يعزز الرئيس السابق دونالد ترمب قاعدة دعمه في صفوف الناخبين الأميركيين، متفوقاً بذلك على كل من منافسه المحتمل حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسنتس، والرئيس الحالي جو بايدن. فبحسب آخر استطلاعات الرأي يتقدم ترمب على ديسنتس، الذي لم يعلن بعد ترشحه رسمياً، بـ30 نقطة. فيما تظهر الأرقام أن ترمب سيهزم بايدن في الانتخابات الرئاسية، إذا ما حصلت اليوم، بنسبة 44 في المائة إلى 36 في المائة، أي بفارق 6 نقاط لصالحه، وذلك بحسب استطلاع مشترك لـ«واشنطن بوست» بالتعاون مع «إيه بي سي». ويعكس الاستطلاع أرقاماً قاتمة بوجه الرئيس الحالي، إذ يظهر هبوطاً حاداً في شعبيته التي وصلت إلى 36 في المائة، أي بتراجع 6 نقاط في غضون شهرين.
وتشكل هذه الأرقام معضلة للديمقراطيين الذين دعموا بكل طاقتهم ترشح بايدن لولاية ثانية، لسبب أساسي وهو أنه الوحيد الذي سيستطيع هزيمة ترمب، بحسب قولهم، لتأتي هذه الأرقام وتزعزع توازنهم، خصوصاً أنها تعكس تراجعاً في ثقة الناخب الأميركي بأداء بايدن وكفاءته العقلية لتنفيذ مهامه كرئيس. إذ أعرب 32 في المائة فقط من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع عن ثقتهم بأن بايدن قادر ذهنياً على تنفيذ عمله، وذلك مقارنة بـ51 في المائة في العام 2020 عندما ترشح بايدن للرئاسة.
هذا من ناحية الديمقراطيين. أما الجمهوريون، فبدأوا بتغيير استراتيجيتهم أمام هذه الأرقام، وبحشد الدعم للرئيس السابق. مرجحين أنه سوف يكون المرشح الرسمي للحزب الجمهوري. فمع خفوت نجم ديسنتس، الذي سيتخذ قرار خوضه السباق في الشهر الحالي، حصد ترمب دعم عدد من القيادات الجمهورية في الكونغرس، أبرزهم رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية لمجلس الشيوخ السيناتور ستيف داينز. ويقول السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي يدعم ترمب، إن تأييد داينز له هو بمثابة اعتراف من الجمهوريين بأن الرئيس السابق سيكون مرشح الحزب الرسمي، مضيفاً: «إنه اعتراف بقوة ترمب في عالم الانتخابات التمهيدية للحزب». وأشار غراهام إلى أن قضية نيويورك، المعروفة بقضية ممثلة الأفلام الإباحية (ستورمي دانييلز)، هي التي أعطت ترمب دفعاً في استطلاعات الرأي «لأن الناخب الأميركي رآه كضحية لمدعٍ عام يسيطر عليه الجناح اليساري، الأمر الذي أعطاه دفعاً في صفوف الناخبين».
وحتى الساعة، حصد ترمب دعم 11 سيناتوراً جمهورياً، فيما يترقب بقية زملائهم الخطوات المقبلة التي سيتخذها ديسنتس، مع ترجيح البعض منهم أنه قد يقرر عدم الترشح في ظل الأرقام الأخيرة. لكن بعض القيادات الجمهورية لا تزال تأمل بوجود مرشح مختلف عن ترمب لتمثيل الحزب، خصوصاً مع معارضة بعضهم للرئيس السابق بشكل علني، وهذا ما تحدث عنه السيناتور الجمهوري جون ثون، الذي شكك بالاستطلاعات قائلاً: «أعتقد أن الاستطلاعات متأرجحة. ففي شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، كان ديسنتس متقدماً في الاستطلاعات. والآن ترمب متقدم. هناك كثير من التأرجح في صفوف الناخبين حالياً، وأعتقد أن الاستطلاعات ستكون مضللة. فأرقام الانتخابات الرئاسية تعتمد على كل ولاية على حدة».