في سياق مواجهة بطش الحوثيين وانتهاكاتهم، شهدت أربع محافظات يمنية؛ هي صنعاء وذمار وتعز والبيضاء، تسجيل حوادث انتقامية بحق قادة ومشرفين وعناصر في الجماعة، وفق ما ذكرته مصادر محلية.
وتمثل آخر تلك العمليات في إقدام شخص يدعى إبراهيم شرف بإحدى قرى ريف صنعاء على قتل مشرف حوثي بتوجيه عدة طلقات نارية صوب جسده، على خلفية محاولة الأخير برفقة مسلحين تابعين له السطو على بئر ماء.
ويأتي إقدام الشخص، وهو من سكان مديرية الحيمة في الريف الغربي من محافظة صنعاء، على الانتقام لمظلوميته بقتل المشرف الحوثي حسين راجح بعد تعرضه لمضايقات وأعمال تعسف وابتزاز وصلت إلى حد إيداعه السجن للضغط عليه وإجباره على التنازل عن البئر. بحسب تأكيد المصادر المحلية.
إلى ذلك، شهدت محافظة ذمار (100 كلم جنوب صنعاء) تسجيل عملية مشابهة، قتل خلالها قيادي أمني حوثي في أطراف المدينة برصاص مسلحين قيل إنهم مجهولون.
وفي حين تحدثت مصادر محلية عن أن القيادي الانقلابي المكني «أبو حرب» الذي يعمل بمركز شرطة يتبع الجماعة لقي مصرعه بالقرب من نقطة تفتيش تقع على بعد أمتار من قرية «ثَمِر» بضواحي المدينة، اتهم سكان كثر في ذمار القتيل بارتكابه سلسلة اعتداءات وأعمال نهب وسلب لأموال وممتلكات كثير منهم، وتهديده لهم ولغيرهم من الرافضين لمطالبه بالاعتقال والسجن.
ولم تتطرق الميليشيات عبر وسائل إعلامها إلى الحديث عن تلك الحادثة ولا الكشف عن دوافعها والجهات التي تقف خلفها، غير أن مصادر محلية قالت إن الحادثة جاءت بدافع الانتقام الشعبي من جرائم وتعسفات الانقلابيين.
وفي محافظة تعز الواقع أجزاء منها تحت حكم وسيطرة الانقلابيين (جنوب غربي) لقي القيادي الحوثي خالد القُمال قبل أسابيع مصرعه في كمين مسلح نفذه مجهولون في مديرية خدير وهو في طريقه لحضور فعالية تقيمها الجماعة في قرية أملح شرق مدينة تعز.
وبحسب تقارير محلية، عُثر على القيادي الحوثي مضرجاً بالدماء نتيجة تعرضه لإصابات متفاوتة في رأسه؛ حيث أسعف إلى أحد المستشفيات، لكنه فارق الحياة قبل وصوله.
وأدت تلك الحادثة إلى وقوع ملاسنات وعراك بالأيدي والعصي، بين قيادات تتبع الميليشيات الحوثية في تعز؛ حيث تبادلت فيما بينها الاتهامات بالوقوف المباشر وراء تنفيذ العملية.
وسبق تلك العملية بفترة ذبح مجهولين مشرفا حوثيا وأحد أفراده في نقطة تفتيش تابعة للجماعة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء.
وذكرت مصادر في البيضاء أن مجهولين أقدموا على ذبح المشرف الحوثي «أبو متعب الحسني» قائد نقطة النجدة، وأحد أفرادها، بفصل رأسيهما عن جسديهما بعد أن تسللوا خفية في ساعات الليل إلى إحدى الغرف التابعة لنقطة التفتيش ثم لاذوا بالفرار.
مصادر أمنية في صنعاء كانت كشفت لـ«الشرق الأوسط»، عن تصاعد عمليات الانتقام ضد قادة ومشرفين ومسلحين في الجماعة على أيدي مواطنين وتوسع هذه العمليات في أكثر من منطقة.
وأكدت المصادر أن عمليات الاستهداف التي قُيد أغلبها ضد مجهولين طالت خلال الأشهر الأولى من 2021، أكثر من 76 قياديا حوثيا، بينهم مشرفون أمنيون ومسؤولون إلى جانب قيادات ميدانية وعسكرية؛ حيث يرجح مسؤولية مواطنين عنها تعرضوا مع أسرهم للإذلال.
وأرجعت المصادر أسباب اتساع تلك الموجة إلى الروح الانتقامية، على خلفية جرائم قتل واعتقال ونهب وتنكيل وتعذيب وإخفاء وتجنيد قسري مارسها قادة ومشرفون حوثيون، في كل من صنعاء وريفها ومدن ذمار وإب وعمران والمحويت ومناطق واقعة تحت سيطرة الجماعة في الضالع والحديدة وتعز.