رئيس الوزراء العراقي يحتوي خلافات البيتين السني والكردي

لإنجاح خطط حكومته

صورة من صفحة السوداني في {فيسبوك} لترؤسه مجلس الوزراء أمس
صورة من صفحة السوداني في {فيسبوك} لترؤسه مجلس الوزراء أمس
TT

رئيس الوزراء العراقي يحتوي خلافات البيتين السني والكردي

صورة من صفحة السوداني في {فيسبوك} لترؤسه مجلس الوزراء أمس
صورة من صفحة السوداني في {فيسبوك} لترؤسه مجلس الوزراء أمس

رغم أن البيوت العراقية المكوناتية الثلاثة (الشيعي والسني والكردي) تمثل الائتلاف السياسي والبرلماني الذي شكل الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، غير أن هذا الائتلاف (ائتلاف إدارة الدولة) ليس موحداً على صعيد تركيبته الداخلية. ويبدو قسم من الخلافات داخل أطراف كل مكون في المرتبة الثانية، بالقياس إلى الهدف الأول وهو اتفاق الجميع على دعم الحكومة لأنها حكومة هذه القوى، خصوصاً بعد انسحاب التيار الصدري الفائز الأول في الانتخابات (73 نائبا) وعدم قدرة المستقلين (نحو 50 نائبا) على تكوين كتلة معارضة قوية داخل البرلمان. المفارقة اللافتة أن القوى الشيعية والكردية والسنية التي تشكل «ائتلاف إدارة الدولة» لا تزال تجد أن من مصلحتها دعم الحكومة لأن البديل سيكون مجهولاً تماماً. فـ«الإطار التنسيقي»، وهو الكتلة البرلمانية الأكثر عدداً في ظل غياب ضده النوعي الصدر، بات يضع ثقل كل أطرافه رغم التباينات داخلها والتي يرتقي بعضها إلى درجة الخلاف خلف الحكومة ورئيسها الذي باتت خطواته الإصلاحية تحظى بدعم إقليمي ودولي لافت عزز من تماسك الائتلاف الذي يقف خلفه، سواء كان الكتلة التي رشحته (الإطار التنسيقي) أو الشريكين الكردي والسني. يضاف إلى ذلك أن مجموعة الإصلاحات والإجراءات التي بات يتخذها السوداني، سواء على صعيد الإصلاح الاقتصادي أو الخدمي أو مكافحة الفساد باتت ملموسة إلى حد كبير.
وكان السوداني واجه عدة مشكلات معقدة عند تشكيله الحكومة، وكان بعضها بمثابة أول امتحان لقدرته على مواجهتها والتغلب عليها أو أنها يمكن أن تطيح به قبل أن يكمل فترة المائة يوم الأولى. وكان المراهنون على فشل حكومته يأملون بأن يتحرك الصدر في غضون تلك الفترة مدفوعا بما يبدو أنها حجج مقنعة للتحرك خصوصاً قضية ارتفاع أسعار الدولار بشكل غير مسبوق أو تداعيات «سرقة القرن» أو ملف الخدمات. لكن الصدر لم يتحرك وبقي موقفه غامضا حتى الآن برغم انهماكه في القضايا الدينية مع بعض الإشارات هنا وهناك في أمور سياسية أو عامة لكنها لا تمس الحكومة بأي شكل من الأشكال.
آمال المراهنين على موقف صدري مضاد تلاشت لا سيما من القوى المدنية التي زاد رفضها للحكومة ومن يقف خلفها من قوى سياسية بعد تشريع البرلمان قانون الانتخابات الذي اعتمد نظام سانت ليغو الذي يرفضه النواب المستقلون والقوى المدنية بينما لم يبد الصدريون أي موقف منه. ومن بين القضايا التي لفتت الانتباه طلب الصدر من قياديي الخط الأول في مكتبه والمقربين منه عدم السفر إلى خارج البلاد خلال شهر رمضان بانتظار أمر ما، فيما عجلة الحكومة تمضي في ضوء ما هو مخطط لها طبقا للبرنامج الحكومي.
الأهم أن الملفات التي واجهها السوداني بدأت بالتراجع تدريجيا. أسعار الدولار التي بلغت أقصى حد لها قبل نحو شهرين، بدأت بالتراجع الآن إلى مستوى بات يقترب من قرار الحكومة خفض سعر الدولار إلى 132 دينارا للدولار الواحد. كما أن إجراءات النزاهة على صعيد مكافحة الفساد بدأت تقترب من مسؤولين كبار بينهم وزراء ومحافظون ورجال أعمال، سواء على صعيد مذكرات القبض والاستقدام أو إصدار أحكام الإدانة بالسجن. كما أن الجانب الخدمي هو الآخر بدأ يشهد انتعاشاً، ما جعل وضع السوداني في موقف سليم سواء حيال شركائه (الشيعة المباشرين ضمن الإطار التنسيقي أو غير المباشرين مثل الكرد والسنة) أو حيال معارضي حكومته أو الصامتين عنها حتى الآن.
في سياق ذلك، يبدو «الإطار التنسيقي» في وضع مريح لأنه بدأ يحصد نجاحات السوداني على الصعد الداخلية أو الإقليمية أو الدولية، لكن المشاكل داخل البيتين السني والكردي لا تزال كبيرة بل وبدأت تتسع الأمر الذي يمكن أن ينسحب على وضع الحكومة الأمر الذي جعل السوداني يقوم حيال الشريكين السني والكردي بدورين في آن معا. فمن جهة يريد عبر التفاهم معهما كشريكين أساسيين ضمن الائتلاف المؤيد لحكومته والذي يضم نحو ثلثي أعضاء البرلمان ضمان تنفيذ البرنامج الحكومي والمنهاج الوزاري وكل ما يلزمه من قوانين وتشريعات تحتاج إلى أغلبية برلمانية. ومن جهة ثانية تذليل المعوقات الخاصة بينهم وليس على صعيد موقفهم من تنفيذ هذا البرنامج. فكلا الشريكين السني والكردي يشيد بإجراءات السوداني على صعيد تنفيذ ورقة الاتفاق السياسي لكن المشكلة التي بات يواجهها الاتفاق السياسي عوائق من داخل البيتين الكردي والسني.
قبل يومين التقى السوداني نائب رئيس حكومة إقليم كردستان قوباد طالباني وهو قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، وقبلها التقى رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني ورئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني. وكل اللقاءات الثلاثة كانت تتمحور حول الخلافات الكردية ـ الكردية التي يمكن أن تعرقل فيما لو استمرت جهود الحكومة في عمليات الإصلاح والتنمية.
سنياً لا يختلف الأمر كثيراً. فالسوداني، وبسبب ما يشار إليه عن وجود خلاف له مع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بشأن الصلاحيات، أجرى معه ثلاثة لقاءات بحضور شخصيات سياسية بارزة من بينهم رئيس «تيار الحكمة» عمار الحكيم ورئيس السلطة القضائية فائق زيدان بهدف تسوية الخلافات. لكن مشكلة الحلبوسي الرئيسية لا تبدو مع السوداني بقدر ما هي داخل شركائه في البيت السني.
وفي هذا السياق التقى السوداني أمس زعيم تحالف «عزم» مثنى السامرائي والقيادي في التحالف أحمد الجبوري وكلا الطرفين لديه خلافات كبيرة مع الحلبوسي الأمر الذي يجعل رئيس الوزراء يواصل جهوده من أجل تحقيق قدر من الانسجام لكي يتمكن من تنفيذ برنامج حكومته في كل العراق بمن في ذلك إقليم كردستان الذي تختلف قياداته والمحافظات الغربية السنية التي لا تزال خلافات قياداتها مستمرة بينما الموازنة المالية على الأبواب التي تتطلب قدرا من التوافق من أجل إنفاق الأموال طبقا للبرنامج في ظل استمرار الحديث عن الفساد المالي الذي سبق له أن أكل موازنات البلاد السابقة دون أن يتحقق الشيء الكثير وهو ما يرفضه السوداني رفضا قاطعا.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».