ندد رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، بـ«محاولات بائسة للتشويش على دور الجزائر ومكانتها في أفريقيا»، فيما انطلقت أمس (الاثنين) مباحثات رفيعة بين مسؤولين سياسيين وأمنيين جزائريين مع وكيلة وزارة الخارجية الأميركية لضبط التسلح والأمن الدولي بوني جينكنز، التي تزور الجزائر لبحث الأوضاع المضطربة بالمنطقة، خصوصاً في مالي وليبيا.
وكان شنقريحة يخاطب أمس كوادر عسكريين في منشأة تابعة لوزارة الدفاع بشرق البلاد، عندما انتقد بشدة دولاً دون تسميتها، اتهمها بـ«محاولة منع الجزائر من ريادتها في (الاتحاد الأفريقي)»، مؤكداً أن بلاده «تظل رقماً مهماً في المعادلة الأفريقية وفاعلاً أساسياً في هذا المجال الحيوي».
ويفهم من هذا الاتهام، حسب مراقبين، أن قائد الجيش لمّح إلى «حركة» قادتها الجزائر في فبراير (شباط) الماضي، بمعية جنوب أفريقيا، تمثلت في طرد الدبلوماسية الإسرائيلية شارون بارلي، من اجتماع لـ«الاتحاد الأفريقي» في أديس أبابا، على أساس أن إسرائيل «دخيلة» على المجموعة الأفريقية، بحكم أن طلبها كعضو ملاحظ في المنظمة القارية لم يحظ بالموافقة بعد.
وانتقد متحدث باسم الحكومة الإسرائيلي بشدة الدور الذي قامت به الجزائر وجنوب أفريقيا في منع بارلي من متابعة أشغال الاجتماع. وتعتبر الجزائر أنها «عادت إلى لعب أدوار ريادية في أفريقيا» منذ نهاية فترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قبل 4 سنوات، وأن دولاً تجمعها بها خصومة تسعى لإعاقة هذا المسعى، ومن ذلك تشجيع إسرائيل على «التغلغل في الاتحاد الأفريقي».
وتتصدر الجزائر مسعى أعضاء بالاتحاد القاري رفض قبول إسرائيل عضواً مراقباً فيه، وتم ذلك عشية بحث هذه القضية في قمة القادة الأفارقة التي عقدت في فبراير 2022 بأديس أبابا. وكان مسؤولون جزائريون احتجوا في يوليو (تموز) 2021 بشدة ضد قرار رئيس مفوضية «الاتحاد الأفريقي» موسى فقي محمد، قبول إسرائيل مراقباً جديداً في الهيئة الأفريقية. وتم لاحقاً تجميد قراره على أن يدرسه أعضاء الاتحاد القاري في جلسة خاصة.
وأكد شنقريحة، في خطابه الذي بثته وزارة الدفاع، أن الجزائر «واعية لتداعيات حالة اللااستقرار السائدة في محيطها القريب على أمنها وعلى مقومات شعبها، وهي تسعى دائماً لتكون عامل استقرار في المنطقة، كما تساهم في التنمية المستدامة لدول الجوار»، مشيداً بـ«المساعي الحثيثة التي يقوم بها رئيس الجمهورية (عبد المجيد تبون) في مجال تعزيز دور الجزائر الإقليمي، والحفاظ على مكانتها المرموقة على الساحة الأفريقية، التي تتجلى بالاحترام الذي تحظى به لدى معظم دول القارة وشعوبها، وذلك بالنظر للمقاربات الحكيمة التي لطالما تبنتها الدولة الجزائرية منذ استقلالها تجاه القضايا العادلة في القارة وفي العالم، ووقوفها الدائم إلى جانب حق الشعوب في تقرير مصيرها».
وأضاف أن بلاده «وقفت إلى جانب البلدان الأفريقية، لا سيما عبر مرافقتها في تسوية أوضاعها الأمنية، من خلال تفضيل الحلول الداخلية واحترام سيادة الدول ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، فضلاً عن تقديم المساعدات في مختلف المجالات، العسكرية والاقتصادية والإنسانية». كما أثنى على مبادرة تبون منح مليار دولار لفائدة خطط التنمية في أفريقيا «لأنه لا يمكن للأمن والسلم أن يتحققا في أفريقيا دون تنمية فعالة».
وفي سياق ذي صلة، بحثت جينكنز مع مسؤولين جزائريين «الأوضاع الأمنية بمالي وليبيا وخطر تهريب السلاح، وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر بالحدود التي تفلت من رقابة الحكومات بهذه المناطق، التي تعد الأكثر فقراً في العالم». وأشارت جينكنز في تغريدة بـ«تويتر»، إلى «قوة التعاون الأمني بين البلدين»، وقالت: «عظيم أن أكون في الجزائر». وشكرت سفيرة بلادها بالجزائر «على كل ما تفعله لتمثيل صداقة الشعب الأميركي، ولتعزيز التعاون الأمني القوي مع الجزائر».
قائد الجيش الجزائري يستنكر «التشويش» على الدور الأفريقي لبلاده
بالتزامن مع زيارة لوكيلة «الخارجية» الأميركية
قائد الجيش الجزائري يستنكر «التشويش» على الدور الأفريقي لبلاده
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة