فرنجية يتحدث عن أجواء إيجابية لانتخابه رئيساً ويدعو معارضيه للحوار

قال إن علاقته بـ«حزب الله» والأسد ميزة لا يملكها كثيرون

رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية (أرشيفية - رويترز)
رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية (أرشيفية - رويترز)
TT

فرنجية يتحدث عن أجواء إيجابية لانتخابه رئيساً ويدعو معارضيه للحوار

رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية (أرشيفية - رويترز)
رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية (أرشيفية - رويترز)

تحدث رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية عن أجواء إيجابية حيال إمكانية انتخابه رئيساً للجمهورية، مؤكداً في الوقت عينه أن أي رئيس لن يستطيع أن يحكم إذا لم يكن هناك توافق دولي إقليمي عليه.
وقال فرنجية، في حديث تلفزيوني مساء اليوم (الأربعاء): «حتى الآن أؤكد حصولي على 65 صوتاً لكن حتى لو تأمن أكثر من ذلك لا أذهب إلى جلسة أتحدى فيها أي دولة، خصوصاً العرب وعلى رأسها المملكة العربية... لذا لسنا مستعجلين وسننتظر كي نصل إلى مرحلة يكون فيها الجميع مطمئناً».
ومع توضيحه أنه لم يعلن ترشيحه حتى الساعة، قال فرنجية: «لا قانون في لبنان يفرض الترشح لرئاسة الجمهورية، لكنني أكثر شخص مطروح للرئاسة، وإذا لزم الأمر سأعلن ترشيحي، أما الاستعجال فهو ليس أمراً مفيداً». ومع تأكيده أن الفرنسيين نقلوا له أجواء إيجابية حيال إمكانية انتخابه رئيساً للجمهورية، اعتبر أنه يملك ميزة لا يملكها كثيرون وهي ثقة «حزب الله» والرئيس السوري بشار الأسد، بحيث إنه سيكون قادراً على القيام بأمور لا يمكن لغيره القيام بها.
وبعث فرنجية رسائل إلى الداخل والخارج، ولا سيما الأفرقاء المسيحيين الذين يرفضون انتخابه، داعياً إياهم إلى حوار ثنائي وليس حواراً جامعاً للقيادات المسيحية، يمكن أن يكون «فخاً» حسب تعبيره، مشترطاً أن تكون هذه اللقاءات في بكركي وليس في مقر أي طرف، مؤكداً أنه سيكون على مسافة واحدة من الجميع إذا انتخب رئيساً. وفي رسائله للخارج قال فرنجية: «لا نطلب من العرب إلا العلاقة الجيدة وأن نكون أصدقاء حقيقيين».
وعن الضمانات التي قدّمها للفرنسيين لفت فرنجية إلى أنه سُئل عن الاستراتيجية الدفاعية، وأكد أنه سيدعم مكافحة المخدرات بما فيها تهريب «الكبتاغون» إلى الدول العربية. وعما يعرف في لبنان بـ«الثلث الضامن» أو «الثلث المعطل»، أكد فرنجية أنه لن يكون معطلاً أو معرقلاً، قائلاً: «إنما قد استخدمها لمصلحة وطنية»، نافياً أنه تعهد بمنح الحكومة صلاحيات استثنائية.
وقال فرنجية في رد على سؤال عما إذا كان يعد الشعب اللبناني بأن قرار السلم والحرب سيكون بيد الدولة، وبالتالي التوصل إلى استراتيجية دفاعية: «ما أقوله إننا سنبقى نعمل لنذهب في الطريق الصحيحة والحل هو أن نصل إلى مرحلة يشعر خلالها اللبنانيون بأن هذا السلاح غير موجه باتجاههم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.