رئيسة تايوان «توقفت» في نيويورك رغم التحذيرات الصينية

رئيسة تايوان تغادر فندقاً في مانهاتن بنيويورك أمس (رويترز)
رئيسة تايوان تغادر فندقاً في مانهاتن بنيويورك أمس (رويترز)
TT

رئيسة تايوان «توقفت» في نيويورك رغم التحذيرات الصينية

رئيسة تايوان تغادر فندقاً في مانهاتن بنيويورك أمس (رويترز)
رئيسة تايوان تغادر فندقاً في مانهاتن بنيويورك أمس (رويترز)

وصلت رئيسة تايوان تساي إنغ - وين، أمس، إلى نيويورك، في زيارة أثارت حفيظة بكين التي توعّدت برد انتقامي في حال التقت المسؤولة رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، واستدعت تحذيرا أميركيا لبكين من «رد فعل مبالغ فيه».
والولايات المتحدة هي محطة توقّف لتساي المتّجهة إلى أميركا الوسطى، في جولة ستلتقي خلالها قادة غواتيمالا وبيليز لتعزيز العلاقات بهاتين الحليفتين الدبلوماسيتين لتايوان. وبيليز وغواتيمالا هما من الدول الـ13 التي لا تزال تعترف رسميا بتايوان، بعدما أقامت هندوراس علاقات دبلوماسية مع الصين الأسبوع الماضي. وخلال عودتها إلى تايوان ستتوقّف تساي في كاليفورنيا؛ حيث أعلن مكارثي أنه سيلتقي بها.

وبينما كانت أنشطة تساي المحدودة في نيويورك مغلقة أمام الإعلام، أشارت وكالة الأنباء المركزية التايوانية إلى أن الرئيسة قالت بعد وصولها إلى الولايات المتحدة إن الشراكة القوية بين واشنطن وتايوان ترجع إلى القيم والمصالح المشتركة، بالإضافة إلى الجهود طويلة المدى للتايوانيين في الخارج. وتابعت تساي، خلال حفل عشاء مع أكثر من 700 من المغتربين التايوانيين، أن تايبيه أظهرت عزما على الدفاع عن نفسها، وقدرتها على المساعدة في حماية الاستقرار الإقليمي. وأضافت أن الجزيرة ستعزز العمل مع الشركاء الآخرين «كي تسير بحزم في مسار الديمقراطية والحرية».
وتعتبر الصين جزيرة تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتعقد العزم على استعادتها بالقوة إن اقضت الضرورة. وهي تعتبر أنه عملا بمبدأ «الصين واحدة» فلا ينبغي لأي دولة إقامة علاقات رسمية مع بكين وتايبيه في آن واحد. وأكّدت بكين، الأربعاء، «معارضتها الحازمة» أي لقاء بين تساي ومكارثي، وتوعّدت باتّخاذ «تدابير مضادة حازمة» في حال تم اللقاء. كما رأى مكتب الشؤون التايوانية في بكين أن محطة تساي الأميركية تشكل «استفزازا». وقالت المتحدثة باسم المكتب جو فنغليان إن «هذا العبور المفترض لزعيمة تايوان هو في الحقيقة استفزاز يهدف إلى نيل الاستقلال بالاعتماد على الولايات المتحدة».
وردّت الولايات المتحدة بالتحذير من أن الصين يجب ألا تستخدم توقف تساي على الأراضي الأميركية «ذريعة لتعزيز أي أنشطة عدائية حول مضيق تايوان». وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي «لا سبب يستدعي رد فعل قاسيا من جانبهم». وشدّد كيربي على أن توقّف تساي على الأراضي الأميركية «متوافق مع العلاقة غير الرسمية القائمة منذ زمن مع تايوان ومع سياسة الصين الواحدة التي تعتمدها الولايات المتحدة والتي لم تتغير».
وكان رئيس مجلس النواب الأميركي قد أعلن أنه سيلتقي تساي في كاليفورنيا ما أثار حفيظة بكين. في المقابل لم تؤكد السلطات التايوانية اللقاء مع ماكارثي ولا برنامج تساي في نيويورك.
وفي عام 2022، أثارت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي لتايوان غضب بكين التي نظمت ردا عليها مناورات واسعة حول الجزيرة اعتبرتها تايبيه تمهيدا لغزوها.


مقالات ذات صلة

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

دافع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن الوضع القائم في تايوان، محذرا من عواقب اقتصادية مدمرة لحرب، في خطاب تبنى فيه أيضًا نبرة أكثر تصالحا حيال بكين. وقال كليفرلي في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء «لن تكون حرب عبر المضيق مأساة إنسانية فحسب بل ستدمر 2,6 تريليون دولار في التجارة العالمية حسب مؤشر نيكاي آسيا». وأضاف «لن تنجو أي دولة من التداعيات»، مشيرا إلى أن موقعها البعيد لا يؤمن أي حماية مما سيشكل ضربة «كارثية» للاقتصاد العالمي والصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

أعلنت السلطات الصينية، الأربعاء، أن ناشراً تايوانياً، أُبلغ عن اختفائه، خلال زيارة قام بها إلى شنغهاي، يخضع لتحقيق في جرائم متعلقة بالأمن القومي. وقالت تشو فنغ ليان، المتحدثة باسم «المكتب الصيني للشؤون التايوانية»، إن لي يانهي، الذي يدير دار النشر «غوسا»، «يخضع للتحقيق من قِبل وكالات الأمن القومي، لشبهات الانخراط بأنشطة تعرِّض الأمن القومي للخطر». وأضافت: «الأطراف المعنية ستقوم بحماية حقوقه المشروعة ومصالحه، وفقاً للقانون». وكان ناشطون وصحافيون في تايوان قد أبلغوا عن اختفاء لي، الذي ذهب لزيارة عائلته في شنغهاي، الشهر الماضي. وكتب الشاعر الصيني المعارض باي لينغ، الأسبوع الماضي، عبر صفحته على «ف

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

وصل رئيس غواتيمالا أليخاندرو جاماتي الاثنين إلى تايوان في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع هذه الجزيرة التي تعتبر بلاده من الدول القليلة التي تعترف بها دبلوماسياً. وسيلقي جاماتي كلمة أمام البرلمان التايواني خلال الزيارة التي تستمر أربعة أيام.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
العالم بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

أعلنت الصين أمس (الأحد)، أنها قدمت شكوى لدى سيول على خلفية تصريحات «خاطئة» للرئيس يون سوك يول، حول تايوان، في وقت يشتدّ فيه الخلاف الدبلوماسي بين الجارين الآسيويين. وتبادلت بكين وسيول انتقادات في أعقاب مقابلة أجرتها وكالة «رويترز» مع يون في وقت سابق الشهر الحالي، اعتبر فيها التوتر بين الصين وتايوان «مسألة دولية» على غرار كوريا الشمالية، ملقياً مسؤولية التوتر المتصاعد على «محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة».

«الشرق الأوسط» (بكين)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.