من المنتظر أن يمثل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب اليوم (الثلاثاء)، أمام محكمة في نيويورك، لإبلاغه رسمياً بتوجيه تهم جنائية إليه في قضية دفع أموال لنجمة أفلام إباحية لشراء صمتها، في حدث غير مسبوق لرئيس أميركي سابق.
ووفقاً لشبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد عاش ترمب حياته كلها كما لو أنه يحاول إثبات النظرية القائلة إن «كل أنواع الدعاية هي دعاية جيدة»، ومن ثم فإنه قد يستغل مثوله أمام المحكمة لتعزيز حملته الانتخابية ودعم فرص عودته للبيت الأبيض.
فهل بإمكان ترمب حقاً تحويل الملاحقة الجنائية إلى رصيد انتخابي؟
منذ إعلان لائحة الاتهام ضده الأسبوع الماضي، تتفاخر حملة ترمب بحجم الأموال التي جمعتها حتى الآن (أكثر من 8 ملايين دولار) وتستشهد باستطلاعات الرأي التي تشير إلى تقدم الرئيس السابق على منافسيه الجمهوريين فيما يخص الترشح للرئاسة.
وليس من الواضح ما إذا كانت شخصية عامة معروفة مثل ترمب ستحتاج، أم لا، إلى التقاط الشرطة صورة جنائية لها مثل تلك التي تلتقطها للمتهمين عادة، لكن هوغان غيدلي، المتحدث باسم البيت الأبيض في عهد ترمب، أعلن مازحاً أنه إذا حدث ذلك، فإنها «ستكون الصورة الأكثر رجولة وذكورية ووسامة على الإطلاق».
ويقول الخبراء إن هذا التعليق هو مجرد مثال للطريقة التي ينظر بها معسكر ترمب لمحاكمته.
الأمر المثير للاهتمام بشكل خاص هو الطريقة التي دافع بها خصوم ترمب السياسيون داخل الحزب الجمهوري عنه. فقد التفّ الجمهوريون صفاً واحداً حول الرئيس السابق جاعلين منه، في مقابلاتهم وتغريداتهم وبياناتهم، ضحية.
ومن بين هؤلاء خصمه المحتمل لنيل الترشيح الجمهوري رون ديسانتيس، حاكم فلوريدا، الذي ندّد بالتهم قائلاً إنها «مخالفة لقيم أميركا».
وقال ديسانتيس: «إن تسليح النظام القانوني لدفع أجندة سياسية يقلب سيادة القانون رأساً على عقب. إنه أمر مخالف للقيم الأميركية. لقد دأب المدعي العام لمنطقة مانهاتن على تعديل القانون لتقليل الجنايات وتبرير سوء السلوك الإجرامي، ومع ذلك، فهو الآن يوسع نطاق القانون لاستهداف خصم سياسي».
وأشار إلى أنه لم يكن ليساعد السلطات في تسليم ترمب من فلوريدا لنيويورك إذا كان قد طلب منه ذلك.
ومن جهته، قال مايك بنس، الذي شغل منصب نائب الرئيس في عهد ترمب ويعد من أشهر منافسي الرئيس السابق في الحزب الجمهوري أيضاً، إن لائحة الاتهام بعثت «برسالة مروعة» إلى العالم بشأن العدالة الأميركية.
ومن الواضح أن أولئك المنافسين يعتقدون أن هذا ما يريد ناخبوهم سماعه.
لذلك ربما يستطيع ترمب استغلال المحاكمة الجنائية لصالحه خلال الانتخابات لكسب أصوات مزيد من الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية.
لكن هذه الخطة نفسها قد تأتي بنتائج عكسية عندما يتعلق الأمر بالانتخابات العامة.
ونقلت «بي بي سي» عن عدد من الناخبين المتأرجحين قولهم إنهم على الرغم من إعجابهم بسياسات ترمب عندما كان في منصبه، فقد سئموا الآن من «الفوضى والدراما» التي تحيط به.
إلا أن بعض الناخبين الآخرين عارضوا هذا الاعتقاد، وقال جون ماكجيجان، وهو مؤيد قوي لترمب في مانهاتن لـ«بي بي سي»، إنه يعتقد أن هذه القضية ستساعد حملة ترمب الرئاسية.
وأضاف: «أولئك الذين كانوا مقتنعين بالفعل بأن دونالد ترمب هو (شيطان متجسد) لن يتأثروا بهذه المحاكمة، ولن يتأثر مؤيدو ترمب المخلصون بها أيضاً. أما بالنسبة لأولئك الناخبين الذين هم في مكان ما بالوسط، فأعتقد أنهم سيصبحون أكثر تأييداً للرئيس السابق بعد المحاكمة».
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال فيتو ديكيارا، وهو مناصر للرئيس السابق يبلغ 71 عاماً: «أعتقد أنّ الحزب الديمقراطي يفعل ذلك فقط للتدخّل في الانتخابات».
ووصف ترمب الملاحقات القضائية بحقّه بأنّها «حملة اضطهاد»، قائلاً إنها «من تدبير الديمقراطيين».