تحليل صيني يدعم نظرية انتقال «كورونا» للبشر عبر وسيط حيواني

«الصحة العالمية» عدّته غير كافٍ لحسم قضية نشأة الفيروس

سوق ووهان الصينية (أرشيفية)
سوق ووهان الصينية (أرشيفية)
TT

تحليل صيني يدعم نظرية انتقال «كورونا» للبشر عبر وسيط حيواني

سوق ووهان الصينية (أرشيفية)
سوق ووهان الصينية (أرشيفية)

يميل تحليل نشره باحثون صينيون، إلى ترجيح نظرية أن فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض «كوفيد - 19» انتقل إلى البشر «بواسطة حيوان مضيف وسيط».
ورغم أن باحثين أبدوا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، تأييداً للبيانات الجينومية التي تضمنتها الدراسة، إلا أن «منظمة الصحة العالمية»، وباحثين آخرين، عبّروا عن اعتقادهم، أنها «لا تزال غير كافية، لكي تكون دليلاً قاطعاً على حدث غير مباشر أدى لانتقال الفيروس من حيوان إلى إنسان».
ويؤكد التحليل، الذي نشره الباحثون في دورية «نيتشر»، (الأربعاء)، أن المسحات من سوق «ووهان» للمأكولات البحرية، التي أُغلقت في يناير (كانون الثاني) 2020 وارتبطت منذ فترة طويلة ببدء الوباء، تحتوي على مادة وراثية من حيوانات برية، وتم اختبارها إيجابياً لفيروس كورونا المستجد، ويشير هذا إلى أنه «من الممكن أن يكون الفيروس قد أصاب حيواناً مضيفاً وسيطاً، وانتقل منه ليصيب البشر».
ويقول خالد شحاتة، أستاذ الفيروسات بجامعة أسيوط (جنوب مصر)، إن «النتائج تدعم فرضية الأصل الطبيعي للفيروس، حيث عثر الباحثون على الفيروس في 11 من أصل 60 عينة تم فحصها، وهذا يعني احتمال حدوث انتشار فيروسي أدى إلى الجائحة».
ويضيف: «هذه بيانات ملموسة، يجب أن تحظى بتأييدنا، أكثر من الفرضية البديلة التي ترجح حدوث تسرب من المختبر، والتي لم نطّلع على بيانات علمية تؤيدها حتى الآن».
وفي مقابل، هذا الرأي، يرى ماثيو وودروف، مدرس علم المناعة البشرية في جامعة «إيموري» الأميركية، أن البيانات «لا تشير بوضوح إلى حيوان معين كمضيف وسيط نقل الفيروس إلى البشر، وهذا أمر يجب حسمه».
كما يعتقد وودروف، أن «هناك حاجة إلى عينات سابقة على بدء الوباء، ما يساعد في معرفة الأصل الدقيق للوباء، ويوفر معلومات جديدة حول الحالات أو الأحداث التي وقعت أوائل ديسمبر (كانون الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2019».
بدورها ترى «منظمة الصحة العالمية» أن هذه البيانات غير كافية، وقالت فان كيركوف، الرئيسة الفنية للمنظمة بشأن «كوفيد - 19»، في افتتاحية مجلة «ساينس»، (الخميس)، إن «الصين تمتلك بيانات لم تشاركها عن عينات تم جمعها من الحيوانات البرية في سوق ووهان، واختبارات البشر والحيوانات، ونتائج أبحاث لمختبرات في ووهان تعمل على فيروسات كورونا».
ورفضت كيركوف الجزم بأن التحليل الذي نشره الباحثون الصينيون يرجّح الأصل الطبيعي للفيروس، ويستبعد تسرب الفيروس من المختبر، وقالت: «حتى نطلع على كل البيانات. تظل كل الفرضيات مطروحة».
وكان أحمد المنظري، مدير إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، قد وصف في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، نُشرت في 3 أبريل (نيسان) الجاري، اكتشاف أصل الفيروس، بأنه «واجب أخلاقي وعلمي»، لأنه يمثل أهمية قصوى «لمزيد من الفهم لهذه النوعية من الفيروسات، ومن ثم التعامل معها على نحو أفضل والاستعداد والتأهب لمثيلاتها بشكل أسرع وأكثر فاعلية».
وشدد على أن «المنظمة بينما تواصل دعوة الصين إلى التحلي بالشفافية في تبادل البيانات بشأن أصل الفيروس، فإننا نعتقد أنه من الواجب على كل من يملك بيانات مفيدة متعلقة بهذا الأمر، أن يتقاسمها مع المجتمع الدولي على الفور».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».