السمنة «بوابة الأمراض المزمنة»

حملة توعوية حول «مخاطر ارتفاع ضغط الدم والسمنة»

السمنة «بوابة الأمراض المزمنة»
TT

السمنة «بوابة الأمراض المزمنة»

السمنة «بوابة الأمراض المزمنة»

وفقاً للتقارير الحديثة للأمم المتحدة، هناك أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون السمنة (obesity)، بما في ذلك 650 مليون بالغ و340 مليون مراهق و39 مليون طفل يعانون زيادة الوزن والسمنة. مع استمرار تزايد الأرقام، تقدر منظمة الصحة العالمية أنه بحلول عام 2025، سيصبح ما يقرب من 167 مليون شخص أقل صحة بسبب زيادة الوزن أو السمنة. وقد وصلت السمنة إلى معدلات وبائية على مستوى العالم وتضاعفت ثلاث مرات تقريباً في جميع أنحاء العالم بين عامي 1975 و2016. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO) ففي عام 2016، كان أكثر من 1.9 مليار بالغ في سن 18 عاماً أو أكثر يعانون زيادة الوزن (overweight).

السمنة ومضاعفاتها

أقامت الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع بالتعاون مع شركة «فايزر» السعودية مؤتمراً صحافياً ضمن الحملة التوعوية التي تنفذها حالياً حول «مخاطر ارتفاع ضغط الدم والسمنة»، وذلك مساء يوم الاثنين الماضي 15 مايو (أيار) الحالي حضرته «الشرق الأوسط». وأتناول هنا السمنة وأهم مضاعفتين لها، داء السكري وارتفاع ضغط الدم.

تحدث إلى «صحتك» الدكتور حسين سعد باهر البدوي، البورد الأميركي في طب السمنة عضو إدارة الجمعية السعودية لدراسة السمنة رئيس وحدة السكري في مجمع عيادتي الدولية بجدة وأحد المتحدثين في المؤتمر، وأوضح أن الوزن الزائد والسمنة يعرّفان على أنهما تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون قد يضر بالصحة كمرض يؤثر على معظم أجهزة الجسم، حيث تؤثر السمنة على القلب والكبد والكلى والمفاصل والجهاز التناسلي.

وأوضح أن منظمة الصحة العالمية (ًWHO) تعرّف السمنة بأنها تراكم الدهون غير الطبيعي أو التراكم المفرط للدهون الذي قد يضر بالصحة. ويعرف الاتحاد العالمي للسمنة (WOF) بأن السمنة عملية مرض مزمن انتكاسي، وأنها عملية مرضية مزمنة ومنتكسة ومتفاقمة ويشدد على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية للوقاية من هذا الوباء العالمي ومكافحته. وتعترف الجمعية الطبية الأميركية (AMA) بأن السمنة وزيادة الوزن هما حالة طبية مزمنة (حالة مرضية فعلية) ومشكلة صحية عامة ملحّة، وتعمل من أجل التعريف بالسمنة ومضاعفاتها، وأن التدخل حتمي كخدمة طبية أساسية. وتحذر إدارة الغذاء والدواء والعقاقير (FDA) بالولايات المتحدة الأميركية من المخاطر الصحية المزمنة الانتكاسية للسمنة والتي تحددها الدهون الزائدة في الجسم.

وأضاف أن منظمة الصحة العالمية قد أكدت على أن السمنة تؤدي أيضاً إلى مجموعة من الأمراض غير المعدية، مثل مرض السكري من النوع 2، أمراض القلب والأوعية الدموية، ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية، وأنواع مختلفة من السرطان، فضلاً عن مشكلات الصحة العقلية. ووفقاً لوكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة، فإن الأشخاص المصابين بالسمنة كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات لدخول المستشفى بسبب «كوفيد - 19» (COVID-19).

وتصنف السمنة وفقاً لارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) عن المعدل الطبيعي (أكثر من 18.5 - أقل من 25). ويقاس مؤشر كتلة الجسم بتقسيم الوزن (كلغم) على مربع الطول بالمتر (m2).

وتعدّ منظمة الصحة العالمية مؤشر كتلة الجسم أنسب مقياس، متاح حالياً، على مستوى سكان العالم لزيادة الوزن والسمنة. وتعدّ معدل BMI ما بين (25 - 30) ما قبل السمنة (Pre-obesity)، أكثر من (30) سمنة، وما بين (30 - 35) سمنة من الدرجة الأولى، وما بين (35 - 40) سمنة من الدرجة الثانية، أكثر من (40) سمنة من الدرجة الثالثة.

معدلات السمنة في دول مجموعة العشرين

تعدّ المملكة العربية السعودية الأعلى في معدل انتشار السمنة (37.7 في المائة) بين دول مجموعة العشرين (G20)، تليها الولايات المتحدة (37.3)، تركيا (32.9)، كندا وأستراليا والمكسيك والأرجنتين وبريطانيا (30.5، 30، 29.5، 29.2، 28.8)، بينما صُنّفت إيطاليا الأقل في معدل انتشار السمنة (20.7)، تليها فرنسا والبرازيل وألمانيا وروسيا (22.4، 22.8، 23.2، 23.5).

مضاعفات السمنة

يقول الدكتور حسين بدوي إن للسمنة مضاعفات متعددة، أهمها:

• أمراض القلب والأوعية الدموية: سكتة دماغية - شحميات الدم - ارتفاع ضغط الدم - مرض القلب التاجي - الانسداد الرئوي - تجلط الدم - ارتجاع المريء - سلس البول.

• داء السكري من النوع 2: مقدمات السكري.

• خشونة مفصل الركبة: النقرس.

• السرطانات – اكتئاب – قلق - النوم وتوقف التنفس المرحلي – الربو - آلام الظهر المزمنة - قصور الغدد التناسلية.

• متلازمة تكيس المبايض - مضاعفات الحمل - العقم / ضعف الخصوبة.

• لدى المعانين من السمنة نسبة أكبر من الأصحاء، وهي: 3 في المائة السكتة الدماغية - 3.5 في المائة فشل القلب الاحتقاني - 8 في المائة أمراض القلب الإقفارية - 9 في المائة متلازمة تكيس المبايض - 19 في المائة كآبة - 21 في المائة مرض السكري من النوع 2 واحتشاء عضلة القلب - 35 في المائة أعراض ارتجاع المريء - 40 في المائة توقف التنفس أثناء النوم - 51 في المائة ارتفاع ضغط الدم - 52 في المائة التهاب مفاصل الركبة.

وأهم التوصيات لإدارة زيادة الوزن والسمنة لدى البالغين في المملكة العربية السعودية، وفق المجلة الدولية للطب السريري 2022:

• التوصية 13: بالنسبة للبالغين الذين يعانون السمنة المفرطة مع مؤشر كتلة الجسم يساوي أو يزيد على 30 كلغم / م 2 أو أكثر والذين يعانون أمراضاً مصاحبة أو من دونها، يمكن استخدام liraglutide 3mg أو semaglutide 2.4mg، بالإضافة إلى تدخلات نمط الحياة بعد النظر في الحالة الفردية.

• التوصية 14: يجب اتخاذ احتياطات معينة عند وصف أدوية GLP-RA (Liraglutide 3mg أو semaglutide 2.4mg): هناك حاجة إلى معايرة الجرعة ويجب أن تكون سلسة. الاستشارة للتأثيرات المعدية المعوية، توقف إذا اشتبه في التهاب البنكرياس. بالنسبة لـ ليراجلوتيد، توخي الحذر عند المرضى الذين يعانون أمراض الكلى عند بدء أو زيادة الجرعة بسبب المخاطر المحتملة لإصابة الكلى الحادة.

وحول السمنة والسكري. أشار الدكتور حسين بدوي إلى أنه قد وُجد من دراسات عدة أن عقار مرض السمنة يؤخر مرض السكري من النوع الثاني كالتالي:

- عاد 60 في المائة من المرضى الذين يعانون مقدمات السكري عند الفحص إلى الحالة الطبيعية لنسبة السكر في الدم بعد سنة واحدة من العلاج بـ ليراجلوتيد 3.0 مجم، مقابل 33 في المائة عولجوا بدواء وهمي.

- كان التحسن 2.7 مرة أطول مع liraglutide 3.0mg مقارنة بالدواء الوهمي، وتم تقليل المخاطر المقابلة لتطوير T2D في غضون 3 سنوات بنسبة 79 في المائة مع liraglutide 3.0mg مقابل الدواء الوهمي.

السمنة وضغط الدم

تحدث إلى «صحتك» الدكتور أشرف أمير، استشاري طب الأسرة بالمركز الطبي الدولي بجدة نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع وأحد المتحدثين في المؤتمر، وأشار إلى أن ضغط الدم هو قوة دفع الدم من خلال الأوعية الدموية وينتج جراء انقباض عضلة القلب وانبساطها نوعان من الضغط، هما الضغط الانقباضي وهو القوة التي يضخ القلب بها الدم إلى جميع أنحاء الجسم، والضغط الانبساطي وهو ضغط الدم الذي يحدث بين نبضات القلب.

ارتفاع ضغط الدم هو الحالة التي يرتفع فيها معدل قياس ضغط الدم لأكثر من 140 /90 م زئبقي؛ ما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر والأوعية الدموية بضغط أكثر. يتطور مرض ارتفاع ضغط الدم على مدى سنوات، ويعدّ ارتفاع ضغط الدم عامل خطر رئيسياً لأمراض القلب والسكتة الدماغية ومشكلات خطيرة أخرى. بالإمكان اكتشاف ارتفاع ضغط الدم في وقت مبكر للسيطرة عليه.

ويكون ضغط الدم المثالي أقل من (120/ 80) ملم زئبق، الضغط الطبيعي (120-129/80-84) ملم زئبق، مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم (130 - 139/ 85 - 89) ملم زئبق، ضغط دم مرتفع المرحلة الأولى (140-159/ 90-99) ملم زئبق، ضغط دم مرتفع المرحلة الثانية (160 - 179/ 100 - 109) ملم زئبق، ضغط دم مرتفع المرحلة الثالثة (أعلى من 180/ أعلى من 110) ملم زئبق.

تكون معدلات التشخيص منخفضة (45 في المائة)، وتقريباً ثلث (28 في المائة) من المشخصين بارتفاع ضغط الدم لا يتلقون علاجاً، وتقريباً 37 في المائة لا يمكن التحكم في ضغط الدم لديهم. تبلغ معدلات ارتفاع ضغط الدم فى المملكة العربية السعودية تقريباً 15.2 في المائة وفقاً لآخر مسح صحي أجرته وزارة الصحة السعودية.

أما أسباب ارتفاع ضغط الدم فتشمل:

• السبب غير معروف (ابتدائي): وهو الأكثر شيوعاً؛ حيث يتطور تدريجيّاً على مدى سنوات عدّة.

• السبب معروف (ثانوي):

• بعض مشكلات الكلى أو الهرمونات - مشكلات في الغدة الدرقية - توقف التنفس أثناء النوم - وجود عيب خلقي في الأوعية الدموية منذ الولادة.

• بعض أنواع الأدوية (كورتيزون - حبوب منع الحمل – مضادات الاحتقان والمسكنات).

• تعاطي المخدرات.

واهم عوامل الخطورة: الوراثة - التقدم في العمر - الجنس. – السمنة – التدخين - شرب الخمور - الضغوط النفسية - نمط غذائي غير صحي وذلك بالإكثار من الملح - الأمراض المزمنة، مثل داء السكري وغيره - نمط الحياة الخامل وعدم ممارسة النشاط البدني.

وتشمل مضاعفات ارتفاع ضغط الدم: تصلب الأوعية الدموية - السكتة الدماغية - فشل القلب - الذبحة الصدرية - الفشل الكلوي - فقدان البصر (العمى) - العجز الجنسي - مرض الشرايين الطرفية - مشكلات في الذاكرة والتركيز.

أما أعراض ارتفاع ضغط الدم فهي: أن معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يكون لديهم أي علامات أو أعراض، يُكتشف المرض بالصدفة؛ ولذا أطلق عليه (القاتل الصامت). لكن البعض من المرضى قد يعانون صداعاً، ضيقاً في التنفس، نزيفاً من الأنف. لكن هذه العلامات والأعراض ليست محددة، وعادة لا تحدث حتى يصل ضغط الدم المرتفع إلى مرحلة خطيرة أو مهددة للحياة.

ويتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم؟ بما يلي:التاريخ العائلي - التاريخ الطبي - متابعة قراءات ضغط الدم - التحاليل المخبرية - بعض الاختبارات لاستبعاد أي سبب أو عامل خطورة لارتفاع ضغط الدم.

وتعتمد طرق علاج ارتفاع ضغط الدم على التشخيص؛ إذ سيتم وضع خطة للعلاج التي تشمل: تغييراً في نمط الحياة، مثل: ممارسة النشاط البدني - اتباع نظام غذائي صحي - تخفيف الوزن - الإقلاع عن التدخين -علاج التوتر والقلق - أدوية للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم.

أما عن طرق الوقاية من ارتفاع ضغط الدم فيؤكد الدكتور أشرف أمير أن اتباع نمط الحياة الصحي هو من أهم سبل الوقاية والتحكم في مستوى ضغط الدم، ويشمل ذلك:

• ممارسة النشاط البدني.

• المحافظة على وزن صحي.

• اتباع نظام غذائي صحي.

• السيطرة على القلق والتوتر.

• الامتناع عن التدخين وشرب الخمور.

• التقليل من تناول الكافيين.

هل يمكن الشفاء من ارتفاع ضغط الدم بشكل نهائي؟ نعم، يمكن الشفاء نهائيّاً من ارتفاع ضغط الدم إذا كان له سبب معروف وتم علاجه؛ ويمكن خفض جرعة الدواء بعد الحصول على النتيجة المطلوبة (حسب تعليمات الطبيب المعالج).

هل هناك تعليمات معيّنة قبل قياس ضغط الدم؟

• التحقق من دقة الجهاز.

• عدم قياس ضغط الدم مباشرة بعد الاستيقاظ من النوم.

• تجنب تناول الطعام أو التدخين قبل القياس بمدة 30 دقيقة.

• الجلوس بهدوء مع إرخاء الساقين والكاحلين، وجعل الظهر مستنداً على الكرسي، مع عدم التحدث أثناء القياس.

• التأكد من وضع الذراع في الوضع الصحيح.

• يجب وضع السوار على الجلد مباشرة وليس على الملابس.

• القيام بأخذ القراءة أكثر من مرة وتسجيها في دفتر الملاحظات

هل يمكن التوقف عن تناول الدواء عند التحكم بقراءات ضغط الدم في المستوى الطبيعي.؟ لا يمكن إيقاف الدواء عند انخفاض الضغط إلا تحت ظروف معينة، مثل:

• انخفاض في ضغط الدم مع حدوث أعراض.

• بعد تخفيف السمنة إلى معدلات الوزن المثالي.

وأخيراً، أكد الدكتور أشرف أمير على ضرورة الاهتمام بالصحة الوقائية التي تتماشى مع «رؤية المملكة 2030» وعدم الانتظار حتى ظهور الأعراض المرضية التي يصعب عندها العلاج والشفاء.

* استشاري طب المجتمع

 



أطعمة تحسّن الهضم أفضل من الزنجبيل

الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)
الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)
TT

أطعمة تحسّن الهضم أفضل من الزنجبيل

الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)
الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)

لطالما عُرف الزنجبيل بوصفه خياراً طبيعياً شائعاً للتخفيف من مشكلات الهضم مثل الغثيان واضطراب المعدة. ورغم فوائده المؤكدة، تشير أبحاث حديثة إلى أن هناك أطعمة أخرى قد تكون أكثر فاعلية في دعم صحة الجهاز الهضمي وتحسين وظائف الأمعاء.

ورغم الشعبية الكبيرة للزنجبيل، تؤكد الأدلة أن تنويع النظام الغذائي بأطعمة غنية بالألياف والإنزيمات والبروبيوتيك قد يكون أكثر فاعلية في دعم الهضم وصحة الأمعاء على المدى الطويل.

فيما يلي قائمة بـ10 أطعمة تُظهر أدلة علمية على دورها المميز في تعزيز الهضم، وفق موقع «فيري ويل هيلث» الطبي:

الكفير

يُعد الكفير مشروباً مخمّراً غنياً بسلالات متنوعة من البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) التي تساعد على تحسين الهضم وتقليل الغازات ودعم توازن ميكروبيوم الأمعاء. ويمكن تحضيره من الحليب الحيواني أو من بدائل نباتية مثل جوز الهند أو الشوفان أو اللوز.

ويُسهم الكفير في تفكيك الطعام بكفاءة أكبر وإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة تحمي بطانة الأمعاء. ويمكن تناوله مشروباً صباحياً أو بإضافته إلى العصائر.

الزبادي

الزبادي من الأطعمة المخمّرة التي تساعد على إعادة توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، مما قد يخفف الإمساك أو الإسهال. ويمكن تناوله بمفرده، مع الفاكهة، أو وجبة متكاملة مع الحبوب والبذور.

مخلل الملفوف

مخلل الملفوف غني بالبروبيوتيك والألياف، وقد ثبتت فاعليته في دعم صحة الأمعاء عبر إنتاج أحماض دهنية مفيدة. وتشمل الخيارات الأخرى الكيمتشي، والجزر، والفاصوليا الخضراء المخمّرة. ويمكن إضافته إلى الساندويتشات، والسلطات، أو الأطباق الساخنة.

النعناع

يُستخدم النعناع تقليدياً لتخفيف الانتفاخ والغازات وتشنجات المعدة، بفضل مركبات المنتول التي تُرخي عضلات الجهاز الهضمي. ويُعدُّ شاي النعناع هو الخيار الأسهل والأكثر شيوعاً.

بذور الشيا

رغم صغر حجمها، تحتوي بذور الشيا على كميات كبيرة من الألياف القابلة للذوبان، التي تمتص الماء وتساعد على تنظيم حركة الأمعاء والتخلص من الفضلات. وتمتص هذه البذور ما يصل إلى 10 - 12 ضعف وزنها من السوائل. ويمكن رشّها على السلطات، أو إضافتها إلى العصائر.

الكيوي

تتميز الكيوي باحتوائها على إنزيم «أكتينيدين» الذي يُساعد على هضم البروتين. وأظهرت دراسات أن تناول ثمرتين يومياً قد يخفف الإمساك ويحسّن انتظام الإخراج.

البابايا

تحتوي البابايا على إنزيم «باباين» المعروف بدوره في تفكيك البروتينات ودعم الهضم، وقد يخفف بعض حالات عسر الهضم وحرقة المعدة الخفيفة.

الشمر

يحتوي الشمر، على مركبات تساعد على إرخاء الجهاز الهضمي وتقليل الانتفاخ، كما يتميز بتأثير مُدرّ خفيف للبول. ويمكن تناوله بإضافة بذوره إلى الأطعمة المطهية أو شرب شاي الشمر.

الأناناس

يحتوي الأناناس على إنزيم «بروميلين» الذي يُسهم في هضم البروتينات وقد يساعد على تقليل الالتهابات المعوية.

الشوفان

يُعد الشوفان من الحبوب اللطيفة على المعدة والخالية من الغلوتين، ويحتوي على ألياف «بيتا-غلوكان» المعروفة بدعمها للهضم وتقليل الالتهاب وخفض الكوليسترول. ويمكن تناوله وجبة إفطار دافئة، أو شوفان منقوع طوال الليل، أو إضافته إلى العصائر.


كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)
سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)
TT

كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)
سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)

بعد نحو 6 أعوام على إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس «كوفيد-19» جائحة عالمية في عام 2020، لم يعد المرض يُصنَّف كحالة طوارئ صحية عامة، غير أن ذلك لا يعني اختفاء خطره. فالخبراء يؤكدون أن الفيروس لا يزال قادراً على التسبب في مضاعفات صحية خطيرة، ولا سيما لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر. وفقاً لمجلة «نيوزويك».

ومع تسجيل ارتفاع موسمي في أعداد الإصابات خلال أشهر الشتاء، وهو نمط بات مألوفاً، تساءلت المجلة الأميركية عن مآلات الفيروس في عام 2026: كيف سيتحوَّر؟ وما طبيعة الأعراض المتوقعة؟ وهل ما زال هناك ما يدعو للقلق؟

مرض مستمر وتأثيرات بعيدة المدى

ورغم أن شريحة واسعة من المصابين تعاني أعراضاً خفيفة، فإن فئات أخرى قد تواجه مضاعفات حادة تصل إلى دخول المستشفى أو الوفاة. كما يظل «كوفيد طويل الأمد» أحد أبرز التحديات الصحية، بعد أن أصبح من أكثر الحالات المزمنة شيوعاً بين الأطفال في الولايات المتحدة.

ووفق تقديرات سابقة لـ«مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (CDC)، تراوح عدد الإصابات بين أكتوبر (تشرين الأول) 2024 وسبتمبر (أيلول) 2025 ما بين 14.1 و20.7 مليون حالة، في حين بلغ عدد حالات الدخول إلى المستشفيات بين 390 ألفاً و550 ألفاً، إضافة إلى ما بين 45 ألفاً و64 ألف وفاة. وحتى يونيو (حزيران) 2024، تجاوز عدد الوفيات الإجمالي في الولايات المتحدة 1.2 مليون شخص.

«أوميكرون» يواصل الهيمنة

ويجمع خبراء الأمراض المعدية على أن متحوِّرات «أوميكرون» ستظل المسيطرة حتى عام 2026. ويقول الدكتور ويليام شافنر، أستاذ الطب الوقائي والباطني في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، إن جميع المتحوِّرات المتداولة حالياً تنتمي إلى عائلة: «أوميكرون» التي تواصل التحوُّر منذ سنوات.

أما أحدث هذه المتحوِّرات، فيُعرف باسم «XFG» أو «ستراتوس»، وفق ما أوضحه الدكتور توماس روسو، رئيس قسم الأمراض المعدية في جامعة بافالو. ويشير روسو إلى أن هذا المتحوِّر يتمتع بقدرة أكبر على التهرُّب من المناعة، سواء الناتجة عن إصابات سابقة أو عن اللقاحات، ما ساعده على الانتشار السريع.

ورغم أن «XFG» يقود موجة الإصابات الحالية، فإن الخبراء لا يستبعدون ظهور متحوِّر جديد في أي وقت، وإن كان توقيت ذلك غير محسوم.

أعراض مألوفة... ومخاطر قائمة

وتتراوح أعراض «كوفيد-19» بين الحمى والسعال وضيق التنفس، وصولاً إلى فقدان حاستَي الشم والتذوق والإرهاق وآلام الجسم، وفق بيانات مراكز السيطرة على الأمراض. ويتوقع الخبراء أن تبقى هذه الأعراض في عام 2026 على النمط ذاته، مع تفاوت حدتها تبعاً للحالة الصحية والعمر.

ويؤكد روسو أن الأطفال دون الرابعة، والحوامل، وكبار السن فوق 65 عاماً، ومرضى الأمراض المزمنة وضعيفي المناعة، يظلون الأكثر عرضة لمضاعفات خطيرة.

هل نشهد موجات جديدة؟

يتوقع شافنر استمرار تسجيل حالات خفيفة في الغالب، ولا سيما خلال الشتاء، مع بقاء حالات شديدة تستدعي التنويم. ويرى أن الزيادة الراهنة في أعداد المرضى داخل المستشفيات تمثل مؤشراً على بدء الموجة الشتوية المعتادة.

ورغم أن الفيروس يواصل تحوُّره التدريجي داخل عائلة «أوميكرون»، فإن الخبراء يطمئنون إلى عدم ظهور متحوِّر جذري ومقلق على المستوى العالمي خلال السنوات الأخيرة. غير أن روسو يحذر من أن احتمال ظهور متحوِّر أكثر عدوى أو أكثر قدرة على التهرُّب المناعي لا يزال قائماً.

اللقاحات... خط الدفاع الأهم

وتشير البيانات إلى أن اللقاحات لا تزال تلعب دوراً محورياً في الحد من المرض الشديد. ويؤكد شافنر أن معظم حالات الدخول الحالية إلى المستشفيات تعود لأشخاص لم يحصلوا على التطعيمات المحدثة.

ورغم أن اللقاح لا يمنع الإصابة بشكل كامل، فإنه يظل فعالاً في تقليل خطر المضاعفات الخطيرة والوفاة، وهو ما يدفع الخبراء إلى الدعوة لتوسيع نطاق التطعيم؛ خصوصاً بين الفئات عالية الخطورة.

تحذير من التهاون

ويجمع الخبراء على أن التراخي في التعامل مع «كوفيد-19» لا يزال غير مبرر. فإلى جانب خطر الوفاة، يظل «كوفيد طويل الأمد» تهديداً قائماً قد يصيب حتى الشباب الأصحاء.

ويخلص روسو إلى أن التطعيم السنوي، وربما نصف السنوي لبعض الفئات، يمثل الوسيلة الأكثر فاعلية لتقليل المخاطر، ولا سيما في ظل مؤشرات على احتمال عودة ارتفاع الإصابات. ويؤكد أن «الوقت الحالي هو الأنسب لحماية النفس والمحيطين بنا».


ما تأثير اللحوم الحمراء على صحة البروستاتا؟

النتائج الأولية للدراسة تشير إلى دور محتمل لاستهلاك اللحوم الحمراء في زيادة خطر سرطان البروستاتا (أرشيفية - رويترز)
النتائج الأولية للدراسة تشير إلى دور محتمل لاستهلاك اللحوم الحمراء في زيادة خطر سرطان البروستاتا (أرشيفية - رويترز)
TT

ما تأثير اللحوم الحمراء على صحة البروستاتا؟

النتائج الأولية للدراسة تشير إلى دور محتمل لاستهلاك اللحوم الحمراء في زيادة خطر سرطان البروستاتا (أرشيفية - رويترز)
النتائج الأولية للدراسة تشير إلى دور محتمل لاستهلاك اللحوم الحمراء في زيادة خطر سرطان البروستاتا (أرشيفية - رويترز)

تقع غدة البروستاتا أسفل المثانة مباشرة وأمام المستقيم، وتتكوَّن من أنسجة غدية وأنسجة ضامَّة. وتتمثل وظيفتها الأساسية في إفراز سوائل تدخل في تكوين السائل المنوي، كما تساعد عضلاتها على دفع السائل المنوي عبر الإحليل إلى خارج الجسم في أثناء القذف.

ومن الطبيعي أن يزداد حجم البروستاتا مع التقدم في العمر، إلا أنها قد تتأثر أيضاً بحالات صحية أخرى، أبرزها التهاب البروستاتا وسرطان البروستاتا.

اللحوم الحمراء والبروستاتا

ووفق موقع جامعة «كمبردج البريطانية»، أظهرت دراسة واسعة أُجريت ضمن قاعدة بيانات «يو كاي بايوبنك» البريطانية، أن تناول اللحوم الحمراء بكثرة قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، في حين لم يُلاحظ ارتباط مماثل مع إجمالي استهلاك اللحوم أو اللحوم المصنَّعة أو الدواجن.

وشملت الدراسة نحو 215 ألف رجل تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً، كانوا خالين من السرطان عند بدء المتابعة. وقد قدَّم المشاركون معلومات عن معدل استهلاكهم للحوم الحمراء والمصنَّعة والدواجن عبر استبيان إلكتروني، قبل متابعتهم صحياً لمدة متوسطة بلغت 5.6 سنة.

وخلال فترة المتابعة، شُخِّصت إصابة 4562 مشاركاً بسرطان البروستاتا. وأظهرت النتائج أن الرجال الذين تناولوا اللحوم الحمراء 3 مرات أو أكثر أسبوعياً كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 23 في المائة، مقارنة بمن تناولوا اللحوم الحمراء أقل من مرة واحدة أسبوعياً.

في المقابل، لم تُسجَّل أي علاقة ذات دلالة إحصائية بين خطر الإصابة بالمرض وكل من إجمالي استهلاك اللحوم، أو اللحوم المصنَّعة، أو الدواجن.

وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج الأولية تشير إلى دور محتمل لاستهلاك اللحوم الحمراء في زيادة خطر سرطان البروستاتا، مؤكدين في الوقت نفسه أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات المستقبلية لتحليل العلاقة حسب خصائص الأورام وأنواعها.

مأكولات مفيدة للبروستاتا

ويعتمد النظام الغذائي الداعم لصحة البروستاتا إلى حدٍ بعيد على المبادئ نفسها للنظام الغذائي المفيد للصحة العامة، ولا سيما النظام الصحي للقلب.

وتشير دراسات إلى أن الإكثار من تناول الخضراوات وبعض أنواع الفاكهة والأسماك، قد يساعد في الوقاية من مشكلات البروستاتا، بما في ذلك سرطان البروستاتا.

كما أن اعتماد هذا النمط الغذائي لا ينعكس إيجاباً على صحة البروستاتا فحسب؛ بل قد يسهم أيضاً في تقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة أخرى، مثل أمراض القلب والسكري.

تشمل الأطعمة التي قد تساعد في حماية البروستاتا ما يلي:

الخضراوات الصليبية، مثل: البروكلي، والملفوف، والبوك تشوي، والكرنب، والقرنبيط، وبراعم بروكسل. وتتميز هذه الخضراوات باحتوائها على نسب مرتفعة من مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن، إضافة إلى مركَّبات نباتية (فيتوكيميائيات) تساعد على حماية الخلايا من التلف الناتج من السموم البيئية والعمليات الكيميائية الطبيعية في الجسم.

التوتيات، مثل: الفراولة، والتوت الأسود، والتوت الأزرق، وتوت العليق. ويُعدُّ التوت مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة التي تساعد الجسم على مكافحة الجذور الحرة الضارة، والمرتبطة بتقليل خطر الإصابة بالسرطان والسكري وأمراض أخرى.

الطماطم التي تحتوي على مضاد الأكسدة القوي «الليكوبين». وتشير بعض الدراسات إلى أن «الليكوبين» قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. كما أن طهي الطماطم يجعل امتصاص «الليكوبين» أسهل، ويوجه فائدته بشكل أفضل إلى البروستاتا. وتُعدُّ صلصة الطماطم، ومعجون الطماطم، والطماطم المجففة، وعصير الطماطم، مصادر جيدة له.

البقوليات، مثل: الفاصوليا، والفول السوداني، والعدس. وتحتوي البقوليات على مركَّبات نباتية تُعرف بـ«الفيتوإستروجينات»، والتي قد تساعد في إبطاء نمو الأورام في البروستاتا.