كرر نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وحلفاؤه في إيران ولبنان، أمس، رؤيتهم أن الحل في سوريا «يجب أن يكون سياسيًا»، رغم أن هذا التأكيد لم يتزامن مع إعلان عملي لاستبعاد الخيار العسكري، في حين أعلن وزير خارجية النظام وليد المعلم أن «الذهاب إلى (جنيف 3) سابق لأوانه ما لم يتوصل السوريون فيما بينهم إلى معالجة قضاياهم»، مشددًا على أن «أي حل سياسي لا ينتج عن الحوار بين السوريين ولا يضع مكافحة الإرهاب أولوية لن يكون مجديًا». المجتمعون قدّموا في «المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري» الذي عقد في دمشق أمس، ما سبق لهم تكراره على الدوام وهو اعتبار قضية «مكافحة الإرهاب» أولوية تسبق الحل السياسي، وهو ما رأت فيه المعارضة السورية تكرارًا لفشل جهود الحل السياسي في سوريا، نظرًا لأن التمسك بهذه القضية واعتبارها أولوية، هو ما أفشل مؤتمر جنيف عام 2014.
هشام مروة، نائب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض قال لـ«الشرق الأوسط» معلقًا، إن تمسك النظام بهذه القضية «هو تهرب من استحقاق الحل السياسي الذي يدفع به المجتمع الدولي في هذا الوقت... وعلى النظام الذهاب إلى الحل، بهدف حقن دماء السوريين، لأنه سيجد نفسه خارج المعادلة حتمًا، لاعتبارات خارجية وداخلية».
ورأى مروة أن «الحديث عن مكافحة الإرهاب، هو كلام حق يُراد به باطل»، لافتًا إلى أن تمسك النظام بهذا المبدأ الذي كان الدافع الأساسي لإفشال مفاوضات جنيف في عام 2014، «يعني أن لا حل سياسيًا سيتم التوصل إليه، ولا مكافحة الإرهاب»، وأوضح أنه «لا يمكن مكافحة الإرهاب من غير الالتزام بقرار مجلس الأمن 2118 وتحديدًا الفقرتين 16 و17 اللتين تتحدثان عن مرجعية بيان (جنيف 1) وهيئة تشكيل هيئة الحل الانتقالي». وتابع مروة أن مكافحة الإرهاب تتم «حين توجد هيئة حكم انتقالية تجمع السوريين جميعًا على مكافحته».
أما فيما يخص المؤتمر الذي عقده النظام وداعموه في دمشق فأعلن أمس عن «استعداده للانخراط في عملية سياسية» وفق رؤيته؛ إذ أكد المعلم أن «لدى الحكومة السورية أفكارا بناءة لحل سياسي شامل يسهم في رسم مستقبل سوريا»، مدعيًا التزام دمشق بتنفيذ مخرجات حوار موسكو. وقال: «ما زلنا نعتقد أن الذهاب إلى (جنيف 3) سابق لأوانه ما لم يتوصل السوريون فيما بينهم إلى معالجة قضاياهم، وعلى هذا الأساس رحبنا في موسكو باحتمال عقد (موسكو 3) من أجل التحضير الجيد لمؤتمر جنيف».
كذلك شدد المعلم على أن «أي حل سياسي لا ينتج عن الحوار بين السوريين ولا يضع مكافحة الإرهاب أولوية لن يكون مجديًا... ولهذا أدعو أبناء سوريا ممن حملوا السلاح في وجه الدولة للعودة إلى صفوف الجيش العربي السوري والقوات المسلحة لنحارب معا الإرهاب الذي يستهدف جميع السوريين ووحدة وسيادة الجمهورية العربية السورية». وأردف أن «هناك حاجة كبيرة لإقامة تحالف إقليمي ضد الإرهاب، بعد فشل التحالف الأميركي في محاربة تنظيم داعش الإرهابي»، قائلاً إن «دول الجوار لم تنفذ قرارات مجلس الأمن في مكافحة الإرهاب، وإن جهود مكافحة الإرهاب ستبقى غير فاعلة في حال عدم تنفيذ تلك الدول للقرارات الدولية».
بدوره، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن «الحل في سوريا يجب أن يكون سياسيًا وبين أبناء الشعب السوري»، مشيرًا إلى أن الاستقرار في لبنان ليس معجزة بل هو صنيعة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. وأضاف قاسم: «محور المقاومة شارك إلى جانب سوريا بكل فخر واعتزاز ووضوح في التصدي للمؤامرة... وبعد هذه المدة الزمنية لن يتمكن أحد من أسر إرادة الشعب السوري، أو إسقاط سوريا أو حتى إخراجها من دائرة محور المقاومة». وشدد قاسم على أن حزب الله مستمر في دعمه «لسوريا المقاومة»، قائلاً: «سنكون في كل موقع يتطلبه مشروع المقاومة».
ومن جانبه قال علي أحمد جنتي، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران، خلال الجلسة الأولى للمؤتمر: «إيران وقفت وستقف إلى جانب الشعب السوري لأنها إلى جانب الحق والعدل والمظلومين». وكان جنتي قال في تصريحات للصحافيين في مطار دمشق إنه «لا خيار عسكريا للأزمة في سوريا»، حسبما ذكرت أمس الجمعة وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). وشدد جنتي على دعم إيران، حكومة وشعبا، لسوريا التي تقف في الخط الأمامي للمقاومة بوجه العدو «الصهيوني» والتكفيريين.
حلفاء النظام السوري يكررون أن لا حل عسكريًا.. والمعلم يرى الذهاب إلى «جنيف 3» سابقًا لأوانه
المعارضة تعتبر الإصرار على «مزاعم مكافحة الإرهاب» تهربًا من استحقاق الحل السياسي
حلفاء النظام السوري يكررون أن لا حل عسكريًا.. والمعلم يرى الذهاب إلى «جنيف 3» سابقًا لأوانه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة