تضارب حول السيطرة على فوغليدار الجبهة الجديدة في دونيتسك

المستشار الألماني: حرب أوكرانيا لن تتحول صراعاً بين روسيا و«الناتو»

رجل يتحدث على هاتفه أمام لوحة جدارية تصور صاروخاً طائراً ورساماً وسط كييف أمس (أ.ف.ب)
رجل يتحدث على هاتفه أمام لوحة جدارية تصور صاروخاً طائراً ورساماً وسط كييف أمس (أ.ف.ب)
TT

تضارب حول السيطرة على فوغليدار الجبهة الجديدة في دونيتسك

رجل يتحدث على هاتفه أمام لوحة جدارية تصور صاروخاً طائراً ورساماً وسط كييف أمس (أ.ف.ب)
رجل يتحدث على هاتفه أمام لوحة جدارية تصور صاروخاً طائراً ورساماً وسط كييف أمس (أ.ف.ب)

أكّدت موسكو أنّ قواتها تتقدّم قرب مدينة فوغليدار، مركز القتال الجديد على خطّ الجبهة في شرق أوكرانيا، حيث احتدمت المعارك مؤخّراً، في إعلان سارعت كييف إلى نفيه.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن دنيس بوشيلين، زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك، قوله إنّ «وحداتنا تواصل التقدّم (...) لقد استحدثت مواقع لها في شرق فوغليدار والعمل متواصل في محيطها».
إلا أنّ المتحدّث المحلّي باسم الجيش الأوكراني ييفغين ييرين، أكّد أنّ الهجمات الروسية في هذه المنطقة فشلت. وقال إنّ القوات الأوكرانية تمكّنت من صدّ الروس بفضل «الأسلحة النارية والمدفعية»، مضيفاً أنّ «العدو لم يسجّل نجاحاً وتراجع. لم نخسر مواقعنا». ومن جانبه، أكّد بوشيلين أنّ الجيش الأوكراني تراجع إلى منطقة تضمّ «عدداً كبيراً من المواقع الصناعية والمباني العالية» التي تسهّل عمليات الدفاع. وتابع: «إذن ننطلق من مبدأ أنّ العدو سيقاوم».
بدورها، أدلت وزارة الدفاع الروسية ببيان زاد من اللّبس المخيّم على هذه المسألة. وقالت الوزارة إنّ قوّاتها «سيطرت على مواقع مؤاتية أكثر» في فوغليدار وألحقت خسائر بالقوات الأوكرانية.
يشار إلى أن فوغليدار، المدينة المنجمية التي كانت تعدّ 15 ألف نسمة قبل بدء الغزو الروسي، تقع على بُعد 150 كلم إلى الجنوب من باخموت، المدينة الواقعة أيضاً في شرق البلاد، وحيث تدور معارك طاحنة بين القوات الأوكرانية والجيش الروسي الذي يحاول السيطرة عليها منذ أكثر من 6 أشهر، متكبّداً خسائر فادحة.
وأوضح بوشيلين أمس (الاثنين)، أنّ «معارك شرسة» تدور قرب باخموت، وأنّه «من المبكر جداً» التحدث عن تطويق المدينة من جانب القوات الروسية. كما قال متحدث عسكري أوكراني آخر، هو سيرغي تشيريفاتي، إنّ هناك «معارك دائرة، نحافظ على خطوط الدفاع ونكبّدهم خسائر».
في سياق متصل، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، أن بلاده لن تسمح بتحول الحرب في أوكرانيا إلى صراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. وقال شولتس، الأحد بعد لقائه الرئيس التشيلي في إطار جولة له في أميركا اللاتينية: «لقد أسهمنا في ضمان عدم حدوث تصعيد للصراع، لأن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على العالم بأسره. سيؤدي ذلك على سبيل المثال إلى حرب بين روسيا ودول الناتو، وهذا لن يحدث، وسنمنعه بكل جهودنا. لقد نجحنا حتى الآن وسنواصل القيام بذلك». وأضاف: «الأمر يتعلق بدعم أوكرانيا، إنه يتعلق بإجراء نقاش جدي لاتخاذ القرارات التي يجب اتخاذها، وهذا ينبغي ألا يكون منافسة (لمعرفة) من يرسل أسلحة أكثر».
وأوضح شولتس في سانتياغو دي تشيلي، أنه والرئيس الأميركي جو بايدن يرفضان «إرسال قوات إلى أوكرانيا»، تجنباً لتصعيد الصراع. كما قال المستشار الألماني الأحد، إن بلاده لن ترسل مقاتلات إلى أوكرانيا.
وبعد أسابيع عدة من التردد، وافقت برلين على إرسال 14 دبابة «ليوبارد 2» ألمانية الصنع إلى أوكرانيا. وأشار الزعيم الألماني إلى أن بلاده «قدمت الدعم، مثل بلدان أخرى، في شكل شحنات مالية وإنسانية وأسلحة. هذا هو التزامنا». وشدد شولتس على أنه «لا يوجد بلد يدعم أوكرانيا أكثر من ألمانيا».
من جهته، وعد الرئيس التشيلي غابرييل بوريك بـ«المساهمة في السلام»، عبر حل «متعدد الأطراف». وكان المستشار الألماني قد وصل بعد ظهر السبت، إلى بوينس آيرس في إطار جولته بأميركا اللاتينية، وزار تشيلي الأحد، قبل أن يتوجه من الاثنين حتى الأربعاء، إلى البرازيل، أكبر اقتصاد في القارة. وبذلك سيكون أول زعيم غربي يلتقي الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا منذ إعادة انتخابه.


مقالات ذات صلة

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا ترمب وزيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: ترمب قادر على وقف بوتين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس إن بمقدور الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أن يحسم نتيجة الحرب المستعرة منذ 34 شهرا مع روسيا،

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناة تلغرام)

زيلينسكي: عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب قد يساعد في إنهاء حرب أوكرانيا

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يساعد على إنهاء الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا صورة من مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية 7 نوفمبر 2024 يُظهر جنوداً من الجيش الروسي خلال قتالهم في سودجانسكي بمنطقة كورسك (أ.ب)

روسيا: كبّدنا القوات الأوكرانية خسائر جسيمة على محور كورسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي استهدف القوات المسلحة الأوكرانية بمقاطعة كورسك، وكبّدها خسائر فادحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.