حلفاء النظام السوري يكررون أن لا حل عسكريًا.. والمعلم يرى الذهاب إلى «جنيف 3» سابقًا لأوانه

المعارضة تعتبر الإصرار على «مزاعم مكافحة الإرهاب» تهربًا من استحقاق الحل السياسي

حلفاء النظام السوري يكررون أن لا حل عسكريًا.. والمعلم يرى الذهاب إلى «جنيف 3» سابقًا لأوانه
TT

حلفاء النظام السوري يكررون أن لا حل عسكريًا.. والمعلم يرى الذهاب إلى «جنيف 3» سابقًا لأوانه

حلفاء النظام السوري يكررون أن لا حل عسكريًا.. والمعلم يرى الذهاب إلى «جنيف 3» سابقًا لأوانه

كرر نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وحلفاؤه في إيران ولبنان، أمس، رؤيتهم أن الحل في سوريا «يجب أن يكون سياسيًا»، رغم أن هذا التأكيد لم يتزامن مع إعلان عملي لاستبعاد الخيار العسكري، في حين أعلن وزير خارجية النظام وليد المعلم أن «الذهاب إلى (جنيف 3) سابق لأوانه ما لم يتوصل السوريون فيما بينهم إلى معالجة قضاياهم»، مشددًا على أن «أي حل سياسي لا ينتج عن الحوار بين السوريين ولا يضع مكافحة الإرهاب أولوية لن يكون مجديًا». المجتمعون قدّموا في «المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري» الذي عقد في دمشق أمس، ما سبق لهم تكراره على الدوام وهو اعتبار قضية «مكافحة الإرهاب» أولوية تسبق الحل السياسي، وهو ما رأت فيه المعارضة السورية تكرارًا لفشل جهود الحل السياسي في سوريا، نظرًا لأن التمسك بهذه القضية واعتبارها أولوية، هو ما أفشل مؤتمر جنيف عام 2014.
هشام مروة، نائب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض قال لـ«الشرق الأوسط» معلقًا، إن تمسك النظام بهذه القضية «هو تهرب من استحقاق الحل السياسي الذي يدفع به المجتمع الدولي في هذا الوقت... وعلى النظام الذهاب إلى الحل، بهدف حقن دماء السوريين، لأنه سيجد نفسه خارج المعادلة حتمًا، لاعتبارات خارجية وداخلية».
ورأى مروة أن «الحديث عن مكافحة الإرهاب، هو كلام حق يُراد به باطل»، لافتًا إلى أن تمسك النظام بهذا المبدأ الذي كان الدافع الأساسي لإفشال مفاوضات جنيف في عام 2014، «يعني أن لا حل سياسيًا سيتم التوصل إليه، ولا مكافحة الإرهاب»، وأوضح أنه «لا يمكن مكافحة الإرهاب من غير الالتزام بقرار مجلس الأمن 2118 وتحديدًا الفقرتين 16 و17 اللتين تتحدثان عن مرجعية بيان (جنيف 1) وهيئة تشكيل هيئة الحل الانتقالي». وتابع مروة أن مكافحة الإرهاب تتم «حين توجد هيئة حكم انتقالية تجمع السوريين جميعًا على مكافحته».
أما فيما يخص المؤتمر الذي عقده النظام وداعموه في دمشق فأعلن أمس عن «استعداده للانخراط في عملية سياسية» وفق رؤيته؛ إذ أكد المعلم أن «لدى الحكومة السورية أفكارا بناءة لحل سياسي شامل يسهم في رسم مستقبل سوريا»، مدعيًا التزام دمشق بتنفيذ مخرجات حوار موسكو. وقال: «ما زلنا نعتقد أن الذهاب إلى (جنيف 3) سابق لأوانه ما لم يتوصل السوريون فيما بينهم إلى معالجة قضاياهم، وعلى هذا الأساس رحبنا في موسكو باحتمال عقد (موسكو 3) من أجل التحضير الجيد لمؤتمر جنيف».
كذلك شدد المعلم على أن «أي حل سياسي لا ينتج عن الحوار بين السوريين ولا يضع مكافحة الإرهاب أولوية لن يكون مجديًا... ولهذا أدعو أبناء سوريا ممن حملوا السلاح في وجه الدولة للعودة إلى صفوف الجيش العربي السوري والقوات المسلحة لنحارب معا الإرهاب الذي يستهدف جميع السوريين ووحدة وسيادة الجمهورية العربية السورية». وأردف أن «هناك حاجة كبيرة لإقامة تحالف إقليمي ضد الإرهاب، بعد فشل التحالف الأميركي في محاربة تنظيم داعش الإرهابي»، قائلاً إن «دول الجوار لم تنفذ قرارات مجلس الأمن في مكافحة الإرهاب، وإن جهود مكافحة الإرهاب ستبقى غير فاعلة في حال عدم تنفيذ تلك الدول للقرارات الدولية».
بدوره، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن «الحل في سوريا يجب أن يكون سياسيًا وبين أبناء الشعب السوري»، مشيرًا إلى أن الاستقرار في لبنان ليس معجزة بل هو صنيعة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. وأضاف قاسم: «محور المقاومة شارك إلى جانب سوريا بكل فخر واعتزاز ووضوح في التصدي للمؤامرة... وبعد هذه المدة الزمنية لن يتمكن أحد من أسر إرادة الشعب السوري، أو إسقاط سوريا أو حتى إخراجها من دائرة محور المقاومة». وشدد قاسم على أن حزب الله مستمر في دعمه «لسوريا المقاومة»، قائلاً: «سنكون في كل موقع يتطلبه مشروع المقاومة».
ومن جانبه قال علي أحمد جنتي، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران، خلال الجلسة الأولى للمؤتمر: «إيران وقفت وستقف إلى جانب الشعب السوري لأنها إلى جانب الحق والعدل والمظلومين». وكان جنتي قال في تصريحات للصحافيين في مطار دمشق إنه «لا خيار عسكريا للأزمة في سوريا»، حسبما ذكرت أمس الجمعة وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). وشدد جنتي على دعم إيران، حكومة وشعبا، لسوريا التي تقف في الخط الأمامي للمقاومة بوجه العدو «الصهيوني» والتكفيريين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.