ستولتنبرغ لـ50 دولة: ارسلوا مزيداً من الأسلحة إلى كييف حالاً

من اليسارالأمين العام لـ{الناتو} ووزير الدفاع الأوكراني ووزير الدفاع الأميركي ومساعدته (أ.ب)
من اليسارالأمين العام لـ{الناتو} ووزير الدفاع الأوكراني ووزير الدفاع الأميركي ومساعدته (أ.ب)
TT

ستولتنبرغ لـ50 دولة: ارسلوا مزيداً من الأسلحة إلى كييف حالاً

من اليسارالأمين العام لـ{الناتو} ووزير الدفاع الأوكراني ووزير الدفاع الأميركي ومساعدته (أ.ب)
من اليسارالأمين العام لـ{الناتو} ووزير الدفاع الأوكراني ووزير الدفاع الأميركي ومساعدته (أ.ب)

مع اشتداد حاجة أوكرانيا للحصول على مزيد من الدعم العسكري، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والصواريخ بعيدة المدى، اجتمع وزراء من عدة دول في حلف شمال الأطلسي مع حلفاء آخرين لكييف في بروكسل لمناقشة الطلب. وشارك وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في اجتماع بروكسل، الذي ضم أمس الثلاثاء نحو 50 دولة لتنسيق تسليم الأسلحة لأوكرانيا.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إنه يجب الاستمرار في تزويد أوكرانيا بالأسلحة التي وافقت الدول على إرسالها إليها، إلى جانب مناقشة تزويدها بأسلحة جديدة. وأضاف أنه يتوقع مناقشة أمر الطائرات لكن أوكرانيا بحاجة الآن إلى دعم على الأرض.
وقال ستولتنبرغ في بروكسل، من مقر الناتو: «لا نرى أي إشارات على استعداد الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين للسلام». وأضاف لدى وصوله لحضور اجتماع بقيادة الولايات المتحدة، لتنسيق تسليم شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا: «ما نراه هو العكس... إنه يستعد لمزيد من الحرب، ولاعتداءات جديدة، وهجمات جديدة». ورد الكرملين قائلا إن حلف الناتو يظهر عداءه لروسيا كل يوم ويتورط أكثر في الصراع. وصعد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لهجته ضد التكتل العسكري، ووصفه أنه غدا «عدوا رئيسيا لروسيا». وقال خلال إفادة صحافية إن حلف الأطلسي «يؤكد يوميا عداءه لروسيا، ويسعى جاهدا للانخراط في النزاع الأوكراني بشكل متزايد». وزاد «الناتو منظمة عدائية لنا، وتؤكد عداءها يوما بعد يوم، وتحاول بكل ما في وسعها أن تجعل مشاركتها في الصراع حول أوكرانيا واضحة قدر الإمكان». مشددا على أن هذا الوضع يدفع موسكو لاتخاذ تدابير إضافية لم يحدد طبيعتها، وقال المسؤول الروسي: «بالطبع، هذا يتطلب اتخاذ بعض الاحتياطات».
وأعلنت ألمانيا توقيعها عقودا مع شركة «راينميتال» لتصنيع الأسلحة لاستئناف إنتاج الذخيرة لمدافع جيبارد المضادة للطائرات التي سلمتها إلى كييف. وتعهد كل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الثلاثاء باستمرار الدعم الغربي لكييف. وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اجتماع عقدته مجموعة «رامشتاين»، المؤلفة من حلفاء أوكرانيا في بروكسل أن «أوكرانيا لديها متطلبات عاجلة لمساعدتها على مواجهة هذه اللحظة الحاسمة في مسار الحرب». وأضاف «هذا العزم المشترك سيحافظ على زخم أوكرانيا في الأسابيع المقبلة. لا يزال الكرملين يراهن على أننا سنظل مكتوفي الأيدي». وأعلنت الحكومة النرويجية الثلاثاء أن النرويج سترسل ثماني دبابات من طراز ليوبارد 2 ألمانية الصنع ومعدات أخرى إلى أوكرانيا. وقال رئيس الوزراء النرويجي جوناس جار ستوير في بيان: «أصبح دعم النضال الأوكراني من أجل الحرية أكثر أهمية من أي وقت مضى».
وسيناقش وزراء دفاع الناتو في وقت لاحق كيفية زيادة إنتاج الذخيرة لتلبية احتياجات أوكرانيا، وتجديد المخزونات المحلية. وقال وزير الدفاع الأميركي لوين أوستن: «يأتي اجتماع اليوم في وقت حرج. ما زال الكرملين يراهن على أنه قادر على انتظار (تفرقنا)». ولا يزود حلف الناتو أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة بنفسه، لكن ستولتنبرغ دعا أعضاء الناتو والشركاء إلى تقديم المزيد من الذخيرة، وتسليم الأسلحة التي تم التعهد بها على وجه السرعة.
وشدد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس على أهمية تقديم التدريب والذخيرة، وأعلن عن طلب ألمانيا شراء ذخيرة جديدة للدبابات المضادة للطائرات من طراز «جيبارد» من أجل أوكرانيا. وأعلن بيستوريوس أنه تم توقيع العقود مع الشركات المصنعة، وقال: «هذا يعني أننا سنستأنف على الفور الإنتاج في شركة (راينميتال) لذخيرة دبابات جيبارد، والذي سيبدأ على الفور»، موضحا أن ألمانيا وقعت العقود نيابة عن أوكرانيا، وكان سيستغرق طلب برلين بنفسها وقتا طويلا للغاية، ومشاركة البرلمان الألماني.
وذكر الوزير أن العقود تضمن إمداد أسرع لأوكرانيا، وقال: «هذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة للدفاعات المضادة للطائرات عبر دبابات جيبارد في أوكرانيا»، موضحا أن تلك الدبابات، تقدم «خدمة متميزة، خصوصاً في الدفاع ضد الطائرات المسيرة»، موضحا أنها تحظى بتقدير كبير من قبل الجنود الأوكرانيين، وقال: «لذلك فإن هذه الأخبار جيدة لجميع المعنيين». وأضاف بيستوريوس «حتى الآن قدمت ألمانيا وحدها بالفعل تدريبا متخصصا في أنظمة الأسلحة لـ1200 جندي أوكراني»، مؤكدا تزايد أهمية تزويد أوكرانيا بالذخيرة والصواريخ الكافية لأنظمة الدفاع الجوي.
ومن المتوقع أن يناقش وزراء الناتو قضايا تتعلق بإرسال الأسلحة التي تم التعهد بها بالفعل، ومن بينها الدبابات القتالية الرئيسية. ومن المتوقع أن يجدد ريزنيكوف دعوة أوكرانيا للحصول على طائرات مقاتلة خلال الاجتماعات.
وأوضح ستولتنبرغ أن تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة لم يكن أكثر القضايا إلحاحا، ولكنه أقر بأن دعم أوكرانيا قد تطور خلال الأشهر الماضية.
وقالت وزيرة الدفاع الهولندية ايسا أولونجرين إن بلادها تتعامل مع طلب أوكرانيا بالحصول على طائرات من طراز «إف - 16»، «بجدية شديدة». وأشارت إلى ضرورة مناقشة المسألة مع شركاء مثل الولايات المتحدة.
وأضافت أن «أوكرانيا تعي جيدا أن هذا أمر يستغرق وقتا»، وأشارت إلى أنه لا يمكن مقارنة الطائرات المقاتلة بالدبابات القتالية التي سيتم إرسالها إلى أوكرانيا في الأشهر المقبلة.


مقالات ذات صلة

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.


روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».