي بدأته «سيناريو» في 22 يوليو (تموز) الجاري في بلدة الزرارية الجنوبية. فأقيمت التمارين للمسرحية التي ستعرض في 29 الجاري، وتستضيفها مؤسسة سعيد وسعدى فخري الاجتماعية في البلدة المذكورة.

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

غالبية الأطفال يقيمون في البلدة وبعضهم الآخر يأتيها من بلدتي أرزاي والخرايب على الشريط الحدودي. وتشير مخرجة المسرحية ومدرّبتهم زينة إبراهيم، إلى أن فكرة العمل وضعها الأطفال بأنفسهم. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد زودناهم بكلمات محددة كي يستلهموا منها أفكارهم. وتتألف هذه الكلمات من حب وسفر وأمل ورحلة ومغامرة واكتشاف... وغيرها. وعلى أساسها كتبوا قصة المسرحية بعنوان (جبل الأمل). وكما تلاحظون ابتعدنا عن استخدام كلمة حرب ضمن المفردات التي عرضناها عليهم».

يتراوح أعمار الأولاد المشاركين ما بين 10 و17 عاماً. خضعوا في برنامج «شو بيلد» إلى 7 جلسات شائقة تركز على اللعب والتمثيل والأداء المسرحي. وتستغرق كل جلسة نحو ساعتين، وذلك على مدى أسبوعين. وتأتي هذه المسرحية لتختتم البرنامج الفني لـ«سيناريو». وتضيف إبراهيم: «هذا البرنامج يوفّر للأولاد متنفساً للتعبير والإبداع، لا سيما خلال هذه الأوقات الصعبة التي يعيشونها في منطقة الجنوب».

تصف زينة إبراهيم هذه التجربة باللبنانية بامتياز. فقد سبق أن قامت ببرامج تعليمية سابقة شملت أولاداً لبنانيين وغيرهم من فلسطينيين وسوريين. وتقول إننا نرى قلقاً كبيراً في عيون أطفال الجنوب. وتتابع: «أكثر ما يخافونه هو أصوات الانفجارات. فهي تشكّل مفتاح الرعب عندهم، ويحاولون قدر الإمكان تجاوزها بابتسامة. وبينهم من كان يطمئنني ويقول لي (لا تخافي إنه ببساطة خرق لجدار الصوت). لا أعرف ما إذا كان تجاوزهم لهذه الأصوات صار بمثابة عادة يألفونها. وقد يكون أسلوباً للهروب من واقع يعيشونه».

تتناول قصة المسرحية رحلة تخييم إلى جبل يصادف فيه الأولاد مجموعة مساجين. وعندما يهمّون بالتواصل معهم يكتشفون أنهم يتحدثون لغة لا يفهمونها. ولكنهم ينجحون في التعبير عن أفكارهم المشتركة. ويقررون أن يمكثوا على هذا الجبل حيث يشعرون بالأمان.

وتعلق المخرجة إبراهيم: «اسم المسرحية استوحيته من عبارة قالتها لي فتاة في العاشرة من عمرها. فبرأيها أن الأمل هو نتيجة الأمان. وأنها ستحارب للوصول إلى غايتها هذه. أما فكرة اللغة غير المفهومة فنشير فيها إلى ضرورة التواصل مع الآخر مهما اختلف عنا».

تروي إبراهيم عن تجربتها هذه أنها أسهمت في تقريب الأولاد بعضهم من بعض: «لقد بدوا في الجلسة الأولى من برنامج (شو بيلد) وكأنهم غرباء. حتى في الحلقات الدائرية التي كانوا يرسمونها بأجسادهم الصغيرة كانوا يحافظون على هذا البعد. أما اليوم فتحولوا إلى أصدقاء يتحدثون في مواضيع كثيرة. كما يتشاركون الاقتراحات حول أفكار جديدة للمسرحية».

أثناء التدريبات على مسرحية «جبل الأمل» (سيناريو)

إضافة إلى التمثيل ستتلون مشاهد المسرحية بلوحات راقصة وأخرى غنائية. وتوضح إبراهيم: «حتى الأغنية كتبوها بأنفسهم ورغبوا في أن يقدموا الدبكة اللبنانية كتحية للبنان».

إحدى الفتيات المشاركات في العمل، وتدعى غزل وعمرها 14 عاماً، تشير في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه المسرحية تعني لها الكثير. وتتابع: «لقد نقلتني من مكان إلى آخر وزادتني فرحاً وسعادة. وكان حماسي كبيراً للمشاركة في هذه المسرحية التي نسينا معها أننا نعيش حالة حرب».

بدورها، تقول رهف ابنة الـ10 سنوات: «كل شيء جميل في هذا المكان، ويشعرني بالسعادة. أنا واحدة من أبطال المسرحية، وهي جميلة جداً وأدعوكم لمشاهدتها».