احتفاء مصري بمسيرة أحمد نوار التشكيلية

قصر عائشة فهمي يبرز أهم أعماله خلال نصف قرن

الفنان المصري أحمد نوار (قصر عائشة فهمي)
الفنان المصري أحمد نوار (قصر عائشة فهمي)
TT

احتفاء مصري بمسيرة أحمد نوار التشكيلية

الفنان المصري أحمد نوار (قصر عائشة فهمي)
الفنان المصري أحمد نوار (قصر عائشة فهمي)

يتيح «قصر عائشة فهمي الأثري» بالقاهرة هذه الأيام رحلة بصرية لزواره تجوب العوالم التشكيلية للفنان المصري أحمد نوار، الذي يتم عرض نحو مائتي عمل من أعماله تُبرز مسيرته في دروب الفن التشكيلي منذ ستينات القرن الماضي إلى الآن، ويستمر المعرض حتى 20 أبريل (نيسان) المقبل.
«أحمد نوار اسم كبير في الحركة التشكيلية المصرية والعربية، وإلقاء الضوء على مشروعه الذي تخطى خمسة عقود تجربة عرض مهمة، وخصوصاً تسليط الضوء على فنون الرسم التي لها مذاق خاص في إنتاجه»، كما يقول إيهاب اللبان، مدير مجمع الفنون (قصر عائشة فهمي) ومُعد المعرض.
ويضيف اللبان لـ«الشرق الأوسط»: «يقترب المعرض من السمات المختلفة للمحطات الفنية في تاريخ نوار ونقلاتها، حتى يستطيع الزائر تكوين جملة معبرة من خلال زيارة المعرض».

وتبرز في المعرض أعمال متفرقة في مسيرة الدكتور أحمد نوار، بداية من المرحلة المبكرة التي سبقت دراسته الأكاديمية في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وأبرزها مجموعة لوحات تحمل اسم «قريتي» التي ظهر فيها تأثره المبكر بالبيئة المحيطة ومفرداتها الفطرية، وتعود لعام 1960.
«يظهر في لوحات المعرض انشغال نوار الوطني بشكل بارز، فله مجموعة شهيرة باسم (إرادة وطن)، علاوة على أعماله التي تعكس انفعاله بالقضية الفلسطينية، وصولاً لانفعاله الفني بفترة (كورونا) وتجربة العزل التي ظهرت في أعماله الأخيرة».
ومن أبرز أعمال المعرض لوحة «يوم الحساب» التي تعد واحدة من أبرز لوحات الفنان أحمد نوار عبر تاريخه، وهي لوحة استخدم فيها الأقلام الرصاص واستلهمها من القصص الدينية، وروائع الأدب العربي والأدب العالمي، وهي اللوحة التي كانت تمثل مشروع التخرج الخاص بنوار، التي رسمها في فترة الستينات على مساحة واسعة تبلغ ثلاثين متراً، إلا أنه حسب إيهاب اللبان «قام نوار بإعادة إنتاج اللوحة من جديد على مساحة أصغر ليتم عرضها من جديد خلال هذا المعرض، وخصوصاً أن اللوحة الأصلية تعرضت للتلف، وفقدان بعض أجزائها».

ويضيف: «لوحة (يوم الحساب) مشروع بارز في تاريخ الفنان، وإعادة إنتاجه لها هو في حد ذاته استعادة لذاكرته الشخصية، ولطاقة اللحظة التي رسمها بها، ومرّ عليها سنوات طويلة، حيث إنها كانت مشروع التخرج للفنان أحمد نوار في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1967».
ويقول الفنان التشكيلي المصري أحمد نوار لـ«الشرق الأوسط» إن «إعادة تقديم لوحة (يوم الحساب) كانت باقتراح من الفنان إيهاب اللبان، بحيث تتم إعادة رسمها بأداء الرسم السريع بعيداً عن التجويد وكم التفاصيل، وتحقق الاقتراح بعد فترة طويلة من التردد لصعوبة استدعاء اللحظات التي رُسمت فيها اللوحة الأصلية التي تعود لسنوات مشروع التخرج».
ويتيح المعرض تأمل التراوح الواسع في استخدام نوار تقنيات الرسم والألوان، وكذلك الأبيض والأسود الذي يمثل خصوصية في مشروعه واستخدام الأقلام الرصاص والأحبار.

يعتبر اللبان أن المعرض فرصة لمحبي الفنون والمتخصصين وكذلك دارسي الفنون، حيث إن الدكتور أحمد نوار من الفنانين الذين انفتحت تجربتهم على التصوير والغرافيك والتجهيز في الفراغ والنحت والألوان المختلفة للفنون التشكيلية، وعلاقته بفن الرسم بشكل خاص فريدة سواء عبر الممارسة الفنية والاحترافية أو الأكاديمية، حيث يقوم بتدريسه في كلية الفنون الجميلة، على حد تعبيره.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
TT

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الجاري في مركز «سوبر دوم جدة»، بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة، موزعة على نحو 450 جناحاً، مع جهات حكومية وهيئات ومؤسسات ثقافية سعودية وعربية.

ويشتمل المعرض على برنامج ثقافي ثري، يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة، تتخللها محاضرات وندوات وورش عمل، يقيمها نحو 170 متخصصاً، إضافة إلى منطقة تفاعلية مخصصة للأطفال، تقدم برامج ثقافية موجهة للنشء بمجالات الكتابة والتأليف والمسرح، وصناعة الرسوم المتحركة، وأنشطة تفاعلية مختلفة.

برنامج ثقافي ثري يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة (هيئة الأدب)

ويتضمن المعرض ركناً للمؤلف السعودي، معرِّفاً الحضور على آخر إصداراته، ومهيأ للزوار منطقة خاصة بالكتب المخفضة، التي تأتي ضمن جهوده في الحث على القراءة، وإتاحتها للجميع عبر اختيارات متعددة، معززة بمناطق حرة للقراءة.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد اللطيف الواصل، مدير إدارة النشر بالهيئة، أن المعرض يعكس اهتمامهم بدعم وتطوير ونشر الثقافة والأدب في السعودية، مؤكداً دوره الريادي، حيث يسلط الضوء على جهود الأدب والأدباء المحليين والعرب والعالميين، عبر فعاليات وأنشطة مجتمعية بمعايير عالمية، وإيجاد فرص تفاعلية لزواره في قوالب فنية وأدبية متنوعة، وصولاً إلى تعزيز مكانة جدة بوصفها مركزاً ثقافيّاً تاريخيّاً.

المعرض يعكس الاهتمام بدعم وتطوير ونشر الثقافة في السعودية (هيئة الأدب)

ويحتفي المعرض بـ«عام الإبل 2024»، لما تُمثِّله من قيمة ثقافية في حياة أبناء الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ، حيث خصص جناحاً للتعريف بقيمتها، وإثراء معرفة الزائر عبر جداريات عدة بأسمائها، ومواطن ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقصائد شعرية تغنَّى بها العرب فيها على مر العصور.

ويستقبل «معرض جدة للكتاب» زواره يوميّاً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 مساءً، ما عدا الجمعة من الساعة 2 ظهراً إلى 12 مساءً.

المعرض يُعزز جهوده في حث الزوار على القراءة عبر اختيارات متعددة (هيئة الأدب)

ويُعد ثالث معارض الهيئة للكتاب خلال 2024، بعد معرض «الرياض» الذي اختتم فعالياته أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومعرض «المدينة المنورة» المنتهي في أغسطس (آب).