حين زار الرئيس الأميركي باراك أوباما، رام الله في مارس (آذار) عام 2013، رفع ناشطون فلسطينيون لافتات ضخمة في استقباله تقول إحداها: «الرئيس أوباما.. لا داعي لأن تحضر معك هاتفك الذكي، فخدمة (3G) - الجيل الثالث للهواتف الجوالة - محظورة في فلسطين».
كانت هذه واحدة من اللافتات التي وزعت على الطريق بين حاجز قلنديا على مدخل رام الله، ووسط المدينة، ووضعت كذلك أمام مقر المقاطعة في رام الله، وأمام كنيسة المهد في بيت لحم، حيث مر الرئيس الأميركي؛ إذ أراد الشبان الفلسطينيون لفت انتباه أوباما لما يعتقدون أنه أهم من الحديث في السياسة، وهو الحديث عن احتياجات ومعاناة الناس اليومية.
واليوم بعد 3 سنوات حيث بدأت الدول باستخدام تقنية «G4»، لا يزال الفلسطينيون ينشدون «G3».
ويضطر كثير من الفلسطينيين الذين يحتاجون الإنترنت في كل لحطة، إلى استخدام شرائح إسرائيلية لتوفير هذه الخدمة، على الرغم من أنها محظورة في الأراضي الفلسطينيين.
يوسف إبراهيم (32 عاما) قال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا مضطر لحمل جاهزين بسبب عدم توفر خدمة (3G). آخذ هذه الخدمة من سيلكوم (شركة إسرائيلية)، وأستخدم (جوال)، (شركة فلسطينية)، للاتصالات اليومية». وأضاف: «هذا متعب ومرهق بالنسبة لي، لكن لا يوجد خيار». ويستخدم آخرون هواتف ذكية يمكنها تشغيل شريحتين في وقت واحد، للاستفادة من خدمات الإنترنت عبر الشريحة الإسرائيلية، واستخدام الشريحة الفلسطينية للاتصالات اليومية.
وقال ضرار، وهو تاجر أجهزة خليوية لـ«الشرق الأوسط» إن «الطلب على الهواتف بشريحتين يزداد كثيرا بسبب الحاجة إلى خدمة الشركات الإسرائيلية». وأضاف: «الإنترنت الذي تقدمه الشركات الإسرائيلية طيلة الوقت وبعض العروض المغرية الأخرى مثل الدقائق المجانية والحزم المختلفة، يغري كثيرين بصراحة».
ويوفر بعض التجار الفلسطينيين شرائح إسرائيلية من «تحت الطاولة» ويلجأ آخرون إلى أصدقاء لهم في القدس والداخل من أجل جلب هذه الشرائح.
ورفضت إسرائيل خلال الأعوام الماضية منح السلطة الفلسطينية الحق في استخدام تقنية «3G»، ولذلك فإن كثيرا من مستخدمي الهواتف الذكية في الضفة وغزة الذين لا يستخدمون شرائح إسرائيلية لا يتمتعون بالخدمات والمزايا التي يفترض أن تقدمها هذه الهواتف.
وخاضت السلطة منذ عام 2005 مفاوضات مع إسرائيل للحصول على هذه التقنية، دون أي جدوى. لكن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات علام موسى، أكد أمس إن لقاء فنيا عقد قبل يومين، في سياق سلسلة من المناقشات لبحث الحصول على تقنية الجيلين الثالث والرابع، أحرز بعض التقدم. وأضاف علام: «تم تبادل مجموعة من الأفكار خلال الاجتماع، تتم دراستها حاليا مع الشركاء المعنيين».
وتداول نشطاء ومهتمون فورا على مواقع التواصل الاجتماعي أن الخدمة أصبحت قريبة للغاية، وهو ما اضطر علام للتأكيد من جديد على أنه لا يوجد اتفاق نهائي حول ذلك؛ إذ لا تزال بعض القضايا عالقة.
ويقول خبراء إن قضية إدارة الطيف الترددي إضافة إلى إدخال المعدات من خارج فلسطين والمواقع التي تشغلها، من أهم المعوقات، إضافة إلى محاولات ربط الشركات الفلسطينية بالإسرائيلية للحصول على مثل هذه الترددات.
الفلسطينيون يتوقون إلى الاستمتاع بتقنية الجيلين الثالث والرابع للهواتف الذكية
بعضهم يختار مرغمًا الشركات الإسرائيلية للتمتع بخدمات الإنترنت
الفلسطينيون يتوقون إلى الاستمتاع بتقنية الجيلين الثالث والرابع للهواتف الذكية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة