هجوم «معقّد» جديد بمسيّرات وصواريخ على أوكرانياhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/4330326-%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85%C2%A0%C2%AB%D9%85%D8%B9%D9%82%D9%91%D8%AF%C2%BB-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D9%85%D8%B3%D9%8A%D9%91%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7
صورة قدمتها وزارة حالات الطوارئ الأوكرانية لرجال الإطفاء يخمدون النيران الناجمة عن شظايا صاروخ روسي أسقط ليلاً في كييف (أ.ب)
كييف:«الشرق الأوسط»
TT
كييف:«الشرق الأوسط»
TT
هجوم «معقّد» جديد بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا
صورة قدمتها وزارة حالات الطوارئ الأوكرانية لرجال الإطفاء يخمدون النيران الناجمة عن شظايا صاروخ روسي أسقط ليلاً في كييف (أ.ب)
أطلقت الدفاعات الجوية الأوكرانية قبيل فجر اليوم (الثلاثاء)، لصد هجوم «معقّد» جديد بمسيّرات وصواريخ على كييف، غداة عودة الرئيس فولوديمير زيلينسكي من جولة في أوروبا.
وأفادت السلطة العسكرية بكييف في بيان على «تلغرام»: «شن العدو هجوماً معقداً من اتجاهات عدّة وبشكل متزامن، باستخدام مسيرات وصواريخ كروز وربما صواريخ باليستية».
وأضاف البيان: «كان (الهجوم) استثنائياً في كثافته، أُطلق خلاله حد أقصى من الصواريخ في فترة قصيرة جداً. وبحسب المعلومات الأولى، رصدت الغالبية العظمى من الأهداف المعادية في سماء كييف ودمّرت!».
وقبيل ذلك، أفاد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر «تلغرام»، بأن الدفاعات الجوية في المدينة فُعِّلت، وأشار إلى حطام مسيّرة وبقايا صاروخ في منطقة دارنيتسكي بجنوب المدينة. وأضاف: «أصيب 3 أشخاص في منطقة سولوميانسكي». ويأتي هذا الهجوم الليلي الجديد غداة عودة زيلينسكي إلى كييف بعد جولة أوروبية زار خلالها إيطاليا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.
وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو: «عائد إلى بلادي وبجعبتي (...) أسلحة قوية جديدة للجبهة». واستمرت جولة الرئيس الأوكراني 3 أيام في المملكة المتحدة، حيث تلقى تعهّدات بتزويد بلاده صواريخ للدفاع الجوي، وقد أبدى تفاؤله بإمكان إمداد كييف في المستقبل مزيداً من الطائرات المقاتلة.
- طائرات مقاتلة
وجاءت زيارة زيلينسكي للعاصمة البريطانية عقب زيارات أجراها لروما وبرلين وباريس، وفي وقت أعلنت فيه أوكرانيا أنّها حقّقت «أول نجاح» في هجومها بمحيط مدينة باخموت (شرق) التي تتركّز فيها المعارك منذ أشهر وأصبحت بغالبيتها بيد الروس.
لكنّ موعد الهجوم المضاد الذي أُعلن أنه وشيك، لم يحن بعد، بحسب زيلينسكي الذي أكّد «التحضير» للعمليات، مشدداً في المقابل، على أن كييف «بحاجة إلى مزيد من الوقت»، وذلك بعد لقائه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
وتعهّدت الحكومة البريطانية إمداد كييف بـ«مئات» الصواريخ الدفاعية أرض - جو «في الأشهر المقبلة»، والمسيّرات الهجومية بعيدة المدى (200 كيلومتر). وتضاف هذه المعدّات إلى صواريخ كروز من طراز «ستورم شادو» تعهّدت بريطانيا الأسبوع الماضي تسليمها لكييف، لتكون الأولى التي تطلبها أوكرانيا منذ أشهر لضرب أهداف بعيدة عن خط المواجهة.
وأكّد الجيش الروسي الاثنين، أنّه أسقط صاروخاً من هذا النوع. وحذّر الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، من أنّ زيادة المساعدات البريطانية ستتسبّب في «مزيد من الدمار»، لكن «لن يكون لها تأثير كبير على مسار» الصراع. لكن سوناك أكد أن المساعدة البريطانية طويلة المدى، مشيراً إلى أن لندن ستؤدي «دوراً رئيسياً» في «التحالف» الذي تسعى كييف إليه لتسليمها طائرات مقاتلة.
وقال زيلينسكي: «أظن أن ذلك سيحصل في القريب العاجل، وستعلمون بقرارات أعتقد أنها مهمة للغاية»، مضيفاً أنه «متفائل للغاية».
ولم يتلقَّ زيلينسكي رداً من قادة إيطاليا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا على طلبه الملحّ الحصول على طائرات مقاتلة، لكنّ لندن ستقوم بتدريب الطيارين الأوكرانيين هذا الصيف.
كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.
الأوروبيون يتباحثون في أفضل الوسائل لضمان أمن أوكرانيا دون انضمامها إلى «الناتو»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5091340-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D9%84%D8%B6%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%B6%D9%85%D8%A7%D9%85%D9%87%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89
الأوروبيون يتباحثون في أفضل الوسائل لضمان أمن أوكرانيا دون انضمامها إلى «الناتو»
صورة جماعية لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل (أ.ب)
ما زالت صورة التطوّرات المرتبطة بالحرب الروسية - الأوكرانية «ضبابية»، في حين تنشط الاتصالات وتُطرح المبادرات، والكل ينتظر عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وما سيُحدثه ذلك من انعطافات ترجح أن تكون حادة في كيفية تعاطي واشنطن مع هذا الملف.
ولأن أكثر القلقين هم القادة الأوروبيون، فإنهم تداعوا إلى قمة ستلتئم في بروكسل يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وستُخصص للوضع الأوكراني واحتمالات العودة إلى طاولة المفاوضات والشروط الضرورية لأمر مثل هذا، ولكن أيضاً لما يرتبه تغيّر السياسة الأميركية على الأوروبيين، وقدراتهم على الحلول محل الشريك الأميركي، في حال قرر ترمب تقليصاً كبيراً للمساعدات المخصصة لكييف.
والخوف الذي يعتمل بشكل خاص دول البلطيق ودولاً أخرى، مثل بولندا ورومانيا، وهي الأقرب جغرافياً لروسيا؛ أن تمتد العدوى الأميركية إلى دول في الاتحاد الأوروبي، وأن تنعكس فتوراً على مواصلة دعم أوكرانيا. وترى مصادر أوروبية في باريس أن قادة الاتحاد سيجدون البحث عن «الضمانات» التي بمقدورهم توفيرها لأوكرانيا؛ إن في حال انطلاق المفاوضات أو تواصل القتال بوتيرة مرتفعة، فضلاً عن صورة العلاقات المستقبلية معها.
بداية، ترى المصادر المشار إليها أنه «من المبكر» الحديث عن انطلاق المفاوضات في المستقبل القريب؛ إذ إنها ما زالت، حتى اليوم، «افتراضية» وأقرب إلى «بالونات اختبار». وليس سراً أن موسكو تريد الانتظار وهي، منذ اليوم، تعد أن إدارة ترمب ستكون أكثر «تساهلاً» و«تفهّماً» لمطالبها، فضلاً عن أن الانتظار سيعطيها الفرصة لتحقيق مزيد من التقدم والسيطرة على شرق أوكرانيا.
ونوّه الكرملين، الجمعة، بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.
قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، خلال إحاطة إعلامية، إن «التصريح الأخير (للرئيس دونالد ترمب) يتماشى بالكامل مع موقفنا ورؤية (ترمب) للأسباب الكامنة وراء التصعيد هي أيضاً متوافقة مع رؤيتنا... ومن الواضح أن ترمب يدرك ما يتسبّب في تصعيد الوضع». وأكد بيسكوف أن الشروط المطلوبة لإجراء مفاوضات حول أوكرانيا لم تتوافر بعد. وقال: «لا نريد وقفاً لإطلاق النار، بل نريد السلام عند استيفاء شروطنا وبلوغ أهدافنا».
وفي هذا السياق، تتعيّن الإشارة إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم يحصل على شيء ملموس من الرئيس ترمب خلال الاجتماع الثلاثي الذي نجح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تنظيمه يوم السبت الماضي، بمناسبة احتفالية الانتهاء من أعمال ترميم كاتدرائية نوتردام. وكان ترمب دعا إلى «وقف فوري لإطلاق النار» ومفاوضات لإنهاء النزاع في أوكرانيا بعد اللقاء المذكور، مضيفاً أن إدارته العتيدة ستخفّض «على الأرجح» المساعدات لكييف.
ونقلت «رويترز» عن رئيس مكتب زيلينسكي، أندريه يرماك، قوله في مقابلة أُجريت معه الخميس، إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا؛ لأنها ليست في الوضع الذي تتطلّع إليه فيما يتعلق بالأسلحة والضمانات الأمنية. وأضاف يرماك: «نحن لا نمتلك الأسلحة، ولا نمتلك الوضع الذي نتحدث عنه. وهذا يعني حصولنا على دعوة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتفاهمات على ضمانات واضحة... حتى نطمئن بأن بوتين لن يعود إلى الحرب في غضون عامين أو ثلاثة أعوام. وخلاصته أن بلاده مستعدة للتفاوض ولكن (ليس اليوم)».
ثمة حقيقة مفصلية تجعل الحديث عن المفاوضات، وإن تأخرت، أمراً لا مفر منه وقوامها أن الغربيين يعون اليوم، كما تعي أوكرانيا نفسها، أن تغيّر الموازين العسكرية لصالح القوات الأوكرانية التي سيكون بمقدورها استعادة الأراضي التي احتلتها القوات الروسية بما فيها شبه جزيرة القرم التي احتلتها في عام 2014؛ أمر لن يتحقق. والدليل على ذلك استمرار تقدم الروس في منطقة دونباس رغم الكم الهائل من الأسلحة بالغة التقدم التي تُوفّر للأوكرانيين والصعوبات التي تواجهها في تعبئة مزيد من الجنود إلى جبهات القتال. من هنا، فإن زيلينسكي الذي يعي حقيقة الوضع، غيّر خطابه، بل إنه لم يعد يتردد في القول في الأسابيع الأخيرة، إنه يقبل، ضمن شروط، الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع استمرار سيطرة روسيا على الأراضي التي احتلتها خلال الغزو.
ترى المصادر الأوروبية أن تطور الخطاب الأوكراني أمر بالغ الأهمية، وأهميته «أنه يستبدل بتحرير كامل التراب الأوكراني ضمانات» يحصل عليها من الغربيين. من هنا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه يتناول طبيعة هذه الضمانات. والمعلوم أن كييف ترى في انضمامها إلى الحلف الأطلسي الضمانة المثالية.
والخميس، أكد وزراء خارجية ست دول أوروبية - أطلسية (فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وبريطانيا)، وممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بمناسبة اجتماع لهم في برلين؛ دعمهم انضمام أوكرانيا إلى حلف «الناتو». وجاء في بيان لهم: «سنواصل دعم أوكرانيا في مسارها الذي لا رجعة فيه نحو التكامل الأوروبي الأطلسي الكامل، بما في ذلك عضوية حلف شمال الأطلسي». وجاء في البيان أيضا أن «السلام في أوكرانيا والأمن في أوروبا لا ينفصلان».
بيد أن الرغبة الأوروبية تواجه رفضاً روسياً مطلقاً، وكانت ضمن أحد الأسباب التي دفعت بوتين إلى إطلاق «العملية العسكرية الخاصة». كذلك، فإن واشنطن ترفض الانضمام، وثمة تحفظات عليه من داخل الاتحاد. وبما أن أمراً مثل هذا لا يمكن أن يتحقّق إلا برضا واشنطن وبالنظر إلى «تحفظات» ترمب، منذ ولايته الأولى إزاء حلف الأطلسي وتهديده بخروج الولايات المتحدة منه إلا إذا وفّى الأوروبيون بتعهداتهم المالية إزاءه وزادوا من ميزانياتهم العسكرية، فإن حصول كييف على العضوية الأطلسية يسير في طريق مسدود. وليس ترمب وحده من يطالب بذلك؛ إذ إن الأمين العام لحلف الأطلسي الجديد، رئيس الوزراء الهولندي السابق، مارك روته، عدّ أن التهديد الروسي «يقترب من أوروبا بسرعة كبيرة»، وأنه يتوجّب على بلدانها «تخصيص مزيد من الأموال» للدفاع.
ولأن الانضمام مستبعد، فإن الأوروبيين يبحثون في إمكان إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا «بشكل فردي»، وليس بغطاء أطلسي رغم أن هذه الدول أطلسية. ولكن تطوراً مثل هذا لا يمكن أن يحصل إلا بعد توقف الحرب أو حصول هدنة. وسبق للرئيس الفرنسي أن قدّم، في شهر فبراير (شباط) الماضي، اقتراحاً بهذا المعنى، إلا أنه جُوبه برفض من كثير من الدول وعلى رأسها ألمانيا.
وقال زيلينسكي، بعد لقاء مؤخراً في كييف مع زعيم المعارضة الألمانية فريديريش ميرز: «بصراحة يمكننا التفكير والعمل على ما يطرحه إيمانويل»، وهو «أن توجد قوات من دولة ما على الأراضي الأوكرانية، وهو ما سيضمن لنا الأمن ما دام أن أوكرانيا ليست في (الناتو)». لكن الرفض الذي واجه ماكرون قبل ثمانية أشهر دفع باريس إلى «توضيح» طرحها؛ بحيث إن المقترح يقوم على إرسال وحدات تقوم بتدريب القوات الأوكرانية على القيام بنزع الألغام وأعمال من هذا القبيل. لكن الطرح اليوم، كما برز من خلال اجتماع الرئيس الفرنسي برئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الخميس، مختلف. وعنوانه العمل على إرسال قوات أوروبية من أجل طمأنة أوكرانيا وردع روسيا عن القيام بمغامرة عسكرية لاحقة.
هل أن أمراً مثل هذا يمكن أن يتحقق؟ من المبكر التنبّؤ بما سيحصل. واللافت أن توسك أكد من جهته أنه ناقش مع ماكرون إمكان إرسال قوات إلى أوكرانيا. إلا أنه سارع إلى القول إن بلاده «لا تخطط لمثل هذه الإجراءات... في الوقت الحالي»، وإن قرار الإرسال من عدمه «يُتخذ في بولندا». وهذا يبيّن أن البحث ما زال في أوله ويحتاج إقراره إلى مزيد من الاتصالات، وأن يقبل الطرفان الروسي والأوكراني بقيام هدنة جدية. وإلا فإنه كلام لا جدوى منه.