تصنيع موصل فائق للتيار الكهربائي يعتمد على الهيدروجين

تصنيع موصل فائق للتيار الكهربائي يعتمد على الهيدروجين
TT

تصنيع موصل فائق للتيار الكهربائي يعتمد على الهيدروجين

تصنيع موصل فائق للتيار الكهربائي يعتمد على الهيدروجين

أعلنت الخدمة الصحفية لمعهد «سكولتيخ» للمختبرات الروسية الأسبوع الماضي، أن مجموعة من الكيميائيين الروس والصينيين استطاعوا تصنيع موصّل فائق للتيار الكهربائي من مادة البولي هيدريد العالي الحرارة يعتمد على اللانثانوم والسيريوم والهيدروجين؛ وهو عبارة عن منصة ملائمة لإجراء مزيد من الدراسات في مجال المواد الفائقة التوصيل للكهرباء من دون أية خسائر في ظروف درجة حرارة الغرفة.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال أرتيوم أوغاناف الأستاذ بالمعهد إن «مادة البولي هيدريد عبارة عن بيئة واسعة حقيقية لإجراء بحوث نظرية أساسية في مجال موصلات الكهرباء الفائقة التي تتعرض للضغط. وفي هذا العمل نختبر ونحسن التقنيات والأدوات اللازمة للبحث عن موصلات فائقة بأوسع معانيها من ناحية، وقد وجدنا مادة مواتية نسبيًا لإجراء مزيد من الدراسات العلمية في هذا المجال من ناحية أخرى». وذلك وفق ما نشرت وكالة أنباء «تاس» الروسية.

وفي هذا الاطار، ابتكر علماء الكيمياء الروس والأجانب في الأعوام الأخيرة الماضية بمشاركة أوغاناف، العديد من الموصلات الفائقة التوصيل ذات درجات الحرارة العالية، والقادرة على العمل في ظروف درجات حرارة الغرفة.

وفي سياق هذه التجارب، وجد الباحثون أن هيدرات المعادن التي تحتوي على أكبر عدد ممكن من ذرات الهيدروجين لها أكثر الخصائص إثارة للاهتمام على مدار الأعوام الثلاث الماضية؛ حيث ابتكر البروفيسور أوغاناف وزملاؤه العديد من الموصلات الفائقة التوصيل العالية الحرارة بناء على هيدرات اللانثانوم واليورانيوم والأكتينيوم والمعادن الثقيلة الأخرى، والتي يحتفظ بعضها بخصائص فائقة التوصيل عند درجة حرارة 23-30 تحت الصفر.

جدير بالذكر، ان اكتشاف هذه المواد، حسب أوغاناف، جعل العلماء يفكّرون فيما إذا كان من الممكن تحسين خصائصها الفائقة التوصيل عن طريق إضافة شوائب مختلفة.

وفي المستقبل، يمكن لهذه المواد المضافة زيادة درجة الحرارة التي يتم فيها الحفاظ على الموصلية الفائقة وتقليل الضغط الأدنى الذي تظل فيه مركبات الهيدروجين المعدنية مستقرة.

وانطلاقا من هذه الفكرة، قام الكيميائيون بتصنيع مادة تحتوي على اللانثانوم والسيريوم والهيدروجين. حيث افترضوا أن إضافة السيريوم بنسبة واحد إلى ثلاثة في ما يتعلق باللانثانوم من شأنه أن يثبت وجود موصل فائق هيدروجيني واعد، لكنه غير مستقر للغاية، حيث توجد ذرة لانثانوم واحدة لكل تسع ذرات من الهيدروجين.

ووفق اوغاناف، فإن مثل هذه الطبيعة لتسوية خصائص الموصل الفائق الجديد التي تجمع بين العديد من مزايا السيريوم وهيدرات اللانثانم، تجعلها منصة مناسبة للمزيد من البحث عن الموصلات الفائقة العالية الحرارة التي تتكون من الهيدروجين وعدة معادن. فيما يأمل الكيميائيون أن تؤدي هذه التجارب قريبا إلى ابتكار موصلات فائقة تعمل في ظروف درجة حرارة الغرفة العادية.


مقالات ذات صلة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

علوم برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

تقنيات «لمنع الحرب العالمية الثالثة»

باتريك تاكر (واشنطن)
تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الاقتصاد مهندس يعمل في إحدى المنشآت التابعة لـ«معادن» (الشركة) play-circle 02:41

رئيس «معادن»: حفر 820 ألف متر من آبار الاستكشاف بالسعودية خلال عامين

تتعاون شركة التعدين العربية السعودية (معادن) مع رواد العالم وتستفيد من أحدث التقنيات لتقديم أكبر برنامج تنقيب في منطقة واحدة على مستوى العالم.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد عرض تقديمي في إحدى الفعاليات التقنية التي أقيمت بالعاصمة السعودية الرياض (واس)

رئيس «سكاي»: الذكاء الاصطناعي يعزز مستقبل الاقتصاد السعودي

تتصدر الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي) مسيرة بناء منظومة تقنية عالمية المستوى ما يمهد الطريق لتحقيق نمو اقتصادي مدفوع بالذكاء الاصطناعي

آيات نور (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».