> قادتني قدماي إلى بعض المهرجانات التي لم يسمع بها أحد. قبلت دعواتها لأنها، في الواقع، العطل الوحيدة المتاحة لي، ولرغبتي في مشاهدة ما لم أشاهده بعد من أفلام ربما حصل عليها ذلك المهرجان دون سواه.
> واحد من أغرب المهرجانات التي حضرتها كان مهرجان «بنتالوريو» في إيطاليا. الجزيرة الصغيرة التي كانت عبارة عن سجن يودع فيه المجرمون ثم تم إلغاء السجن وفتحها لمن يرغب العيش فيها. في العقد الأول من هذا القرن استقبلت الجزيرة موجات المهاجرين الهاربين من رحى الحرب السورية.
> في مطلع التسعينات قرر إيطاليون إقامة مهرجان فيها. تبرع اليونيسكو بالميزانية فتوجهت إليها مع مدير MBC عندما كنت أعمل هناك من دون رغبة. في ليلة الافتتاح الذي أقيم في العراء أمام شاشة تتلاعب بها الرياح أمطرت على المدعوّين. هرعوا إلى الحافلة التي أقلتهم فلم يجدوها. كنت انسحبت باكراً عائداً بها إلى المدينة واختار السائق البقاء فيها تاركاً المدعوين لحالهم. عاش المهرجان سنة واحدة ثم طوى صفحته.
> مهرجان كورسيكا الفرنسي دعاني ذات مرّة. لبيت الدعوة وفوجئت بأني كنت شاهدت كل الأفلام المعروضة في مسابقته (وهي البرنامج الوحيد المتاح) باستثناء واحد. اتخذت من الأسبوع فترة نقاهة وجلوس في المقهى والسير في أرجاء المدينة.
شيء كهذا حصل مع مهرجان «سيدونا» في شمال ولاية أريزونا. لكني هذه المرّة كنت أعرف ما ينتظرني. كانت هناك أفلام لم أشاهدها ومدينة جميلة وخلفية طبيعية رائعة لتلك الصخور الحمراء الشهيرة. وزّعت وقتي بين صالات السينما والتجوال بالسيارة أو التمتع بما خلقه الله من آيات جمال.
> بعض المهرجانات قصدتها بسبب الجغرافيا كما حدث مع مهرجان أقيم في مقاطعة توسكاني الإيطالية. ليس في أحد مدنها الكبيرة، بل هناك وسط جبال عالية وغابات كثيفة. لا عجب أنني كنت وحدي.
م. ر
15:2 دقيقه
مهرجان الشجر والفيلم الواحد
https://aawsat.com/home/article/4311121/%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AC%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF
مهرجان الشجر والفيلم الواحد
مهرجان الشجر والفيلم الواحد
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة