واشنطن ترفض اقتراح شي لوقف النار وتراقب عن كثب قمته مع بوتين

TT

واشنطن ترفض اقتراح شي لوقف النار وتراقب عن كثب قمته مع بوتين

رفضت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، الاقتراح الصيني بوقف فوري لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، قائلة: «إنه سيعزز موقف قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين». وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، للصحافيين، ردا على اجتماع متوقع الأسبوع المقبل بين الرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن «وقف إطلاق النار الآن هو، مرة أخرى، تصديق فعال على الغزو الروسي». وقال كيربي: «سيعترف، في الواقع، بمكاسب روسيا ومحاولتها غزو أراضي جارتها بالقوة، مما يسمح للقوات الروسية بمواصلة احتلال الأراضي الأوكرانية ذات السيادة». وقال: «نحن بالتأكيد لا نؤيد الدعوات إلى وقف إطلاق النار التي ستطالب بها الصين، وببساطة، لا نؤيد اجتماعا في موسكو من شأنه أن يفيد روسيا».
ويعد الاقتراح الصيني لوقف إطلاق النار، جزءا من اقتراح سلام متعدد الأطراف طرحه شي، الذي يتوجه إلى روسيا للقاء بوتين. ورغم أن واشنطن كانت تشجع الصين على لعب دور بناء في المساعدة على إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن كيربي، أعرب عن شكه في أن الاجتماع، يمثل جهدا حقيقيا في صنع السلام. وكرر أن المسؤولين الأميركيين قلقون من أن الصين تفكر بجدية في محاولة تقديم أسلحة فتاكة مباشرة إلى روسيا لاستخدامها في الحرب.
وقال إن أي اجتماع هادف حول السلام يجب أن يشمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيضا. وأضاف كيربي: «نأمل أيضا أن يتواصل الرئيس شي مع الرئيس زيلينسكي مباشرة لأننا ما زلنا نعتقد أنه من المهم جدا أن يسمع من الجانب الأوكراني أيضا وليس فقط من السيد بوتين وليس فقط من منظور روسي». وقال كيربي إنه لن يتحدث نيابة عن الرئيس الأوكراني، الذي رفض في الماضي فكرة وقف إطلاق النار الفوري لأسباب مماثلة. لكنه أوضح أن الولايات المتحدة ستنصح زيلينسكي بالحذر من الموافقة على هذا النوع من الاقتراحات في هذه المرحلة من الصراع. وقال: «نحن بالتأكيد لا نؤيد الدعوات إلى وقف إطلاق النار التي ستطالب بها الصين، وببساطة، لا نؤيد اجتماعا في موسكو من شأنه أن يفيد روسيا».
ونقلت محطة «سي إن إن» الأميركية، عن المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر قوله: «نعتقد أنه من المهم أن يكون لدى الصين وجهة نظر أوكرانيا». وأضاف: «من الواضح أن دوافع روسيا شائنة. لقد قاموا بغزو أوكرانيا واحتلالها بشكل غير قانوني. ونأمل أن يكون الرئيس شي والحكومة الصينية قادرين على الاستفادة من فهم تأثير دعمهما لروسيا بالضبط»، مؤكدا في الوقت نفسه على أن واشنطن «تراقب من كثب زيارته لروسيا».
ونقلت المحطة عن مسؤولين أميركيين، قولهم، إنهم سيراقبون باهتمام أي إشارات تدل على أن الصين، تمضي قدما في تزويد روسيا بالأسلحة، خلال قمة الأسبوع المقبل. وبينما يؤكد المسؤولون الأميركيون، على أن القمة نفسها، لم تكن مفاجأة للبيت الأبيض؛ حيث إن التقارير كانت قد تحدثت عن حصولها منذ أسابيع، مع ذلك، لا تزال هناك مخاوف عميقة من أن الشراكة «بلا حدود» التي عززها شي وبوتين خلال الاجتماعات السابقة يمكن أن تتعمق خلال المحادثات المباشرة.


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».