قبل شهر واحد فقط، بدا أن مستقبل سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان معلق بخيط رفيع وسط سلسلة عروض مخيبة، لكن المدرب الإيطالي كان الملهم لصحوة النادي مؤخرا ليعود الفريق للمربع الذهبي محليا، ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا على حساب جاره اللدود ميلان بالفوز ذهابا وإيابا 2 - صفر و1 - صفر، كما حجز مكاناً في نهائي كأس إيطاليا.
وبفضل الروح القتالية والعزيمة أعاد إنزاغي ذكريات الإنتر في 2010 عندما قاده المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو إلى اللقب القاري للمرة الثالثة في تاريخه على حساب بايرن ميونيخ الألماني. وأصبح إنزاغي أول مدرب إيطالي يقود إنتر لنهائي دوري الأبطال منذ جيوفاني إنفرينيتسي في 1972.
وهذا النهائي السادس لإنتر في تاريخ مشاركاته في دوري الأبطال والأول في 13 عاماً، وحرم جاره من بلوغ النهائي الثاني عشر في تاريخه والأول منذ 2007 عندما حقق لقبه السابع على حساب ليفربول الإنجليزي، علماً أنه ثاني أكثر المتوجين بالبطولة المرموقة خلف ريال مدريد (14).
في المقابل، توج إنتر ثلاث مرات أعوام 1964، 1965 و2010 وحل وصيفاً عامي 1967 و1972. ويعيش الإنتر فترة ذهبية، حيث فاز في ثماني مباريات على التوالي في جميع المسابقات، وعزز حظوظه في العودة إلى المسابقة القارية من بوابة الدوري - في حال لم يحقق اللقب هذا الموسم - باحتلاله المركز الثالث قبل ثلاث مراحل من النهاية. كما بلغ نهائي كأس إيطاليا على حساب يوفنتوس، حيث يلتقي فيورنتينا في 24 الشهر الحالي.
وانتفض إنتر بقيادة إنزاغي في وقت مناسب، بعدما كان الفريق يعاني قبل عدة أسابيع إثر سلسلة من ست مباريات دون انتصار تضمنت ثلاث هزائم متتالية في الدوري الإيطالي ليخرج من المربع الذهبي بعد أن احتل المركز الثاني لعدة أسابيع. وكانت بداية الانتفاضة عندما انتزع التعادل 3 - 3 في إياب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا أمام بنفيكا البرتغالي ما سمح للفريق بالتقدم 5 - 3 في مجموع المباراتين ليتنفس إنزاغي الصعداء ويحصل على فرصة لتصحيح المسار.
وحاول إنزاغي تنفيذ طرق لعب مختلفة هذا الموسم من خلال الضغط العالي في تناقض صارخ مع الموسم الذي فاز فيه إنتر باللقب قبل عامين عندما كان يلعب على الهجمات المرتدة في أغلب الأحيان. لكن حين لم تنجح هذه الطريقة بعدما تلقى إنتر أهدافا سهلة، عاد إنزاغي إلى التشبث بنقاط قوة الفريق بغلق المساحات واللعب على المرتدات وهو ما أتى ثماره لينتزع الفوز في ثماني مباريات متتالية في جميع المسابقات في الشهر الأخير، حيث تغلب على يوفنتوس ولاتسيو وروما وغريمه اللدود ميلان مرتين.
وقبل الفوز في مواجهتي قبل النهائي الأوروبي، انتصر إنتر 3 - صفر على ميلان في نهائي كأس السوبر الإيطالية في يناير الماضي ثم 1 - صفر في الدوري في الشهر التالي، ليحقق بذلك الفوز على غريمه في الديربي المحلي 4 مرات هذا الموسم.
وكانت آخر مرة خسر فيها ميلان أربع مرات أمام إنتر في موسم واحد في 1973 - 1974.
وقال إنزاغي: «واجهنا ميلان عدة مرات، في الأشهر القليلة الماضية لعبنا أربع مباريات قمة وفزنا بها جميعا. لديهم فريق رائع لكنّ اللاعبين قدموا أداء جيدا جدا ويستحقون الاستمتاع بهذه الانتصارات. لم أشكك مطلقا في قدرة فريقي على بلوغ النهائي الأوروبي، كان مجرد حلم في البداية، لكننا كنا نؤمن به، مررنا بفترة رائعة والفوز في مباراة القمة بالدور قبل النهائي أمر رائع. لا يمكنني سوى الإشادة باللاعبين».
وأضاف «قلت منذ فترة إننا سنقدم كل ما لدينا بغض النظر عن البطولة التي نشارك فيها، وسنحاول بذل أقصى ما لدينا... (اللاعبون) لعبوا بقوة وعزيمة وشراسة وتركيز، كانوا رائعين. لم يمنحنا أي طرف أي هدايا. حققنا حلماً بالكثير من العمل الجاد والتضحية».
وبدا إنتر بعيدا عن الترشيحات هذا الموسم مع تقدم العديد من اللاعبين في العمر وانتهاء عقود البعض في نهاية الموسم. ومن المقرر أن يرحل نجوم مثل المهاجم إيدن دجيكو البالغ من العمر 37 عاما وفرانشيسكو أتشيربي وستيفان دي فري وروميلو لوكاكو في نهاية الموسم. لكن إنزاغي نجح في حملهم جميعا على السير في نفس الاتجاه بحثا عن المجد.
وقال لوكاكو: «كان الوضع هذا العام معقداً للغاية. افتقدنا ثبات المستوى في الدوري. لكنني أعتقد أننا شهدنا صحوة الشهر الماضي. المدرب يتبع سياسة المناوبة والجميع يقوم بعمله. اللاعبون الذين يشاركون يبذلون قصارى جهدهم. لدينا هدف مشترك. كنا نعلم أننا لا نستطيع المنافسة على الدوري لكننا نملك فرصة في دوري الأبطال وكأس إيطاليا. بلغنا النهائي في المسابقتين ونريد أن ننهي الموسم بأفضل طريقة».
من جهته أبدى الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز الذي سجل هدف الفوز لإنتر في الدقيقة 74 سعادة بالغة بالتأهل إلى نهائي دوري الأبطال، مؤكداً أن الوحدة وروح الفريق لعبتا دوراً بارزاً في هذا الإنجاز.