نتنياهو يعرض على روما صفقة «الغاز مقابل السفارة»

جورجيا ميلوني وبنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في روما أمس (أ.ب)
جورجيا ميلوني وبنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في روما أمس (أ.ب)
TT

نتنياهو يعرض على روما صفقة «الغاز مقابل السفارة»

جورجيا ميلوني وبنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في روما أمس (أ.ب)
جورجيا ميلوني وبنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في روما أمس (أ.ب)

ذكرت مصادر سياسية في تل أبيب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عرض على رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، (الجمعة)، صفقة يتم بموجبها بيع الغاز الإسرائيلي بسعر منخفض، مقابل أن تعترف روما بضم إسرائيل القدس الشرقية، وتعترف بـ«القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل»، وتنقل إليها السفارة من تل أبيب.
ونقلت هذه الأوساط لوسائل الإعلام أن نتنياهو قال لميلوني: «أعتقد أن الوقت قد حان لكي تعترف روما بالقدس عاصمة لأسلاف الشعب اليهودي منذ 3 آلاف عام، كما فعلت الولايات المتحدة ببادرة صداقة كبيرة».
وكان نتنياهو قد صرح لوسائل الإعلام العبرية من روما بأن إسرائيل تريد زيادة صادراتها من الغاز إلى إيطاليا، مستشهداً بخيار إنشاء محطة جديدة للغاز الطبيعي المسال في قبرص. وقال، في هذا السياق، خلال لقائه بوزير الأعمال الإيطالي أدولفو أورسو خلال منتدى مع كبار رجال الأعمال الإيطاليين: «إننا نتعاون بالفعل مع شركتكم الوطنية (إيني) بشأن الغاز، لكننا نريد تطوير هذا التعاون». وتحدث نتنياهو عن إمكانية إضافة محطة للغاز الطبيعي المسال، ربما في قبرص، لزيادة طاقات تصدير الغاز من إسرائيل إلى إيطاليا، ومن إيطاليا إلى أوروبا. وقال: «عندما يتعلق الأمر بالغاز أعتقد أن هناك حاجة استراتيجية في إيطاليا وأوروبا، وإسرائيل مستعدة لعمل المزيد معك في هذا الصدد». من جهته، رحب الوزير الإيطالي بتصريحات نتنياهو قائلاً: «يجب أن نفوز بتحدي استقلالية الطاقة، ويمكننا أن نفعل ذلك بشكل أفضل معاً، خاصة أن إيطاليا تهدف إلى أن تصبح مركزاً للغاز في أوروبا، ويجب أن تكون إسرائيل هي النقطة القوية لإنتاج غاز. فإيطاليا مثل الدول الأوروبية الأخرى، تريد تكثيف مبادراتها لإنهاء اعتمادها على الغاز الروسي منذ بداية الحرب في أوكرانيا».
ومعروف أن إسرائيل دخلت دائرة الدول المنتجة والمصدرة للغاز بعد اكتشاف العديد من آبار الغاز قبالة سواحلها في البحر الأبيض المتوسط، ابتداء من سنة 2010. وهي تحتاج إلى مد خط أنابيب غاز يربط منصات الحفر في البحر الأبيض المتوسط بأسواق جنوب أوروبا. وتم طرح المشروع على كل من قبرص واليونان وتركيا والآن إيطاليا لتكون شريكة فيه. ومن بين الخيارات الممكنة لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا مشروع EastMed، وهو بناء خط أنابيب غاز تحت الماء، طورته IGI Poseidon إلى حد كبير. ويبلغ طوله حوالي 1900 كيلومتر، يربط حقول الغاز البحرية في إسرائيل بجنوب أوروبا عبر قبرص واليونان. لكن هذا المشروع، الذي تبلغ كلفته 6 مليارات يورو على الأقل، يُعتبر باهظ التكلفة، ويمكن استكماله وتشغيله فقط بين عامي 2025 و2027.
وقال نتنياهو، في مقابلة مع صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية (الخميس): «أود أن أرى المزيد من التعاون الاقتصادي (بين إسرائيل وإيطاليا)... أعتقد أن العلاقة الوثيقة مع شركتكم ستكون إيجابية لكلا الجانبين». وأضاف: «ثم هناك الغاز الطبيعي: لدينا الكثير منه، وأود أن أناقش كيفية نقله إلى إيطاليا لدعم نموها الاقتصادي».
يشار إلى أن إيطاليا ملتزمة باستبدال وارداتها من الطاقة من روسيا في أعقاب الحرب في أوكرانيا.
يذكر أن زيارة نتنياهو تلقى معارضة شديدة في إسرائيل، إذ يُتهم بأنه «اخترعها» لغرض الاستجمام. وقال معارضون له إنه لو كان هناك أمر ملحّ لكان بإمكانه العودة يوم الجمعة، لكنه قرر البقاء هناك حتى الأحد.
وقام بضع مئات من المعارضين لنتنياهو بالتظاهر أمام مقر ضيافته في روما، رافعين شعار: «غير مرغوب بك هنا، حتى تقيم سلاماً مع الفلسطينيين»، و«لا تمس بالديمقراطية».
في غضون ذلك، أعلن مكتب نتنياهو إنه سيزور ألمانيا من الأربعاء إلى الجمعة من دون تقديم معلومات أخرى. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو سيلتقي المستشار أولاف شولتس خلال زيارته.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إيران تصعّد مواجهتها مع «وكالة الطاقة الذرية»

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران تصعّد مواجهتها مع «وكالة الطاقة الذرية»

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

صعّدت إيران مواجهتَها ضد «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، إذ أعلنت أمس أنَّها ستضع في الخدمة مجموعة من أجهزة الطرد المركزي «الجديدة والمتطورة»، وذلك رداً على قرار تبنته الوكالة الدولية ينتقد طهران بسبب عدم تعاونها بما يكفي في إطار برنامجها النووي.

وأيّد مشروع القرار، الذي طرحته على التصويت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بدعم من الولايات المتحدة، 19 دولة من أصل 35 في الوكالة، وعارضته روسيا والصين وبوركينا فاسو، بينما امتنعت الدول الـ12 الباقية عن التصويت، ولم تستطع فنزويلا المشاركة.

وبعد اعتماد القرار، قال ممثل إيران في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن هذا التدبير له «دوافع سياسية».

وتستخدم أجهزة الطرد المركزي في تخصيب اليورانيوم المحوّل إلى غاز من خلال تدويره بسرعة كبيرة، ما يسمح بزيادة نسبة المادة الانشطارية (يو - 235) لاستخدامات عدة.