مصممة المجوهرات عزة القبيسي: لم تواجهني تحديات لكوني امرأة... فأول الداعمين كانوا رجالاً

يلهمها الحرف العربي والفروسية

 التصميم عند عزة القبيسي هو أيضاً مشاعر (خاص)
التصميم عند عزة القبيسي هو أيضاً مشاعر (خاص)
TT
20

مصممة المجوهرات عزة القبيسي: لم تواجهني تحديات لكوني امرأة... فأول الداعمين كانوا رجالاً

 التصميم عند عزة القبيسي هو أيضاً مشاعر (خاص)
التصميم عند عزة القبيسي هو أيضاً مشاعر (خاص)

راحت علاقة يدَي مصممة المجوهرات والمنتجات الإماراتية عزة القبيسي بالأشياء تنمو منذ الصغر، فالتحقت بصفوف الرسم استجابة لنداء يلحّ على تعلّم مهاراته. أكثر ما استمالها في الرحلات البحرية والبرية، هو جَمْع الغرائب. تعمّق حبها للأشياء ثلاثية البُعد، ولم تفقه مفهوم الفن أو تدرك أنّ ثمة في العالم فنانين يصقلون مواهبهم ويتعيشون منها. في لقائها مع «الشرق الأوسط»، تقول إنّ امتلاكها شغف الرسم والتلوين ولمس السطوح كان ضبابياً، فهي لم تلتقِ فنانين ولم تعلم أنّ إمكان الالتحاق بعوالمهم يلوح في الأفق.

عزة القبيسي تؤمن بأنّ الفرص تُؤخذ ولا تُعطى (خاص)
عزة القبيسي تؤمن بأنّ الفرص تُؤخذ ولا تُعطى (خاص)

في لندن حيث سافرت للدراسة، عام 1997، تفتحت عيناها على الاحتمالات. اتّضح ميلها إلى تصميم المجوهرات والمنتجات أضعافَ الميل إلى النحت رغم تعلّقها بكل ملمس. خشيت من أبواب قد تفتقد مفاتيحها، فتُخبر: «لم أُرد خوض مجال لا أستطيع الاعتماد فيه على نفسي. قررتُ إنجاز عملي الفني من الألف إلى الياء. رفضتُ حاجتي إلى آخرين أو مكان يقيّدني». عادت من بريطانيا بعد 5 سنوات لتحضير معرضها الأول.

عرفت باكراً أنّ الشغف هو الدافع نحو التقدّم. تملك عزة القبيسي جرأة الاعتراف بأنها لم تشعر في البداية بوهج موهبتها، «مثل الذين نشاهدهم في التلفزيون ونُبهر برسمهم وتصاميمهم». كان لديها الأهم: «الرغبة في التعلّم».

جعلت من تعاقب فصول الصيف فرصاً للتسجيل في دورات تُطوّر مهارتها. نشأت وفي ذهنها صورة مضخّمة عن الموهوب: «هو كائن خارق في الرسم. ينسخ طبق الأصل لفرط اجتهاده. موهبتي فطرية وثلاثية البُعد أكثر مما أجدني رسامة، هذا التوصيف أدق».

من أعمال عزة القبيسي (خاص)
من أعمال عزة القبيسي (خاص)

الأماكن تؤثر في المرء وقلّما ينجو من الغَرْف منها. سنواتها اللندنية منحتها «تأثيراً مختلفاً»: «اكتشفتُ ذاتي وشغفي بصحراء بلادي وشمسها خلال وجودي في عاصمة الضباب. ملأني الشوق، فكنتُ أركبُ الطائرة في أول إجازة لأبلغ منتصف الرمال. بدأتُ أدرك مَن أنا. رحتُ أتساءل عن هويتي. لم يسبق أن خطرت لي هذه الإشكالات. بُعدي عن أرضي خلق وجهة نظر مختلفة وحرّضني على الاكتشاف».

علاقتها بالأرض حميمية، مُستمدَّة من أبٍ تشغله قضية التغيّر المناخي. ظلت اللغة المشتركة مع جميع البشر تؤرقها، فأرادت تعبيراً لا حدود جغرافية له ولا يرتبط بأصوات معينة: «كان الفن منفذاً لطاقتي».

استدعيت لعرض منتجاتها وتصاميمها ضمن معارض تمثّل الإمارات داخل الدولة وخارجها. لعقدين، وهي تحاول تغيير فكر استهلاكي يستورد أكثر مما ينتج: «نشأنا في مجتمعات لا تُصنّع. كان صعباً تغيير هذا الواقع؛ تطلّب ذلك مني جهداً طوال عشرين عاماً. الإيمان بقدرتنا على الارتقاء بهويتنا شكل همَّي».

ليس الحظّ، وفق تأكيدها، ما جعلها مدعومة طوال مشوارها من الرجل، إنما قرارها إثبات نفسها من دون إتاحة المجال لتطفو الفوارق، انطلاقاً من منزل لم يميّز بين أنثى وذكر حين دعمها وأعطاها الثقة: «لم تواجهني تحديات لأني امرأة. أول الداعمين لي كانوا رجالاً. قطعاً، هذه ليست صدفة. أنا فنانة لم تنتظر المتحف لعرض أعمالها. أحدثتُ ثقباً في الجدار حتى أصل».

من أعمال عزة القبيسي (خاص)
من أعمال عزة القبيسي (خاص)

تحملها الذاكرة إلى معارض لم تُتَح للنساء، مثل معرض «الصيد والفروسية» حيث السيطرة للرجل: «كنتُ أول إماراتية أشارك فيه عام 2005. أردتُ إثبات نفسي وأعمالي في أماكن أفتح من خلالها حواراً مع مجتمعي. أجدني فنانة مجتمع أكثر من كوني محصورة بالنخبة. يمدّني لقاء جميع أصناف البشر بوعي وانفتاح، فأطوّر نفسي. لم أنتظر أحداً للأخذ بيدي والقول لي: سوف أمنحكِ فرصة. أنا خلقتُ فرصي».

شاركت في معارض تصفها بـ«الغريبة»، مثل «المعرض العسكري»، وفرضت على الآخرين التطلّع إليها بجدّية... «هنا لا يُنظر إلي على أنني امرأة، بل فنانة تعرض أعمالاً يجد كثيرون رغبة في دعمها والاقتناء منها».

تقارن بين تجربتها وتجارب مصممي اليوم: «هم يُدعمون ويُدرَّبون، وبرامج عدة تطلقهم نحو الضوء. أنا خلطتُ الرمل مع الإسفلت لبناء رصيف أشقّ عبره طريقي». لا تتذمّر ولا تشكو. تفضّل الوصول الصعب.

قصَّر الانفتاح وفهم الذات، وهما خلاصة سفرها إلى لندن، فترة بلوغها هدفها. تُعيد المسائل إلى الأرضية المتينة للأشخاص، بوصف المكان مهماً في التأثّر والإدراك، لكنّ الفشل أيضاً قد يتربّص: «ثقة العائلة هي الأهم، كالوقوف بعد كل وقوع. أؤمن بأنّ الإنسان وإن تعلّم؛ فلن يصل لولا وضوح الهدف والرؤية».

اختارت الخروج من الصندوق بلا انتظار اليد «المُنقذة». زرع فيها والدها الأهمية، وبقي صوته المُشجّع صلاة في رأسها. هذا الوالد الذي حلم بابنة تتخصص في العلوم البيئية، فلم تحُل خيبته بقرارها الانتقال إلى المجال الفني، دون تمنّي التوفيق لها. تذكر جملته: «(إذا فشلتِ فلا تلومي إلا نفسك). إحساس داخلي جزم: لن أفشل!».

محيطون رشقوا تخصّصها الفني بنظرات سلبية، ولم تهتزّ. تدرك أن لا شيء يبقى على حاله، والمجتمع، كما العادات والأفكار... تخضع للتطوّر.

الحرف العربي أساس في أعمالها الفنية، مثل «الفروسية» و«صيد اللؤلؤ». تجرّب الخامات جميعها؛ من زجاج ورمل وإسفلت وطين، ولا تشترط بالضرورة عرض الأعمال: «الأهم أنني أعيش من خلالها تجارب فنية». المادة بالنسبة إليها بمثابة اللون عند الرسام. يسألونها كيف تنتقلين من ألماس وذهب إلى حديد ورمل؟ جوابها يختزل ارتقاءها الفكري: «أراها بالقيمة نفسها. لا أعني الجانب الاقتصادي. تقدير قيمة المشاعر هو ما أصبو إليه».


مقالات ذات صلة

بالذكرى العشرين لزواجها... الملكة البريطانية تعيد ارتداء فستان زفافها

يوميات الشرق الملك تشارلز وزوجته كاميلا يتجولان في روما (أ.ب)

بالذكرى العشرين لزواجها... الملكة البريطانية تعيد ارتداء فستان زفافها

وصلت الملكة البريطانية كاميلا إلى البرلمان الإيطالي مرتدية فستان زفافها الذي أقيم عام 2005، حيث احتفلت هي والملك تشارلز بالذكرى العشرين لزواجهما في روما.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق دعوة لإعادة تخيُّل البامبو بطرق جريئة وغير متوقَّعة (غوتشي)

البامبو ودار «غوتشي»... تداخُل مُلهم بين الثقافة والتصميم

يستلهم «لقاءات البامبو» فكرته من نهج «غوتشي» المبتكر في الحِرف منذ منتصف حقبة الأربعينات، عندما استخدمت الدار، البامبو، في صناعة أيدي الحقائب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة لقطة من جناح «IWC» في المعرض (ووتشرز آند ووندرز)

معرض «ساعات وعجائب 2025» يعيد عقارب الساعات إلى «الزمن» الجميل

الأزمات المتتالية علّمت صناع الترف أنه عندما يُغلق باب تُفتح منافذ جديدة، وهذا وجدوه في الشرق الأوسط؛ سوق منتعشة اقتصادياً، وزبائنها من الشباب تحديداً.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة كان الفرو الخامة الرئيسية في تشكيلة اختار لها المصمم منتجعات شتوية فخمة (إيلي صعب)

إيلي صعب يُغير اتجاهه لا أولوياته

جرأة إيلي صعب في هذه التشكيلة تتمثل في تخفيفه من رومانسيته التي كانت ولا تزال ورقته الرابحة، وتوجهه إلى شابة تتمتع بروح رياضية عالية

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة كارولين شيفوليه في مشغلها (شوبارد)

الفيل الأفريقي يُلهم مجموعة «شوبارد» الأخيرة

«القدرة على تتبع المنشأ أكثر من مجرد تقدم تقني، إنها تشكّل إنجازاً على الصعيد الأخلاقي» حسب رأي كارولين شوفوليه.

«الشرق الأوسط» (لندن)

معرض «ساعات وعجائب 2025» يعيد عقارب الساعات إلى «الزمن» الجميل

لقطة من جناح «IWC» في المعرض (ووتشرز آند ووندرز)
لقطة من جناح «IWC» في المعرض (ووتشرز آند ووندرز)
TT
20

معرض «ساعات وعجائب 2025» يعيد عقارب الساعات إلى «الزمن» الجميل

لقطة من جناح «IWC» في المعرض (ووتشرز آند ووندرز)
لقطة من جناح «IWC» في المعرض (ووتشرز آند ووندرز)

«ساعات مُستوحاة من الزمن الذهبي ولا تلتزم بقيوده»... جُملة تُلخّص توجه صناع الساعات الفاخرة في معرض «ساعات وعجائب» لعام 2025. أغلبهم أعادوا صياغة أيقونات قديمة وكأنهم يتبركون بسحرها وما حققته من نجاحات، لكن بلغة شبابية واضحة.

هذا التوجه ليس جديداً أو غريباً في عالم المال والجمال عموماً، يظهر دائماً في أوقات الأزمات الاقتصادية؛ لما تتطلبه من حذر ولعب على المضمون. فالمعرض الذي تحتضنه جنيف السويسرية سنوياً، انطلق في أجواء غير عادية هذه المرة في العالم؛ إذ كل ما فيه يدعو للقلق، من فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركية زلزلت صناع الترف، كما المستهلكين والمستثمرين، وتباطؤ نمو أسواق كانت الآمال معقودة عليها قبل جائحة «كورونا» مثل الصين.

افتتاح المعرض السنوي «ساعات وعجائب» لعام 2025 (ساعات وعجائب)
افتتاح المعرض السنوي «ساعات وعجائب» لعام 2025 (ساعات وعجائب)

وفقاً لاتحاد صناعة الساعات السويسرية، فإن صادرات الساعات السويسرية تراجعت في العام الماضي بنسبة تقارب 10 في المائة، لتصل إلى أدنى مستوياتها تاريخياً، في حين انخفضت الإيرادات بنسبة 2.8 في المائة. ورغم أن السوق مستقرة إلى حد ما، فإن هذا لا يعني أنها تبشّر بالخير.

لحسن الحظ أن الإصدارات التي استُعرضت في المعرض تؤكد أن الحذر يقتصر على الاستراتيجيات التسويقية والترويجية. فيما يتعلق بالجانب الإبداعي، فماكينته لم تتوقف أو تضعف، بدليل أن المنافسة محتدمة بين الكل لطرح ابتكارات قد تؤهلهم للحصول على براءات اختراع.

كما تنافس صناع الساعات على حصصهم السوقية تنافسوا على الدقة والابتكار (آي دبليو سي شافهاوزن)
كما تنافس صناع الساعات على حصصهم السوقية تنافسوا على الدقة والابتكار (آي دبليو سي شافهاوزن)

ثم إن الأزمات المتتالية علّمتهم أنه عندما يُغلق باب لا بد أن تُفتح منافذ جديدة، وهذا وجدوه في الشرق الأوسط؛ سوق منتعشة اقتصادياً، وزبائنها من الشباب تحديداً يقدرون كل ما هو فريد، ويمكنهم الاستمتاع به والاستثمار فيه في آنٍ واحد. لهذا كان من الطبيعي أن تدور المنافسة حالياً على استقطاب شريحة الشباب، من كل أنحاء العالم، بابتكار ساعات تلمس القلب والعقل، بعد أن انتبهوا أن هذا الزبون متطلب بقدر ما هو حذر؛ أي إنه يميل إلى ساعات بوظائف وتعقيدات سابقة لأوانها. انتبهوا أيضاً إلى أنه في وقت الأزمات الاقتصادية يثق أكثر في العلامات التجارية التي يرى أن «ثمنها فيها»، مثل ساعات «روليكس» و«باتيك فيليب» و«كارتييه» وما شابهها من أسماء سويسرية. واحد من التحديات بالنسبة لهم تكسير هذه القناعات وإقناع هذا الزبون بإصدارات كلاسيكية تفوح منها روح المعاصرة.

دار «كارتييه» عادت إلى ساعتها الأيقونية «تانك» لتوجهها لفئة شبابية جديدة (كارتييه)
دار «كارتييه» عادت إلى ساعتها الأيقونية «تانك» لتوجهها لفئة شبابية جديدة (كارتييه)

العديد منهم اعتمدوا على تصاميم مجربة ولها تاريخ لا يزال يدغدغ الخيال. استخرجوا من أرشيفهم جواهر من الزمن الجميل، وأعادوا صياغتها بلغة العصر. طوروا وظائفها، ولعبوا على المعادن النفيسة والألوان التي تبث السعادة في النفس، وحتى إضافة أحجار كريمة، من دون المساس بكلاسيكيتها. فما يبدو كلاسيكياً الآن كان في عصره ثورياً وجريئاً يعكس الحقب الزمنية التي وُلد فيها. «بياجيه» مثلاً عادت إلى الستينات من خلال ساعتها «سيكستي»، وهي حقبة شهدت عدة تغيرات اجتماعية؛ تحررت فيها المرأة من الكثير من القيود، وظهرت فيها حركة شبابية مثيرة تجلت في الكثير من مناحي الحياة، بما فيها فن «البوب آرت»، كما تغير فيها وجه الموضة على يد أمثال إيف سان لوران وماري كوانت وغيرهما. مثل «بياجيه» عادت «كارتييه» إلى «تانك» الساعة المفضلة لدى النجوم والعائلات المالكة، وهلم جرا من أمثال:

«SIXTIE» من «بياجيه»

«SIXTIE» من «بياجيه»
«SIXTIE» من «بياجيه»

وُلدت في 1969 الذي كان عاماً مهماً في تاريخ الدار؛ رسمت فيه حدوداً غير مسبوقة بين صناعة الساعات والمجوهرات، متأثرة بالحركات الشبابية التي ظهرت في تلك الحقبة وتمردهم على كل ما هو تقليدي، فضلاً عن تأثير فنّ «البوب». نسخة هذا العام جاءت بنفس الجرأة التي تصورها مصممها الأول جان-كلود غيت في أواخر الستّينات من القرن الماضي، بدءاً من سوارها العريض وحلقاته المنحرفة والمتداخلة، وساعات «سوتوار» المتدلّية ذات الأشكال المنحرفة وباقي التفاصيل، بدءاً من أضلاعها المنحوتة برقّة على الإطار، ومؤشراتها الذهبية وعقاربها التي هي على شكل أسهم فتنصهر مع الأرقام الرومانية.

«TORIC QUANTIÈME PERPÉTUEL» من «بارميجياني فلورييه»

«TORIC QUANTIÈME PERPÉTUEL» من «بارميجياني فلورييه»
«TORIC QUANTIÈME PERPÉTUEL» من «بارميجياني فلورييه»

تم طرحها في نسختين: الأولى مصنوعة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً، والثانية من البلاتين، بكمية محدودة لا تتجاوز 50 قطعة لكل منهما. شجع نجاحها في عام 2024 على تطويرها، معتمدة على واحد من أبرز التعقيدات الكلاسيكية في عالم صناعة الساعات الراقية، وهو التقويم الدائم (Quantième Perpétuel). فمنذ البداية أظهر ميشيل بارميجياني شغفاً بالتقاويم، بوصفها لغة شاعرية تتحكم في الزمن وتحاكي أبعاده الرمزية والوجدانية؛ لهذا لم يكن غريباً أن توظف الدار هذا الشغف وتُقدّم تجربة بصرية تتّسم بالنقاء وإحساس عاطفي بالزمن.

أما وجهها ذو التصميم المحوري (coaxial) فيتيح بدوره عرضاً هندسياً دقيقاً للعناصر الزمنية، لا يؤثر على نقاء الميناء وبساطة الخطوط، وهو ما يُعد إنجازاً بحد ذاته. فغالباً ما تكون واجهة ساعة اليد المزوّدة بآلية التقويم، سواء كان الغريغوري أو الصيني أو الهجري، مزدحمةً بالمعلومات المرتبطة بهذه الوظيفة الزمنية المتقدمة. لكن الدار خلقت توازناً بين الجانب الجمالي، والبُعد التقني المعقّد بشكل مريح للعين.

ساعة «إنجنيور أوتوماتيك 35» من «آي دبليو سي شافهاوزن»

ساعة «إنجنيور أوتوماتيك 35» من «آي دبليو سي شافهاوزن»
ساعة «إنجنيور أوتوماتيك 35» من «آي دبليو سي شافهاوزن»

شهد عام 2023 إطلاق أول نسخة من «إنجنيور أوتوماتيك 40»؛ التحفة الرياضية بسوار مدمج مستوحى من التصميم الأيقوني لساعة «إنجنيور إس إل» التي أبدعها جيرالد جنتا في سبعينات القرن الماضي. هذا العام تضيف الدار السويسرية ساعة «إنجنيور أوتوماتيك 35» بسمك لا يتجاوز 9.44 ملم، ومع ذلك تحافظ على كل السمات التصميمية الأصيلة لساعات «إنجنيور»، بدءاً من الإطار المرصع بـ5 من البراغي الوظيفية، والسوار المثبت بحلقاته الوسطى، إلى الميناء «الشبكي» بمؤشراته البارزة المثبتة يدوياً والمطبوعة بمادة «Super-LumiNova» وخطوطه المربعة. تم تجهيز جميع إصدارات ساعة «إنجنيور أوتوماتيك 35» الثلاثة بظهر شفاف يكشف عن العيار «47110» ذي التعبئة الأوتوماتيكية ومخزون الطاقة الذي يمتد حتى 42 ساعة.

«Alpine Eagle Flying Tourbillon» من «شوبارد»

«Alpine Eagle Flying Tourbillon» من «شوبارد»
«Alpine Eagle Flying Tourbillon» من «شوبارد»

ساعة رياضية تنضم إلى مجموعة «ألباين إيغل» حازت لحد الآن على شهادتَي امتياز، ليكون معمل «شوبارد» الوحيد الذي تحمل ساعات التوربيون المحلّق لديه شهادة «الكرونومتر» و«دمغة جنيف للجودة». استُوحيت مجموعة «Alpine Eagle» من موديل إحدى ساعات «شوبارد» التاريخية التي أعيدت صياغتها على يد ثلاثة أجيال لتصل إلى تعقيد التوربيون المُحلّق، حيث ابتكار أول عيار في عام 1997 لا تتعدى سماكته 3.30 ملم، مما أتاح تحسين حجم هذه الساعة. فالعلبة مثلاً لا تتعدى سماكتها 8 ملم، مقارنة بغيرها من النماذج السابقة. مثل باقي ساعات مجموعة «Alpine Eagle» تضم آلية «flyback» الارتجاعية، لكن بسمك لا يتعدى 3.30 ملم، وعلبة قطرها 41 ملم مع سوار مدمج فيها، وقد صُنعت الساعة بالكامل ضمن ورشات الدار من معدن «لوسنت ستيل TM» باعتباره سبيكة معدنية استثنائية حصرية لـ«شوبارد»، فائقة المقاومة وقابلة للتدوير.

ساعة «Big Crown Pointer Date» من «أوريس»

ساعة «Big Crown Pointer Date» من «أوريس»
ساعة «Big Crown Pointer Date» من «أوريس»

طُرحت أول مرة في عام 1938 خصيصاً للطيارين؛ إذ تم تزويدها بمستويات عالية من الدقة والمتانة مع سهولة الاستخدام، وهو ما تمثّل في تاج كبير الحجم يسهل التحكم به عند ارتداء القفازات، وأرقام عربية واضحة عند مواضع الساعة 12 و3 و9، ونافذة مخصصة لعرض التاريخ. في عام 2025، وبعد 90 عاماً، أعيد طرحها بسوارٍ معدني وتوليفة من الألوان الحيوية بمقاسات علب متنوعة وحركة أوتوماتيكية. عُلبتها بقطر 40 ملم مثلاً تأتي باللون الترابي الدافئ والأخضر، وهي مزودة بحركية كاليبر أوريس 403، ومؤشر صغير للثواني عند موضع الساعة 6، في حين تتميز الساعة بقطر 34 ملم باللون البيج أو الأسود، ومرصعة بـ12 ألماسة. من الناحية التقنية، تضم أكثر من 30 عنصراً مقاوماً للتأثيرات المغناطيسية، واحتياطي طاقة لمدة 5 أيام يضمن استمرار عمل الساعة حتى بعد مرور فترة على عدم ارتدائها.

«Arceau Le temps suspendu» من «هيرميس»

«Arceau Le temps suspendu» من «هيرميس»
«Arceau Le temps suspendu» من «هيرميس»

في هذه الساعة عادت الدار الفرنسية إلى مجموعة «آرسو لو تون سيسبوندي» التي أصدرتها أول مرة في عام 2011. لعبت على أسطح ثنائيّة الأبعاد تختبئ عقاربها في بروش يمكن أن يُزيّن سترة رجل أنيق، أو قلادة تزيّن عنق امرأة. الجديد في إصدار عام 2025 هيكله البالغ قطره 39 ملم من الذهب الأبيض أو الذهب الوردي، والذي يترافق مع ثلاثة ألوان تُبرز جمال الطبيعة وتنوعها من خلال تدرج زمني يبدأ من شروق الشمس إلى غروبها، فضلاً عن خطوطها الحادّة وهندستها الجريئة. مؤشر التشغيل الذي يدور بعكس اتجاه السّاعة يضيف بدوره لمسة منعشة من المرح والأناقة، لا سيما في ساعة المعصم المرصعة بأحجار الألماس والتورمالين.

«The Excalibur Biretrograde Calendar» من «روجيه ديبوي»

«إكسكاليبر بايرتروجراد كاليندر» من «روجيه ديبوي»
«إكسكاليبر بايرتروجراد كاليندر» من «روجيه ديبوي»

على غرار الساعة التي طرحتها «روجيه ديبوي» في عام 1996، ينفرد هذا الإصدار بتقنية تراجعية مزدوجة تشتهر بها الدار منذ 1995. هذا العام 2025 جاء بمثابة احتفال بمرور ثلاثين عاماً على بدايتها. ويجسد تصميمها اتصالاً وثيقاً بين الماضي والحاضر. من أهم سمات الساعة قطرها البالغ 40 ملم، باحتياطي طاقة يبلغ 60 ساعة، ويمكن رؤية وزنها المُتأرجح عبر الجزء الخلفي المصنوع من كريستال السافير، بهيكل من الذهب الوردي يزدان بميناء من عرق اللؤلؤ الأبيض. وتجدر الإشارة إلى أن «روجيه ديبوي» من أوائل صانعي الساعات الذين أدخلوا الذهب الوردي وعرق اللؤلؤ في الساعات الرجالية في مطلع الألفية، ليُصبح هذان العنصران جزءاً لا يتجزأ من هوية الدار.