لمنافسة «غوغل»... «مايكروسوفت» تعزز متصفحها ومحركها البحثي بالذكاء الصناعي

شعار محرك البحث «بينغ» التابع لشركة مايكروسوفت على موقع إلكتروني في نيويورك (أ.ب)
شعار محرك البحث «بينغ» التابع لشركة مايكروسوفت على موقع إلكتروني في نيويورك (أ.ب)
TT

لمنافسة «غوغل»... «مايكروسوفت» تعزز متصفحها ومحركها البحثي بالذكاء الصناعي

شعار محرك البحث «بينغ» التابع لشركة مايكروسوفت على موقع إلكتروني في نيويورك (أ.ب)
شعار محرك البحث «بينغ» التابع لشركة مايكروسوفت على موقع إلكتروني في نيويورك (أ.ب)

قالت شركة مايكروسوفت إنها تعكف على تحديث محركها للبحث «بينغ»، ومتصفح الإنترنت «إيدج ويب» بالذكاء الصناعي، مما يشير إلى طموحها في استعادة الصدارة بأسواق التكنولوجيا الاستهلاكية التي تراجعت فيها.
وتُراهن الشركة المصنِّعة لنظام التشغيل «ويندوز» على مستقبلها بالذكاء الصناعي من خلال استثمارات بمليارات الدولارات، بينما ترفع راية التحدي لشركة غوغل التابعة لـ«ألفابت»، والتي تفوقت على مايكروسوفت لسنوات في تكنولوجيا البحث والتصفح عبر الإنترنت.
والآن، تطرح مايكروسوفت روبوت دردشة ذكياً ليكون مصاحباً لنتائج البحث الخاصة بالمحرك «بينغ» مما يضع الذكاء الصناعي، الذي يمكنه تلخيص صفحات الإنترنت وتوليف المصادر المتباينة، بل إنشاء رسائل البريد الإلكتروني وترجمتها، تحت تصرف المزيد من المستهلكين.
وتتوقع مايكروسوفت أن تجني ملياري دولار أخرى من عوائد الإعلانات على شبكة البحث بكل نقطة مئوية ترتفع بها أسهمها.
ومن خلال العمل مع شركة «أوبن إيه.آي.» الناشئة، تهدف مايكروسوفت إلى تخطي منافستها في وادي السيليكون، وربما حصد عوائد هائلة من أدوات تسرِّع بشكل عام إنشاء المحتوى وإنجاز المهامّ آلياً، إن لم يكن الوظائف نفسها. وسيؤثر ذلك على المنتجات الخاصة بالأعمال، مثل الحوسبة السحابية وأدوات التعاون، كالبرامج والتطبيقات، التي تبيعها مايكروسوفت، بالإضافة إلى خدمات الإنترنت للمستهلكين.
قال ساتيا ناديلا، رئيس مايكروسوفت التنفيذي، للصحافيين، في إفادة بمقر الشركة في ريدموند بواشنطن: «هذه التكنولوجيا ستعيد تشكيل كل فئة من فئات البرمجيات إلى حد بعيد».
* روبوت الدردشة
وتبلغ حصة الشركة في سوق البحث عبر الإنترنت حتى الآن نحو 10 %، ومع ذلك يرى عدد من المستثمرين أن التكنولوجيا الجديدة مكسب لجميع الأطراف. وأغلق سهم مايكروسوفت مرتفعاً 4.2 %، أمس الثلاثاء، بينما صعد سهم ألفابت 4.6 %.
وظهرت قوة ما يسمى الذكاء الصناعي التخليقي، الذي يمكنه إنشاء أي نص أو صورة تقريباً، للجمهور، العام الماضي، مع إصدار «تشات جي.بي.تي.»؛ وهو برنامج دردشة آلي من «أوبن إيه.آي». وأعطت ردوده الشبيهة بردود البشر على أي حديث أو سؤال الناس، طرقاً جديدة للتفكير في إمكانيات التسويق أو كتابة أوراق بحثية أو نشر الأخبار أو كيفية الاستعلام عن المعلومات عبر الإنترنت.
ويمكن لروبوت الدردشة في «بينغ» إطلاع المستهلكين على الأحداث الجارية، وهي خطوة تتجاوز إجابات «تشات جي.بي.تي.» التي تقتصر حالياً على البيانات حتى عام 2021.
ولاحظت غوغل تحدي مايكروسوفت إياها، فكشفت، الاثنين، النقاب عن روبوت محادثة خاص بها يسمى «بارد»، بينما تخطط لإصدار ذكاء صناعي خاص بها في البحث يمكنه تجميع المواد في حال عدم وجود إجابة بسيطة عبر الإنترنت.
وسيؤدي قرار مايكروسوفت بتحديث المتصفح «إيدج» الخاص بها إلى تكثيف المنافسة مع منافسه «كروم» التابع لغوغل. ومع ذلك تتوقع الشركة، التي تتخذ من ريدموند مقراً، لها طرح «بينغ» المحدَّث على متصفحات أخرى في نهاية المطاف.
وبالنسبة للربع المنتهي في 31 ديسمبر (كانون الأول)، أعلنت «ألفابت» تحقيق 42.6 مليار دولار من البحث عبر غوغل وعوائد أخرى، بينما سجلت مايكروسوفت 3.2 مليار دولار من إعلانات البحث والأخبار.


مقالات ذات صلة

أفضل الأقفال الذكية

تكنولوجيا القفل الذكي «نوكي«

أفضل الأقفال الذكية

• القفل الذكي «نوكي» Nuki. يتميز القفل الذكي «نوكي» بمكونات عالية الجودة، وقدرات تكامل سلسة، وتصميم أنيق، كما تصفه الشركة. يعتبر هذا القفل المبتكر جديداً على ال

غريغ إيلمان (واشنطن)
علوم تعرف على معلم الذكاء الاصطناعي الجديد... الخاص بك

تعرف على معلم الذكاء الاصطناعي الجديد... الخاص بك

أصبحت تطبيقات المساعدة المعتمدعلى الذكاء الاصطناعي، اليوم، أكثر من مجرد أجهزة للرد الآلي. وفي واقع الأمر، يعدّ كل من «وضع الدراسة» الجديد من «تشات جي بي تي»،

جيرمي كابلان (واشنطن)
الخليج المهندس أحمد الصويان وأنطونيو غوتيريش يبحثان الموضوعات المشتركة وسُبل التعاون (هيئة الحكومة الرقمية)

غوتيريش يشيد بتقدم السعودية النوعي في الحكومة الرقمية

أشاد أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، بما حققته السعودية من تقدم نوعي في مجال الحكومة الرقمية، عادّاً ما وصلت إليه نموذجاً دولياً رائداً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا تكشف البيانات أن المستخدمين يلجأون للمساعد لطرح أسئلة صحية وعاطفية وفلسفية وليس فقط لحلول تقنية أو عملية (شاترستوك)

كيف يتحول «مايكروسوفت كوبايلوت» من أداة عمل إلى رفيق يومي للمستخدمين؟

يكشف التقرير أن «كوبايلوت» لم يعد مجرد أداة إنتاجية بل أصبح شريكاً رقمياً يلجأ إليه المستخدمون للعمل والقرارات اليومية بما يطرح تحديات ثقة ومسؤولية للمطوّرين.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تُفقد الهيميانوبيا آلاف الناجين من السكتات نصف مجال رؤيتهم وتحدّ بشدة من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية (أدوبي)

علاج مبتكر وواعد لاستعادة المجال البصري لدى الناجين من السكتات

تقنية تجمع تدريباً بصرياً مع تحفيز دماغي متعدد الترددات أعادت تنسيق الإشارات البصرية لدى مرضى الهيميانوبيا، محققة تحسناً في إدراك الحركة وتوسّعاً في مجال الرؤية

نسيم رمضان (لندن)

الجمعيات المهنية ترسم ملامح صناعة ثقافية منظَّمة بالسعودية

من ندوة حوارية بعنوان «دور الجمعيات المهنية في تنمية الصناعة الثقافية» (جدة للكتاب)
من ندوة حوارية بعنوان «دور الجمعيات المهنية في تنمية الصناعة الثقافية» (جدة للكتاب)
TT

الجمعيات المهنية ترسم ملامح صناعة ثقافية منظَّمة بالسعودية

من ندوة حوارية بعنوان «دور الجمعيات المهنية في تنمية الصناعة الثقافية» (جدة للكتاب)
من ندوة حوارية بعنوان «دور الجمعيات المهنية في تنمية الصناعة الثقافية» (جدة للكتاب)

في القاعات الجانبية لمعرض «جدة للكتاب» 2025، لم يكن الحديث عن كتاب جديد أو تجربة إبداعية فردية، بل عن سؤال أكبر وأعمق: كيف تتحوَّل الثقافة من نشاط قائم على الموهبة والاجتهاد الشخصي إلى صناعة منظَّمة لها قواعدها وتشريعاتها ومساراتها المهنية؟ هذا السؤال شكّل محور جلسة «دور الجمعيات المهنية في تنمية الصناعة الثقافية»، التي كشفت عن جانب من التحوّل الهادئ الذي يشهده المشهد الثقافي السعودي.

الجلسة، التي نظَّمتها «هيئة الأدب والنشر والترجمة»، عكست انتقال النقاش الثقافي من دائرة الإنتاج إلى دائرة التنظيم، ومن المنصات إلى البنية التحتية، إذ باتت الجمعيات المهنية لاعباً رئيسياً في إعادة تعريف علاقة المبدع بسوق العمل، والدولة، وحقوقه المهنية.

منذ البداية، وضع مدير الجلسة الدكتور محمد العقلا إطار النقاش، حين تحدَّث عن الجمعيات المهنية بوصفها روابط تجمع المحترفين في مجالات الثقافة والفنون، وتعمل على تطوير مهاراتهم، وتنظيم مصالحهم، وتوثيق منجزهم الإبداعي، تحت إشراف وزارة الثقافة. إن ما كشفته المداخلات لاحقاً هو أنّ دور هذه الجمعيات تجاوز التعريف النظري إلى الاشتباك المباشر مع ملفات التشريع والتصنيف والحوكمة.

وأشار الرئيس التنفيذي لـ«جمعية الترجمة السعودية» عبد الرحمن السيد إلى أن الجمعيات المهنية الثقافية تُمثل تجربة حديثة نسبياً في السعودية، إذ جرى تأسيس 16 جمعية حتى اليوم، تغطّي طيفاً واسعاً من القطاعات الإبداعية ضمن مستهدفات «رؤية المملكة 2030». وأوضح أنّ هذه الجمعيات تعمل بوصفها صوتاً مهنياً للممارسين أمام الجهات الرسمية وسوق العمل، من خلال حصر المبدعين، ورفع وعيهم المهني، وتصنيفهم وفق قدراتهم، وبناء قواعد بيانات دقيقة تسهم في تنظيم القطاع.

لكن هذا الدور، وفق السيد، لا يمكن أن يتحقَّق من دون عمل مؤسَّسي صارم، مؤكداً أنّ الحوكمة والالتزام والشفافية المالية تُشكّل ركائز أساسية لنجاح الجمعيات، خصوصاً في قطاع يسعى إلى بناء ثقة طويلة الأمد مع السوق والمؤسّسات.

ومن زاوية أخرى، شدَّد المدير العام لـ«الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون» خالد الباز على أنّ الرهان الحقيقي لا يكمن في عدد الجمعيات، بل في جودة أدائها. ورأى أنّ إنشاء الجمعيات المهنية، بدعم مباشر من وزارة الثقافة، جاء بهدف إحداث نهضة ثقافية شاملة، وتوسيع دائرة المشاركة، إذ لا يبقى الحراك الثقافي حكراً على المؤسّسات الحكومية، بل يكون فضاءً مفتوحاً للممارسين أنفسهم. ولفت إلى أنّ صناعة المبدع تتطلَّب بيئة حاضنة، وتنظيماً واعياً، وقدرة على إزالة العوائق التي تعترض طريقه.

أما تجربة «جمعية الأزياء المهنية»، فقدَّمت مثالاً عملياً على ما يمكن أن تُحقّقه الجمعيات حين تنتقل من التأسيس إلى الفعل. وتحدَّثت الرئيسة التنفيذية للجمعية، لولوة الشقحاء، عن تحدّيات البدايات، وفي مقدّمتها صعوبة الوصول إلى الممارسين، وبناء قواعد بيانات، وتنظيم العمل المؤسَّسي. واستطاعت الجمعية، وفق حديثها، تجاوز هذه المرحلة لتضم اليوم نحو 6 آلاف عضو، يعملون ضمن منظومة تشمل تصنيف الخبرات، وتأهيل الأعضاء لسوق العمل، وتنظيم برامج تدريبية متخصّصة، وربط المنتجات الإبداعية بالمسارات السوقية.

وبيّن الدكتور محمد العقلا لـ«الشرق الأوسط» البُعد التشريعي لعمل الجمعيات، مؤكداً أنّ هدفها الأساسي يتمثَّل في تهيئة سوق عمل ثقافية «مهيّأة ومحوكمة وواعدة». وأوضح أنّ الجمعيات تضطلع بدور مؤثر في دراسة الأنظمة والتشريعات المرتبطة بالقطاع الثقافي، وتحليلها، ورفع التوصيات لتطويرها أو تعديلها. وقال إنّ غياب التصنيف المهني الدقيق للممارسين الثقافيين، من كاتب وروائي وشاعر، يُمثّل فجوة حقيقية تعمل الجمعيات على معالجتها عبر قراءة الواقع وصياغة تصنيفات مهنية تُرفع إلى الجهات المتخصّصة، سواء في الدليل المهني الموحَّد أو لدى الجهات المعنية بالموارد البشرية.

وفي ملف الحقوق الفكرية، شدَّد العقلا على أنّ الجمعيات تُمثّل صوت المهني نفسه، وأنّ رفع الوعي يُشكّل الخطوة الأولى في حفظ الحقوق، من خلال الحملات التوعوية وإصدار الأدلة المهنية التي باتت تُشكّل مرجعاً للممارس الثقافي. كما نفى وجود أي صراعات بين الجمعيات، مؤكداً أن العلاقة بينها تقوم على التكامُل وتبادل الخبرات، واصفاً التنافُس القائم بأنه «حميد»، خصوصاً في ظلّ عملها جميعاً تحت مظلّة واحدة تابعة لوزارة الثقافة.

ومن جهتها، أوضحت لولوة الشقحاء لـ«الشرق الأوسط» أنّ التحدّيات التي تُواجه الجمعيات اليوم لم تعد تأسيسية بقدر ما هي مرتبطة بالاستدامة وقياس الأثر. وأشارت إلى أنّ تنويع مصادر التمويل، ومواكبة المتطلّبات التنظيمية، وتوحيد الجهود ضمن أولويات واضحة، تُمثّل تحدّيات مشتركة يمكن تجاوزها عبر نماذج عمل متوازنة تقوم على الشراكات والخدمات المهنية، وبرامج طويلة المدى ذات مؤشّرات أداء قابلة للقياس. وأضافت أنّ الجمعيات، بحُكم قربها من الممارسين وحاجات السوق، تلعب دوراً محورياً في تأهيل الكفاءات وصناعة القيادات، عبر التدريب التطبيقي، والإرشاد المهني، وترسيخ المعايير وأخلاقيات الممارسة.

وما تكشفه هذه الجلسة هو أنّ التحول الثقافي في السعودية لا يُصاغ فقط على خشبات المسرح أو أغلفة الكتب، بل في التفاصيل التنظيمية التي قد لا يراها الجمهور: في التصنيفات، والأدلة المهنية، والتشريعات، وقواعد البيانات. هناك، حيث تعمل الجمعيات المهنية بهدوء، تُثبَّت الأسس لصناعة ثقافية أكثر نضجاً، تعيد تعريف الثقافة بوصفها مهنة، لا مجرّد موهبة.


«سلمى»... نهاية صادمة مقابل أداء تمثيلي متقن

الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)
الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)
TT

«سلمى»... نهاية صادمة مقابل أداء تمثيلي متقن

الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)
الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)

استغرب متابعو المسلسل المعرّب «سلمى» نهايته الفاترة وغير المتوقعة، فخاب أمل المشاهد العربي بعمل درامي أغرته قصّته الإنسانية وتابعه بحماس على مدى 3 أشهر، مترقّباً بفارغ الصبر الحلقة التسعين والأخيرة. غير أنّ هذه الخاتمة جاءت باهتة، ولم تتجاوز مدتها الحقيقية سوى نصف الحلقة، أي نحو 30 دقيقة، فتركت وراءها علامات استفهام كثيرة لدى جمهور لم يرقَ له هذا الاستخفاف بذكائه.

وتدور قصة العمل حول سلمى (مرام علي) التي اختفى زوجها جلال (نيقولا معوّض) من حياتها بين ليلة وضحاها، واضطرت إلى أن تعمل، رغم مرضها، لتأمين لقمة العيش لأولادها، وعندما حانت لحظة الحقيقة كي تلتقيه وتدرك ما جرى في الواقع، مات وهو بين يديها.

وانهمرت التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول هذه النهاية، فتصدّرت الـ«تريند»، وكانت في معظمها تحمّل المخرج مسؤولية إفقاده بريقها. فلا سلمى فهمت سر اختفاء زوجها لسنوات طويلة، ولا جلال استطاع الاعتذار لها وإخبارها بحقيقة غيابه المفاجئ. حتى إن التعليقات تناولت سوء إدارة الممثلين في مشهد إطلاق النار على جلال، فغابت ردود الفعل الطبيعية لدى شخصيات المسلسل، ولم تحضر سيارة الإسعاف، رغم وجود الطبيبة وفاء (فرح بيطار) لحظة حصول الحادثة.

نيقولا معوّض قدّم أداءً لافتاً في الحلقة الأخيرة من «سلمى» (فيسبوك)

وما شفع لهذه النهاية هو أداء بعض أبطال العمل. وتوقف كثيرون عند شخصية جلال التي يُجسدها نيقولا معوّض، فقد استطاع، رغم المساحة المحدودة لدوره، أن يلفت الأنظار بأدائه المؤثّر.

وبرزت قمّة إبداعه التمثيلي في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حين قدّم مشهد لقائه بزوجته سلمى بأسلوب احترافي ودقيق، فنجح في الخروج من دائرة الانتقادات القاسية التي وُجّهت لحلقة الختام، ما دفع المشاهدين إلى تحميل مخرج العمل مسؤولية عدم منحه المساحة التمثيلية التي يستحقّها. صحيح أنّ المشهد لم يستغرق سوى دقائق معدودة، لكنّها كانت كافية ليبلغ معوّض ذروة الإحساس والمشاعر التي تحيط بهذا اللقاء، وكان قد سبق لنيقولا معوّض أن أثار عاطفة المشاهد في حلقة سابقة؛ حيث تضمّنت اللقاء الذي جمعه بطفليه شادي (أحمد جاويش) وجولي (روسيل إبراهيم)، في مشهد لامس الإحساس وطبع في ذاكرة المشاهد.

والمعروف أن معوّض اللبناني يُعدّ حالياً واحداً من نجوم الدراما المصرية. كما كانت له تجربة عالمية في فيلم أميركي بعنوان «His only son» جسّد فيه دور النبي إبراهيم.

يتألّف مسلسل «سلمى» في نسخته التركية الأصلية «امرأة» من 3 مواسم، وقد عُرضت حلقته الأخيرة عام 2020. وبعد مرور 5 سنوات، تابع المشاهد العربي نسخته المعرّبة. وكما درجت العادة لدى الشركة المنتجة للمسلسلات المعرّبة (إم بي سي) يتم اختصار الأعمال التركية إلى 90 حلقة. وهو ما طُبّق سابقاً في مسلسلات «الثمن»، و«القدر»، و«كريستال» وغيرها؛ حيث جاءت النهايات، إلى حدّ ما، على قدر توقّعات الجمهور. غير أنّ «سلمى» شهد اختصاراً طال أحداثاً محورية وأساسية، كان المشاهد يعوّل على تلخيصها لا على بترها.

وانتقد الجمهور أسلوب الإخراج الذي اعتمد على الإطالة وتضييع الوقت ضمن سردية غير متماسكة، مع التركيز على مشاهد غير محورية لاستكمال حبكة بدت ناقصة. وعبّر أحد المشاهدين عن استيائه من نهاية المسلسل عبر حسابه على «تيك توك»، قائلاً: «لقد ندمت على إضاعة وقتي في متابعة 89 حلقة دون جدوى، فالحلقة التسعون والأخيرة كانت فاشلة بكل ما للكلمة من معنى».

وفي السياق نفسه، لجأت مشاهدة أخرى إلى السخرية، عادّةً أنّ المخرج لم يحترم وعي الجمهور. إذ جاءت النهاية مصنوعة بخفّة، وغاب عنها عنصر التشويق. كما وصف عدد من المتابعين أسلوب الإخراج بالقديم، لاعتماده على تبادل نظرات مطوّلة والتحديق في الفراغ بدل التركيز على اللحظة الدرامية والمكان المناسبين. وهو ما عُدّ، برأيهم، أسلوباً لا يليق لا بعقل المشاهد ولا بالحماس الذي واكب متابعة المسلسل طوال أشهر.

في المقابل، حصد بعض الممثلين التقدير الذي يستحقونه من الجمهور، أبرزهم طوني عيسى، الذي أثار إعجاب النقّاد بأدائه الهادئ والمتمكّن، وكذلك نقولا دانيال، الذي جسّد دور الجدّ الفائض بالعاطفة والحنان تجاه أحفاده وبناته.

طوني عيسى من الممثلين الذين تركوا أثرهم على المشاهد العربي (فيسبوك)

أما تقلا شمعون، فقدّمت دوراً مختلفاً من خلال شخصية هويدا، والدة سلمى وميرنا (ستيفاني عطالله). فأثنى المشاهد على حرصها الدائم على عدم تكرار نفسها في أدوار متشابهة، وكذلك على قدرتها في تقديم شخصية جديدة بأبعاد إنسانية واضحة.

من جهتها، قدّمت ستيفاني عطالله دور الشرّ بأبهى حلّة، فتقمّصت شخصية ميرنا المركّبة، التي تعاني اختلالاً نفسياً وفكرياً. وبلغ الحقد والكره لديها تجاه شقيقتها سلمى حدّاً جعل المشاهد يصدّقها ويكرهها بدوره.

ولا يمكن إغفال الأداء اللافت الذي قدّمه الطفلان شادي (أحمد جاويش)، وجولي (روسيل إبراهيم)، فوضعا فنّ التمثيل في مرتبة عالية قياساً إلى عمرهما الصغير. ونجحا في خطف أنظار المشاهدين بموهبتيهما العفوية والمعبّرة.

صحيح أنّ الدراما تعكس في كثير من الأحيان واقعاً نعيشه، ويُسمح لها أحياناً بتوظيف الخيال في سياق أحداثها، غير أنّ النهايات تبقى الحلقة الأصعب والامتحان الحقيقي لأي عمل، فهي إما أن تُعزّز نجاحه وإما تسقطه.

وفي «سلمى» المعرّب، كان كثيرون يدركون طبيعة خاتمته، ولا سيما من تابعوا نسخته الأصلية وعرفوا تفاصيلها، ولكن ذلك لم يشفع لنهاية مبتورة خيّبت آمال المشاهد العربي، فشكّلت سقطة درامية مدوّية في مسيرة هذا النوع من الدراما المعرّبة.


اكتشاف آلاف آثار أقدام الديناصورات في شمال إيطاليا

آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)
آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)
TT

اكتشاف آلاف آثار أقدام الديناصورات في شمال إيطاليا

آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)
آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)

عُثر على آلاف من آثار أقدام الديناصورات، العائد تاريخها إلى 210 ملايين عام، في محمية وطنية شمال إيطاليا.

وتنتظم آثار الأقدام، التي يصل قُطر بعضها إلى 40 سنتيمتراً، في صفوف متوازية، ويُظهر كثير منها آثاراً واضحة للأصابع والمخالب.

ووفق «بي بي سي»، يُعتقد أنّ هذه الديناصورات كانت من نوع «بروساوروبود»، وهي ديناصورات عاشبة تتميَّز بأعناق طويلة ورؤوس صغيرة ومخالب حادّة.

وقال عالم الحفريات المقيم في ميلانو، كريستيانو دال ساسو: «لم أكن أتخيّل أبداً أنني سأعثر على مثل هذا الاكتشاف المذهل في المنطقة التي أعيش فيها».

كان مصوّر فوتوغرافي قد رصد في سبتمبر (أيلول) الماضي آثار الأقدام، وهي تمتد لمئات الأمتار على جدار جبلي رأسي في محمية «ستيلفيو» الوطنية، شمال شرقي ميلانو.

وفي العصر الترياسي، قبل ما يتراوح بين 250 و201 مليون سنة تقريباً، كان هذا الجدار مسطّحاً طينياً ساحلياً (منطقة مد وجزر)، وأصبح لاحقاً جزءاً من سلسلة جبال الألب.

وقال دال ساسو: «كان هذا المكان يعجّ بالديناصورات في الماضي. إنه كنز علمي هائل».

وأضاف أنّ القطعان كانت تتحرّك في تناغم، «وهناك أيضاً آثار لسلوكيات أكثر تعقيداً، مثل تجمُّع مجموعات من الحيوانات في دائرة، ربما لأغراض الدفاع».

كانت ديناصورات «البروساوروبود»، التي قد يصل طولها إلى 10 أمتار، تمشي على ساقين، ولكن في بعض الحالات عُثر على آثار أيدٍ أمام آثار الأقدام، ممّا يشير إلى أنها ربما توقّفت وأراحت أطرافها الأمامية على الأرض.

وقال المصوّر الذي اكتشف الموقع إيليو ديلا فيريرا، إنه يأمل أن يثير هذا الاكتشاف «تأمّلاً فينا جميعاً، ويسلّط الضوء على مدى ضآلة ما نعرفه عن الأماكن التي نعيش فيها: وطننا، كوكبنا».

ووفق بيان صحافي صادر عن وزارة الثقافة الإيطالية، فإنّ المنطقة نائية ولا يمكن الوصول إليها عبر الممرات، لذا ستُستخدم الطائرات المُسيّرة وتقنيات الاستشعار من بُعد بدلاً من ذلك.

وتقع محمية «ستيلفيو» الوطنية في وادي «فرايلي» عند حدود إيطاليا مع سويسرا، بالقرب من المكان الذي ستُقام فيه الألعاب الأولمبية الشتوية العام المقبل.

وقالت وزارة الثقافة الإيطالية: «الأمر يبدو كأنّ التاريخ نفسه أراد أن يُقدّم تحية لأكبر حدث رياضي عالمي، جامعاً بين الماضي والحاضر في تسليم رمزي للشعلة بين الطبيعة والرياضة».