بوتين: هزيمة روسيا مستحيلة... والغرب خان التعهدات

علق العمل باتفاقية «ستارت»... وبلينكن «يأسف للغاية» لقراره «غير المسؤول»

النخب الروسية تستمع إلى بوتين ملقياً خطابه السنوي للأمة أمس (أ.ب)
النخب الروسية تستمع إلى بوتين ملقياً خطابه السنوي للأمة أمس (أ.ب)
TT

بوتين: هزيمة روسيا مستحيلة... والغرب خان التعهدات

النخب الروسية تستمع إلى بوتين ملقياً خطابه السنوي للأمة أمس (أ.ب)
النخب الروسية تستمع إلى بوتين ملقياً خطابه السنوي للأمة أمس (أ.ب)

أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إشارة جديدة على توسيع حجم المواجهة مع الغرب خلال المرحلة المقبلة، بعدما علق العمل باتفاقية «ستارت» للأسلحة الهجومية الاستراتيجية، ما يعني دخول العالم في مرحلة جديدة من سباق التسلح.
وشدد بوتين، في خطابه أمام الهيئة التشريعية الروسية الثلاثاء، على أن «هزيمة روسيا مستحيلة»، ملمحاً إلى أنه سيتم التعامل بالشكل المناسب حيال تحويل الصراع في أوكرانيا إلى مواجهة عالمية.
وخصص بوتين الجزء الأكبر من خطابه للحديث عن المواجهة المتسعة مع الغرب حالياً، وتداعيات الحرب في أوكرانيا على تأجيج الصراع العالمي. وقال إن الغرب أجج الحرب الأوكرانية بهدف «إنهاء روسيا».
وتساءل: «ماذا يعني هذا بالنسبة لنا؟ إنه يعني إنهاءنا وبشكل نهائي وللأبد. إنهم يعتزمون نقل الصراع المحلي إلى مرحلة مواجهة عالمية. هذا الذي نفهمه من كل هذا، وسنرد وفقاً لذلك، لأنه في هذه الحالة نحن نتحدث بالفعل عن وجود بلدنا. لكنهم أيضاً يدركون، ولا يمكنهم أن يتجاهلوا، أنه من المستحيل هزيمة روسيا في ساحة المعركة».
وقال إن روسيا تفهم وتعي أهداف الغرب، وسيتم الرد عليهم وفقاً لذلك.
وأضاف الرئيس الروسي: «النخب الغربية لا تخفي أهدافها في إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا... يريد الغرب جعل المواجهة عالمية». وزاد بقوله: «إن مسؤولية التحريض على المواجهة وتزايد أعداد الضحايا يقعان على عاتق الغرب ونظام كييف».
كما وصف الرئيس بوتين أوكرانيا بأنها «مستعبدة» من قبل الغرب، وزاد: «كانت الدول الغربية تعد كييف لحرب كبيرة... دربوا ضباطاً من الكتائب (النازية) الأوكرانية وقاموا أيضاً بتزويدهم بالأسلحة».
ورأى أن «الغرب يستخدم أوكرانيا ساحةً للحرب. كلما زاد مدى الأسلحة التي يزود بها الغرب أوكرانيا، سنقوم بدفع العدو بعيداً عن أراضينا». وأضاف الرئيس الروسي: «نحن لا نحارب الشعب الأوكراني، هذا الشعب أصبح أسيراً للغرب على المستويات الاقتصادي والسياسي والعسكري».
وقال بوتين خلال خطابه: «أنا مضطر لأن أعلن اليوم أن روسيا ستعلق مشاركتها في معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية. أكرر، ليس الانسحاب من المعاهدة. لا، بل بالتحديد تعليق المشاركة. ولكن قبل العودة إلى المناقشة والبحث بشأن تمديد (ستارت)، يجب أن نفهم، ما الذي تريده تلك الدول مثل فرنسا وبريطانيا؟ وكيف سنأخذ في الاعتبار ترساناتها الاستراتيجية، أي القدرة الضاربة المشتركة لتحالف شمال الأطلسي».

بوتين مخطاباً الأمة (أ.ب)

وأضاف: «الولايات المتحدة، من خلال الناتو، توجه إنذاراً وتنبيهاً لموسكو بشأن معاهدة ستارت الجديدة... واشنطن تطالب بتحقيق النقاط جميعاً، بينما تخطط واشنطن للتصرف كما تشاء».
في المقابل، لفت الرئيس الروسي إلى أن واشنطن «تفكر في إجراء اختبار للأسلحة النووية»، وقال: «إن هذا الأمر بات معلوماً، وبناء عليه يجب أن تكون وزارة الدفاع و (روساتوم) على استعداد لاختبار الأسلحة النووية في حال قامت الولايات المتحدة بذلك أولاً».
وأضاف: «في بداية فبراير (شباط) طالب الناتو بالعودة إلى معاهدة (ستارت) بما في ذلك إتاحة الفرصة للإشراف على قوات الردع النووية الروسية... إنه مسرح العبث بعينه»، مضيفاً: «طلبنا حول الإشراف المقابل لم يتم الرد عليه، أو تم تجاهله».
ولفت الرئيس بوتين إلى أن «الناتو» يريد أولاً إلحاق «هزيمة استراتيجية» بروسيا، و«بعد ذلك يريد أن يشرف على منشآتنا النووية (...) لا يمكن لروسيا أن تتجاهل ذلك». وأوضح بوتين أن الغرب «يقول لنا إنه لا علاقة بين مشكلات الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، والصراع في أوكرانيا والأعمال العدائية الأخرى ضد بلدنا، إلا أنه وفي الوقت نفسه لا يخفى على أحد أنهم يريدون إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا... هذا ذروة النفاق، أو السخرية... إنهم يريدون إلحاق هزيمة استراتيجية بنا والولوج لمنشآتنا النووية».
ووجه بوتين خلال خطابه رسائل داخلية إلى الروس، وقال: «أخاطبكم اليوم في ظل تغييرات جذرية وأحداث تاريخية تحدد مستقبل وطننا وشعبنا». وأكد أن بلاده «كانت منفتحة للحوار، وسعت للحصول على ضمانات أمنية للجميع بمساواة وعدل»، محملاً الغرب مسؤولية تأجيج الوضع وإطلاق الحرب في أوكرانيا.
وقال بوتين للروس: «الغرب هو من بدأ الحرب، ونحن حاولنا ونحارب حالياً في محاولة لإيقافها». وزاد: «كنا نعرف أن الخطوة التالية بعد دونباس هي الهجوم على القرم. نحن ندافع عن وطننا، الغرب أضاع نحو 150 مليار دولار لتسليح أوكرانيا. لقد منح الغرب خلال عام 2020 للدول الفقيرة 60 مليار دولار. قارنوا الأرقام».
وفي البعد الاجتماعي اتهم الغرب بمحاولة فرض أجندته الثقافية على الكنيسة وفرض المثلية عليها. وقال إن الكنيسة الإنجليزية تبحث حالياً عن صيغة «محايدة» للفظ الجلالة. ورأى أن «كل تلك المشكلات الثقافية هي مشكلة الغرب، أما نحن فنسعى للحفاظ على أطفالنا». وفاخر بوتين بأن «معظم شعبنا، متعدد الأعراق والأطياف، يدعم عمليتنا العسكرية الخاصة».
ووصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليق العمل بمعاهدة «ستارت الجديدة» الخاصة بتدابير زيادة خفض الأسلحة الهجومية (النووية) الاستراتيجية والحد منها مع الولايات المتحدة، بأنه «مؤسف للغاية وغير مسؤول». بينما حض كلاً من اليونان وتركيا على تخفيف التوتر بينهما بغية تعزيز الوحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) عشية الذكرى السنوية الأولى لغزو روسيا لأوكرانيا.
وكان كبير الدبلوماسيين الأميركيين يتحدث في ختام زيارته لأثينا، مضيفاً أن الولايات المتحدة «ستراقب عن كثب» ما ستفعله روسيا عملياً. وأكد أن إدارة الرئيس جو بايدن ستعمل على التأكد من أن «تموضعنا مناسب لأمن بلدنا وأمن حلفائنا». وذكر أن إدارة بايدن مددت المعاهدة؛ لأن ذلك من «المصالح الأمنية لبلدنا، وفي الواقع من المصالح الأمنية لروسيا»، مضيفاً أن «هذا يؤكد فقط ما هو هذا العمل غير المسؤول». ورغم ذلك، قال بلينكن: «نظل مستعدين للحديث عن قيود الأسلحة الاستراتيجية في أي وقت مع روسيا بصرف النظر عن أي شيء آخر يحدث في العالم أو في علاقتنا»، لأنه «من المهم أن نواصل العمل بمسؤولية في هذا المجال»، معتبراً ذلك أمراً «تتوقعه منا بقية العالم».
وكان بلينكن يزور اليونان، بعد توقفه في تركيا، حيث تفقد المناطق الأكثر تضرراً من الزلازل المدمرة الأخيرة.
وأفاد مسؤولون يونانيون وأتراك بأنهم مستعدون للابتعاد عن النزاعات الطويلة بينهما حول الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط عقب الزلازل التي قضى فيها أكثر من 45 ألف شخص في تركيا وسوريا.
وأمل بلينكن في أن تتيح الهدنة فرصة للعودة إلى الدبلوماسية. وقال: «من مصلحتنا بشدة، وأعتقد أن من مصلحة كل من اليونان وتركيا إيجاد سبل لحل الخلافات القائمة منذ فترة طويلة»، داعياً إلى «القيام بذلك من خلال الحوار، والدبلوماسية (…) وسلمياً وعبر عدم اتخاذ أي إجراءات أحادية أو استخدام أي خطاب مشحون من شأنه أن يجعل الأمور أكثر صعوبة». وإذ أشار إلى الانتخابات البرلمانية اليونانية في أبريل (نيسان) المقبل، والانتخابات العامة التركية في يونيو (حزيران) المقبل، أكد أن «هذا يخلق، في بعض الأحيان، حوافز للانخراط في خطاب يمكن أن يخلق مزيداً من المشكلات».
والتقى بلينكن في أثينا كلاً من رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، ووزيري الخارجية والدفاع؛ لمناقشة «تعميق التعاون العسكري الثنائي الذي توسع بشكل كبير في السنوات الأخيرة». قال ميتسوتاكيس لبلينكن: «نحن جميعاً مصابون بالحزن بسبب الكارثة الإنسانية التي ضربت جيراننا»، معتبراً أن «هذه الكارثة الرهيبة أثبتت أن هناك علاقة عميقة بين شعبينا»، رغم وجود «اختلافات سياسية كبيرة ومهمة».
ورافقت بلينكن إلى اليونان مساعدة وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي، سيليست والاندر، التي زارت القواعد العسكرية ومنشآت الموانئ في شمال اليونان، حيث سُمح للولايات المتحدة بالدخول في السنوات الأخيرة، ومنها قاعدة قرب لاريسا في وسط اليونان، استخدمتها الولايات المتحدة لطائرات مسيرة من طراز «إم كيو 9 ريبر» وميناء ألكساندروبوليس قرب الحدود مع تركيا، وأصبحت مركزاً لوجيستياً مهماً للمساعدة العسكرية الأميركية المتجهة إلى أوكرانيا.
وخلال رحلته، دعا بلينكن السويد وفنلندا للانضمام إلى حلف الناتو، وهو الأمر الذي أعاقته مخاوف أنقرة في شأن التهديدات الأمنية التي تصفها بأنها «إرهابية».
وكذلك انتقد بلينكن إيران بشدة لتزويدها روسيا بطائرات دون طيار هجومية، وفشلها في الانخراط في محادثات نووية برعاية دولية.
وسئل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستثني إسرائيل عن القيام بعمل عسكري يهدف إلى منع إيران من حيازة سلاح نووي، فأجاب بلينكن: «ستتخذ الدول قرارات سيادية من أجل أمنها، وهذا بالطبع لا يختلف عندما يتعلق الأمر بإسرائيل أو أي دولة أخرى. لا يمكننا اتخاذ تلك القرارات نيابة عنهم».


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.