في حين واصل عمال الإنقاذ في تركيا وسوريا، الخميس، في أجواء البرد الشديد، جهودهم بحثاً عن ناجين تحت الأنقاض مع تضاؤل فرص وجود أحياء بعد مرور 3 أيام على الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 16 ألف شخص، قال الباحث في الكوارث الطبيعية بجامعة «كوليدج أوف لندن»، إيلان كيلمان، إن الساعات الـ72 الأولى حاسمة للعثور على ناجين؛ «إذ يجري إنقاذ أكثر من 90 في المائة منهم خلال هذه المهلة».
وبينما تعمل الحفارات ليل نهار دون توقف، يزيد الانخفاض الجديد في درجات الحرارة من سوء الظروف المعيشية للناجين الذين ليس لديهم أي مكان يذهبون إليه... وفي مدينة غازي عنتاب المنكوبة (جنوب) تدنت الحرارة إلى 5 درجات مئوية تحت الصفر في ساعة مبكرة من صباح الخميس.
واستقبلت صالات للألعاب الرياضية ومساجد ومدارس ومتاجر ناجين خلال الليل. لكن عدد الأسرة ضئيل جداً، ويُمضي آلاف الأشخاص لياليهم داخل سيارات أو في ملاجئ مؤقتة.
وقال أحمد حسين؛ الأب لخمسة أولاد، إن «أطفالنا تجمدوا». وقد اضطر لبناء ملجأ بالقرب من منزله المدمر في غازي عنتاب القريبة من مركز الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة وضرب المنطقة الاثنين الماضي.
وأضاف حسين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «توجب علينا إحراق مقاعد الحديقة وحتى بعض ألبسة الأطفال؛ إذ لم يكن هناك شيء آخر». وأضاف بتأثر: «كان بإمكانهم منحنا خياماً على الأقل»، في إشارة إلى السلطات التركية.
وفي مواجهة الانتقادات، اعترف الرئيس رجب طيب إردوغان في أثناء تفقده المنطقة بوجود ثغرات. وقال: «بالطبع هناك أوجه قصور، والاستعداد لكارثة من هذا النوع أمر مستحيل».
ومنذ وقوع الزلزال، اعتقلت الشرطة التركية نحو 12 شخصاً بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد طريقة تعامل الحكومة مع الكارثة، أو تروج لأخبار وتقارير وصور وفيديوهات مزيفة. وقد تعذر فتح موقع «تويتر» لخدمات الهاتف الجوال التركية ليل الأربعاء – الخميس، قبل أن تعود الخدمة.
وكتب إيلون ماسك رئيس «تويتر» في تغريدة الخميس أن الشبكة «أبلغت من قبل الحكومة التركية بأنه سيعاد تشغيلها قريباً». وقتل 12873 شخصاً؛ وفق آخر حصيلة لضحايا الزلزال في تركيا. ولقي 3356 شخصاً في الأقل مصرعهم بمحافظة هاطاي وحدها. وهذه أسوأ حصيلة منذ الزلزال الذي أودى بحياة 17 ألف شخص؛ بينهم ألف في إسطنبول عام 1999. وفي مرأب المستشفى الرئيسي في أنطاكية تمر رانيا زعبوبي بين الجثث الممددة على الأسفلت. وفي الظلام والبرد، تفتح أكياس الجثث الواحد تلو الآخر بحثاً عن عمها الذي فُقد في الزلزال القوي. وقالت بصوت مضطرب: «وجدنا عمتي، لكن لم نجد عمي بعد». وفقدت هذه اللاجئة السورية ذات الحجاب الأسود، 8 من أفراد عائلتها في هذه المأساة.
البورصة
إلى ذلك؛ أعلنت بورصة إسطنبول إغلاق أبوابها للمرة الأولى منذ 1999 حتى الثلاثاء بسبب تقلبات السوق بعد الزلزال، مبررة قرارها بـ«تقلبات متزايدة وتبدلات استثنائية في الأسعار بعد الزلزال الكارثي».
وكانت خسائر واضحة سجلت قبل أن تقرر البورصة تعليق التداول صباح الأربعاء. وقالت: «نظراً إلى حجم المداولات المنخفض الذي لا يسمح بتسعير فعال، فستُلغى كل الصفقات التي أُبرمت في أثناء تعليق المداولات في 8 فبراير (شباط) 2023»، موضحة أنها ستبقى مغلقة حتى 14 فبراير الحالي. وطالب سياسيون بإلغاء كل المداولات التي جرت منذ الزلزال. وقال النائب المعارض مراد باكان: «لا يكفي الإغلاق. يجب إلغاء التعاملات التي تمت في بورصة إسطنبول منذ الزلزال».
وكتب على «تويتر»: «سيكون الأمر بالتالي مسألة حماية حقوق 500 ألف مستثمر صغير تحت الأنقاض، أو ماتوا، أو ينتظرون المساعدة وليست لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت».
البحث عن ناجين من الزلزال يسابق الزمن والصقيع
بورصة إسطنبول أغلقت أبوابها للمرة الأولى منذ عام 1999... و«تويتر» عاد بعد توقف
البحث عن ناجين من الزلزال يسابق الزمن والصقيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة