بدا على الباحث جورج الأعمى الحذر الشديد وهو يكشف عن لوحتين قديمتين للفنان جبرا إبراهيم جبرا (1920 - 1994) في منزله ببيت لحم، وبفخر أشار إلى أنهما غير معروفتين، واقتناهما بعد بحث طويل، كإسهام في تكثيف الإضاءة على شخصية ثقافية متعددة الموهبة، لم يبدأ اكتشافها في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا قبل ثلاثة عقود.
وجبرا هو كاتب فلسطيني تنقّل بين حقول الكتابة الشاسعة؛ من الرواية إلى الشعر فالترجمة، ويُعد من روّاد الأدب الفلسطيني، إضافة إلى أنه رسام وناقد تشكيلي.
ويروي مُكتشف اللوحتين، وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أنه حصل عليهما من عائلة جبرا في أميركا «بعد بحث طويل»، واقتناهما على مرحلتين خلال العام الفائت، و«قد وصلتا أخيراً إلى بيت لحم»، وسيرسلهما إلى خبيرة روسية لترميمهما، على أن يُعرضا بعد الترميم للجمهور في المدينة.
ويشير الأعمى، وهو مقتني أكبر مجموعة لوحات فنية لفنانين فلسطينيين من أجيال مختلفة، إلى أنّ قيمة لوحتي جبرا المعروف كاتباً أكثر منه رساماً، تكمن في أنهما «من الأعمال الأولى له وكانتا مجهولتين».
ورُسمت اللوحتان بالزيت على ورق عندما كان جبرا يافعاً، وتحمل إحداهما اسم «سقوط إيكاروس»، وهي مستمدة من أسطورة يونانية، مع توقيع الفنان بتاريخ 1938، بينما تصوّر الثانية امرأة عارية، وهي موقّعة في سبتمبر (أيلول) 1941. وتظهر أجنحة إيكاروس التي تروي الأسطورة أنه استخدمها للهرب من سجن ملك كريت في اللوحة كبيرة جداً بألوان داكنة قوية يختلط فيها الأحمر القاني والبني بينما وسطها بألوان زاهية. أما في اللوحة الثانية، فلُوّن جسد المرأة الجالسة على سرير بالأحمر القاني المتداخل بكثافة مع الليلكي، بينما تتدرّج ألوان السرير بين البني والأحمر.
وكان الأعمى اشترى من شقيق جبرا في الماضي 12 لوحة للفنان الفلسطيني توزّعت بين مدن بيت لحم والقدس والإمارات وبيروت.
وعن جبرا، يقول الكاتب والناقد الفلسطيني فيصل دراج، إنه «كان رائداً في تعليم الفن التشكيلي، ولعب دوراً كبيراً في تطوير الفن التشكيلي في العراق». ويعتقد جورج الأعمى أنّ جبرا «توقّف عن الرسم عندما تعرّف إلى جهابذة الفن العراقي في الخمسينات والستينات أمثال جواد سليم الذي شاركه في تأسيس (جمعية بغداد للفن الحديث)». ولم يعد يرسم منذ عام 1967، بل ركّز على الأدب.
اكتشاف لوحتين مجهولتين لجبرا إبراهيم جبرا
قيمتهما تكمن في أنهما «من الأعمال الأولى له»
اكتشاف لوحتين مجهولتين لجبرا إبراهيم جبرا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة