الأمم المتحدة ترغب بمراقبة غازات الدفيئة في كل مكان وطوال الوقت

ثاني أكسيد الكربون يتحمل وحده المسؤولية عن نحو 66 % من احترار المناخ (رويترز)
ثاني أكسيد الكربون يتحمل وحده المسؤولية عن نحو 66 % من احترار المناخ (رويترز)
TT

الأمم المتحدة ترغب بمراقبة غازات الدفيئة في كل مكان وطوال الوقت

ثاني أكسيد الكربون يتحمل وحده المسؤولية عن نحو 66 % من احترار المناخ (رويترز)
ثاني أكسيد الكربون يتحمل وحده المسؤولية عن نحو 66 % من احترار المناخ (رويترز)

ترغب الأمم المتحدة في إجراء تعقب مستمر، وفي كل مكان، لغازات الدفيئة المسؤولة عن الاختلالات المناخية، وقد اجتمع لهذه الغاية عشرات الخبراء في جنيف، لإيجاد السبيل الأفضل لبلوغ هذا الهدف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وتسعى «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية» إلى تطبيع طريقة إنتاج المعلومات، وسد الثغرات في المعارف بشأن وجهة انبعاثات غازات الدفيئة، وإنتاج بيانات بسرعة ودقة أكبر بكثير، بشأن تطور الغلاف الجوي للكوكب.
ويقوم الهدف النهائي من هذا المسار على تحسين المعلومات بشأن الاستراتيجيات الرامية إلى مكافحة الاحترار.
وأنهت «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية»، أمس (الأربعاء)، اجتماعاً استمر ثلاثة أيام، في مقرها بجنيف، ضم أكثر من 250 اختصاصياً في شؤون المحيطات والفضاء والمناخ والطقس.
وقال هوغو زونكر من برنامج «كوبرنيكوس» الأوروبي لمراقبة الأرض إن «التغير المناخي هو أكثر التحديات إثارة للقلق والأكثر استدامة في عصرنا». وأضاف: «إذا لم نفهم كيف يتغير المناخ وأي مخاطر تؤدي لها هذه التغيرات، فلن يمكننا التخطيط لمستقبل مستدام وقادر على الصمود».
وذكّرت «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية» بأنه «في الوقت الحالي، لا يوجد على المستوى الدولي تبادل شامل وسريع للبيانات المأخوذة من عمليات مراقبة غازات الدفيئة على السطح وفي الفضاء».
وغازات الدفيئة الثلاثة الرئيسية هي: ثاني أكسيد الكربون والميثان وأول أكسيد النيتروجين. ويتحمل ثاني أكسيد الكربون لوحده المسؤولية عن نحو 66 في المائة من احترار المناخ.
https://twitter.com/UN_News_Centre/status/1620827917059067919?s=20&t=5z8KAm2cdfgqmfNRL4roiQ
كذلك ثمة ثغرات في المعارف المتعلقة بدور آليات امتصاص ثاني أكسيد الكربون (ما يُعرف بـ«مصرف الكربون» أو «بالوعة ثاني أكسيد الكربون»)، من بينها غابات الأمازون والمحيطات ومناطق التربة الصقيعية.
وقال رئيس «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية»، بيتيري تالاس: «ثمة غموض كبير بشأن المكون الأرضي لثاني أكسيد الكربون، وهو مصدر للكربون ومصرف له في آن معاً، والعامل المجهول الثاني هو الميثان».
وأشار تالاس إلى أن حصيلة 2021 للمنظمة بشأن غازات الدفيئة، التي نُشرت خلال «قمة الأمم المتحدة المناخية» (كوب27) في مصر، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أظهرت الازدياد السنوي الأكبر لتركيز الميثان منذ 1980، و«لا نفهم بالكامل السبب الكامن وراء ذلك».
وتطور «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية» مفهوماً مرتبطاً بالبنية التحتية المنسقة لمراقبة غازات الدفيئة على المستوى الدولي. ومن شأن الإطار الجديد أن يسهّل أنظمة مراقبة غازات الدفيئة على سطح الأرض وفي الفضاء، مع معايير مشتركة ونفاذ أسرع إلى البيانات.
وتأمل «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية» في أن «تدعم البيانات المتأتية من نظام كهذا الوصول إلى معلومات كمية صلبة».
وفي إطار «اتفاق باريس»، عام 2015، بشأن التغير المناخي، وافقت البلدان على تحديد سقف للاحترار المناخي ليكون «أدنى بكثير» من درجتين مئويتين إضافيتين، مقارنة مع المستويات المسجَّلة بين 1850 و1900، ودرجة مئوية ونصف الدرجة، إذا أمكن. وسيوفر نظام المراقبة أيضاً فهماً أفضل لدورة الكربون الكاملة.
وأوضح المسؤول عن هذه المسائل في المنظمة، لارس بيتر ريشوغارد، أن ثمة معرفة جيدة حالياً بكمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة. وقال: «نعرف بشكل عام كمية النفط والغاز التي نستخرجها. يمكننا أن نفترض أنها تحترق كلها». وشدد على أن «بعضها يدخل سطح الأرض، والبعض الآخر يدخل المحيط. نفهم مجموع هذين العنصرين، لكن ليس المكونات الفردية».
ولفت ريشوغارد إلى أنه من الضروري فهم النظام ككل، إذا أردنا أن نكون قادرين على التخفيف بشكل فعال من آثاره الضارة. ويجب أيضاً إيجاد تمويل موثوق به.
تعتمد معظم تدابير رصد غازات الدفيئة الحالية بشكل كبير على القدرات البحثية والتمويل، التي غالباً ما تكون متقطعة للغاية، ما يجعل المراقبة العالمية المستمرة «صعبة التحقق»، بحسب «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية».


مقالات ذات صلة

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي جندي من قوات «اليونيفيل» في برج مراقبة قرب قرية مارون الراس اللبنانية (إ.ب.أ)

إصابة 4 من جنود «اليونيفيل» الإيطاليين في لبنان وروما تُحمّل «حزب الله» المسؤولية

أصيب 4 جنود إيطاليين في هجوم على مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان «اليونيفيل» ببلدة شمع جنوب لبنان، وفق ما أعلن مصدران حكوميان، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، اليوم (الجمعة)، مجدداً إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» بشكل كامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي هاربون من الحرب بلبنان يعبرون منطقة المصنع التي استهدفتها إسرائيل (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: الغارات على تدمر هي «على الأرجح» الأسوأ في سوريا

قالت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أمام مجلس الأمن: «ازدادت الغارات الإسرائيلية في سوريا بشكل كبير، سواء من حيث الوتيرة أو النطاق».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

آل الشيخ يتوج بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً»

تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)
تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

آل الشيخ يتوج بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً»

تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)
تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)

ملصق يحمل صورة تركي آل الشيخ بمناسبة فوزه

تُوّجَ تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير» خلالَ حفل جوائز «MENA Effie Awards»، ضمن فعاليات «موسم الرياض»، تقديراً لإسهاماته البارزة في دعم وتطوير قطاع الترفيه في المملكة.

وتعدُّ الجائزةُ من أبرز الجوائز في مجال تقييم التأثير والإنجازات الإبداعية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تسلط الضوء على الشخصيات التي قدمت مساهمات استثنائية وذات تأثير عميق خلال العقد الأخير. ويُعد فوز آل الشيخ بالجائزة تأكيداً لمكانته بوصفه من أبرز القيادات المؤثرة عالمياً في قطاع الترفيه.