«الشرق الأوسط» في موسم الجوائز(4): غالبية غير أميركية بين المتسابقين على الأوسكار

مرشّحون يواجهون احتمال الفوز للمرّة الأولى

غبريل لوبيل وميشيل ويليامز وصوفيا كوبرا وكيلي كارستن في مشهد من فيلم «ذا فابلمنز» (أ.ب)
غبريل لوبيل وميشيل ويليامز وصوفيا كوبرا وكيلي كارستن في مشهد من فيلم «ذا فابلمنز» (أ.ب)
TT

«الشرق الأوسط» في موسم الجوائز(4): غالبية غير أميركية بين المتسابقين على الأوسكار

غبريل لوبيل وميشيل ويليامز وصوفيا كوبرا وكيلي كارستن في مشهد من فيلم «ذا فابلمنز» (أ.ب)
غبريل لوبيل وميشيل ويليامز وصوفيا كوبرا وكيلي كارستن في مشهد من فيلم «ذا فابلمنز» (أ.ب)

عندما تُعلن جوائز الأوسكار يوم الأحد المقبل (صباح الاثنين بتوقيت غرينتش) في الثاني عشر من الشهر الحالي، سنشهد، فيما سنشهد، نتائج المنافسة الكبيرة بين مختلف المرشّحين. فعل عادي يقع كل سنة مع الكثير من التوقعات وبعض المفاجآت.
لكن الجديد في سباق هذا العام هو نسبة المرشّحين الجدد في مقابل نسبة الأسماء المعروفة والمتداولة. هذا صراع يتبلور ببطء مطرد في كل سنة مع تواصل غياب الأفلام الكبيرة التي تستحق الفوز، والغياب الأكبر لجيل من صانعي المعجزات الفنية التي كانت غالبة من الخمسينات وحتى نهاية القرن الماضي.

- صراع الأجيال
الجديد والقديم متوفر حتى عندما نلقي نظرة خاطفة على الأفلام العشرة المتنافسة: من ناحية لدينا «أفاتار: طريق الماء» لجيمس كاميرون (الذي لا يبدو عليه سينجز المهمّة الموكولة إليه) و«توب غن: مافيريك» لجوزيف كوزينسكي و«ذا فابلمانز» لستيفن سبيلبرغ و«ألفيس» لبز لورمان.
في المقابل لدينا «كل شيء كل مكان في آنٍ معاً» للجديدين دانيال كوان ودانيال شاينرت و«مثلث الحزن» لروبن أوستلند، كمثالين للمخرجين الجدد، الذين لم يقفوا على منصّة الأوسكار من قبل. لدينا كذلك «كله هادئ على الجبهة الغربية» للألماني إدوارد برغر.

تود فيلد رابع ترشيح للأوسكار (رويترز)  -  برندن فرايزر لم يسبق ترشيحه للأوسكار (أ.ف.ب)   -   ستيفن سبيلبرغ: أوسكاران سابقان فقط  (أ.ف.ب)

كذلك يمكن اعتبار «تار» لتود فيلد و«جنيات إنشِرين» لمارتن مكدونا و«نساء يتكلّمن» لسارا بولي من بين الأفلام التي سبق لأصحابها الاقتراب من خط الفوز بدرجات متفاوتة.
المنافسة بين الجديد والقديم وبعض من هم في الوسط يتبدّى على نحو واضح في سباق الإخراج الذي يتألف هذا العام من كوان شاينرت عن «كل شيء كل مكان...» وستيفن سبيلبرغ عن «ذا فابلمانز» وتود فيلد عن «تار» ومارتن مكدونا عن «جنيات إنشِرين» ثم روبن أوستلاند عن «مثلث الحزن».
بذلك سبيلبرغ هو الوحيد من الجيل الأسبق الذي تم ترشيحه. الدانيالز جدد تماماً كذلك حال روبين أوستلند («مثلث الحزن»). تود فيلد (تار) ورد اسمه في 3 ترشيحات سابقة لكن من دون فوز: اثنان منها عن فيلم In the Room (كمخرج وككاتب سيناريو، 2002) وككاتب سيناريو مقتبس عن Little Children سنة 2007.
الأوسكار الوحيد الذي كان الآيرلندي مارتن مكدونا ربحه سابقاً كان عن فيلم قصير أخرجه سنة 2006 بعنوان Six Shooter. لكنه حظي بثلاثة ترشيحات من دون جوائز عن فيلميه In Burges sk‪] 2004 وThree Billboard Outside Ebbing‪، Missouri
سبيلبرغ هو شيخ المرشّحين للأوسكار، رغم أن فوزه لم يزد عن مرتين فقط (زائد تكريماً خاصاً سنة 1987). المرّة الأولى عن «قائمة شندلر» (1994) والثانية عن «إنقاذ المجند رايان» (1998). أما الترشيحات التي لم تؤدِ إلى فوزه فبلغت 12 مرّة سابقة بدأت سنة 1978 عن فيلمه «لقاءات قريبة من النوع الثالث» وكان آخرها في العام الماضي عن West Side Story. مع قوّة اندفاع «كل شيء كل مكان في آنٍ معاً» قد تكون هذه خسارته الجديدة.
المخرجون المخضرمون الذين تم ترشيح أفلامهم هذا العام وغابوا عن ترشيحات أوسكار أفضل إخراج اثنان، هما جيمس كاميرون الذي كان له حظ أفضل مع «أفاتار» الأول (جوائز 2010) الذي حصد ثلاث أوسكارات... وباز لورمان الذي رُشح سابقاً مرّة واحدة عن فيلمه «مولان روج» (2002) لكنه لم يفز به. يومها خطف الأوسكار منه ومن تود فيلد فيلم «عقل جميل» لرون هوارد.

- ممثلون وممثلات
مسابقة التمثيل الرجالي للأدوار الأولى تحتوي على خمسة كلهم جدد على الأوسكار، إذ إن لا أحد منهم سبق وأن وجد نفسه مُرشحاً عن أي دور قام بتمثيله من قبل وهم: أوستن بتلر الذي لعب شخصية المغني الراحل ألفيس برسلي. هو الأجدد بين كل المواهب المتنافسة (وحظوظه في الفوز تتساوى مع حظوظ برندن فرايزر عن دوره في «الحوت»).
برندن فرايزر أكثر شهرة، بسبب أفلام من نوع «المومياء» و«هروب من كوكب الأرض» و«ج آي جو: صعود الكوبرا»... إلخ، لكنه جديد تماماً على الأوسكار، إذ يسبق له أن تم ترشيحه من قبل. الحال ذاته مع الممثل الآيرلندي كولِن فارل... كثيرة هي أفلامه لكنه لم يطأ الأوسكار من قبل. والحال نفسه مع بل نايي المرشّح عن Living وبول مسكال عن دوره في Afterusun.
بالنسبة لموضوع الأجيال، براندون وفارل من جيل واحد (التسعينات وما فوق) أما الباقون فمن نتاج السنوات الخمس عشرة الأخيرة.
الوضع يختلف بالنسبة للممثلات: اثنان من المرشّحات خبرن المنافسة من قبل وهما كيت بلانشَت وميشيل ويليامز الأولى عن دورها في Tar والثانية عن دورها في «ذا فابلمانز».
سبق لكيت أن رُشحت ست مرّات للأوسكار وفازت مرّتين. أولها سنة 1999 عن دورها في «إليزابيث» في عام 2005 فازت بأوسكار أفضل ممثلة مساندة وذلك عن دورها في فيلم The Aviator لمارتن سكورسيزي، وذلك سنة 2007 وهو العام الذي ترشّحت فيه عن دور مساند آخر في فيلم «ملاحظات حول فضيحة» (Notes on a Scandal) لريتشارد آير.
الترشيح التالي ورد سنة 2008 عن «أنا لست هنا» في نطاق أفضل ممثلة مساندة أيضاً، هذه المرة كان لديها ترشيح آخر كأفضل ممثلة عن فيلم «إليزابيث: العصر الذهبي». خسرت بلانشَت الفرصتين إذ خطفت تيلدا سوينتون جائزة أفضل ممثلة مساندة عن دورها في «مايكل كلايتون» وفازت الفرنسية ماريون كوتيار بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في «حياة وردة» (La Vie en Rose)
في عام 2014 عوّضت خسارتها بفوزها عن فيلم وودي ألن «بلو جاسمين» ثم كان لها الترشح السادس سنة 2016 عن فيلم «كارول».
أما ميشيل ويليامز، التي تنتمي إلى الفترة ذاتها من نشاطها السينمائي، فرشّحت أربع مرات سابقة أولها في عام 2006 عن دورها المساند في Brokeback Mountain وآخرها سنة 2017 عند «مانشستر على البحر».
الباقيات: آنا دي أرماس عن «بلوند» وأندريا رايزبوروف عن «إلى لسلي» وميشيل يووه عن «كل شيء كل مكان»... فلم يجر ترشيحهن من قبل وبالتالي ليست لهن سوابق فوز.

- من بلاد برّه
على صعيد آخر، مسابقة هذا العام مزدحمة بالممثلين غير الأميركيين أو من عناصر أصلية غير أميركية.
بدءً بالمخرجين، دانيال كوان، عن «كل شيء كل مكان...» هو صيني الأصل، مارتن ماكدونا «جنيات إنيشِرين» آيرلندي ورون أوستلند («مثلث الحزن») سويدي.
هذا يمنح كوان فرصة لا على مستوى سباق الإخراج بل كأفضل فيلم كون الأكاديمية الموزعة لهذه الجوائز تتطلع صوب التنويع العنصري. أحياناً تُصيب وأحياناً تخيب.
على صعيد الممثلين هناك آيرلنديان هما كولِن فارل وبول مسكال وبريطاني (بل نايي). الباقيان أميركيان بالولادة وهما أوستن بتلر وبراندن فرايزر.
في الجهة المقابلة وحدها ميشيل ويليامز أميركية المولد. الباقيات جئن من أربعة أطراف: ميشيل يواه ماليزية. كيت بلانشت أسترالية، أندريا رايزبوروف إنجليزية وآنا د أرماس كوبية.
في عداد الممثلين المساندين هذا العام هناك كي هاي كوان، الصيني الأصل عن دوره في «كل شيء كل مكان...». لكن غالبية الممثلات المرشّحات لأوسكار أفضل ممثلة مساندة هن غير أميركيات، فكيري كوندون («جنيات إنيشِرين») آيرلندية وكل من ستيفاني سو وهونغ (كل شيء كل مكان.....) صينية الأصل، كذلك هونغ تشاو عن دورها في «الحوت».
لا نأخذ بعين الاعتبار هنا حال الأفلام المتنافسة لأوسكار أفضل فيلم عالمي، كون الجهة المنتجة عليها أن تكون أجنبية (كذلك اللغة السائدة) وهذه الأفلام هي:
«كله هادئ على الجبهة الغربية» (ألمانيا) و«عن كثب» Close (بلجيكا) وEO (بولندا) و«أرجنتينا 1985» (الأرجنتين) و«الفتاة الهادئة» (آيرلندا).
فيلم واحد فقط من إخراج امرأة هو «نساء يتحدّثن» لسارا بولي.


مقالات ذات صلة

فيلم إسرائيلي مرشح للأوسكار يثير تعاطفاً مع الفلسطينيين ويزعج الحكومة

ثقافة وفنون خلال عرض فيلم «البحر» في تل أبيب (رويترز)

فيلم إسرائيلي مرشح للأوسكار يثير تعاطفاً مع الفلسطينيين ويزعج الحكومة

يأمل مخرج فيلم إسرائيلي مرشح لجوائز الأوسكار لعام 2026 ويجسد رحلة فتى فلسطيني يسعى لرؤية البحر أن يسهم العمل السينمائي في إيقاظ التعاطف داخل إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
سينما «الأمل والألم» (أبوت فيلمز)

الأفلام العربية في ميزان سباق الأوسكار

في اليوم الأول من الشهر الحالي توقّفت «أكاديمية العلوم والفنون السينمائية» عن استقبال وقبول الأفلام الأجنبية المشاركة في سباق أوسكار «أفضل فيلم عالمي».

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق نيللي كريم في مشهد من الفيلم - مهرجان الجونة

«عيد ميلاد سعيد»... نقد اجتماعي للتمييز الطبقي في مصر

الفيلم الذي يمثّل أولى التجارب الإخراجية لسارة جوهر عُرض للمرة الأولى في مهرجان «تريبيكا السينمائي» بالولايات المتحدة الأميركية، وحصد 3 جوائز.

أحمد عدلي (القاهرة )
المشرق العربي جندي إسرائيلي يقف في مدخل قرية أم الخير قرب الخليل بالضفة الغربية المحتلة (رويترز)

السلطات الإسرائيلية تُفرج عن مستوطن متهم بقتل ناشط فلسطيني

قضت محكمة إسرائيلية، اليوم الجمعة، بالإفراج عن مستوطن إسرائيلي متهم بقتل ناشط فلسطيني بارز، خلال مواجهة جرى توثيقها بالفيديو في الضفة الغربية المحتلة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
يوميات الشرق حمدان بلال مع راشل شور من فريق إخراج «لا أرض أخرى» في حفل الأوسكار يوم 2 مارس (رويترز) play-circle

«أوسكار الذكاء الاصطناعي»: الأكاديمية تفتح الباب أمام أفلام التقنية للفوز بأرفع الجوائز السينمائية

الأفلام التي يتم إنتاجها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ستكون مؤهلة رسمياً للتنافس على جوائز الأوسكار، دون أن يُعدّ استخدام التقنية عاملاً مؤثراً سلبياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إيمري: مواجهة آرسنال هي «الاختبار الحقيقي»

الإسباني أوناي إيمري مدرب أستون فيلا (د.ب.أ)
الإسباني أوناي إيمري مدرب أستون فيلا (د.ب.أ)
TT

إيمري: مواجهة آرسنال هي «الاختبار الحقيقي»

الإسباني أوناي إيمري مدرب أستون فيلا (د.ب.أ)
الإسباني أوناي إيمري مدرب أستون فيلا (د.ب.أ)

رأى الإسباني أوناي إيمري، مدرب أستون فيلا، أن مواجهة آرسنال متصدر الدوري الإنجليزي لكرة القدم السبت، ستكون «الاختبار الحقيقي» لطموحات فريقه بعد أن قفز إلى المركز الثالث قبل انطلاق المرحلة 15.

كان فيلا اكتفى بثلاث نقاط فقط وسجل هدفاً واحداً في أول خمس مباريات له في الدوري هذا الموسم، لكنه فاز في 8 من آخر 9 مباريات ليقترب بفارق 6 نقاط عن آرسنال.

ويبدو آرسنال متفوقاً على منافسيه، ويعتقد إيمري أن فريقه السابق هو المرشح الأبرز لإنهاء انتظاره الذي دام عقدين للتتويج بلقب الدوري.

قال، الجمعة: «لدينا فرصة كبيرة جداً غداً للعب ضد آرسنال، أفضل فريق حتى الآن، وبالطبع أعتقد أنه المرشح الأوفر حظاً للفوز بهذا اللقب في الدوري الإنجليزي لأنه يقدم أداء رائعاً وينافس بشكل مذهل».

وأضاف: «بعد تقدمنا، غداً سيكون اختباراً كبيراً جداً. اختبار كبير جماعياً، واختبار كبير فردياً، ولي كمدرب أيضاً، وأنا سعيد جداً بهذه الفرصة».

وعلى الرغم من أن المنافسة على لقب الدوري الأول لفيلا منذ عام 1981 تبدو غير مرجحة، فإن الفريق في قلب الصراع من أجل العودة إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، كما يتصدر جدول الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» مناصفة.

وسيمنح الفوز في ملعب فيلا بارك في مباراة السبت، فريق إيمري المركز الثاني لبضع ساعات على الأقل، قبل أن يستضيف مانشستر سيتي، سندرلاند لاحقاً في اليوم عينه.

وقال إيمري عن إمكانية المنافسة على اللقب: «بالطبع، إذا فزنا يمكن أن نكون أكثر إيجابية في المباريات المقبلة».

وتابع: «لكن سباقنا هو كل مباراة على حدة، ومن الجيد أحياناً أن نتذكر تجاربنا السابقة. قبل شهرين كنا في القاع، والآن نحن في القمة»، مضيفاً: «ربما، بعد شهرين، يمكن أن نعود إلى الأسفل مرة أخرى. هذه هي كرة القدم، وهذا هو الدوري الإنجليزي، الأصعب على الإطلاق».


هولندا: الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الحل الأكثر واقعية لنزاع الصحراء

وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مع نظيره الهولندي خلال لقائهما الجمعة في لاهاي (ماب)
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مع نظيره الهولندي خلال لقائهما الجمعة في لاهاي (ماب)
TT

هولندا: الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الحل الأكثر واقعية لنزاع الصحراء

وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مع نظيره الهولندي خلال لقائهما الجمعة في لاهاي (ماب)
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مع نظيره الهولندي خلال لقائهما الجمعة في لاهاي (ماب)

في إطار الدينامية الدولية التي أطلقها العاهل المغربي، الملك محمد السادس، دعماً لسيادة المغرب على صحرائه ولمخطط الحكم الذاتي، أكدت هولندا أن «حكماً ذاتياً حقيقياً تحت السيادة المغربية هو الحل الأكثر واقعية لوضع حد نهائي لهذا النزاع الإقليمي».

جرى التعبير عن هذا الموقف في الإعلان المشترك الذي تم اعتماده، اليوم الجمعة في لاهاي، من جانب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية وزير اللجوء والهجرة بالأراضي المنخفضة، ديفيد فان ويل، عقب لقاء بين الجانبين.

سجل الإعلان المشترك أيضاً أن هولندا «ترحب بمصادقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على القرار رقم 2797، وتعرب عن دعمها الكامل لجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي»، الرامية إلى تسهيل وإجراء مفاوضات قائمة على مبادرة الحكم الذاتي المغربية، وذلك بهدف التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف، كما أوصت بذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأعرب الوزيران عن ارتياحهما للعلاقات الممتازة والعريقة، التي تجمع بين المغرب وهولندا، وجددا التأكيد على الإرادة المشتركة لمواصلة تعزيز التعاون الثنائي، المبني على صداقة عميقة وتفاهم متبادل، ودعم متبادل للمصالح الاستراتيجية للبلدين.

كما رحّبا بالدينامية الإيجابية التي تطبع العلاقات الثنائية في جميع المجالات، واتفقا على العمل من أجل الارتقاء بها إلى مستوى شراكة استراتيجية.

وخلال اللقاء أشادت هولندا بالإصلاحات الطموحة التي جرى تنفيذها تحت قيادة الملك محمد السادس، وبالجهود المبذولة في مجال التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خصوصاً عبر النموذج التنموي الجديد، وإصلاح مدوّنة الأسرة، ومواصلة تفعيل الجهوية المتقدمة.

كما أشادت هولندا بالجهود المتواصلة التي يبذلها المغرب من أجل الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل.

وإدراكاً لأهمية التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، أكدت هولندا عزمها على تعزيز الحوار والتعاون مع المغرب في هذا المجال، موضحة أنه سيتم بحث المزيد من الفرص لتعزيز هذه الشراكة خلال الحوار الأمني الثنائي المقبل.

كما أشادت هولندا بالمبادرات الأطلسية، التي أطلقها الملك محمد السادس لفائدة القارة الأفريقية، ولا سيما مبادرة مسار الدول الأفريقية الأطلسية، والمبادرة الملكية الرامية إلى تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، ومشروع خط أنابيب الغاز الأطلسي نيجيريا - المغرب.


منال ملّاط لـ«الشرق الأوسط»: التجارب لا تكسرنا... بل تزيدنا قوة

ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)
ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)
TT

منال ملّاط لـ«الشرق الأوسط»: التجارب لا تكسرنا... بل تزيدنا قوة

ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)
ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)

تكمل الفنانة منال ملّاط نجاحاتها في المجال الفني. أصدرت أخيراً «ميني ألبوم» غنائياً بعنوان: «حياتي الثالثة»، ويتضمن 5 أغنيات، ترسم من خلاله خريطة امرأة في طريقها إلى الحرّية. فمَنال فنانة تجيد التمثيل والغناء. وتمتلك خلفية موسيقية غربية وعربية أهّلتها لتكون في الصفوف الأمامية، بما تملكه من ثقافة فنية واسعة.

وفي «حياتي الثالثة» تعبر ملّاط نحو أول عمل غنائي لها من هذا النوع. سبق أن أصدرت أغنيات عربية فردية. ولكنها اشتهرت أكثر بأدائها الأغاني الأجنبية. وقد حصدت أخيراً جائزة «الأداء المتميز» في حفل «موركس دور»، وذلك عن عملها الاستعراضي الغنائي «نشيدي إلى بياف». وتقدم فيه لفتة تكريمية للمغنية الفرنسية الرائدة إديث بياف.

تخاطب منال في عملها الجديد النساء عامة، وتنقل مشاعرهن كما تذكر لـ«الشرق الأوسط»، وذلك تحت عناوين: «ما تلمحني» و«انت الأصلي» و«بديل» و«حياتي الثالثة». وتكرر غناء «ما تلمحني» في نفس الألبوم ضمن رؤية مغايرة عن الأولى تميل إلى الحلم بشكل أكبر.

ميني ألبوم {حياتي الثالثة} هو الأول في مشوارها الفني (منال ملاط)

وتعاونت ملّاط مع أنطوني أدونيس الذي كتب ولحّن الأغنيات. في حين تولّى الإنتاج الموسيقي داني بومارون وألكس ميساكيان. واختار المخرج كريستيان أبو عني تقديم الألبوم في «كليب» مصور يؤلف ثلاثية ذات حكاية واحدة. فجاءت في قالب بصري مبتكر يشبه مسلسلاً قصيراً من ثلاث حلقات.

وتقول ملّاط في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الألبوم يعني لها الكثير، مضيفة: «إنه أول ألبوم أصدره في مشواري الفني. وأعدّه جزءاً من فكري وعقلي. وهو يجمع كل القصص التي عشتها في حياتي ضمن حكاية واحدة».

بدأت ملّاط في التحضير لأغاني الألبوم منذ عام 2021. يومها كانت تجلس مع الكاتب والملحن أنطوني أدونيس يتبادلان الأحاديث: «أذكر جيداً تلك اللحظات، عندما كان يتلقف أنطوني قصصي بانتباه شديد. وكنت أرويها له بعفوية وصدق. فحوّلها إلى أغنيات، وقولبها كريستيان أبو عني بكاميرته لتكون بمثابة فيلم قصير».

في أغنية «ما تلمحني» تروي منال قصة امرأة على عتبة الحب. وتختبئ من نظرات الحبيب إلى أن تصبح جاهزة لمواجهتها. وتجتاز بذلك مرحلة من الخوف والتردد.

في حين تتطرّق في «انت الأصلي» إلى الصدق في المشاعر. فتعبّر عن فرحة امرأة بالعثور على شخص يقدّرها. أما في أغنية «بديل» فتحكي عن الانكسار والخيانة، وكيف يمكن لامرأة أن تعيش معاناة الحب في حالة من الإنكار والألم في آن.

وتأتي أغنية «حياتي الثالثة» لتختصر مراحل حياة سابقة. فتستعيد فيها المرأة شريط ذكريات فيه من الأخطاء والدروس والشجاعة ما يكوّن نجاحها اليوم.

وترى منال أن هذه التجارب التي مرت بها على مرّ السنين، أسهمت في نضجها كامرأة وكفنانة. وتتابع في سياق حديثها: «لطالما حلمت بإصدار عمل من هذا النوع وبهذه الصورة والرؤية الفنية التي تغلّفه. وأعتبر أنه يجمع كل مراحل حياتي بأسلوب شاعري ودافئ».

تؤكد بأنها قلبت صفحة من حياتها لتبدأ بأخرى (منال ملاط)

وعما إذا هي تشعر بتأخرها في القيام بهذه الخطوة، تردّ: «سمعت كثيراً هذه العبارة. ففي الماضي القريب كان كثيرون يطالبونني بإصدار ألبوم غنائي. ولكن لا تهمني هذه التعليقات. وأولي كل الاهتمام لحسّ داخلي أتمتع به. ويدلّني بصورة غير مباشرة على ما يجب أن أقوم به، من دون تردد. وأستطيع القول إن هذه الفترة اختبرت فيها إحساسي هذا. ولذلك وُلد الألبوم في الوقت المناسب. وربما لو سبق أن قمت بهذه الخطوة من قبل، لما كان حمل كل هذا النضج الفني».

لا يمثّل «حياتي الثالثة» بالنسبة لمنال ملّاط مجرد عمل فني تحبّه. تذهب إلى أبعد من ذلك لتصفه بعلاج أسهم في شفائها. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «لقد نقلت من خلال أغاني هذا الألبوم تجارب مررت بها. وشددت على أن يحاكي المرأة عامة، ويخرج منها قوتها الضائعة، والباحثة عنها بشكل دائم. وأوصلت رسالة بصريح العبارة واضحة كما الشمس، مفادها أن التجارب لا تكسر، بل تزيدنا قوة. وهو ما حصل معي بالفعل، وأعدّه العلاج الشافي».

وعن سبب تسمية ألبومها «حياتي الثالثة»، تجيب: «لأنه يمثّل لي المستقبل والتفاؤل الذي يحمله الغد. وأنا فخورة بحياتي الأولى التي شهدت ولادتي كفنانة وإنسانة. وبحياتي الثانية التي تجاوزت فيها آثار مرض خطير. وجميع هذه الحيوات تمثّلني، وتعنون مراحل مهمة في حياتي اليوم».

يكلل هذا العمل خطوة أساسية أقدمت عليها منال ملّاط من خلال ارتباطها بشريك العمر داني بومارون. وتعلّق: «هذا ما قصدته عندما قلت إني أعيش اليوم حياتي الثالثة. فكل ما أخوضه اليوم عنوانه التجدد. وهناك تغييرات وإنجازات عديدة استطعت تحقيقها في هذه الفترة. وأنا سعيدة؛ كوني وصلت إلى هذه النتيجة بعد مشوار صعب». وكانت منال ملّاط قد أصيبت في فترة سابقة بمرض عضال. وأعلنت شفاءها منه عبر حساباتها الإلكترونية.

ألبومي الغنائي يجمع كل القصص التي عشتها في حياتي ضمن حكاية واحدة

منال ملّاط

تحقق ملّاط عبر الـ«ميني ألبوم» الغنائي «حياتي الثالثة» خطوة رئيسية في مشوارها الفني. فتدخل عالم الأغنية العربية من بابها العريض. وتعلّق: «لقد قلبت صفحة كبيرة من حياتي لأبدأ مرحلة جديدة. وأتمنى أن تصل موضوعات هذا العمل إلى قلوب الناس أجمعين. فتنصهر مع أعماقهم لتنبت بذور شفاءٍ وصلابة».

وعما إذا كانت تعتبر استعراضها الغنائي «نشيدي إلى بياف» حمل لها فأل خير، تقول: «بالفعل أعدّه كذلك، ولا سيما أني حصدت عنه جائزة الـ(موركس دور). وهذا الأمر يذكّرني بأني أسير على الطريق الصحيح».

وهل تتخلين بعد اليوم عن الغناء بالأجنبية؟ ترد: «لا أبداً، فأن أغني بالعربية هو أمر بديهي ويدلّ على هويتي الحقيقية. ولم أقدم على هذه الخطوة من باب الحاجة لإثبات ذلك، ولكن انطلاقاً من لحظة إحساس غمرتني وأشارت لي بذلك. شعرت بأنه آن الأوان لتقديم مجموعة أغنيات تشبهني وتمثّلني بالعربية».

وعن أعمالها المستقبلية تختم لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نشاطات عدة أحضّر لها بمناسبة الأعياد. كما بدأت في التجهيز لأعمال غنائية قد ترى النور في العام المقبل. وإلى أن يحين ذلك الوقت أستمتع اليوم بإصداري الجديد (حياتي الثالثة). وأتمنى أن يلاقي التجاوب من قبل المستمعين».