«رقم هاتف قديم» يتناول أزمة منتصف العمر

الفيلم السعودي ينافس على جوائز «الإسماعيلية التسجيلي»

الفنان يعقوب الفرحان في لقطة من فيلم «رقم هاتف قديم»
الفنان يعقوب الفرحان في لقطة من فيلم «رقم هاتف قديم»
TT

«رقم هاتف قديم» يتناول أزمة منتصف العمر

الفنان يعقوب الفرحان في لقطة من فيلم «رقم هاتف قديم»
الفنان يعقوب الفرحان في لقطة من فيلم «رقم هاتف قديم»

ينافس الفيلم السعودي «رقم هاتف قديم» ضمن مسابقة الأفلام الروائية القصيرة بالدورة الـ24 لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، وأقيم له عرضان بقصر ثقافة الإسماعيلية بحضور الجمهور والنقاد وصناع الأفلام، حيث لقي تجاوباً لافتاً.
وأشاد بعض الحضور بالمستوى الفني للفيلم، الذي يطرح خلال 23 دقيقة رحلة بطله حامد، الذي يعيش أزمة منتصف العمر، فيسعى لمواجهة حتمية للتخلص من عوائق الماضي التي تبدو كشبح يطارده، ويتخلى عن وظيفته وهو يخطو نحو حياة جديدة، تتغير فيها خياراته وتتبدل فيها قناعاته، يظهر بطل الفيلم الفنان يعقوب فرحان، وهو يرتدي ملابس الإحرام، في وجهة تعد بداية جديدة، معبرا ببراعة عن الحالة التي يعيشها البطل في مواجهة ماض لم يغادره، ويدفع المخرج علي سعيد في أول أفلامه بالمشاهد ليكون شريكا معه، متفاعلا مع كل مشهد ولقطة.
ورغم غيابه عن المهرجان فقد تواصلت «الشرق الأوسط» مع علي سعيد، الذي أكد أن ظروف عمل حالت دون حضوره المهرجان رغم اعتزازه بالعرض في الإسماعيلية وسط الجمهور المصري، حسبما يقول، «أنا في الأساس مؤلف يرتبط عملي بالاستقرار ولست كثير الأسفار، ولدي عمل أكتبه للتليفزيون شغلني عن الحضور، لكنني أعتز كثيراً بالمهرجان وبالجمهور المصري».

المخرج علي سعيد خلال تصوير الفيلم

فكرة الفيلم استوحاها سعيد من قصيدة للشاعر العراقي مظفر النواب؛ من بيت شعر يردده: «وأدرت الأرقام الممسوحة مرات... رد الصمت لقد كانوا بالأمس هنا»، ويشير سعيد إلى أن الصمت بالفيلم يعد جزءا من نسيج الفكرة ومن نسيج القصيدة، على حد قوله، «هذا البيت استلهمت منه الفكرة ووضعت له موازيا بصريا في بناء فني أردته غير تقليدي يجمع بين الرسائل والمعلومات والرموز والصور، لأن السينما عندي ليست مجرد حدوتة، بل بناء فني متكامل».
وعن اختيار بطله الفنان يعقوب الفرحان يقول: «هو صديق قديم وفنان كبير، وقد تبنى المشروع منذ البداية وتحمس له وقدمه بإتقان كرجل يسعى لخلخلة الماضي والسير نحو حياة أخرى».
وشارك الفيلم في عدة مهرجانات وفاز بجوائز كثيرة، من بينها، جائزة أفضل سيناريو بمهرجان أفلام السعودية، كما شارك ضمن سبعة أفلام سعودية في ركن الأفلام القصيرة خلال الدورة الـ75 لمهرجان كان السينمائي، كما شارك في مهرجان قرطاج السينمائي، وفاز بجائزة لجنة التحكيم بمهرجان القدس، وهذا النجاح دفع سعيد لتجربة جديدة عبر فيلم قصير آخر هو «ترياق»، الذي كتبه وأنتجه ويعده تعبيراً عن «جزء مقتطع من طفولتنا عبر علاقة بين طفل صغير ومغن شعبي»، ويشارك به ضمن الدورة القادمة لمهرجان أفلام السعودية.
ينتمي المخرج لسينما المؤلف، فهو يكتب أفلامه بنفسه: «أول فيلم كتبته عام 2012 كان بعنوان (ليمون أخضر)، الذي عرض عبر قناة MBC، كما كتبت فيلم (بوصلة)، الذي تم تصويره بألمانيا، وأصدرت كتاب (الحقيبة الجلدية)، عن رحلتي بالصحافة التي استمرت عشر سنوات بصحيفة (الرياض) بعدما درست الإعلام بجامعة دمشق، ولي أعمال كثيرة بالتليفزيون السعودي». ويواصل: «علاقتي بالأساس مع الكتابة، أما الإخراج فلم يخطر ببالي قبل هذا الفيلم، الذي صورته خلال جائحة كورونا، وبعد عرضه تلقيت دعما كبيرا لفكرة أن أواصل عملي كمخرج».
ويشيد سعيد بالدعم الذي يحظى به الإنتاج السينمائي بالمملكة، مشيراً إلى أن هناك نوعين من صناع الأفلام، فبعضهم غير جاهز للتجربة، والبعض الآخر ممن عملوا من قبل وناضلوا حتى يعيشوا تلك اللحظة الفارقة، مؤكداً أنه «يجب أن يعمل الجميع وفق استراتيجية لبناء صناعة سينما متكاملة في بلادنا».



«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
TT

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«لسنا بخير في لبنان ولكننا سنكمل رسالتنا حتى النفس الأخير». بهذه الكلمات تستهل ميشلين أبي سمرا حديثها مع «الشرق الأوسط»، تُخبرنا عن برنامج النسخة الـ17 من مهرجان «بيروت ترنّم». فهي تتمسّك بتنظيم المهرجان في قلب المدينة؛ ما جعله بمثابة تقليدٍ سنوي في فترة أعياد الميلاد. طيلة السنوات الماضية ورغم كل الأزمات التي مرّ بها لبنان بقيت متشبثة بإحيائه.

كارلا شمعون من نجمات لبنان المشاركات في «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

ينطلق «بيروت ترنّم» في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر لغاية 23 منه. وتتجوّل الفرق الفنية المشاركة فيه بين مناطق مونو والتباريس والجميزة في بيروت، وكذلك في جامعة الألبا في سن الفيل، وصولاً إلى زوق مصبح ودير البلمند في شمال لبنان.

وبالنسبة لميشلين أبي سمرا فإن النسخة 17 من المهرجان تتجدد هذا العام من خلال أماكن إحيائه. وتتابع: «يزخر لبنان بأماكن مقدسة جمّة يمكننا مشاهدتها في مختلف مناطقه وأحيائه. وهذه السنة تأخذ فعاليات المهرجان منحى روحانياً بامتياز، فيحط رحاله في أكثر من دار عبادة وكنيسة. وبذلك نترجم العلاج الروحاني الذي نطلبه من الموسيقى. جراحنا وآلامنا لا تحصى، ونحتاج هذه المساحة الروحانية الممزوجة بالموسيقى كي نشفى».

أمسية «تينور يواجه تينور» مع ماتيو خضر ومارك رعيدي (بيروت ترنم)

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية، وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي. ويحضر زملاء لها منهم الميزو سوبرانو غريس مدوّر، وعازف الباريتون سيزار ناعسي مع مواكبة جوقة كورال الجامعة الأنطونية. وبقيادة المايسترو الأب توفيق معتوق ستتجلّى موسيقى موزارت في كنيسة مار يوسف في مونو.

وبالتعاون مع السفارة السويسرية واليونيسكو في بيروت، يقدم فريق «سيستيما» حفله في جامعة «الألبا». وتقول ميشلين أبي سمرا: «أسسنا هذا الفريق منذ سنوات عدّة، وهو ملحق بـ(بيروت ترنّم)، ويتألف من نحو 100 عازف ومنشدٍ من الأولاد. ونحن فخورون اليوم بتطوره وإحيائه عدة حفلات ناجحة في مناطق لبنانية. سنكون على موعد معه في (بيروت ترنمّ) في 8 ديسمبر».

ومن الفنانين اللبنانيين المشاركين في برنامج الحفل الموسيقي زياد الأحمدية، الذي يحيي في 11 ديسمبر حفلاً في جامعة «الألبا» للفنون الجميلة. ويؤلف مع عازفي الساكسوفون و«الدوبل باس» نضال أبو سمرا ومكرم أبو الحصن الثلاثي الموسيقي المنتظر.

«مقامات وإيقاعات» أمسية موسيقية شرقية مع فراس عنداري (بيروت ترنم)

وتحت عنوان «سبحان الكلمة» تحيي غادة شبير ليلة 13 ديسمبر من المهرجان في كنيسة مار بولس وبطرس في بلدة قرنة شهوان، في حين تشارك كارلا شمعون في هذه النسخة من «بيروت ترنّم» في 15 ديسمبر، فتقدّم حفلاً من وحي عيد الميلاد بعنوان «نور الأمل».

تشير ميشلين أبي سمرا في سياق حديثها إلى أن عقبات كثيرة واجهتها من أجل تنفيذ المهرجان. «إننا في زمن حرب قاسية ولاقينا صعوبات مادية شكّلت عقبة، لولا دعمنا من قبل رعاة متحمسين مثلنا لاستمرارية لبنان الثقافة. كما أن نجوماً أجانب أصرّوا على المشاركة والمجيء إلى لبنان رغم ظروفه اليوم».

عازف العود زياد الأحمدية يحيي ليلة 11 ديسمبر (بيروت ترنم)

من بين هؤلاء النجوم الإسبانيان عازف الكمان فرانشيسكو فولانا وعازفة البيانو ألبا فينتورا. ومن بلجيكا يحلّ كلٌ من عازفة التشيللو ستيفاني هوانغ وعازف البيانو فلوريان نواك ضيفين على المهرجان، ويقدمان معاً حفلهما الموسيقي في 18 ديسمبر في كنيسة مار مارون في شارع الجميزة.

ومن الحفلات المنتظرة في هذه النسخة «تينور يواجه تينور». وتوضح ميشلين أبي سمرا: «يتجدّد برنامج المهرجان مع هذا الحفل. فهو يحدث لأول مرة ويشارك فيه كل من ماتيو خضر ومارك رعيدي، فيتباريان بصوتهما الرنان بعرض أوبرالي استثنائي». ويقام هذا الحفل في 9 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة.

عازف الكمان الإسباني فرانسيسكو فولانا (بيروت ترنم)

ومن الفِرق اللبنانية المشاركة أيضاً في «بيروت ترنّم» كورال الفيحاء الوطني بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان. وكذلك هناك مقامات وإيقاعات مع فراس عينداري ومحمد نحاس ومجدي زين الدين وهاشم أبو الخاضر، يقدّمون عرضاً غنائياً شرقياً، يتخلّله عزف على العود والقانون والكمان. ويقام الحفلان ليلتي 19 و20 ديسمبر في الجميزة. ويختتم «بيروت ترنّم» فعالياته في 23 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة. وذلك ضمن حفل موسيقي في الذكرى المئوية للإيطالي بوتشيني، ويحييها التينور بشارة مفرّج وجوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب خليل رحمة.