تنسيق عربي لدعم مشاريع إعادة إعمار غزة وسوريا

أبو الغيط أكد أن أزمات الإقليم تفرض تحديات صعبة ومعقدة

أبو الغيط خلال إلقاء كلمته أمام اجتماع «لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك» في تونس (جامعة الدول العربية)
أبو الغيط خلال إلقاء كلمته أمام اجتماع «لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك» في تونس (جامعة الدول العربية)
TT

تنسيق عربي لدعم مشاريع إعادة إعمار غزة وسوريا

أبو الغيط خلال إلقاء كلمته أمام اجتماع «لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك» في تونس (جامعة الدول العربية)
أبو الغيط خلال إلقاء كلمته أمام اجتماع «لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك» في تونس (جامعة الدول العربية)

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن أزمات الإقليم «تفرض تحديات صعبة ومعقدة»، مشيراً في كلمته خلال افتتاح الدورة الـ(57) للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك، الأربعاء، في تونس، إلى «تنسيق عربي لدعم مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة وسوريا».

ويحتل موضوع «دور منظمات ومؤسسات العمل العربي المشترك في دعم الدول ما بعد النزاعات: تعزيز مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة وسوريا» صدارة جدول أعمال اجتماعات «لجنة التنسيق العربية» في تونس، بحسب أبو الغيط، الذي دعا إلى «تقديم الدعم الممكن لهذه الدول، وغيرها من الدول العربية التي أرهقتها الصراعات، واستنزفتها الحروب».

وقال أبو الغيط إن «الأزمات التي يشهدها العالم والإقليم وضعت جامعة الدول العربية أمام تحدٍ كبير يتمثل في التعامل مع جملة التداعيات السياسية، والاجتماعية، والإنسانية»، مشيراً إلى الأوضاع في فلسطين، والسودان، ولبنان، وسوريا، وليبيا، والصومال التي «تجعل المشهد أكثر صعوبة وتعقيداً»، على حد وصفه.

وكان أبو الغيط شارك في الاجتماعات التي استضافتها المملكة العربية السعودية بالرياض في يناير (كانون الثاني) الماضي حول سوريا، وأكد «أهمية دعم سوريا في خوض مرحلة جديدة تشهد انتقالاً صعباً، ومحفوفاً بتحديات عديدة، وكبيرة».

ولفت أبو الغيط إلى أن «القضية الفلسطينية ما زالت تتعرض لأخطر تهديد في تاريخها، حيث يباشر الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة، والعالم يصمت صمت العار والخذلان». وقال إن «إسرائيل تريد محو الفلسطينيين من الجغرافيا، والتاريخ»، مؤكداً أن «الوجود الفلسطيني على الأرض هو أهم سبيل للنضال اليوم».

وجدد أبو الغيط التأكيد على أن «التهجير مرفوض عربياً، وإسلامياً، ودولياً»، مطالباً بـ«الوقف الفوري للحرب في غزة، والشروع فوراً في جهود إعادة الإعمار والتعافي، وفتح الطريق أمام الحل العادل المقبول فلسطينياً، وعربياً، وعالمياً، وهو حل الدولتين».

واعتمدت «قمة عربية» طارئة عقدت بالقاهرة في مارس (آذار) الماضي «خطة عربية» لإعمار قطاع غزة بوجود سكانه، أعدّتها مصر رداً على دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتهجير سكان القطاع إلى مصر، والأردن، وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط».

فلسطينيون نزحوا في وقت سابق إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين لمنازلهم في شمال غزة (رويترز)

وبشأن التداعيات الإنسانية للحرب في غزة، أشار أبو الغيط، في كلمته الأربعاء، إلى ما تضمنه قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته العادية (113)، بشأن «إعداد خطة استجابة طارئة للتعامل مع التداعيات الاقتصادية والاجتماعية السلبية للعدوان الإسرائيلي على دولة فلسطين»، التي اعتمدتها «قمة البحرين» في مايو (أيار) الماضي.

وكانت «قمة البحرين» اعتمدت «خطة طارئة للتعامل مع التداعيات الاقتصادية والإنسانية للعدوان الإسرائيلي على غزة»، أعدتها فلسطين بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة، والمنظمات العربية المتخصصة ذات الصلة.

وحول التطورات التكنولوجية، أوضح أبو الغيط أنه «طرح خلال اجتماعات لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك العام الماضي مبادرة بعقد دائرة حوار عربية حول الاتجاهات الحديثة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وأخلاقيات استخدامه، وتأثيره على المنطقة العربية، والتي عقدت بالفعل فبراير (شباط) الماضي»، مشيراً إلى «أهمية استمرار الحوار والتعاون بين الدول العربية والمنظمات العربية المتخصصة، لضمان تحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي بما يخدم التنمية المستدامة، وتعزيز الأمن الرقمي، وحماية الهوية الثقافية العربية».


مقالات ذات صلة

«إعلان بغداد»: فلسطين «قضية مركزية»... ولا رجعة عن حل الدولتين

شمال افريقيا القادة المشاركون في «قمة بغداد» (الرئاسة المصرية)

«إعلان بغداد»: فلسطين «قضية مركزية»... ولا رجعة عن حل الدولتين

جدّد «إعلان بغداد» تأكيد الثوابت بشأن القضية الفلسطينية بصفتها «قضية العرب المركزية»، مشدداً على «الالتزام بمبادئ حسن الجوار، وحل الخلافات سلمياً».

فتحية الدخاخني (بغداد)
المشرق العربي جانب من الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في بغداد (جامعة الدول العربية)

وزير خارجية العراق: القمة العربية شهدت تقارباً إيجابياً

أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن اجتماعات القمة العربية شهدت تقارباً إيجابياً في وجهات النظر بشأن أبرز القضايا.

فتحية الدخاخني (بغداد)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

الكرملين: بوتين يستضيف أول قمة روسية - عربية في أكتوبر المقبل

ذكرت وكالات أنباء روسية، اليوم السبت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا جميع قادة الدول العربية إلى أول قمة روسية - عربية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم العربي قادة يحضرون الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)

انطلاق أعمال القمة العربية الـ34 في بغداد (تغطية حية)

انطلقت في العاصمة العراقية بغداد، السبت، القمة العربية العادية الـ34، ويتصدر جدول الأعمال قرار يدعم «الحوار الشامل في سوريا» وآخر يرفض تهجير الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي نائب وزير الخارجية العراقي محمد بحر العلوم يلتقي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قبل القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد (أ.ف.ب)

وزير الخارجية السوري في بغداد للمشاركة بالقمة العربية

ذكرت وكالة الأنباء العراقية، الجمعة، أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وصل إلى العاصمة بغداد للمشاركة في القمة العربية الرابعة والثلاثين.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

اجتماع في الإليزيه لبحث الأزمة بين الجزائر وباريس

لقاء الإليزيه استهدف بحث إعادة الدفء لعلاقات الجزائر مع فرنسا (أ.ف.ب)
لقاء الإليزيه استهدف بحث إعادة الدفء لعلاقات الجزائر مع فرنسا (أ.ف.ب)
TT

اجتماع في الإليزيه لبحث الأزمة بين الجزائر وباريس

لقاء الإليزيه استهدف بحث إعادة الدفء لعلاقات الجزائر مع فرنسا (أ.ف.ب)
لقاء الإليزيه استهدف بحث إعادة الدفء لعلاقات الجزائر مع فرنسا (أ.ف.ب)

عُقد اجتماع خُصّص لبحث الأزمة مع الجزائر في الإليزيه في خضم تعليق كل أشكال التعاون بين باريس والجزائر، وفق ما أفادت مصادر حكومية أمس لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت هذه المصادر إن «اجتماعاً عُقد في الإليزيه لمناقشة الوضع مع الجزائر»، موضحة أن اللقاء ضم الرئيس إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء فرنسوا بايرو، ووزير الخارجية جان نويل بارو، ووزير الداخلية برونو ريتايو، ووزير العدل جيرالد دارمانان. وجاء الاجتماع في قت تشهد فيه العلاقات بين فرنسا والجزائر منذ نحو عشرة أشهر أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، تخلّلها طرد متبادل لموظفين، واستدعاء سفيري البلدين، وفرض قيود على حملة التأشيرات الدبلوماسية.

وأدى تأييد ماكرون في 30 من يوليو (تموز) 2024 خطة للحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية إلى أزمة حادة بين الجزائر وفرنسا. لكن في مطلع أبريل (نيسان) الماضي، أحيا اتصال هاتفي بين ماكرون ونظيره الجزائري، عبد المجيد تبون، الأمل في إرساء مصالحة بين البلدين. لكن مجدداً قطعت كل قنوات التواصل مجدداً. وفي حين كان من الممكن الإبقاء على مستوى معين من التعاون في مجال الهجرة في بداية العام، على الرغم من الخلافات، تراجع هذا التعاون إلى أدنى مستوى، في وقت تسعى فيه وزارة الداخلية الفرنسية إلى ترحيل عشرات الجزائريين، الذين صدرت بحقهم قرارات إبعاد من فرنسا، لكن السلطات الجزائرية تعيد من هؤلاء أكثر مما تستقبل، خشية تخطي الطاقة الاستيعابية لمراكز الاحتجاز.

في غضون ذلك، لا يزال مصير الروائي الجزائري - الفرنسي بوعلام صنصال مصدراً إضافياً للتوتر. وأوقف صنصال (75 عاماً) في مطار الجزائر يوم 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وحُكم عليه في 27 مارس (آذار) الماضي بالحبس لمدة خمس سنوات، وذلك لإدانته بتهمة «المساس بوحدة الوطن» في تصريحات لصحيفة «فرونتيير» الفرنسية، المعروفة بقربها من اليمين المتطرف، تبنّى فيها موقف المغرب، الذي يفيد بأنّ أراضيه سلخت عنه لصالح الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي. وإلى الآن لم تلقَ دعوات فرنسية عدة أطلقت، لا سيما من جانب ماكرون شخصياً، من أجل إطلاق سراحه، أو منحه عفواً رئاسياً، أي تجاوب.