برنارد: نعمل على إنشاء مركز للابتكار الرياضي والتكنولوجيا في السعودية

المؤسس لـ«كيك أوف سبورت» قال إنهم سيحدثون تأثيرا كبيرا في رياضة المملكة

دانيال برنارد مؤسس «كيك أوف سبورت» الأميركية (الشرق الأوسط)
دانيال برنارد مؤسس «كيك أوف سبورت» الأميركية (الشرق الأوسط)
TT

برنارد: نعمل على إنشاء مركز للابتكار الرياضي والتكنولوجيا في السعودية

دانيال برنارد مؤسس «كيك أوف سبورت» الأميركية (الشرق الأوسط)
دانيال برنارد مؤسس «كيك أوف سبورت» الأميركية (الشرق الأوسط)

بينما تتواصل فعاليات مؤتمر «ليب 23» بالرياض، أفرد المؤتمر فعالية «منصة المستثمر في يومه الثالث للحديث عن الاستثمار الرياضي، وكيفية اختلاف قطاع تكنولوجيا الرياضة، عن قطاعات الاستثمار الأخرى، مستكشفاً ما يخبئه المستقبل للمستثمر الرياضي والأثر المتوقع على عالم الرياضة السعودية في العقد المقبل.
وقال دانيال برنارد المؤسس لـ«كيك أوف سبورت» الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «نعمل حالياً جنباً إلى جنب مع فريقي لتنفيذ حزمة خطط كبيرة. يسعدني أن أعلن أن شركتي (كيك أوف سبورت) بالاشتراك مع (ميند سبرينغ سبورت) من الولايات المتحدة الأميركية، تدخل في صفقة شراكة مع شركة (سعودي إكسيلاناس) لإنشاء مركز للابتكار الرياضي والتكنولوجيا في السعودية».
وأضاف برنارد الخبير الأميركي في تحليل كرة القدم والأداء وصناعة التكنولوجيا الرياضية: «أنا متحمس للغاية بشأن كل ما سنحققه معاً. تجلب (كيك أوف سبورت) و(ميند سبرينغ سبورت) عقوداً من الخبرة في صناعة الرياضة تغطي جميع القطاعات الرئيسية للتسويق في هذا القطاع بدعم من التكنولوجيا المتقدمة والبيانات والخبرة التحليلية».
ووفق برنارد، دخلت «كيك أوف سبورت» و«ميند سبرينغ سبورت» في شراكة مع الشركة السعودية للتميز، لجلب التكنولوجيا والابتكار الرياضي إلى المملكة، حيث أعلن الطرفان عزمهما على إنشاء مركز جديد للتكنولوجيا والابتكار الرياضي في المملكة، لتقديم أفضل التقنيات والحلول في المنطقة.
وأوضح أن المركز الجديد سيعمل أيضاً على تعزيز التعليم وتطوير المواهب المحلية حول الابتكار الرياضي في البلاد، حيث تتحد الشركتان لتقديم عقود من الخبرة، والخبرة في الاستثمار وخدمة صناعة الرياضة، بينما تقدم شركة التميز السعودية أحدث التقنيات عبر قطاعات وقطاعات متعددة.
وزاد: «كجزء من رؤية 2030. مع كون الرياضة ركيزة أساسية في طموحات المملكة، نعتقد أن هذا هو الوقت المثالي للاستثمار في الرياضة والتكنولوجيا الرياضية في المملكة».
وشدد على أنه مع نمو صناعة الرياضة العالمية إلى أكثر من 500 مليار دولار سنوياً، تتوفر فرص كثيرة حول الأحداث الكبيرة ومراكز الابتكار والمنصات التي تتبنى أحدث التقنيات العصر.
وتابع: «عند اقتران هذا الواقع بالنمو في الاهتمام السعودي الذي يضخ الأموال في المنظمات الرياضية في جميع أنحاء العالم ويسهم قطاع الرياضة بأكثر من 7 مليارات دولار في الناتج المحلي الإجمالي، فإن الوقت مناسب لتوحيد الجهود لإحداث أقصى تأثير من خلال الرياضة والتكنولوجيا الرياضية».
ووفق برنارد، ستحقق الشراكة مع الشركة السعودية للتميز وفرة المعرفة والخبرات لدعم النمو طويل الأجل لسوق الرياضة بالمملكة، وتقديم أفضل التقنيات والخدمات للنهوض بالفرق والمؤسسات الرياضية السعودية وتعزيز الفرص للشباب في المملكة، الذين يتوقون للمشاركة أو قيادة الأعمال الرياضية في الأعوام المقبلة.
وأوضح برنارد أنه بالاستفادة من التقنيات الرائدة مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة «الميتافيرس» والتكنولوجيا الغامرة و«الويب 3» إلى جانب العمليات التجارية الأساسية القوية وثقافة قوية «نعتقد أننا سنحدث تأثيراً كبيراً على عالم الرياضة السعودية في العقد المقبل».
وشدد على أن التكنولوجيا هي العامل الدافع في كل مناحي الحياة، مشيراً إلى أن مؤتمر ليب 2023. يعدّ فرصة لقادة ومقدمي التكنولوجيا لتحسين فهمهم لطلب السوق والالتقاء مع المستثمرين الاستراتيجيين للمساعدة في دفع طموحاتهم إلى الأمام.
وأضاف برنارد: «عندما يجتمع أشخاص من خلفيات مختلفة وقواعد المعرفة والخبرات معاً، فإننا نتعلم جميعاً، ويمكن زيادة النتائج بشكل كبير، حيث نكتسب منظوراً أوسع بكثير. يقوم (ليب) بإنشاء منصة رائعة للجمع بين المواهب الممتازة والقدرة على التمويل ومعرفة السوق، كل ذلك في مكان واحد».
وزاد: «سيكون هذا مفيداً جداً للسعودية على المستوى العام وكذلك للمؤسسات الخاصة، وبالطبع نقطة دخول ممتازة للشركات الدولية التي تتطلع إلى اختراق سوق دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام والمملكة بشكل خاص»، مشيراً إلى أن مؤتمر «ليب 23» جمع بين خيوط مختلفة من عالم التكنولوجيا تحت سقف واحد.
وحول طبيعة مشاركته في المؤتمر، قال برنارد: «أشارك في المؤتمر بصفتي مستثمراً ورجل أعمال في صناعة الرياضة. سأكون على منصة المستثمر في اليوم الثالث للحديث عن الاستثمار الرياضي، وكيف يختلف عن قطاعات الاستثمار الأخرى، وما أعتقد أنه يخبئه للمستثمر الرياضي في المستقبل. وسأكون أيضاً جزءاً من لجنة تحكيم مسابقة (روكيت فيول ستارت أب) التي تعد بأن تكون رائعة وممتعة».
وأضاف: «أنا حريص دائماً على رؤية التقنيات الجديدة، بغض النظر عن القطاع والأفراد والمجموعات التي تحل المشكلات الرئيسية في العالم وتقدم تغييراً إيجابياً في حياة الناس. أستمتع برؤية مزيج من العقول الشابة المتحمسة والحيوية مع الحكمة المتمرسة القادرة على حل المشكلات الصعبة إلى شيء ملموس. كما أنني أتطلع إلى اكتساب فهم أكبر لوجهة النظر السعودية وما يتعلمه الجيل السعودي الشاب وسيحققه في الأعوام المقبلة».
ولفت إلى أن السوق السعودية، تعد سوقاً كبيرة لقطاع الصناعات الرياضية: «أعتقد أن التوقيت مثالي لأي شخص يدخل السوق السعودية. لدى المملكة خطة واضحة على النحو المنصوص عليه في رؤية 2030 للمملكة، كونها توفر الزخم والمساندة للشركات التي يمكن أن تحقق قيمة لتحقيق هذه الأهداف، وهي الآن تولد اهتماماً ملموساً وجوهرياً على المستوى الدولي».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


أشعة الليزر تعيد الحياة لعمود ماركوس أوريليوس في روما

النقوش البارزة التي تصور مشاهد من معركة على عمود ماركوس أوريليوس (أ.ب)
النقوش البارزة التي تصور مشاهد من معركة على عمود ماركوس أوريليوس (أ.ب)
TT

أشعة الليزر تعيد الحياة لعمود ماركوس أوريليوس في روما

النقوش البارزة التي تصور مشاهد من معركة على عمود ماركوس أوريليوس (أ.ب)
النقوش البارزة التي تصور مشاهد من معركة على عمود ماركوس أوريليوس (أ.ب)

ظل عمود ماركوس أوريليوس في وسط روما القديمة قائماً متحدياً الزمن منذ تشييده منذ 1840 عاماً، غير أن العمر الطويل كانت له آثار سلبية على العمود المصنوع من الرخام، حيث عانى من آثار التلوث والتغيرات الجوية ودخول المياه لأجزائه. لكن العمود الشهير بنقوشه الحلزونية الملتفة على كامل العمود دخل في مرحلة من الترميم الدقيق يستخدم فيها المرممون أشعة الليزر الدقيقة لتنظيفه تماماً كما يستخدم جراحو التجميل الليزر لإزالة التجاعيد.

وخلال عملية الترميم الجارية حالياً سُمح للصحافة بالتقاط تفاصيل العمل عن قرب، حيث يقوم المرممون بإزالة طبقاتٍ من الأوساخ المتراكمة على مدى عقود من الزمن عن أحد أهم معالم المدينة التاريخية.

منظر عام لموقع ترميم عمود ماركوس أوريليوس الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي في وسط روما (أ.ب)

تُركز أجهزة الليزر المحمولة أشعةً ضوئيةً متذبذبةً على الحجر، فتُزيل الحرارة الناتجة عنها رواسب التلوث السوداء لتكشف عن رخام كرارا الأبيض تحته. تقول مارتا بومغارتنر، كبيرة مهندسي المشروع لـ«رويترز»: «إنه نفس مبدأ الطبيب في إزالة الشعر أو الجلد الزائد. تُحقق تقنية الليزر نتائج ممتازة في الترميم، وقد اخترنا استخدامها على كامل الواجهة الخارجية للعمود».

نحتت هذه النقوش الحلزونية حوالي عام 180 ميلادي، وتلتف 23 مرة حول العمود، لتصل إلى ارتفاع يقارب 40 متراً (130 قدماً)، وتصور أكثر من 2000 شخصية، من بينها آلهة وجنود ووحوش. ويظهر أوريليوس نفسه في عدة مواضع، حيث تُقدم النقوش معلومات قيّمة للباحثين عن هذه الحقبة من التاريخ الروماني. وتظهر النقوش حرص الفنانين القدماء على تصوير تفاصيل الحرب المروعة. فبينما يلتف النقش البارز للأعلى، يصوّر جنوداً يسحبون نساءً مع أطفالهن من شعورهن. وتتناثر جثث الأعداء المقطوعة الرؤوس على الأرض، وتثور الخيول في لهيب المعركة، ويبدو أسرى الحرب مرعوبين وأعناقهم موثقة.

نقش بارز يُعرف باسم «معجزة المطر» على عمود ماركوس أوريليوس (أ.ب)

بدأت أعمال الترميم في مارس (آذار)، ومن المقرر أن تنتهي مطلع العام المقبل بتكلفة مليوني يورو (2.3 مليون دولار أميركي)، وهي الأموال التي جُمعت من قروض ومنح ميسرة قدمها الاتحاد الأوروبي لإيطاليا لمساعدتها على التعافي من جائحة «كوفيد - 19»، وقالت بومغارتنر: «لقد تلقينا هذا التمويل الكبير، لذا كانت فرصة لا تُفوَّت».

ونقلت «أسوشييتد برس» جانباً من عملية الترميم التي شملت لجانب استخدام أشعة الليزر النبضية القصيرة لأول مرة، استخدام فريق المرممين مواد كيميائية، وإسفنجاً، وراتنجاً لإزالة الأوساخ المتراكمة من الضباب الدخاني في العاصمة الإيطالية، وسدّ الثقوب التي خلّفها تجمد الماء في الطقس البارد وتمدده داخل النصب التذكاري. كما عانى النصب من التآكل الذي طمس بعض وجوه الشخصيات المنقوشة.

نقش بارز يصور مشهد معركة على عمود ماركوس أوريليوس الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي في وسط روما (أ.ب)

توفر السقالات المربعة العريضة المحيطة بالعمود المساحة اللازمة للمرممين للعمل براحة. إذ يمكنهم التراجع خطوةً إلى الوراء والتأمل في التماثيل التي تتزايد أحجامها تدريجياً كلما ارتفعنا على العمود، وهي تقنية تهدف إلى جعلها أكثر وضوحاً من الأرض. يقول فالنتين نيتو، أحد المرممين العاملين في المشروع: «كانت هذه طريقةً لجعل الناظر يقرأ القصة بنفسه. إنها تجذب المشاهد حقاً، فيرى المشهد تلو الآخر، بكل تفاصيله الرائعة».

أجرى البابا سيكستوس الخامس أول عملية ترميم في أواخر القرن السادس عشر، حيث استبدل تمثال أوريليوس الأصلي في الأعلى بتمثال القديس بولس، الذي لا يزال موجوداً هناك حتى اليوم. أُجريت آخر عملية تنظيف في ثمانينات القرن الماضي، لكن مع مرور الوقت وعوامل التعرية، يستمر التلف، حيث يجد المرممون مناطق بدأ الرخام فيها بالانفصال، مما يستدعي تثبيتاً سريعاً، وأضاف بومغارتنر: «نأمل ألا تحدث مفاجآت في المستقبل. سيتم الآن مراقبته باستمرار، وسنتمكن من التدخل عند الحاجة».


«شي تيك توك شي تيعا»... طارق سويد يُحرز المختلف

المجتمع الذكوري والتحدّيات بين المرأة والرجل (الشرق الأوسط)
المجتمع الذكوري والتحدّيات بين المرأة والرجل (الشرق الأوسط)
TT

«شي تيك توك شي تيعا»... طارق سويد يُحرز المختلف

المجتمع الذكوري والتحدّيات بين المرأة والرجل (الشرق الأوسط)
المجتمع الذكوري والتحدّيات بين المرأة والرجل (الشرق الأوسط)

مرّة جديدة، ينجح المخرج والممثل والكاتب اللبناني طارق سويد في إحراز المختلف بقلمه ورؤيته الفنّية الإبداعية، وذلك من خلال مسرحية «شي تيك توك شي تيعا» التي تُعرض على مسرح «أتينيه» في منطقة جونية، على أن تنتقل قريباً إلى أحد مسارح بيروت.

يُدرك سويد أبعاد القلم الفنّي الذي يملكه وأهدافه، فيكتب من باب الوجع الإنساني، ويغمس نصّه بحفنة من الكوميديا السوداء، مولِّداً حالة من الضحك والألم، مُغلِّفاً إياها بسخرية ذكية، تشغل حواس الجمهور بالفكرة والمشهد والأداء.

المشهد الأول من «شي تيك توك شي تيعا» يجمع أبطال قصص طفولية (الشرق الأوسط)

وقد اختار أبطال المسرحية من بين طلابه الموهوبين في أكاديمية «بيت الفنّ» التي تديرها زميلته الممثلة فيفيان أنطونيوس. وهو الفريق نفسه الذي سبق أن تعاون معه في «مش مسرحية»؛ العمل الذي لاقى يومها نجاحاً لافتاً. فكانت إعادة التجربة دليلاً على كمٍّ واضح من التطوّر والنضج في أداء هذه المواهب الشابة.

يتألّف العرض من 6 مسرحيات قصيرة وسريعة، يلتزم فيها سويد بالمقولة الشهيرة: «خير الكلام ما قلَّ ودلَّ». يزوّد كل واحدة بجرعات من الضحك والنقد، مستفيداً من قلمه الذي يضع الإصبع على الجرح، من دون مبالغة أو تكرار أو إطالة، ممّا يحافظ على إيقاع متماسك من البداية حتى النهاية.

يتناول العمل مجموعة من القضايا الإنسانية، تتقدّمها مكانة المرأة في المجتمع، فيُوجّه إليها رسالة مباشرة للخروج من القوقعة المفروضة عليها. كما يُهدي سويد العرض إلى والدته الحاضرة بين الجمهور؛ فهي مُلهمته والداعمة الأولى له في تجاوز محطات صعبة من حياته. ويعرّج النص أيضاً على فكرة الزواج وبداياته، وقصص الحبّ التي كثيراً ما تُختصر نهاياتها بدقائق قليلة. وفي إحدى المسرحيات، يطالب الرجل بأن يضع نفسه، ولو مرّة واحدة، في موقع المرأة، فيُعيد تقييم دورها بوضوح ومن دون أحكام مسبقة.

المشهد الأخير مع مواقع التواصل ووهم الشهرة (الشرق الأوسط)

كما يعتمد النص أسلوباً تفاعلياً ذكياً بين الممثلين والجمهور، يظهر بوضوح في مشهد يتداخل فيه عرضٌ داخل عرض. ويتناول علاقة الحماة بالكنّة والزوج، وكيف يمارس بعض الناس التنمّر على الآخرين بدافع المتعة الشخصية.

المسرحية الأولى أطول زمنياً؛ لأنها تُشكّل امتداداً لعرضه السابق «مش مسرحية». وفيها يستعيد قصصاً طفولية نشأت عليها أجيال، مثل «بياض الثلج»، و«ليلى والذئب»، و«سندريلا»، متّخذاً منها نماذج لمجتمع لا يزال الفساد متغلغلاً في مفاصله.

يبقى المُشاهد متيقّظاً لكلّ تفصيل بصري طيلة العرض، من الديكور إلى الأزياء؛ إذ لا يترك سويد مجالاً للتشتُّت، فيملأ الفواصل بين المسرحيات بلوحات فنّية معاصرة، وتحضر راقصة باليه تختزل كلّ عرض برقصة تعبيرية حالمة، جامعاً بذلك عناصر الفنون البصرية في قالب حديث وغني.

نهايات الحب ومشاكل الزواج في أحد المَشاهد (الشرق الأوسط)

في العرض الخامس، يفتح سويد باباً جريئاً على موضوع الأقنعة التي يرتديها الناس في كلّ زمان ومكان، فيهربون عبرها من مواجهة مشاعرهم الحقيقية. ويُقدّم ما يشبه محاكمة سريعة لشخصيات اعتادت التخفّي خلف أدوار الضحية أو المثالية أو التنمُّر، فنشهد صراعات داخلية بين حقيقة تناديهم وأقنعة تمنعهم من معرفة ذواتهم.

إخراجياً، يعتمد سويد أسلوباً مختلفاً، يدخل فيه إلى عمق المشكلة، فيفكّكها ويضعها تحت المجهر. يُحذّر ويُنبّه، من دون أن يفرض حلولاً جاهزة، فيفتح مساحة للنقاش ووقفة صادقة مع الذات.

لوحات فنية كلاسيكية تفصل بين عرض وآخر (الشرق الأوسط)

أما في القسم الأخير، فيوجّه أقسى ضربة إلى عالم مواقع التواصل والمؤثّرين فيه، حيث يُمنع الصدق ويُسمح بالزيف، ومن لا يُجاري الموجة يلفظه التيار. ينتقد سويد ثقافة التفاهة، والتسويق الفارغ، والضجّة بلا مضمون. ويستحضر شخصيات للدلالة عليها، مثل «دكتور تفاهة» و«صانع محتوى بلا محتوى». فالمتحكّمون بهذه اللعبة مجهولو الهوية، تماماً كما الذباب الإلكتروني. يوجدون في كلّ «ترند» وظاهرة، ينفخون في الناس وهْم النجومية والشهرة، والعكس صحيح.

ومع ذلك، يختار طارق سويد في الختام طريق النجاة، مُنطلقاً من قناعة راسخة بأنه «لا يصحّ إلا الصحيح»، وأنّ قيم العيب والأصالة لم تنقرض؛ فأهلها لا يزالون قادرين على نشر الفضيلة وسط عالم مُتغيّر.


وَصْف الخبز المكسيكي بـ«القبيح» يُفجّر جدلاً على وسائل التواصل

الخبز أكثر من طعام... لغة انتماء (أ.ب)
الخبز أكثر من طعام... لغة انتماء (أ.ب)
TT

وَصْف الخبز المكسيكي بـ«القبيح» يُفجّر جدلاً على وسائل التواصل

الخبز أكثر من طعام... لغة انتماء (أ.ب)
الخبز أكثر من طعام... لغة انتماء (أ.ب)

أثار انتقاد صريح وجَّهه خباز بريطاني إلى الخبز المكسيكي موجة واسعة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، انتهت باعتذار علني.

ففي مقابلة ضمن بودكاست عن الطعام أُعيد تداولها عبر الإنترنت، قال الشريك المؤسِّس لمخبز «غرين راينو» في مكسيكو سيتي، وأحد الأسماء المعروفة في عالم صناعة الخبز الدولية، ريتشارد هارت، إن المكسيكيين «لا يملكون في الحقيقة ثقافة خبز تُذكر»، مضيفاً: «إنهم يصنعون السندويتشات باستخدام لفائف بيضاء قبيحة، رخيصة الثمن ومصنَّعة على نحو صناعي».

وسرعان ما انتشرت تصريحاته عبر منصات «إنستغرام»، و«تيك توك»، و«إكس»، واتهمه كثير من المكسيكيين بالاستخفاف بتراث بلادهم من الخبز التقليدي وإهانته.

وذكرت «أسوشييتد برس» أنّ ما بدأ خلافاً حول الخبز سرعان ما تحوَّل إلى نقاش وطني أوسع حول هوية الطعام، ليس فقط بشأن مَن يُعرّف التقاليد المطبخية المكسيكية، بل أيضاً حول النفوذ المتزايد للأجانب في عاصمة تشهد توتراً متصاعداً بفعل تدفُّق المغتربين الأميركيين والسياح.

وقالت دانييلا ديلغادو، وهي طالبة جامعية في مكسيكو سيتي: «لقد أساء إلى مجتمع الخبازين في المكسيك، وإلى كلّ الناس هنا الذين يحبّون الخبز، وهم تقريباً الجميع».

جدل يتجاوز الخبز إلى سؤال الهوية والذاكرة (أ.ب)

«لا تعبثوا بالبوليو»

امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بالميمات ومقاطع الفيديو الساخرة، والدفاعات الحماسية عن الخبز المكسيكي. وسارع المستخدمون إلى الإشادة بالأنواع اليومية الشائعة، من خبز «البوليو» القاسي المُستَخدم في شطائر «التورتا»، إلى خبز «الكونتشا» الشهير في المخابز الشعبية في الأحياء. وفي كثير من الأحيان، تُمثّل هذه الأطعمة البسيطة عنصراً جامعاً بين مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية، وتمسّ جوهر الهوية الثقافية للبلاد.

ورغم أنّ خبز القمح أُدخل إلى المكسيك خلال الحقبة الاستعمارية، فإن هذا الغذاء الأساسي تطوَّر ليصبح تقليداً وطنياً مميّزاً، يمزج بين التقنيات الأوروبية والأذواق والمكوّنات المحلّية. ولا تزال المخابز الصغيرة في الأحياء تُشكّل اليوم جزءاً محورياً من الحياة اليومية في المدن والبلدات، بوصفها مراكز اجتماعية بقدر ما هي مصادر للغذاء.

وأثار الحادث تساؤلات واسعة حول سبب إقدام رائد أعمال أجنبي على انتقاد علني لعنصر غذائي مُتجذّر بعمق في الحياة المكسيكية. وبالنسبة إلى كثيرين، عكست تصريحات هارت إحباطات قديمة تتعلَّق بحصول الطهاة وأصحاب المطاعم الأجانب على مكانة واهتمام يفوقان نظراءهم المحلّيين، فضلاً عن المخاوف المُرتبطة بتسارع وتيرة «التحسين الحضري» في العاصمة.

وجاء في منشور لاقى انتشاراً واسعاً عبر «إكس»: «لا تعبثوا بالبوليو».

«فرصة للتعلّم»

ومع تصاعُد الانتقادات، أصدر هارت اعتذاراً علنياً عبر «إنستغرام»، قال فيه إنّ تعليقاته صيغت بشكل سيئ، ولم تُظهر الاحترام اللائق للمكسيك وشعبها. وأقرَّ بردّ الفعل العاطفي الذي أثارته، مُعترفاً بأنه لم يتصرّف بصفته «ضيفاً».

وقال في بيانه: «ارتكبت خطأً، وأندم عليه بشدّة».

وسبق لهارت أن عمل في مخابز فاخرة في الولايات المتحدة وأوروبا، وكان جزءاً من مشهد الخبز الحِرفي المتنامي في مكسيكو سيتي، وهو سوق تستهدف في الغالب زبائن من الطبقتَين الوسطى والعليا، وكثيراً ما يكونون من الأجانب الباحثين عن خبز العجين المُخمّر والمعجنات الأوروبية بأسعار تفوق بكثير أسعار مخابز الأحياء الشعبية.

ولم يُسهم الاعتذار في تهدئة الجدل فوراً. ففي حين قبله بعض المستخدمين، رأى آخرون أنه لم يتطرَّق إلى القضايا الأعمق المُتعلّقة بالسلطة الثقافية، ومَن يملك حق انتقاد التقاليد المكسيكية.