القوة العالمية للأذان تصدح في بينالي الفنون الإسلامية

أعمال من الفن المعاصر توظّف فن الصوت وتباين حناجر المؤذنين

الفنان جو نعمة جمع  18 تسجيلاً للأذان من عدة مساجد حول العالم (الشرق الأوسط)
الفنان جو نعمة جمع 18 تسجيلاً للأذان من عدة مساجد حول العالم (الشرق الأوسط)
TT

القوة العالمية للأذان تصدح في بينالي الفنون الإسلامية

الفنان جو نعمة جمع  18 تسجيلاً للأذان من عدة مساجد حول العالم (الشرق الأوسط)
الفنان جو نعمة جمع 18 تسجيلاً للأذان من عدة مساجد حول العالم (الشرق الأوسط)

دخول الصوت إلى التراكيب الفنية ما زال محدوداً في الفن المعاصر، إلا أن بينالي الفنون الإسلامية المقام حالياً في جدة؛ تمكّن من خلق حالة فريدة من نوعها، ليكون الصوت هو البداية الافتتاحية التي يستهل بها العرض، فما إن يلج الزوار إلى صالة عرض رقم واحد، حتى تصل إلى مسامعهم أصوات تسبق ما تراه أعينهم.
العنوان الأول للمشهد «أذان»، فمع طلوع كل فجر جديد يرتفع نداء الأذان في جميع أصقاع المعمورة، يدعو الناس لأداء الصلاة، فيتهادى إلى الأسماع ذلك النداء خمس مرات في اليوم والليلة، بلهجات مختلفة وأصوات متباينة. ومن هنا تنطلق الأصوات البشرية من حناجر المؤذنين، في صالة البينالي، لتعكس حالة من الخشوع السمعي والفني في آنٍ واحد، تأتي نقيّة وبعيدة عن ضجيج المدينة المعهود، لا تختلط بما يحاصرنا نحن أبناء المدن المحتجزين بين الإسمنت والأصوات الاصطناعية للمكيفات والسيارات وجلبة شاشات الهواتف المحمولة.
تصاحب التراكيب الفنية الصوتية أصوات الطبيعة المصاحبة، في رحلة سمعية تمزج الأذان مع صوت البحر، وهديل الحمام، وحفيف أوراق الشجر، والهمهمات البشرية؛ بدقة تستكشف حضور الصوت الفاعل في إرث الفنون الإسلامية، ومرونة تطويعه في أعمال الفن المعاصر، حيث تتداخل الأصوات بخفة ما بين عمل وآخر، بما يضفي روحانية عالية للأعمال المستلهمة من روح التراث الإسلامي.

نسمة كونية
الفنان جو نعمة، وهو من مواليد ميشيغان بالولايات المتحدة، عام 1978، هو فنان تبحث أعماله الصوتية في قضايا الذاكرة والهوية، ويأتي عمله «نسمة كونية» في صدارة الأعمال التي تستقبل زوار البينالي في صالة عرض رقم واحد، وعبْر هذا التركيب الفني الغامر جمع نعمة تسجيلات لأصوات الأذان من بلدان متعددة وأزمنة مختلفة، ليكون عمله الفني بمثابة احتفاء بالقوة العالمية للأذان.
وقد يبدو هذا المشهد الصوتي ثابتاً لكنه متنوّع في الوقت نفسه؛ إذ يشمل ما يعد أول تسجيل للأذان من المسجد الحرام في أواخر القرن التاسع عشر ميلادي، بالإضافة إلى أحد أقدم التسجيلات من محافظة ماغويدنانا بالفلبين، أما التسجيلات المعاصرة فتضم صوت أذان من المسجد الأقصى في القدس، ومسجد السلطان في سنغافورة، الذي يعد أول مسجد تُستخدم فيه مكبرات الصوت، إلى جانب أصوات من بقاع متباعدة منها كاغا في اليابان، وتبليسي بجورجيا، ودوريان بجنوب أفريقيا، وجهة الصحراء بالمغرب، وكولونيا بألمانيا، وهامتراك بولاية ميشيغان في الولايات المتحدة.
ويُضفي كل من هذه الأماكن طابعه الصوتي الفريد الذي يصطحب طبيعة بيئته ومجتمعه، كما صمم نعمة عمله الفني بشكل يسمح بالاستماع لكل صوت بشكل مستقل، ويتزامن مع الأصوات الأخرى في آنٍ واحد، خالقاً بذلك إحساساً بوحدة الأمة الإسلامية جمعاء من خلال شعيرة يتردد صداها في الآفاق منذ أيام الإسلام الأولى.

مقامات
يأتي الصوت في قالب آخر يعتمد على الصدى الممزوج مع تلاطم أمواج البحر، عبر عمل «صيّاد الأمواج» للفنانة بسمة فلمبان، حيث يُرفع الأذان وفق مقام تحدد طبقة الصوت وقعه من حيث السمع والنبرة التي يُؤدَّى بها كل مقطع، ويعتمد إيقاعه على أوزان بحور الشعر العربي، كما يرتبط المقام الصوتي ببعض المناطق الجغرافية وأهلها، كمقام الحجاز، ومقام النهاوند، ومقام الكورد... وغيرها.
في حين يتراوح وقعه على الأسماع بين الإيقاع الثابت الذي ينادي المؤمنين عند الفجر، وبين إيقاع أسرع عند غروب الشمس. وتعني كلمة «المقام» الموضوع، وفي العمل الفني الذي تقدمه بسمة فلمبان، وهي من مواليد جدة عام 1993، لتعرض خلاله أشكالاً فنية في الفضاء للتعبير بشكل مادي عن الأذان، فإنها قد وظفت أسلوباً للتصوّر المرئي تجسّد فيه الأصوات المختلفة من خلال دوائر، وتشير أحجام الدوائر وأشكالها ومواضعها المتباينة إلى طبقات الصوت وامتدادها.
وتشبه هذه الأشكال الطبول التقليدية، أو فخاخ الصيد المستخدمة على الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية. وقد صُممت بأساليب تُذكر بخشب الساج المستخدم في صيد السمك، وبناء السفن التجارية التقليدية في الحجاز، لتعكس المعاني المرتبطة بالبحور، في حين يُعيد مشهد صوتي لأمواج المحيط تحليل عناصر الأذان، ويستحضر الموجات الصوتية غير المرئية التي ينقلها إلى آذاننا.

يظهر عمل الفنانة بسمة فلمبان تنوّع المقامات الصوتية (الشرق الأوسط)

موجات صوتية
تبدو دوائر الموجات الصوتية شديدة الوضوح في العمل الفني «نحو الأرض» للفنانتين فتحية الزموري وسُكينة أبو العلا، وهو عمل يمزج بين الخشب والفحم والتراب بوصفها موارد طبيعية ضرورية لتوظيف عمليات البناء والتفكيك والتجديد والتحويل، للبحث في مفاهيم الموت والمصير.
وتتمركز الفكرة الأساسية لهذا العمل حول صوت أداء الصلاة وتجسيده على شكل موجة، بتحويله إلى أداة رسم مادية، وباستخدام تلك الأداة في حركة متكررة تدعو إلى التأمل، تظهر أنماطاً هندسية من طبقات التراب التي تغطي إطاراً خشبياً. وعمل «نحو الأرض» يمزج بين فن النحت وفن النقش، متضمناً ستة إرشادات تخاطب كل منها حاسة مختلفة من حواس المتلقي، لتهيئته في الدخول إلى التأمل الواعي لما وراء أصوات الصلاة.

الموجات الصوتية تبدو على هيئة دوائر في عمل «نحو الأرض» (الشرق الأوسط)

إبيفامانيا: النور الأول
وفي جولة «الشرق الأوسط» بين أعمال صالة العرض رقم واحد في البينالي، يتضح جلياً أن عدداً كبيراً من الفنانين كان صوت الأذان هو مصدر إلهامهم الأول، من ذلك الفنانة نورة العيسى التي يحمل عملها اسم «إبيفامانيا: النور الأول»، وينطلق من فكرة أنه عندما يُرفع الأذان، تهوي مع صوته قلوب المؤمنين قاطبة إلى بيت الله الحرام، ويتخذ مفهوم وحدة الأمة الإسلامية شكلاً ملموساً خلال موسم الحج في مكة المكرمة، حيث يفد ملايين المسلمين إليها لأداء مناسك الحج التي لا تتبدّل.
ولما يزيد على عقد من الزمان، أخذت نورة العيسى، وهي من مواليد الرياض 1985، تُسجل تجربتها في فضاء الحرم المكي الشريف من خلال التصوير الفوتوغرافي ضمن مشروعها «إبيفامانيا»، وبما أنها كانت تلتقط الصور في موسم الحج وبكاميرا متدلية من عنقها، فقد اتسمت صورها بالتلقائية والعفوية.
هذه الصور، المعروضة بحجم كبير، وبشكل ضبابي أو متداخل، تنقل المتلقي إلى مكان آخر خارج عالمه، خارج الزمان والجغرافيا، لينغمس من خلالها في التجربة الشخصية لأداء المناسك وإقامة الصلاة، إلا أن المناظر البانورامية لمكة المكرمة التي تتخلل هذه الصور، تثبتها مرة أخرى في ذاك المكان المحدد، في تلك البقعة المركزية والمحورية في العقيدة الإسلامية.

الفنانة نورة العيسى تستلهم من صوت الأذان في صور متداخلة (الشرق الأوسط)

امتداد الحضارة
وخلال جولة «الشرق الأوسط»، تحدث القيّم الفني الدكتور سعد الراشد، في لقاء قصير، أبان خلاله أن ما يقدمه بينالي الفنون الإسلامية في مدينة جدة، بوصفها بوابة الحرمين، هو إثبات لامتداد العالم الإسلامي والحضارة الإسلامية، حيث جمع البينالي الأول من نوعه في العالم كل هذه الأعمال داخل بوتقة واحدة.
ويوضح الراشد أن بينالي الفنون الإسلامية قادر على إبراز أشكال الثقافة الإسلامية إلى العالم أجمع، مشيراً إلى وجود عدد كبير من الجهات المشاركة بقطع فريدة معروضة، إلى جانب أعمال الفن المعاصر التي تستوحى من فكرة «أول بيت»، وهو شعار بينالي الفنون الإسلامية في نسخته الأولى، ويضيف: «في النسخ القادمة سيحوي البينالي موضوعات أخرى كثيرة ومتعددة».
ويشير الراشد إلى أن الدراسات الحديثة أظهرت أن المملكة العربية السعودية هي منبع وملتقى الحضارات، ما يراه أمراً باعثاً لإلهام الفنانين للنهل من قدسية هذه الأرض بوصفها بوابة الحرمين الشريفين، مبيناً أن ذلك أسهم في تقديم أعمال فنية مبتكرة من نوعها، قادرة على إثارة الدهشة والفضول لدى المتلقي من مختلف أنحاء العالم.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».