القطط والكلاب قد تحمي الأطفال من حساسية الطعام

تربية الكلاب والقطط قد تمنع تطور الحساسية الغذائية (رويترز)
تربية الكلاب والقطط قد تمنع تطور الحساسية الغذائية (رويترز)
TT
20

القطط والكلاب قد تحمي الأطفال من حساسية الطعام

تربية الكلاب والقطط قد تمنع تطور الحساسية الغذائية (رويترز)
تربية الكلاب والقطط قد تمنع تطور الحساسية الغذائية (رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أن الأطفال الذين يعيشون مع القطط أو الكلاب يكونون أقل عرضة للإصابة بحساسية الطعام مقارنة بالأطفال الآخرين.
ووفقا لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد حللت الدراسة بيانات أكثر من 65 ألف طفل من اليابان، ووجدت أن تربية القطط والكلاب قللت من مخاطر إصابة الأطفال بجميع أنواع الحساسية الغذائية بنسبة 13٪ إلى 16٪.
وبشكل أكثر تفصيلا، وجد الباحثون أن الأطفال الذين عاشوا مع القطط كانوا أقل عرضة للإصابة بالحساسية من البيض والقمح وفول الصويا، في حين أن أولئك الذين عاشوا مع الكلاب كانوا أقل عرضة للإصابة بالحساسية من البيض والحليب والمكسرات.

وكتب الباحثون في الدراسة التي نُشرت أمس (الأربعاء) في مجلة «بلوس وان» العلمية: «تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن تربية الكلاب والقطط قد تمنع تطور الحساسية الغذائية. هذا الأمر قد يساهم في التقليل من المخاوف بشأن تربية الحيوانات الأليفة».
ولفت الباحثون إلى أنهم لم يتوصلوا إلى السبب الرئيسي لهذا الأمر، لكنهم يتوقعون وجود صلة بين التعرض للحيوانات الأليفة وتقوية ميكروبيوم الأمعاء لدى الأطفال والرضع.
وميكروبيوم الأمعاء هي البكتيريا التي تعيش داخل أمعائنا وتؤثر على استجاباتنا المناعية وقدرة أجسامنا على التصدي للالتهابات ومسببات الحساسية.
وعلى الرغم من أن الدراسة أخذت في الحسبان عدة عوامل يمكن أن تؤثر على خطر إصابة المشاركين بحساسية الطعام، بما في ذلك سنّ الأم وتاريخ الإصابة بأمراض الحساسية والتدخين ومكان الإقامة، فإن الباحثين أكدوا على الحاجة لإجراء مزيد من الدراسات للتأكد من صحة هذه النتائج.


مقالات ذات صلة

الأهل يعانون... كيف نجعل المراهقين يتركون هواتفهم ليلاً للنوم؟

يوميات الشرق ما علامات الحرمان من النوم لدى المراهقين؟ (رويترز)

الأهل يعانون... كيف نجعل المراهقين يتركون هواتفهم ليلاً للنوم؟

بالنسبة للعديد من العائلات في جميع أنحاء العالم، أصبح طقس النوم الليلي، المتمثل في دخول المراهقين إلى السرير، ساحة معركة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يشير لون البول الأصفر الباهت أو الصافي عادةً إلى أن كل شيء على ما يرام (رويترز)

وردي أو أزرق أو عكر... ماذا يعكس لون البول عن حالتك الصحية؟

يمكنك معرفة كثير عن حالتك الصحية من خلال لون بولك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسباب غير متوقعة تُصعّب خسارة الوزن أكثر مما ينبغي (أ.ب)

15 عادة غير متوقعة تُصعّب خسارة الوزن أكثر مما ينبغي

على الرغم من وجود العديد من الطرق لخسارة الوزن بأمان وفعالية، فإن بعض العادات الشائعة قد تُصعّب خسارة الوزن أكثر مما ينبغي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يعد الاستحمام ضرورياً للحفاظ على صحة الجلد وتنظيم درجة حرارة الجسم (أرشيفية-رويترز)

7 أسباب للاستحمام يومياً في الصيف

هناك العديد من الفوائد الصحية المرتبطة بالاستحمام اليومي في الصيف.

«الشرق الأوسط» (لندن)

معرض «معابر» في الرياض... بين التقاليد والمستقبل

من أعمال الفنان ناصر التركي (الغاليري)
من أعمال الفنان ناصر التركي (الغاليري)
TT
20

معرض «معابر» في الرياض... بين التقاليد والمستقبل

من أعمال الفنان ناصر التركي (الغاليري)
من أعمال الفنان ناصر التركي (الغاليري)

في حي جاكس الفني بالعاصمة السعودية تنافست العروض الفنية مستغلة الجو العام المفعم بالإبداع الذي صاحب إطلاق «أسبوع فن الرياض»، في 5 من الشهر الحالي. وبين الاستوديوهات التي قدمت عروضاً جماعية لفنانين صاعدين والمعارض المتفرقة التي أقيمت في أنحاء مدينة الرياض برز معرض بعنوان «معابر: من تراث الماضي إلى آفاق المستقبل» أُقيم في «لفت غاليري»، بحي جاكس.

المعرض من تنسيق القيمة الفنية غيداء المقرن، وكما يدل اسمه، يدعو زواره للعبور بين مراحل زمنية مختلفة مستكشفاً الماضي والمستقبل، من خلال التطور الهائل الذي تشهده مدينة الرياض.

يشير البيان إلى أن المعرض يبلور مفهوم «العبور والمساحات الانتقالية، الحواف التي يتلاقى فيها الماضي والحاضر والمستقبل»، عبر أعمال 5 فنانين هم: فهد النعيمة، وناصر التركي، وسعد الهويدي، وحمود العطاوي، وبرادلي ثيودور.

ينقسم العرض إلى 3 مناطق مترابطة: «جذور في التقاليد»، «المملكة اليوم»، «رؤية للمستقبل».

ويربط بين الأقسام المختلفة رسومات برادلي ثيودور الجدارية المزخرفة كخلفية حية تدعو الزوار إلى الدخول إلى عالم يتعايش فيه التاريخ والمعاصر.

جانب من معرض "معابر: من تراث الماضي إلى آفاق المستقبل" (خاص)
جانب من معرض "معابر: من تراث الماضي إلى آفاق المستقبل" (خاص)

جذور في التقاليد

ينقلنا القسم الأول (جذور في التقاليد) إلى المشهد التأسيسي للمملكة العربية السعودية. هنا نرى جداريات فهد النعيمة بضربات فرشته المميزة روح ثقافة البدو، بينما تعكس تركيبات سعد الهويدي المفاهيمية المجسدة على هيئة نوافذ نجدية ملفوفة بأقمشة تقليدية، طبيعة الذاكرة والتراث. تقدم لوحات ثيودور الحيوانات والرموز الثقافية السعودية، المصورة بأشكاله الهيكلية الشهيرة، عدسة معاصرة تتيح لنا رؤية هذه الجذور التاريخية من خلال منظور شخص خارجي عن هذه الثقافة.

يشكل فهد النعيمة رمزية الماضي بحروف التجريد في أعماله المستوحاة من رموز بيئية، ففي لوحاته التي تتأمل في الإبل، يقدم النعيمة رؤيته الجمالية لهذه الحيوانات التي تترسخ في الذاكرة الجمعية للمجتمع السعودي، ويعبر عن علاقة فكرية عميقة مع هذا الكائن الذي يشكل جزءاً جوهرياً من تراثه؛ فالإبل بالنسبة له ليست مجرد كائنات حية، بل رموز تكتنز العديد من الدلالات: الصمود، الصبر، العزيمة، العلاقة المتشابكة مع الأرض.

النعيمة في أعماله يتخطى القوالب التقليدية للرسم، ولا يكتفي بتوظيف التراث كما هو، بل يعيد تشكيله ليتلاءم مع لغة الفن الحديث، مما يخلق تجربة بصرية حافلة بالتحدي والتجديد.

أما الدكتور سعد الهويدي، فيقدم أعمالاً فنية تستدعي الذاكرة الثقافية للمجتمع السعودي عن طريق استخدامه لرموز بصرية مستوحاة من البيئات التقليدية، مثل النوافذ النجدية والأقمشة التي تعكس الروح المحلية. في تركيبته الفنية، يطرح الهويدي أسئلة حول مفهوم الحفظ والإعادة، حول كيف يمكننا إعادة تشكيل ذاكرتنا الثقافية في إطار معاصر يعكس التحديات والمتغيرات التي تواجهها المجتمعات.

جانب من المعرض (الغاليري)
جانب من المعرض (الغاليري)

المملكة اليوم

«المملكة اليوم» يغمرنا في الحاضر الحيوي سريع الخطى. يسلط هذا القسم الضوء على التفاعل بين التقاليد والابتكار؛ حيث يلتقي صخب المدن الحديثة بالنسيج الثقافي الدائم. نرى هنا أعمال حمود العطاوي التي تستخدم مفردات مادية يستخدمها الناس للتسبيح ويخلق منها أعمالاً ملونة تتجاوز التراث لتدمجه بالتكنولوجيا الحديثة. تجسد مسابحه الإلكترونية رحلة الإنسان الذي يواصل الاتصال بالجذور الثقافية عبر الوسائل الحديثة.

يستكشف التلوين التجريدي لكتل الألوان في عمل «جبال طويق» للفنان ناصر التركي رسالةَ الأمير محمد بن سلمان بأن «همَّة شعب السعودية مثل جبال طويق لن تنكسر»، مما يعكس حاضرنا وما نعمل عليه لبناء مستقبل مشرق. هذا العمل يُجسِّد الإصرار والقوة، ويعكس روح العزيمة في تحقيق الأهداف.

من المعرض (غاليري لفت)
من المعرض (غاليري لفت)

أما صور ثيودور النابضة بالحياة للأيقونات المعاصرة، التي تم وضعها على خلفيات تمزج بين الزخارف التقليدية والمواد الحديثة، فتبرز التفاعل الديناميكي بين التراث والحداثة، مما يخلق توازناً بين الماضي والحاضر في رؤية فنية معاصرة تثير الإعجاب وتفتح الأفق لتفسير جديد للأيقونات الثقافية.

رؤية للمستقبل

في هذا الجزء، يتجاوز المعرض الملموس ليستكشف الإمكانات المتعددة لمستقبل المملكة العربية السعودية.

من خلال لوحاته التجريدية، يعبّر ناصر التركي عن إيقاع فريد يمتزج فيه الخيال بالواقع. وتصبح أعماله أدوات لفهم العالم وتقديمه بصورة جديدة، لا تجسد الأشكال فحسب، بل تصوغ موسيقى بصرية تنقل المشاهد. تكشف لوحات التركي، التي تمثل مزيجاً من التجريد والرؤية، الأبعاد الداخلية للأشياء؛ حيث تتشابك الألوان والخطوط للتعبير عن العالم الداخلي للجسد والروح. وهو يفتح حواراً بين الطبيعة والإنسانية، ويمثل فنه استكشافاً مستمراً للذات الإنسانية وتساؤلاتها الوجودية.

يقدم المعرض أعمال تدعو الزائر لعالم يتعايش فيه التاريخ والمعاصر (خاص)
يقدم المعرض أعمال تدعو الزائر لعالم يتعايش فيه التاريخ والمعاصر (خاص)

واستكمالاً لذلك، يصور برادلي ثيودور، من خلال شخصياته المتميزة والجريئة، مستقبل المملكة العربية السعودية كقوة جامحة - «حصان بري» يجسد الجمال والقوة والطاقة. وتجسد لوحاته الديناميكية الزخم المبهج لأمة في صعود. ويتعزز هذه الرؤية القوية بنقوش جدارية تعلن أن «كل الأنظار تتجه نحو السعودية»، مما يعكس حضور المملكة المتزايد على مستوى العالم وترقب العالم لسردها المتكشف.