طهران تصادق على إعدام ألماني وتتوقع إطلاق دبلوماسي معتقل في بلجيكا

المتحدث باسم القضاء الإيراني في مؤتمر صحافي أمس (ميزان)
المتحدث باسم القضاء الإيراني في مؤتمر صحافي أمس (ميزان)
TT

طهران تصادق على إعدام ألماني وتتوقع إطلاق دبلوماسي معتقل في بلجيكا

المتحدث باسم القضاء الإيراني في مؤتمر صحافي أمس (ميزان)
المتحدث باسم القضاء الإيراني في مؤتمر صحافي أمس (ميزان)

قال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، مسعود ستايشي، الأربعاء، إن المحكمة العليا الإيرانية صادقت على الحكم الصادر بإعدام الألماني من أصل إيراني جمشيد شارمهد. متحدثاً في الوقت نفسه عن إطلاق وشيك للدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، المدان بالسجن 20 عاماً، بموجب صفقة تبادل للسجناء بين بروكسل وطهران.
وأضاف ستايشي، في مؤتمر صحافي أسبوعي، بطهران: «طلبت بلجيكا تبادلاً، وكذلك فعلنا نحن من أجل دبلوماسينا أسد الله أسدي. وبعد البروتوكولات الضرورية سيجري مثل هذا التبادل قريباً». حسبما نقلت «رويترز».لكن متحدثا باسم وزير العدل البلجيكي فنسنت فان كويكنبورن نفى التوصل إلى اتفاق. وقال وزير العدل للتلفزيون البلجيكي الرسمي (في.تي.إم) «هذه رسالة كاذبة من دولة مارقة متخصصة في الإدلاء بتصريحات كاذبة».
وأضاف «يفعلون ذلك للتلاعب بمواطن بريء وبأسرته وإرباكهما». كما نفى مبادلة بلجيكي آخر في إطار صفقة.
وأيدت المحكمة الدستورية في بلجيكا، في مارس (آذار)، معاهدة لتبادل السجناء مع إيران، ما مهد الطريق أمام مبادلة أسد الله أسدي بموظف إغاثة بلجيكي مسجون.
وقدمت بلجيكا طلباً الأسبوع الماضي بإعادة موظف الإغاثة المسجون، أوليفييه فانديكاستيل، إلى بلاده بموجب معاهدة نقل السجناء.
وفي 2021، حُكم على أسدي بالسجن 20 عاماً بتهمة التخطيط لأعمال إرهابية، بعد إحباط تفجير في 2018 استهدف جماعة معارضة إيرانية في باريس.
واعتقل فانديكاستيل أثناء زيارته لإيران، في فبراير (شباط) 2022، وحُكم عليه في يناير (كانون الثاني) بالسجن 40 عاماً، والجلد 74 جلدة، لاتهامات كثيرة، من بينها التجسس.
وقالت بلجيكا مراراً إنه لا يوجد ما يبرر احتجازه. وذكر وزير العدل البلجيكي أن فانديكاستيل أدين «بسلسلة جرائم مفبركة» للانتقام من سجن أسدي. في الأثناء، قال ستايشي إن المحكمة العليا في إيران أيدت الحكم بإعدام جمشيد شارمهد، الذي يحمل الجنسيتين الإيرانية والألمانية، بتهمة «الفساد في الأرض».
وحكم القضاء المحافظ في الجمهورية الإسلامية على شارمهد بالإعدام في فبراير، بعد إدانته برئاسة جماعة مؤيدة للنظام الملكي، ومتهمة بتنفيذ تفجير دامٍ عام 2008، والتخطيط لهجمات أخرى في البلاد، والتعاون مع أجهزة مخابرات أجنبية. ولا يمكن التحقق من الادعاءات.
ونقلت وكالة ميزان للأنباء، التابعة للسلطة القضائية، عن ستايشي: «المحكمة العليا أيدت الحكم. وبعد إخطار المحكمة الأدنى، ستُتخذ الإجراءات بعد ذلك لتنفيذ قرار المحكمة العليا».
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن هذه الخطوة «غير مقبولة... ندعو إيران إلى العودة فوراً عن هذا القرار الاعتباطي». وشددت على أن شارمهد «لم يحصل على الإطلاق على بداية محاكمة عادلة»، مؤكدة التزام بلادها العمل «في برلين وفي طهران» على تنفيذ هذا الحكم. وأعلنت أن سفير بلادها سيقطع زيارة يقوم بها الى الخارج «وهو في طور العودة الى طهران للتدخل لدى السلطات الإيرانية».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن برلين مصدومة من تقارير تأييد حكم الإعدام، وتعمل على التأكد من ذلك. وأضاف: «إذا كان ذلك صحيحاً فإن الموقف سيكون خطيراً جداً بحق»، مشيراً إلى أن ألمانيا تعتبر الحكم بإعدام شارمهد غير مقبول تماماً، وفقاً لـ«رويترز».
واعتقل شارمهد، الذي حصل على إقامة في الولايات المتحدة أيضاً، في عام 2020، ووصفته وزارة المخابرات في ذلك الوقت بأنه «زعيم جماعة (تندر) الإرهابية، التي دبرت أعمالاً مسلحة وإرهابية في إيران من الولايات المتحدة».
وأفادت بيانات المحكمة بأن المتهم قدّم بصفته رئيساً لمجموعة معارضة للنظام الحالي وموالية للملكية معلومات حول مواقع صواريخ إيرانية لأجهزة استخبارات أجنبية.
وبثّ التلفزيون الرسمي اعترافات متلفزة لشارمهد، وهي ما تعتبرها منظمات حقوقية اعترافات «قسرية». ونفت عائلته وجماعات حقوقية بشدة الاتهامات الموجهة إليه، وطالبوا بالإفراج عنه.
وأعلنت ألمانيا في فبراير الماضي أن اثنين من موظفي السفارة الإيرانية من الأشخاص غير المرغوب فيهم، وأمرتهما بمغادرة البلاد رداً على الحكم بإعدام شارمهد.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
TT

التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)

زار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، إسرائيل، من الأربعاء إلى الجمعة، حيث التقى بمسؤولين من الجيش الإسرائيلي، وناقش الوضع في سوريا وعدداً من المواضيع الأخرى المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، وفق «رويترز».

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) إن الجنرال كوريلا التقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.

وحثت واشنطن إسرائيل على التشاور الوثيق مع الولايات المتحدة بشأن مستجدات الأوضاع في سوريا، بعد أن أنهى مقاتلو المعارضة بقيادة أحمد الشرع، المكنى أبو محمد الجولاني، قبل أيام، حكم عائلة الأسد الذي استمر 50 عاماً عقب فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد من البلاد.

ويراقب العالم لمعرفة ما إذا كان بمقدور حكام سوريا الجدد تحقيق الاستقرار في البلاد التي شهدت على مدى أكثر من 10 سنوات حرباً أهلية سقط فيها مئات الآلاف من القتلى، وأثارت أزمة لاجئين كبيرة.

وفي أعقاب انهيار الحكومة السورية، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته نفذت مئات الضربات في سوريا، ودمرت الجزء الأكبر من مخزونات الأسلحة الاستراتيجية لديها.

وأمر كاتس القوات الإسرائيلية بالاستعداد للبقاء خلال فصل الشتاء على جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي يطل على دمشق، في إشارة جديدة إلى أن الوجود الإسرائيلي في سوريا سيستمر لفترة طويلة.

وقال بيان القيادة المركزية الأميركية: «ناقش القادة مجموعة من القضايا الأمنية الإقليمية، بما في ذلك الوضع المستمر بسوريا، والاستعداد ضد التهديدات الاستراتيجية والإقليمية الأخرى».

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن كوريلا زار أيضاً الأردن وسوريا والعراق ولبنان في الأيام القليلة الماضية.

ورحبت إسرائيل بسقوط الأسد، حليف عدوتها اللدودة إيران، لكنها لا تزال متشككة إزاء الجماعات التي أطاحت به، والتي ارتبط كثير منها بتنظيمات إسلاموية.

وفي لبنان، زار كوريلا بيروت لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية الأولى بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، في حرب تسببت في مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مليون شخص.

وتشن إسرائيل حرباً منفصلة في قطاع غزة الفلسطيني منذ نحو 14 شهراً. وحصدت هذه الحرب أرواح عشرات الآلاف، وقادت إلى اتهامات لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب وهو ما تنفيه إسرائيل.