روسيا: عودة سوريا للجامعة العربية تسهم في تحسين الأجواء بالشرق الأوسط

الجلسة الطارئة لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة (إ.ب.أ)
الجلسة الطارئة لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة (إ.ب.أ)
TT
20

روسيا: عودة سوريا للجامعة العربية تسهم في تحسين الأجواء بالشرق الأوسط

الجلسة الطارئة لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة (إ.ب.أ)
الجلسة الطارئة لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة (إ.ب.أ)

قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم (الأحد)، إن خطوة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ستسهم في «تحسين الأجواء في الشرق الأوسط».

وأضافت الخارجية الروسية في تصريحات نقلتها وكالة «سبوتنيك»، أنها تتوقع أن تدعم الدول العربية سوريا في عملية إعادة الإعمار.

وبعد 11 عاماً تقريباً على تجميد عضويتها، عادت سوريا، الأحد، إلى مقعدها بجامعة الدول العربية، بعدما قرر وزراء الخارجية العرب استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، والمنظمات والأجهزة التابعة لها جميعاً، بداية من اليوم 7 مايو (أيار) 2023.

وكان وزراء الخارجية العرب قد علّقوا عضوية سوريا في الجامعة بأغلبية 18 دولة، بعد اجتماع طارئ بالقاهرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، بعد نحو 8 أشهر من اندلاع الاحتجاجات في سوريا.

وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، إن «وزراء الخارجية العرب تبنوا، خلال اجتماعهم الاستثنائي (الأحد)، قراراً بعودة سوريا لمقعدها بالجامعة».

وأوضح رشدي لـ«الشرق الأوسط» أن «القرار اتُّخذ خلال اجتماع مغلق لوزراء الخارجية في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة».

وجدد مجلس جامعة الدول العربية، في قراره بشأن سوريا، «تأكيد الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا، ووحدة أراضيها، واستقرارها، وسلامتها الإقليمية»، وذلك استناداً إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومبادئه.

كما شدد على أهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على الخروج من أزمتها، انطلاقاً من الرغبة في إنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق الممتدة على مدار السنوات الماضية، واتساقاً مع المصلحة العربية المشتركة والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعوب العربية كافة، بما في ذلك الشعب السوري وما له من إسهام تاريخي بالحضارة والثقافة العربية.

كما قرر مجلس الجامعة تشكيل لجنة اتصال وزارية «مكونة من الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، والأمين العام للجامعة العربية؛ لمتابعة تنفيذ بيان عمان، والاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السورية يعالج تبعاتها جميعاً، وفق منهجية خطوة مقابل خطوة، وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254. وتقدم اللجنة تقارير دورية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري».


مقالات ذات صلة

مؤتمر «العمل العربي» في القاهرة يدعو إلى «التكامل» ومواجهة تحديات المنطقة

شمال افريقيا افتتاح مؤتمر «العمل العربي» في القاهرة (وزارة العمل المصرية)

مؤتمر «العمل العربي» في القاهرة يدعو إلى «التكامل» ومواجهة تحديات المنطقة

دعا مؤتمر «العمل العربي» في القاهرة إلى «تعزيز آليات التعاون والتكامل بين الدول العربية لمواجهة تحديات المنطقة».

أحمد إمبابي (القاهرة)
العالم العربي القادة العرب المشاركون في القمة العربية الطارئة بالقاهرة في مارس الماضي (الرئاسة المصرية)

فلسطين تطالب بخطة عربية لتنفيذ فتوى «العدل الدولية» بإنهاء الاحتلال

قبل شهر من انعقاد القمة العربية في بغداد، تواصل جامعة الدول العربية تحضيراتها، بالتعاون مع العراق، لوضع جدول أعمال القمة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا أبو الغيط خلال إلقاء كلمته أمام اجتماع «لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك» في تونس (جامعة الدول العربية)

تنسيق عربي لدعم مشاريع إعادة إعمار غزة وسوريا

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن أزمات الإقليم «تفرض تحديات صعبة ومعقدة».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (د.ب.أ-أرشيفية)

الجامعة العربية: ندعم الأردن وما يتخذه من إجراءات لمواجهة مخططات الفوضى

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الأربعاء، دعم الجامعة للأردن وما تتخذه حكومته من إجراءات في مواجهة «مخططات الفوضى والتخريب».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي أبو الغيط خلال لقائه نواف سلام في بيروت (الجامعة العربية)

أبو الغيط يؤكد مساندة «الجامعة العربية» لبنان للخروج من أزمته

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مساندة الجامعة للبنان للخروج من أزمته، وذلك خلال لقائه ورئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في العاصمة بيروت.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

نقاش عراقي بشأن انتخاب ساكو لمنصب البابا المقبل

البطريرك ساكو يترأس قداساً في جنوب غربي لندن (الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز)
البطريرك ساكو يترأس قداساً في جنوب غربي لندن (الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز)
TT
20

نقاش عراقي بشأن انتخاب ساكو لمنصب البابا المقبل

البطريرك ساكو يترأس قداساً في جنوب غربي لندن (الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز)
البطريرك ساكو يترأس قداساً في جنوب غربي لندن (الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز)

قدّم رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، دعمه لتولي مار لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، كرسي البابوية بعد رحيل البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.

وأثار إعلان السوداني نقاشاً نخبوياً وسياسياً في العراق بشأن آليات انتخاب من يتسنم منصب بابا الفاتيكان، وما إذا كان البطريرك ساكو مرشحاً بالفعل.

وتُوفي البابا فرنسيس، في السابعة والنصف من صباح «اثنين الفصح»، وسيُنقل جثمانه إلى «كاتدرائية القديس بطرس» الأربعاء؛ لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، وفقاً لما أعلنه الفاتيكان.

البابا فرنسيس مستقبلاً البطريرك ساكو بمكتبة القصر الرسولي في الفاتيكان يوم 18 فبراير 2022 (موقع كاردينال)
البابا فرنسيس مستقبلاً البطريرك ساكو بمكتبة القصر الرسولي في الفاتيكان يوم 18 فبراير 2022 (موقع كاردينال)

ويوم الثلاثاء، كتب السوداني على منصة «إكس»: «نؤكد دعمنا غبطة الكاردينال لويس روفائيل الأول ساكو، بوصفه المرشح الوحيد من منطقة الشرق الأوسط ليخلف قداسة البابا الراحل فرنسيس (لروحه الرحمة) بالكرسي الرسولي في الفاتيكان، نظراً إلى ما يتمتع به غبطته من حضور محلي ودولي، ولدوره في نشر السلام والتسامح».

وأضاف أن «بلدنا العراق هو أحد أهم الأماكن التي عاش فيها أبناء الديانة المسيحية متآخين مع بقية الأديان على مدار التاريخ، وهو اليوم يضم أتباع جميع الكنائس، بما يمثله هذا الأمر من محبة وأخوة بين المؤمنين من مختلف الأديان».

ولاحقاً، أفادت «البطريركية الكلدانية» بأن «التكهنات» بشأن خليفة قداسة البابا الراحل فرنسيس «طبيعية»، وأن ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي هو تعبير عن محبة الناس واعتزازهم بالشخصيات المؤهلة للانتخاب، مؤكدةً وجود 136 كردينالاً من جميع أنحاء العالم تنطبق عليهم شروط الناخبين والمرشحين.

ورغم أن عملية انتخاب البابا تجري بسرية إلى حد بعيد داخل مجتمع الكرادلة، فإن «دولاً كثيرة تسعى إلى دعم رجال الدين المنحدرين منها» وفق الباحث سعد سلوم مؤسس «معهد دراسات التنوع الديني».

ويعترف سلوم، الذي أطلق حملة «البابا عراقي» دعماً لترشح الكاردينال ساكو، بـ«عدم وجود سياق للترشيح على منصب البابا»، لكنه يعتقد أن عوامل قد تساعد في تسنم البطريرك ساكو منصب البابوية الرفيع، ولذا؛ عبر سلوم، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، عن سعادته باستجابة الحكومة العراقية السريعة لدعم ترشيح الكاردينال ساكو للمنصب.

وعن العوامل التي قد تساعد في انتخاب الكردينال ساكو لمنصب البابا، يشير سلوم إلى أن «البطريرك ساكو ثالث البطاركة العراقيّين، بعد بطريرك الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة الكاردينال إغناطيوس جبرائيل الأوّل تبوني، وبطريرك الكلدان الكاردينال عمّانوئيل الثالث دلي، سلف البطريرك الحاليّ ساكو، الذين نُصّبوا كرادلة»، إلى جانب أنه ثاني بطريرك في الشرق الأوسط ينال الترقية إلى الكارديناليّة بعد البطريرك المارونيّ في لبنان الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

ويؤكد أن ساكو، الذي نُصّب كاردينالاً في 28 يونيو (حزيران) 2018، دخل التاريخ بصفته الكاردينال الوحيد من الشرق الأوسط الذي له حقّ التصويت والترشح في «مجمع الكرادلة»، لاختيار البابا بعد رحيل البابا فرنسيس.

ومع رحيل البابا فرنسيس، يقول سلوم، فإن «ساكو يدخل قائمة المرشحين لمنصب البابا، فضلاً عن إمكانية أن يكون البابا المقبل عراقياً بما أن ساكو لديه كلا الحقين: التصويت والترشح».

ويشير سلوم إلى أن الحديث عن احتمالية انتخاب ساكو لكرسي البابوية «يأخذ في نظر الاعتبار أيضاً استثمار الفرصة لإرسال رسالة لمسيحيي العراق والمشرق والجاليات المسيحية خارج البلاد، بأن الدولة العراقية بمؤسساتها كافة تدعم الفكرة بغض النظر عن نجاحها من عدمه»، لافتاً إلى أن حكومات العراق المتعاقبة «فشلت في إدارة التنوع الديني، كما ضيعت فرصة استثمار زيارة قداسة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق».

البطريرك ساكو خلال قداس في جنوب غربي لندن (الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز)
البطريرك ساكو خلال قداس في جنوب غربي لندن (الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز)

كان الكردينال ساكو قد دخل في خصومة شديدة، عام 2023، مع رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، بعد سحب الأخير المرسوم الجمهوري الذي يتولى بموجبه ساكو الإشراف على الأوقاف المسيحية.

وغادر الكاردينال ساكو، في منتصف يوليو (تموز) 2023، إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان احتجاجاً على قرار رئيس الجمهورية، قبل أن يعود مجدداً إلى مقر إقامته ببغداد في أبريل (نيسان) 2024، بدعوة شخصية من رئيس الوزراء محمد السوداني.

من جانبه، قال رئيس «حركة بابليون»، ريان الكلداني، الثلاثاء، إن ساكو «ليس المرشح الوحيد للبابوية»، موضحاً في بيان صحافي أن «الترشح للمنصب مخالف للنظام الكنسي».

وتابع الكلداني، الذي عُرف بخصومته مع ساكو، أن «المواقف التي بُنيت بخصوص الترشح للمنصب تستند إلى أوهام وأمنيات».