الحوثيون يرفضون إعادة فتح شركة تراقب توزيع المساعدات الأممية

ألف موظف باتوا بلا عمل... ودعوات للجماعة لإنهاء التعسف

نازحون يمنيون يتلقون مساعدات غذائية في مخيم بمديرية حيس في محافظة الحديدة غرب البلاد (أ.ف.ب)
نازحون يمنيون يتلقون مساعدات غذائية في مخيم بمديرية حيس في محافظة الحديدة غرب البلاد (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يرفضون إعادة فتح شركة تراقب توزيع المساعدات الأممية

نازحون يمنيون يتلقون مساعدات غذائية في مخيم بمديرية حيس في محافظة الحديدة غرب البلاد (أ.ف.ب)
نازحون يمنيون يتلقون مساعدات غذائية في مخيم بمديرية حيس في محافظة الحديدة غرب البلاد (أ.ف.ب)

رغم مرور أربعة أشهر على إغلاق الميليشيات الحوثية شركة أنظمة تعمل لصالح منظمات إغاثية دولية بينها الأمم المتحدة، ولعبت دوراً أساسياً في الكشف عن التلاعب بالمساعدات ومراقبة توزيعها، ترفض الجماعة قرارات أصدرها القضاء الخاضع لها نصت على إطلاق مدير الشركة وأرصدتها والسماح لها بالعودة للعمل.رفض الحوثيين عودة الشركة للعمل دفع المئات من الموظفين والناشطين والمثقفين إلى إطلاق حملة تضامن واسعة للضغط على الجناح المتحكم بملف المساعدات لمطالبته بإنهاء تعسفه.فمع بداية حلول العام الحالي، أقدم عناصر الحوثيين المدججون بالأسلحة والعربات الأمنية على دهم مكاتب شركة «برودجي سيستمز» التي تعمل في مجال البيانات لصالح الأمم المتحدة في صنعاء، وقاموا بإغلاقها واعتقال مديرها عدنان الحرازي والعشرات من الموظفين قبل أن يتم إطلاق سراح الموظفين بضمانات تجارية، في حين لا يزال المدير في السجن حتى الآن.هذه الخطوة تسببت في فقدان نحو ألف موظف أعمالهم وأصبحوا وأسرهم بلا مصدر دخل؛ ما جعلهم يكسرون حاجز الصمت ويطلقون مناشدة لكل فئات المجتمع للتضامن معهم وإنهاء معاناتهم وإطلاق سراح المدير الحرازي وإعادة فتح مكاتب الشركة امتثالاً لأوامر النيابة.ويؤكد الموظفون أن الشركة تعمل في مجال مراقبة تنفيذ المشاريع الإغاثية والرقابة على المنظمات، بالإضافة إلى عملها كشريك وسيط بين المنظمات الإغاثية والمتضررين من الحرب في مختلف المحافظات، وحظيت بثقة كبيرة لدى المنظمات الدولية، حيث تزود هذه الجهات ببيانات دقيقة تمكنها من الوصول للمستفيدين مباشرة، وتراقب مدى سلامة توزيع المساعدات؛ رغم القيود التي يفرضها الحوثيون حتى يتمكنوا من الاستمرار في التلاعب والتحكم بالمساعدات.ووفق مصادر عاملة في قطاع الإغاثة تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، فإن قادة الحوثيين الذين يتحكمون في قطاع الإغاثة ساءهم الدور الذي لعبته الشركة في متابعة وصول المساعدات ومنع التلاعب بها وبيعها، وكانت سبباً في تشديد الأمم المتحدة من مراقبتها؛ ولهذا قرر ما يسمى مجلس الشؤون الإنسانية، وهو دائرة مخابراتية معنية بملاحقة ومراقبة أنشطة المنظمات والتدخل في اختصاصاتها، إغلاق الشركة، ومن بعدها القيام بتلفيق تهم غير حقيقية لمالكها بالعمل لصالح إسرائيل.الموظفون الذين فقدوا أعمالهم ناشدوا كل الجهات التدخل بالإفراج عن مدير الشركة وإعادة فتح مكاتبها، طبقاً للأوامر التي أصدرتها النيابة، وأكدوا أنه تم احتجاز المدير وإيقاف الشركة لمدة أكثر من أربعة أشهر؛ ما أدى إلى تضرر أكثر من 1000 موظف، ويتهمون الجهات الحوثية بعدم اتباع الإجراءات القانونية واستمرار رفض أوامر النيابة.وفي حين يشكو الموظفون من انقطاع رواتبهم منذ إغلاق الشركة، أوضحوا أنهم التزموا الصمت مُنذ اقتحام الشركة وإغلاقها واعتقال مديرها؛ لأنهم كانوا يتطلعون إلى معالجة هذه التجاوزات وحلها سريعاً وحتى لا يتم استغلال قضيتهم وتسييسها من أي طرف من الأطراف، إلا أنهم وجدوا أنفسهم وحيدين ولم يتغير الوضع، حيث تكالبت عليهم التزامات الحياة وتحولت ديوناً تنتظر سدادها عند إعادة فتح الشركة.أما الصحافية فاطمة الأغبري، فتذكر أن الشركة تعمل في مجال البرمجة، كما تعمل كطرف ثالث في الرقابة على المشاريع الأممية وإيصال المساعدات من المنظمات الدولية إلى النازحين في مناطق متفرقة من اليمن، وأن إغلاقها انعكس سلباً على مئات الموظفين الذين أصبحوا بلا عمل.وتؤكد أنه لم يتم فتح الشركة على الرغم من إصدار النائب العام في مناطق الحوثيين ورئيس النيابة توجيهاتهما بفتحها وإلغاء تجميد أرصدتها لدى البنوك والسماح لها بممارسة نشاطها.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.