دول أفريقية تدعو إلى وقف الاقتتال في الكونغو الديمقراطية

بلجيكا تتدخل لتخفيف التوتر بين الكونغو ورواندا

الرئيس الرواندي بول كاغامي يصل إلى قمة رؤساء دول مجموعة شرق أفريقيا في بوجومبورا بوروندي السبت (أ.ف.ب)
الرئيس الرواندي بول كاغامي يصل إلى قمة رؤساء دول مجموعة شرق أفريقيا في بوجومبورا بوروندي السبت (أ.ف.ب)
TT

دول أفريقية تدعو إلى وقف الاقتتال في الكونغو الديمقراطية

الرئيس الرواندي بول كاغامي يصل إلى قمة رؤساء دول مجموعة شرق أفريقيا في بوجومبورا بوروندي السبت (أ.ف.ب)
الرئيس الرواندي بول كاغامي يصل إلى قمة رؤساء دول مجموعة شرق أفريقيا في بوجومبورا بوروندي السبت (أ.ف.ب)

دعت دول شرق أفريقيا خلال قمة استثنائية، إلى «الوقف الفوري» للاقتتال الدائر في مناطق واسعة من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما بين متمردين والجيش الحكومي، وهو التمرد الذي يعود إلى خلافات سياسية بين الكونغو ورواندا، وصراع إقليمي على مناطق غنية بالثروات المعدنية.
القمة الاستثنائية التي انعقدت في مدينة بوجمبورا، عاصمة بوروندي، شارك فيها قادة بوروندي وكينيا وأوغندا وتنزانيا، بالإضافة إلى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، ونظيره الرواندي بول كاغامي، رغم الخلافات القوية بين الأخيرين، والتي ساهمت بشكل كبير في تعقيد المباحثات من أجل إنهاء الاقتتال في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ورغم ذلك، دعت القمة في بيانها الختامي، جميع الأطراف إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، كما طلبت من المجموعات المسلحة «الانسحاب فورا» من شرق الكونغو الديمقراطية، بما في ذلك تلك المجموعات «الأجنبية»، وذلك في تلميح ضمني إلى وجود مقاتلين من رواندا ومرتزقة، كما سبق وأعلنت الكونغو الديمقراطية التي تتهم جارتها بدعم حركة (إم 23) المتمردة، والتي تسيطر على العديد من مدن شرقي الكونغو الديمقراطية. قادة دول شرق أفريقيا، طلبوا في نهاية قمتهم الاستثنائية، من قادة جيوش دول المنطقة عقد اجتماع طارئ، في غضون أسبوع من أجل تحديد جدول زمني لانسحاب المجموعات المسلحة من شرق الكونغو الديمقراطية، وخلصوا في البيان الختامي إلى أن «الحوار» هو السبيل الوحيد لتسوية الأزمة. ولكن الدعوة إلى صياغة خارطة طريق جديدة، لم تعجب الكونغو الديمقراطية، التي سبق أن شددت على أن المباحثات خلال القمة الاستثنائية يجب أن تركز على تقييم تنفيذ خارطة طريق سبق أن اتفق عليها في لواندا، عاصمة أنغولا، يوليو (تموز) 2022، وتفرض على حركة (إم 23) المتمردة، أن تشرع في الانسحاب يوم 15 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقالت حكومة الكونغو الديمقراطية: «قوات (إم 23) الإرهابية لم تغادر يوماً هذه المناطق، على العكس هي وحلفاؤها وسعوا مناطق احتلالهم»، وبالفعل تتحدث التقارير عن سيطرة المتمردين على مناطق شاسعة من شمال إقليم (كيفو)، وهي مناطق غنية بالمعادن، كما سيطر المتمردون على مدن عدة بينها (كيتشانغا) التي تضم ستين ألف نسمة، ما أدى إلى فرار الآلاف في الأيام الأخيرة.
ومع تقدم المتمردين على الأرض، أقر الجيش بانسحابه من بعض المدن لتحييد السكان المدنيين، فيما أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية، أمس السبت، أن عشرات آلاف الأشخاص «محاصرون جراء أعمال العنف المسلحة» مع التقدم الأخير الذي أحرزه المتمردون.
في غضون ذلك، دان مجلس الأمن الدولي بشدة الهجمات الأخيرة التي شنتها ميليشيات متمردة شرقي الكونغو الديمقراطية، وطالب كل الجماعات المسلحة الناشطة في الكونغو الديمقراطية بإلقاء سلاحها، وأن تحل على الفور وبشكل نهائي وتنبذ العنف وتطلق سراح الأطفال الجنود بين صفوفها.
وحث مجلس الأمن جميع الجماعات المسلحة في الكونغو، على المشاركة دون قيد أو شرط، في عملية نيروبي التي تقودها مجموعة دول شرق أفريقيا من أجل تهيئة الظروف السياسية للإعداد لبرنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة التأهيل المجتمعي والاستقرار. كذلك دعا مجلس الأمن الدولي الجماعات المسلحة الأجنبية إلى العودة إلى بلدانها الأصلية.
وفيما يحتدم القتال على الأرض، تتأزم أكثر العلاقة بين الكونغو الديمقراطية وجارتها رواندا، خاصةً أن كينشاسا تتهم كيغالي بالوقوف خلف التمرد المسلح، وأن لديها أطماعا في الأراضي الشاسعة للكونغو الديمقراطية، خاصةً تلك الغنية بالمعادن والمواد الأولية، والعلاقة بين البلدين تحمل خلفها تاريخاً طويلا من الحروب وحركات التمرد والصراعات المسلحة.
الكونغو الديمقراطية واحدة من أكثر دول أفريقيا مساحة، إذ تمتد على قرابة مليونين ونصف المليون كيلومتر مربع، من المحيط الأطلسي وصولاً إلى منطقة البحيرات الكبرى في قلب القارة الأفريقية، وهي واحدة من أغنى الدول الأفريقية بالموارد المعدنية، ولكنها ظلت منذ الاستقلال عن بلجيكا تعاني من الحروب الأهلية الدامية.
ومن أجل تخفيف حدة التوتر بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، وصلت إلى كينشاسا وزيرة خارجية بلجيكا حاجة لحبيب، وذلك في إطار مبادرة أوروبية، تسعى لوضع استراتيجية جديدة في منطقة البحيرات الكبرى، وأجرت لحبيب مباحثات مع رئيس الكونغو فيليكس تشيسيكيدي، تركزت حول أعمال الاقتتال الدائرة في شرق البلاد.


مقالات ذات صلة

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

أفريقيا هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

بينما تستعد بريطانيا لتتويج الملك تشارلز الثالث (السبت)، وسط أجواء احتفالية يترقبها العالم، أعاد مواطنون وناشطون من جنوب أفريقيا التذكير بالماضي الاستعماري للمملكة المتحدة، عبر إطلاق عريضة للمطالبة باسترداد مجموعة من المجوهرات والأحجار الكريمة التي ترصِّع التاج والصولجان البريطاني، والتي يشيرون إلى أن بريطانيا «استولت عليها» خلال الحقبة الاستعمارية لبلادهم، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الدول الأفريقية على المطالبة باسترداد ثرواتها وممتلكاتها الثمينة التي استحوذت عليها الدول الاستعمارية. ودعا بعض مواطني جنوب أفريقيا بريطانيا إلى إعادة «أكبر ماسة في العالم»، والمعروفة باسم «نجمة أفريقيا»، وا

أفريقيا «النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

«النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

مع تركيز مختلف القوى الدولية على أفريقيا، يبدو أن الاقتصادات الهشة للقارة السمراء في طريقها إلى أن تكون «الخاسر الأكبر» جراء التوترات الجيو - استراتيجية التي تتنامى في العالم بوضوح منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقَّع تقرير صدر، (الاثنين)، عن صندوق النقد الدولي أن «تتعرض منطقة أفريقيا جنوب الصحراء للخسارة الأكبر إذا انقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين معزولتين تتمحوران حول الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل». وذكر التقرير أن «في هذا السيناريو من الاستقطاب الحاد، ما يؤدي إلى أن تشهد اقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضا دائماً بنسبة تصل إلى 4 في الما

أفريقيا السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، اليوم (الثلاثاء)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاهية البلاد وشعبها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية السعودي، برئيس المفوضية، وتناول آخر التطورات والأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية، كما ناقش المستجدات والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا «مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

«مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تؤرق غالبية دول القارة الأفريقية، الأجندة الأوغندية، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، في شهر مايو (أيار) الجاري. ووفق المجلس، فإنه من المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان له، أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيناقش نتا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة «التطرف والإرهاب»، التي تقلق كثيراً من دول القارة الأفريقية، أجندة أوغندا، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في مايو (أيار) الحالي. ومن المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي؛ لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب الإرهابية» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة «الإرهاب» في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان، أنه سيناقش نتائج الحوار الوطني في تشاد، ولا سيما المسألتين ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
TT

إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)

وقع إطلاق نار كثيف، الخميس، في جوبا عاصمة جنوب السودان بمقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، أكول كور، الذي أقيل الشهر الماضي، حسبما أكد مصدر عسكري، فيما تحدّثت الأمم المتحدة عن محاولة لتوقيفه.

وبدأ إطلاق النار نحو الساعة السابعة مساء (17.00 ت.غ) قرب مطار جوبا واستمر زهاء ساعة، بحسب مراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأبلغت الأمم المتحدة في تنبيه لموظفيها في الموقع، عن إطلاق نار «مرتبط بتوقيف الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات»، ناصحة بالبقاء في أماكن آمنة.

وقال نول رواي كونغ، المتحدث العسكري باسم قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان، لإذاعة بعثة الأمم المتحدة في البلاد (مينوس) إنه «حصل إطلاق نار في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق».

وأضاف: «شمل ذلك قواتنا الأمنية التي تم نشرها هناك لتوفير مزيد من الأمن».

وتابع: «لا نعرف ماذا حدث، وتحول سوء التفاهم هذا إلى إطلاق نار»، و«أصيب جنديان بالرصاص». وأضاف: «بعد ذلك هرعنا إلى مكان الحادث... وتمكنا من احتواء الموقف عبر إصدار أمر لهم بالتوقف».

وقال: «مصدر عسكري مشارك في العملية» لصحيفة «سودانز بوست» اليومية، إن أكول كور أوقف بعد قتال عنيف خلف «عشرات القتلى والجرحى من عناصره»، لكن التوقيف لم يتأكد رسمياً حتى الآن.

وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأخرى نشرتها الصحيفة شبه توقف لحركة المرور بالقرب من مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، حيث فر سائقون خائفون بعد سماع إطلاق النار تاركين سياراتهم، وفقاً لصحيفة «سودانز بوست».

وأقال رئيس جنوب السودان سلفاكير في أكتوبر (تشرين الأول) رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية أكول كور الذي تولى منصبه منذ استقلال البلاد عام 2011، وكلّفه تولي منصب حاكم ولاية واراب التي تشهد اضطرابات.

ولم تُحدّد أسباب هذه الخطوة. ويأتي هذا القرار بعد أسابيع من إعلان الحكومة تأجيلاً جديداً لعامين، لأول انتخابات في تاريخ البلاد، كان إجراؤها مقرراً في ديسمبر (كانون الأول).

بعد عامين على استقلاله، انزلق جنوب السودان إلى حرب أهلية دامية عام 2013 بين الخصمين سلفاكير (الرئيس) ورياك مشار (النائب الأول للرئيس)، ما أسفر عن مقتل 400 ألف شخص وتهجير الملايين.